الدهاء من صفات العرب المشهورة وهي تفوق الذكاء لـ أنها تقوم علي التحايل والمراوغة فينقلب الموضوع رئساً علي عقب لغاية في نفس الشخص ><
ذكر أن أشعب سافر مع رجل من التجار .. وكان هذا الرجل يقوم بكل شيء من خدمة وإنزال متاع وسقي دواب .. حتى تعب وضجر .
وفي طريق رجوعهما .. نزلا للغداء .. فأناخا بعيرهما ونزلا .. فأما أشعب تمدد على الأرض .. وأما صاحبه فوضع الفرش … وأنزل المتاع .. ثم التفت إلى أشعب وقال : قم احمع الحطب ، وأنا أقطع اللحم .
فقال أشعب : أنا والله متعب من طول ركوب الدابة .. فقام الرجل وجمع الحطب … ثم قال : يا أشعب ! قم أشعل الحطب .
فقال : يؤذيني الدخان في صدري إن اقتربت منه .. فأشعلها الرجل .
ثم قال : يا أشعب ! قم ساعدني لأقطع اللحم .
فقال : أخشى أن تصيب السكين يدي .. فقطع الرجل اللحم وحده .
ثم قال : يا أشعب ! قم ضع اللحم في القدر وأطبخ الطعام .
فقال : يتعبني كثرة النظر إلى الطعام قبل نضوجه .
فتولى الرجل الطبخ والنفخ .. حتى جهز الطعام وقد تعب .. فاضطجع على الأرض .. وقال : يا أشعب ! قم جهز سفرة الطعام .. وضع الطعام في الصحن .
فقال أشعب : جسمي ثقيل ولا أنشط لذلك .
فقام الرجل وجهز الطعام ، ووضعه على السفرة .
ثم قال : يا أشعب قم شاركني في أكل الطعام .
فقال أشعب : قد استحيت والله من كثرة اعتذاري ، وها أنا أطيعك الآن .. ثم قام وأكل .