ذكرت صحيفة "ديلي تلغراف" اليوم الثلاثاء أن الحرس الثوري الإيراني وضع في حالة الاستعداد للحرب، وسط دلائل متزايدة على أن الغرب يتخذ إجراءات مباشرة لعرقلة البرنامج النووي الإيراني.
وقالت الصحيفة إن الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري الإيراني اصدر أوامر وضع قواته في حالة الجاهزية القتالية وبدء الاستعدادات لتوجيه ضربات خارجية وهجمات سرية محتملة، فيما أكد مسئولو أجهزة الاستخبارات الغربية أن طهران شرعت في خطط لنشر صواريخ بعيدة المدى ومتفجرات قوية وبطاريات مدفعية ووحدات حراسة في مواقع دفاعية.
وأضافت أن الأوامر صدرت رداً على الضغوط الدولية المتزايدة بشأن برنامج إيران النووي، وبدأت الاستعدادات للمواجهة في أعقاب التقرير الذي أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الشهر الماضي وقدم ما اعتبره دليلاً على أن إيران تعمل بنشاط لإنتاج أسلحة نووية.
وأشارت الصحيفة إلى أن القيادة الإيرانية تتخوف من تعرض البلاد لهجوم منسّق بعناية من قبل أجهزة الأمن والمخابرات الغربية لتدمير العناصر الأساسية للبنية التحتية النووية لدى طهران، بعد أن أضافت التفجيرات الأخيرة داخل إيران شعوراً متزايداً بالقلق لدى هذه القيادة من أن تكون إيران هدفاً لضربة عسكرية مفاجئة من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة.
وقالت إن علي خامنئي الزعيم الروحي لإيران عمم توجيهات إلى كافة القادة العسكريين ورؤساء أجهزة الأمن والاستخبارات في البلاد باتخاذ التدابير اللازمة لحماية النظام، ورد قائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال جعفري بإصدار أوامر لقواته بإعادة توزيع ترسانتها من الصواريخ بعيدة المدى من طراز (شهاب) في مواقع سرية في مختلف أنحاء البلاد لكي تكون في مأمن من هجمات العدو، واستخدامها لشن هجمات انتقامية.
وكشفت الصحيفة أن سلاح الجو الإيراني شكّل عدداً من وحدات الرد السريع أجرت مناورات واسعة للرد على أي هجوم جوي تتعرض له إيران، بعد إعلان الأخيرة عن إسقاط طائرة تجسس أميركية من دون طيار.
وأضافت أن مسؤولي أجهزة المخابرات الغربية يعتقدون أن لعبة القط والفأر بين إيران والغرب هي المسؤولة عن الهجوم على السفارة البريطانية في طهران الأسبوع الماضي، وقاد إلى قيام لندن بإغلاق السفارة الإيرانية وطرد جميع الدبلوماسيين العاملين فيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن هناك قلقاً متزايداً من قيام إسرائيل بشن عمل عسكري من جانب واحد ضد إيران، بسبب عدم إظهار الأخيرة أي تراجع بشأن برنامجها النووي.
ونسبت إلى مسئول وصفته بالبارز في الاستخبارات الغربية قوله "هناك قلق عميق داخل القيادة العليا للنظام الإيراني من أن بلادهم ستكون هدفاً لضربة عسكرية مفاجئة من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة، ولهذا السبب اتخذت جميع الاحتياطات اللازمة للدفاع عن نفسها بالشكل الصحيح عند وقوع أي هجوم".
وكانت تقارير صحافية كشفت أمس (الاثنين) عن أن حرباً سرية ضد التهديد النووي الإيراني يقودها منشقون دربهم جهاز الموساد الإسرائيلي دخلت حيز التنفيذ بعد أشهر من بقائها في الظل، وتلقت خلايا نائمة منهم في طهران إشارات مشفّرة للتحرك باتجاه أهداف محددة باستخدام قنابل مصنوعة من المواد المنزلية، ونفّذت عشرات الهجمات بالقنابل الحارقة على منازل ومكاتب أبرز العلماء النوويين الإيرانيين.
ورجّحت احتمال قيام الولايات المتحدة بشن غارة جوية على عشرات الأهداف الرئيسية في إيران في غضون أسبوعين، في أعقاب سلسلة الاغتيالات التي هزت نظام طهران مؤخراً، ويُشبته بأنها جرت برعاية الولايات المتحدة وإسرائيل