السبت, 16 نيسان 2011 10:54





السبيل - تامر الصمادي يتخوف مراقبون من إقدام عناصر التيار السلفي الجهادي على خطوة "انتقامية"، إثر اشتباكات جرت بينهم وبين من يوصفون بـ"البلطجية" وقوات الدرك بمدينة الزرقاء أمس الجمعة.
ويتحدث متابعون للحركات الإسلامية عن "خلايا نائمة" للتيار من شأنها أن تقود "عمليات انتقامية" في عمان، بعد حملة المداهمات والاعتقالات التي تعرضت لها قيادات بارزة في "السلفية الجهادية" ليل الجمعة.
الخبير في الحركات الإسلامية محمد أبو رمان يقول لـ"السبيل": "من الطبيعي أن تكون هناك محاولات من قبل شباب التيار للانتقام؛ ردا على أحداث الجمعة. المشكلة الأبرز من وجهة نظري أنه تم اعتقال قيادات بارزة في التيار، دائما ما عرفت بالعقلانية بين هلالين".
لكن أبو رمان يقلل في ذات الوقت من ردة فعل "الجهاديين"، قائلا إن "أعضاء التيار وأنصاره معروفون في الأردن، وهم مراقبون من قبل الأجهزة الأمنية، كما أن التيار لا يمتلك القاعدة الاجتماعية التي تكسبه المتعاطفين".
ويضيف: "الحكومة تقمع التيارات السلمية المطالبة بالإصلاح، وهو ما سيضعها في مواجهة التيارات المتطرفة..". ويرى أبو رمان أن "شباب 24 آذار تعرضوا للاعتداء من قبل أنصار الحكومة وقوات الدرك في وقت سابق، لكنهم لم يردوا على الاعتداء بالمثل، حتى إنهم لم يدافعوا عن أنفسهم، أما السلفيون الجهاديون فهم يمتلكون مراسا انتقاميا مع الأجهزة الأمنية قبل أحداث الزرقاء، حيث يشعرون بالظلم والإذلال؛ لإقدام الأمن على اقتحام منازلهم في أكثر من مناسبة".
وكانت قوات الأمن قد اعتقلت الجمعة العشرات من عناصر "السلفية الجهادية"، بينهم القياديان في التيار أبو محمد الطحاوي والدكتور سعد الحنيطي، على خلفية اشتباكات جرت معهم في ساحة مسجد عمر بن الخطاب، أكبر مساجد الزرقاء.
ويتحدث أبو رمان عن فتاوى صدرت مؤخرا للتيار، يدعو فيها أنصاره "للدفاع عن النفس والأعراض حتى لو تعرضوا للموت"، مؤكدا أن ما جرى في الزرقاء يعزز اتجاه "التيار المتشدد داخل السلفية الجهادية، أو من يوصفون بيمين اليمين في التيار".
ويوضح أن "الأمور تتجه نحو التأزيم، وأن هناك حملة اعتقالات كبيرة ستشهدها الأيام القادمة بحق الجهاديين، فضلا عن تحويل بعضهم إلى القضاء؛ لشعور الدولة باستقوائهم عليها خلال الشهر الأخير".
لكنه يرى أن "الخطأ الفادح في اشتباك التيار مع أنصار الحكومة والدرك، أفقده المكاسب التي حققها خلال الأيام القليلة الماضية بجرة قلم".
أما الخبير في التيارات السلفية حسن أبو هنية، فيقول لـ"السبيل": "ليس من مصلحة الحكومة بالتأكيد استفزاز التيار، فهناك خلايا نائمة في السلفية الجهادية لا يستبعد أن تلجأ إلى عنف أكبر، ردا على استهدافها".
ويضيف: "السلفية الجهادية مقسومة على نفسها في الأردن، فهناك تيار دعوي، وآخر يتبنى المواجهة المسلحة. ما جرى بالأمس سيعطي التيار الأخير الذريعة الكاملة؛ للمضي قدما نحو التطرف"، متابعاً: "كنّا نراهن على دمج التيار في المجتمع، لكن الحكومة على ما يبدو لا تريد ذلك".
ويرى أبو هنية أن الجهات الرسمية تتعامل مع التيار منذ نشأته كملف أمني، داعيا الحكومة إلى إدخال الوساطات للحوار مع قادة "السلفية الجهادية" بهدف سحب فتيل الأزمة على حد وصفه، وقال: "الحكومة أجرت بعض الحوارات في وقت سابق مع هؤلاء القادة، لكن الأمور عادت إلى المربع الأول، وعاد الملف الأمني ليسيطر على الحالة من جديد".
وبينما أعلن مدير الأمن العام الفريق حسين المجالي اعتقال 17 من السلفيين الجهاديين ومتابعة آخرين إثر مهاجمتهم رجال الأمن، قالت مصادر في التيار إن الاعتقالات تجاوزت الـ200، وإن هناك "حملات مداهمات" لمنازل، خاصة في عمان.
وتحدث المجالي عن حماية رجال الأمن لاعتصام السلفيين من مسيرة مناوئة لهم الجمعة، ومنع أي اعتداء عليهم لمدة ساعتين، لكن "السلفية الجهادية" نفت تصريحات المجالي، قائلة إن "قوات الدرك شاركت البلطجية في الاعتداء على المعتصمين، ما دفعهم للدفاع عن أنفسهم".
وفي السياق قال مصدر أمني لوكالة "فرانس برس" السبت، إن "الأجهزة الأمنية اعتقلت سبعين شخصا من التيار السلفي تمهيدا لإحالتهم إلى القضاء، على خلفية أحداث العنف التي جرت الجمعة".
وكان السلفيون قد تظاهروا مرارا الأسابيع الماضية، مطالبين بإطلاق سراح عدد من محكومي التيار، بينهم أبو محمد المقدسي، الذي كان مرشدا روحيا لأبي مصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، الذي قتل في غارة أمريكية بالعراق عام 2006.