قال النائب اللبناني، وليد جنبلاط، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، إن تحالفه مع قوى"14 آذار" كان للضرورة ولا يمكن أن يستمر.
وأضاف جنبلاط، وفق ما أوردته هيئة الإذاعة البريطانية الـ BBC، أنه لابد من عودته إلى جذوره اليسارية.
وأشار جنبلاط، خلال اجتماع استثنائي للجمعية العمومية لحزبه ببيروت، إلى أن الجيش السوري انسحب من لبنان "ويكفي بكاءً على الأطلال"، مشددًا على الحاجة لوجود علاقات مميزة مع دمشق.
يشار إلى أن هذا الانفتاح على سوريا من جانب جنبلاط، والذي يمثل انقلابًا على مواقفه السياسية السابقة المنتقدة لدمشق، كان قد سبقه انفتاح مماثل من الزعيم المسيحي المعارض، النائب ميشال عون، الذي أعلن "فتح صفحة جديدة" مع دمشق، وذلك إثر لقائه الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق.
وكان جنبلاط قد دعا، في حديث صحافي نشر مؤخرًا، إلى فتح صفحة جديدة مع سوريا, مشيرًا إلى احتمال قيامه بزيارة إلى دمشق,
وانسحبت سوريا من لبنان في أبريل 2005 بعد وجود عسكري لمدة ثلاثين عامًا تخللته، لا سيما خلال العقد الأخير، هيمنة واسعة على القرار السياسي.
وكان جنبلاط حليفًا لسوريا خلال وجودها في لبنان، ثم أصبح مناهضًا لها قبل انسحابها خصوصًا بعد محاولة اغتيال النائب مروان حمادة (من كتلته النيابية) ثم اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري الذي كان متحالفًا معه، حيث اتهم جنبلاط سوريا بهاتين العمليتين، بالإضافة إلى سلسلة اغتيالات طالت شخصيات أخرى سياسية وإعلامية مناهضة لسوريا في لبنان.
معادلة بري:
وعلى صعيدٍ آخر كان الوزير اللبناني السابق، وئام وهاب قد قال، في وقتٍ سابق، عقب لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري: "زرت دولة الرئيس بري لإطلاعه على سلسلة اتصالات قمنا بها في الأيام الماضية، خصوصًا أنه كان السّباق إلى طرح إزالة الحواجز التي أقيمت خلال السنوات الأربع الماضية، وهناك كثير من الأمور كان رهان دولة الرئيس بري عليها في مكانه".
وأضاف "وهذا الرهان أثبت صحته خلال الأيام الماضية، خصوصًا بعد الانتخابات النيابية. وهذا الرهان مكن اللبنانيين من تجاوز أي نتائج سلبية لهذه الانتخابات، وأبقى أجواء التوافق قائمة، ولم يشعر أحد بأنه رابح على أحد، ولم يشعر أحد بأنه خاسر أمام أحد بعد الانتخابات، وهذا بفضل معادلة ابتكرها الرئيس بري، وقد يكون ساعده في ذلك الوزير جنبلاط وآخرون". الأسد يرعى الطائفة الدرزية:
وفي ردٍ على سؤال حول إمكانية زيارة جنبلاط لسوريا، قال وهاب "الزيارة قائمة، وأبواب سوريا مفتوحة في وجه كل اللبنانيين من دون استثناء، وأؤكد لكم أن النائب جنبلاط سيكون قريبًا في دمشق، بدون وسيط وبدون أحد وبدون تدخل، هو على طريقته".
وأضاف: "جنبلاط ليس في حاجة إلى تطمينات، فسوريا لم تضمر يومًا الشر لوليد جنبلاط، ولسوريا علاقة خاصة به هي التي تضمن إعادة التقارب بينهما، وهي التي ستتوصل إلى معالجة كل هذا الملف الدرزي".
وأكد وهاب أن الرئيس السوري بشار الأسد "لديه شعور خاص تجاه الطائفة الدرزية، وهي بكل فئاتها واتجاهاتها تحظى برعايته"، على حد قوله.