الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية abo saraa

    abo saraa تقول:

    Thumbs down رسالة إلى مطفش الأجيال

    بغيضةهي الحياة حين تلقي مراسينا في مينائك ، وتزداد بغضا حين نرسو أكثر من عام .. ولست أدري كيف أذكرك بتلميذك الذي لم تحبّه قط ، وما نزلت عليه رحمة من لدنك طوال فترة مكوثه لديك ، ما كنت أحسبني سأكتب لك يوما ، ولكني الآن في هذه اللحظة بأمس الحاجة إلى تحرير مشاعر السخط في نفسي . أتذكر حين كنت أغرقك بالأسئلة ؟ وأنت تتأذى مني وتتأفف من إلحاحي ، ما شعرتُ يوما أن أحدًأ يحب العلم مثلي ، لكنك كبّت كل رغبة في نفسي للاستزادة : ( اسكت يا ولد ، المنهج طويل لا تضيع وقتي ، اسئلتك تافهة ، أمثالك لن يفلحوا أبدًا ، ما فائدة هذه الأسئلة وانت غبي لا يمكنك أن تتفوق ؟ )
    عباراتك جعلتني أمقتك من الأعماق ، وكرهت معك المدرسة ، ولم أصارح نفسي بهذه الحقيقة بل كنت أسعى دوما لبث روح الدعابة في حصصك بعد أن ملأتها علينا عبوسا وتقطيبا حتى سماك زملائي : عبوسا قمطريرا ، ولكن دعابتي كانت تنقلب ضدي !! فأصبحت في نظرك قليل الأدب ، وحتى
    أهلي المساكين لم يفلحوا في تربيتي كما زعمت ، وأصمت صمت المهزوم ، فأنا يجب أن أكون أكبر من أن أستجدي العطف من أحد ، وأغلق على نفسي جروحها ، يمنعني إبائي أن أبوح بما في نفسي .. بمعاناتي ، وتظل الضغوط تنغرس في قلبي ، وانتظر يوما تنقشع فيه الغيمة السوداء من سماء حياتي ، فيحيلني الانتظار هيكلا يترقب بارقة الأمل على قارعة الطريق ، ولكني .. قررت .. رغم توقعاتي الأكيدة بأن قراري سيقتل كل طموحاتي ؛ تركت المدرسة ، بل قل : فررت منها ، والتحقت بالجيش مع حسرة أبي ونحيب أمي .. فلم أكن لأعود لشقوتي من جديد ، كنت سعيدا بقراري ، وسعدت كذلك في عملي .. كلما أثنى علي القائد تذكرتك ، تذكرت فظاظتك .. لم أسمع منك يوما كلمة شكر أو ثناء ! رغم تأكيدك الدائم أن الكلمة الطيبة صدقة ، ودارت الأيام ، وتعرفت إلى الكثيرين أمثالي من أنصاف المتعلمين ، كنا نتسامر في بعض الليالي في المعسكر نتحدث عن معلمينا ، كانوا يضحكون ملء أشداقهم عندما يتذكرون أيام الدراسة ، حتى ليستلقي أحدهم على ظهره عندما يتذكر "" المقالب "" التي كان يدبرها لأستاذه ، أما أنا !! فكانت الغصة تتربع في حلقي ، وأرجو عبرتي ألا تسيل فتحرجني أمامهم ، كنت تتمثل أمامي ببشاعة خلقك ، ونظرتك الجافة ، وألفاظك المجردة من كل معنى تربوي وشخصيتك المهزوزة .
    حقيقة .. لم تكن لك أي هيبة في أعماقي ، كنت أضحك عليك في قرارة نفسي عندما كنت ترسلني إلى الأخصائي الاجتماعي عدة مرات خلال شهر واحد ، دائما تستعين في حل مشكلاتك بالأخصائي ، حتى ضاق بي وصرخ في وجهي مرة بعنف : " ماذا تريدني أن أفعل أكثر من ذلك ؟ انتهت كل لوائح العقـــاب والثواب المـــــسجلة لدي ، أم أن زيــارتك لنا تعجبك ؟"
    أذكر يومها أنني أجبته ببرود : " وهل تظن أن ما فعلته يستحق زيارتي لكم ؟ " فتململ في كرسيه ثم تنحنح ، وتغيرت سحنة الغضب إلى رفق مفاجئ ، ثم وضع يده على كتفي ، وقال بحنان : " يا بني .. أستاذك عصبي ويجب أن تراعي كبر سنه وإرهاقه في سبيل تعليمكم ، اجتهد وحاول أن تكسب ودّه فهو طيب للغاية " ، فقلت في نفسي : " أقسم أنك تكذب على نفسك ، فأمثال هؤلاء لا يعرفون الطيبة ، ولا يودون كسب القلوب " .
    سنون طويلة مرت على هذه الأحداث ، لكنها تتراءى أمامي كلما ذكروا المدارس والتعليم . أنا الآن متزوج ولي طفلان ابذل كل ما في وسعي لأحبب العلم إليهما ، وهما لله الحمد كذلك ، ولكن هاجس الماضي يرعبني .. عندما يعودان من المدرسة أحتضنهما بقوة لأمتص كل ألم قد يسببه أمثالك لهما ، وأسألهما عن أدق التفاصيل لأعرف كيف يُــرّبــى أبنائي ، وعندما يتناقشان في دروسهما الغضة أحن إلى مقاعد الدراسة ، فيتراءى لي شبحك من جديد ليقول بعنف " لا .

    من ( هموم معلم ) لـــ : وحيدة أحمد عبدالله الملا .






     
  2. الصورة الرمزية المشكاه

    المشكاه تقول:

    افتراضي

    اخي الحبيب
    ابو مرمر
    سلمت يداك التي عودتنا دائما على اختيار الرائع والجميل والمؤثر
    والله لقد أثرت فيني مشاركتك ايّما تاثير
    حتى ان الحروف تناثرت من بين اصابعي
    لتعلن لك عجزها عن الرد
    إلا ان تشكرك جزيل الشكر على ابداعك النيّر
    مشاركة جمعت الكلمة البليغة
    والمشاعر الرقراقة
    فعلا ما احوج الامة الى المربي الليّن
    ( فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ...)
    كنت قد عاتبت احد الاخوة على فظاظته في التعامل مع موظفيه
    فقلت له ناصحا
    ارفق بهم اوما علمت ان نبينا *** امر الانام الرفق بالحيوان
    كتب الله اجرك على هذا الاختيار المتالق
    اعود واكتب لك بحروف العجز
    اتمنى ان ارى اشراقاتك مستمرة في اللمعان في سماء الاحبة







     
  3. الصورة الرمزية ألام الفراق

    ألام الفراق تقول:

    افتراضي

    أبو مرمر تميز وإبداع روعة في الانتقاء ننتظر منك المزيد شكر الله لك حسن صنيعك وجودة اختيارك