كشفت مصادر إعلامية ألمانية عزم البرلمان الألماني مناقشة الدعوى المرفوعة أمام القضاء ضد العلامة السعودي الشيخ عبد الله بن جبرين والمتهم فيها بالتحريض على العنف و"الإرهاب".

وقالت مجلة دير شبيجل الألمانية إن برلمانيين ينتمون إلى حزب الخضر طرحوا استفسارات جدية بشأن كيفية دخول ابن جبرين إلى ألمانيا وعن دور العائلة الحاكمة في السعودية بهذه القضية.

وفي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني استغربت المجلة من بقاء العلاّمة ابن جبرين بأحد المستشفيات الألمانية 'بكل طمأنينة، زاعمة أنه مصدر إلهام لمتشددين و"إرهابيين" شارك بعضهم في أحداث 11 سبتمبر' على حد زعم المجلة.

وجدد التقرير مزاعمه بأن 'كره ابن جبرين للأقليات المذهبية للمسلمين يصل إلى درجة إصدار الفتاوى بقتلهم'. وفقًا لما قالته دير شبيجل.

ويعد العلامة ابن جبرين من كبار علماء المملكة العربية السعودية والعالم الإسلامي المشهود لهم بالاعتدال والوسطية في اتباعه للدليل من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

وتوقع تقرير المجلة حدوث ضجة داخل 'البوندستاغ' نتيجة طرح الاستفسارات البرلمانية على الحكومة الألمانية بشأن حصول ابن جبرين على حماية الشرطة بعد الدعوى القضائية ضده والتي رفعها المهاجر العراقي الشيعي علي السراي.

وقد رفع الشيعي علي السّراي دعوى قضائية لدى السلطات الألمانية المختصة ضد العلامة ابن جبرين بتهمة "التحريض على الإرهاب وإبادة الجنس البشري".

وبالتعاون مع فريق من المحامين وبمساعدة عدد من المترجمين للأدلة والوثائق الخاصة بفتاوى فضيلة الشيخ قام السّراي برفع الدعوى المشار إليها, مطالبًا السلطات الألمانية المختصة بسرعة إلقاء القبض على "ابن جبرين".

وكان الشيخ "ابن جبرين"، قد أصدر بيانًا نشر على موقعه, أدان فيه الهجمة الشرسة التي يتعرض لها أهل السنة في العراق على أيدي المليشيات الشيعية، الموالية لإيران، ودعا فيه الأمة الإسلامية لنصرتهم, وذكّر بمواقف الشيعة المخزية ضد السنّة على مدار التاريخ.

وقال الشيعي علي السّراي في دعوته القضائية، مستعديًا الأمن الألماني على الشيخ: إن فضيلة الشيخ يشكل خطرًا حقيقيًا على الأمن الألماني، وعلى الأمن والسلام العالميين، معتبرًا أن فتاواه لا تقل خطورة عن الأسلحة الفتاكة. وفق قوله.

ملاحقات:

من جهته أكد المتحدث الرسمي للقضاء الألماني في حديثه إلى مجلة 'شبيغل أونلاين' أن القضية المرفوعة ضد ابن جبرين سيتم دراستها في كل الأحوال، ومن كل الجوانب ليطاله القضاء سواء كان في ألمانيا أم خارجها.

وكان العلامة "ابن جبرين" قد عاد للمملكة على نحو عاجل مطلع الأسبوع الماضي بعد ساعات على انتهاء محادثات رسمية بين وزيري الداخلية السعودي والألماني في الرياض.

دعاوى ضد 40 عالمًا سعوديًا:

من جانبه كشف السراي أن لجنته بصدد ملاحقة 40 مفتيًا سعوديًا آخرين أمام المحاكم الدولية في أوروبا والولايات المتحدة بتهمة التحريض على "الإرهاب".

ونصح السراي هؤلاء العلماء بالتفكير مرتين قبل سفرهم خارج المملكة 'لأنهم سيكونون ملاحقين قانونيًا في كل مكان يذهبون إليه في أوروبا' على حد تعبيره.

إجراء غسيل كلوي للشيخ "ابن جبرين" وإيقاف "المضادات":

وعلى صعيد تطورات حالة الشيخ الصحية فقد صرّح مكتب العلامة "ابن جبرين" بأن الشيخ مازال يرقد في العناية المركزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض ويلقى اهتمامًا بالغًا من إدارة المستشفى والفريق الطبي المعالج.

وأضاف بيان المكتب: "بتنسيق ومتابعة من مدير التشريفات سعادة الأستاذ عبد الرحمن بن إبراهيم الشريم عقد أمس اجتماعًا ضم الأطباء المشرفين على علاج الشيخ برئاسة الدكتور وفيق محمود استشاري العناية المركزة, حيث استعرض الأطباء حالة الشيخ وما طرأ عليها من تغيير بعد عودته من ألمانيا".

وقال البيان: "رتب الأطباء الألمان له برنامجًا علاجيًا للقضاء على البكتيريا الموجودة في الرئة، وقرروا أن يسير عليه الأطباء هنا، وقد رأى الأطباء الاستمرار على المضادات حتى تكمل مدتها وهي أسبوعان على الأقل، ولكون بعض المضادات قوية فقد أثرت جزئيًا على عمل الكلى، ما أدى لتجمع السوائل في جسم الشيخ، وهذا ما جعل الأطباء يفكرون في حلين عاجلين لهذه المسألة:

أولهما: إيقاف المضادات الحيوية التي يتوقع أنها أثرت على الكلى.

والثاني: إجراء غسيل كلوي مؤقت لإخراج السوائل بصورة سريعة.

ويطمئن الأطباء بأن هذا الإجراء مؤقت بإذن الله وأن ضعف وظائف الكلى يحدث كثيرًا بسبب بعض الأدوية ثم يعود بإذن الله بعد مدة لصورته الطبيعية" .

وتابع البيان: "رغم كون هذا الإجراء مزعجًا لمحبي الشيخ من أقاربه وطلابه إلا أننا لا نملك إلا الدعاء أن يعافي الله الشيخ ويرده صحيحًا سليمًا عاجلاً غير آجل, وأن يجعل ما أصابه رفعة لدرجاته وتكفيرًا لسيئاته".