توجه الناخبون اللبنانيون اليوم الأحد للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية التي يعتبرها المراقبون فاصلة في مستقبل الحياة السياسية بلبنان، وذلك وسط تقارب كبير بين الفريقين المتنافسين.
وذكرت مصادر لبنانية مطلعة أن الإجراءات الفنية والأمنية تمت وفقًا للخطط الخاصة بالاستعدادات لفتح مراكز الاقتراع وبدء عمليات التصويت، وتسلم مسئولو الانتخابات صناديق الاقتراع التي نقلت إلى نقاط التصويت.
ويأمل المواطنون اللبنانيون أن تسير عملية التصويت في هذه الانتخابات التي يتنافس فيها نحو 700 مرشح بهدوء ودون حوادث تؤثر على سلامتها، بعدما اختتمت الحملات الانتخابية بسلام.
وأشارت الجزيرة نت إلى أن هناك مراقبين من الخارج سيشرفون على الانتخابات مثل المعهد الوطني الديمقراطي الذي تقوده وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت، ومؤسسة كارتر التي يرأسها الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر، وبعثة المجموعة الأوروبية، والهيئة المشرفة على الانتخابات، وهي هيئة جديدة استحدثتها الحكومة اللبنانية وتتبع وزارة الداخلية.
30 مقعدًا في المناطق المسيحية تحسم نتائج التصويت
ويشير المراقبون إلى أن الصراع الانتخابي سيتركز على حوالي 30 مقعدًا غالبيتها في المناطق المسيحية، وذلك نظرًا لوضوح الرؤية فيما يتعلق بغالبية الدوائر الانتخابية، على أساس تقسيمها من جهة والتحالفات بين التيارات السياسية من جهة أخرى.
ويتبادل الفريقان المتنافسان الاتهامات باستعمال المال في هذه الانتخابات وبانتهاك القوانين المنظمة للتنافس فيها، ووصلت المشاحنات إلى حد اتهام قوى مسيحية بالمعارضة لرئيس الجمهورية ميشال سليمان بالتدخل في الانتخابات ودعم مرشحين في جبيل متحالفين مع قوى 14 آذار، إلا أنه نفى هذه الاتهامات.
الكاردينال صفير يتخذ موقفًا مناهضًا لحزب الله
بطريرك الموارنة في لبنان الكاردينال نصر الله بطرس صفير أنه مقتنع بأن لبنان يواجه تهديدًا وجوديًا، وهو ما اعتبره المراقبون إشارة إلى عدم نية الموارنة في دعم حزب الله وحلفائه عشية الانتخابات البرلمانية.
وقال البطريرك صفير في تصريحات نقلتها الوكالة الوطنية للإعلام: "نحن اليوم أمام تهديد للكيان اللبناني ولهويتنا العربية وهذا خطر يجب التنبه له، ولهذا فإن الواجب يقتضي علينا أن نكون واعين لما يدبر لنا من مكائد ونحبط المساعي الحثيثة التي ستغير إذا نجحت وجه بلدنا".
وحذر الكاردينال صفير من خطورة فوز حزب الله وحلفائه في الانتخابات وقال: "إذا انتقل الثقل السياسي إلى 8 آذار فإن هناك أخطاء سيكون لها وزنها التاريخي على المصير الوطني".
وتتسم علاقة صفير البالغ من العمر 89 عامًا مع حزب الله بالتوتر، علمًا بأن الحزب هو الحليف الرئيسي للزعيم المسيحي ميشال عون الذي يرأس حاليًا أكبر كتلة مسيحية في البرلمان اللبناني المؤلف من 128 نائبًا.
ومن المنتظر أن تقرر أصوات عون المسيحية نتائج الانتخابات الأحد وستقرر ما إذا كان تحالف "14 آذار" المدعوم من الولايات المتحدة بقيادة السياسي السني سعد الحريري سيحتفظ بالأغلبية أم أنه سيفقدها لصالح حزب الله وحلفائه.