اتفقت أفغانستان وباكستان وطاجيكستان اليوم الخميس على تنسيق الجهود والتعاون في المعركة ضد الإسلاميين.

وأكد رؤساء الدول الثلاثة عقب قمة في طاجيكستان أن الأمن مسألة رئيسية لكنهم قدموا القليل من التفاصيل حول ما ناقشوه خلال اجتماعهم.

وتخشى القوى الإقليمية من أن تصاعد وتيرة الحرب في أفغانستان قد يزعزع السلام الهش في آسيا الوسطى وهي منطقة سوفيتية سابقة تقع على طريق إمدادات مهم للقوات الأمريكية العاملة في أفغانستان.

وقال الرئيس الطاجيكي إمام علي رحمانوف بعد محادثات مع نظيره الباكستاني آصف علي زرداري والأفغاني حامد كرزاي: "أعطينا الاهتمام الأول لقضايا الأمن المشتركة".

وأردف: "أبدت الدول الثلاث حماسة للتعاون في مواجهة كل التهديدات والتحديات مثل "الإرهاب" وكافة مظاهره".

ولإبراز تطلعات روسيا للقيام بدور أكبر في أفغانستان من المقرر أن يصل الرئيس الروسي دميتري ميدفيدف إلى طاجيكستان في وقت لاحق اليوم للاجتماع بالرؤساء الثلاثة.

وثارت مخاوف كل من روسيا والغرب بعد أن أعلنت دول آسيا الوسطى عن وقوع سلسلة من الاشتباكات منذ مايو مع إسلاميين.

ويعتقد محللون أمنيون أن بعض عناصر طالبان الذين ينحدرون من المنطقة والذين أعادوا تنظيم صفوفهم بسبب القتال العنيف في المناطق القبلية في أفغانستان وباكستان ربما شرعوا في العودة إلى آسيا الوسطى.

وقال زرداري وكرزاي وهما إلى جوار الرئيس الطاجيكي في مقر إقامته الرسمية خارج العاصمة دوشنبه إنهما على استعداد لمزيد من التعاون في المنطقة.

وقال كرزاي: "بحثنا الكثير من القضايا بشأن الأمن والاستقرار في أفغانستان والمنطقة.. ستساند أفغانستان تمامًا وستبذل كل الجهود والمساعي المطلوبة لتنفيذ المسائل التي بحثناها".

ويقول مسؤولون: إن الهجمات الأخيرة التي شهدتها المنطقة من تدبير الحركة الإسلامية في أوزبكستان التي ترتبط بالقاعدة ويتزعمها طاهر يولداشييف أكثر رجل مطلوب في آسيا الوسطى.

ولكن جماعات حقوق الإنسان تقول: إن حكومات المنطقة المقسمة إلى خمس دول بالغت في حجم المشكلة وتستخدمها كذريعة للحمل على المنشقين السياسيين.

عملية سرية على الحدود الطاجيكية:

وقد أطلقت طاجيكستان عملية عسكرية سرية على طول حدودها الجنوبية وصفتها مصادر دبلوماسية غربية بأنها مخصصة لمنع انتقال المعارك في باكستان وأفغانستان إلى الدولة السوفياتية السابقة ذات الأغلبية المسلمة.

وقالت هذه المصادر: إن السلطات الأمنية الطاجيكية بدأت منذ مايو الماضي إجراءات أمنية مشددة على طول حدودها مع أفغانستان تحت غطاء تهريب المخدرات. لكن الأمر - وفقًا للمصادر الدبلوماسية ولسكان مرتفعات بامير - يتعلق بمواجهة عناصر مسلحة موالية لحركة طالبان بشقيها الباكستاني والأفغاني.

وأشارت المصادر إلى أن القوات الطاجيكية اشتبكت بالفعل مع مجموعات مسلحة في المناطق الحدودية.

وصرح دبلوماسي غربي رفيع المستوى في طاجيكستان بأن شيئًا ما يحدث في المناطق الحدودية على صلة وثيقة بالمخاوف الأمنية من احتمال انتقال معارك سوات إلى طاجيكستان.

وتتذرع السلطات الطاجيكية في هذه المخاوف بوجود مقاتلين من حركة طالبان من أصل طاجيكي شاركوا في معارك سوات الأخيرة ضد الجيش الباكستاني وقد يفكرون في الهرب إلى مناطقهم الأصلية داخل طاجيكستان.