نظم العشرات من طلاب رابطة "العمل الإسلامي" بجامعة القاهرة، ظهر اليوم، وقفة احتجاجية داخل الجامعة، نددوا فيها بقرار وزير التعليم العالي هاني هلال بمنع المنتقبات من دخول المدينة الجامعية إلا بعد كشفه.

وقال المحتجون: "بالأمس فاروق حسنى يحارب النقاب واليوم شيخ الأزهر يتمم مسيرته، والآن قرار وزير التعليم العالي ضد المنتقبات"، مطالبين هلال وطنطاوي بالاعتذار للمنتقبات.

من جهته، حاول أمن الجامعة إحباط الوقفة بتفريق الطلاب، ما تسبب فى حدوث مشادات بين الأمن والمحتجين الذين طالبوا بعودة الطالبات المنتقبات إلى السكن فى المدينة الجامعية دون إجبارهن على خلع النقاب، خاصة أن من بينهن طالبات حصلن على تقديرات مرتفعة خلال السنة الجامعية الماضية.

وطالب المحتجون إدارة الجامعة بتعيين سيدات للعمل داخل المدينة الجامعية للكشف عن هوية المنتقبات، ولم تنفض الوقفة الاحتجاجية إلا بعد علم الطلاب بإلقاء الأمن القبض على زميلهم محمد فتحى.

ردود أفعال على قرار شيخ الأزهر:

وقد توالت ردود أفعال وسائل الإعلام الغربية حول أزمة النقاب التي فجرها قرار شيخ الأزهر محمد سيد طنطاوي، بحظر ارتداء النقاب داخل المعاهد الأزهرية والجامعات.

فمن جانبها قالت CNN: إن كثيرًا من المصريين يرون في قرار شيخ الأزهر محاولة لمواجهة ما أسمته "الاتجاهات المتشددة" من الإسلام والتي تتنامى بشكل كبير، بعد أن اتجهت العديد من الفتيات الصغيرات فى مصر إلى ارتداء النقاب.

ونقلت عن محمد البلتاجى، عضو مجلس الشعب، عن جماعة الإخوان المسلمين قوله: إنه "من غير المقبول معاملة النقاب على أنه أمر سيئ يجب أن يتم قمعه، وكذلك من غير المقبول انتهاك الشئون الخاصة بهذه الطريقة، فالأمر يتعلق بالاختيار الشخصي ولا يجب أن يتم حظره من قبل شيخ الأزهر".

دمية حكومية:

وتضيف "سي ان ان" أنه نظرًا لأنه معين من قبل رئيس الجمهورية، فإن شيخ الأزهر لا يعتبر أكثر من مجرد تابع للحكومة المصرية التي وصفتها بـ"الاستبدادية"، ويتعرض للسخرية من كل من المنتقدين الدينيين والعلمانيين للحكومة باعتباره "دمية حكومية" على حد تعبيرها.

من ناحية أخرى، علقت صحيفة "جلوب آند ميل" الكندية على دعوة الملتقى الإسلامي الكندي لحظر الحجاب والنقاب، قائلة: إن المنع والحظر ليس الحل.

قلق من تنامي الفكر السلفي:

أما صحيفة واشنطن تايمز اليمينية الاتجاه فاعتبرت حظر ارتداء الطالبات للنقاب فى المدارس والمعاهد الأزهرية، "دليلاً دامغًا على مدى قلق الحكومة المصرية إزاء انتشار ظاهرة ارتداء المصريات للنقاب، لأنها إن دلت على شيء فإنما تدل على تنامي مد الفكر السلفي في مصر".

لكن الصحيفة أكدت أن قرار طنطاوي لم ينجح فى إقناع المنتقبات بالتخلي عن موقفهم، وتنقل الصحيفة عن إحدى المنتقبات قولها: "أنا لا أفهم وجهة نظرهم، فإن كان هذا قراراً أمنياً فنحن نستطيع رفع النقاب وكشف وجوهنا وتقديم بطاقات الهوية عند الدخول إلى الحرم الجامعي".

كما كشفت واشنطن تايمز عن تلقي حارس أمن الجامعات أوامر بمنع المنتقبات من الدخول إلى بيت الطالبات، حتى وإن أظهرن وجههن وأبرزن بطاقات الهوية.

ونقلت الصحيفة عن حسام بهجت، المدير التنفيذى للمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، قوله: إنه تلقى الكثير من الشكاوى قدمتها الطالبات اللاتى منعن من دخول بيوت الطالبات التابعة لجامعة القاهرة.

وقال إن هناك اتجاهًا سائدًا لمنع الطلاب الذين يعرفون بميلهم للمعارضة من الإقامة فى المنشآت التابعة للجامعات المصرية، خاصة هؤلاء الذين ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين، ولكن تذكر الصحيفة أن النقاب ليس مرتبطاً بنهج جماعة الإخوان المسلمين التى تدافع عن تحول سلمى إلى حكومة إسلامية من خلال انتخابات نزيهة وحرة.

وترجع واشنطن تايمز انتشار ما تسمية "ظاهرة" ارتداء النساء للنقاب فى مصر إلى ما أسمته "رواج تعاليم المدرسة السلفية فى البلاد"، بعد أن صدرته المملكة العربية السعودية لها.

وتنقل الصحيفة عن ضياء رشوان، الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قوله: إن "هناك مخاوف حكومية إزاء انتشار الفكر السلفي في مصر. وهناك اتجاه علماني سائد فى الحكومة والنقاب يقف صارخاً ضده، كما أن الأزهر لطالما كان حذراً من الاتجاهات الأخرى التى تتحدى شرعيته".