الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي وهل يصومـ القلب ..؟!

    [frame="1 98"]

    وهل يصوم القلب ؟

    الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله : أما بعد :

    سألتة : ما الصيام عندك ؟
    قال : كف البطن عن الطعام والشراب , والفرج عن قضاء الشهوة .
    قلت : هذا أهون الصيام عند السلف .
    قال : فكف السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام .
    قلت : ونسيت القلب ؟
    قال : وهل يصوم القلب ؟
    قلت : يصوم أعظم صيام .
    قال : اشرح لي ذلك .
    قلت : صيام القلب بالإعراض عن الهمم الدنيئة والأفكار الدنيوية ,
    وبكفة عما سوى الله بالكلية .
    قال : وكيف يكون الفطر من هذا الصوم ؟
    قلت : يكون بالفكر فيما سوى الله والدار الآخرة , وانشغال القلب بالدنيا إلا دنيا تراد للآخرة .
    قال : وهل لذلك أثر من الكتاب والسنة ؟
    قلت : قولة تعالى :
    ( يوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ ) ( الشعراء : 88 , 89 )
    فعلق النجاة يوم القيامة على سلامة القلوب و إذا سلمت القلوب
    سلمت الجوارح , واستقامت على طاعة الله , واجتنبت معصيتة ونواهي.
    وقال النبي صلى الله علية وسلم :
    ( ألا و إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح سائر الجسد
    وإذا فسدت فسد سائر الجسد , ألا وهي القلب " ( متفق علية ) .
    فأساس الصلاح والفساد هو صلاح القلوب وفسادها
    ولذلك كان إصلاح القلوب وتهذيبها وتطهيرها من أعظم أعمال
    الطاعة التي غفل عنها كثير من الناس .
    قال أبو تراب النخشبي :
    ليس من العبادات شئ أنفع من إصلاح خواطر القلوب .
    وقال أحمد بن خضروية :
    القلوب أوعية , فإذا امتلأت من الحق ,
    أظهرت زيادة أنوارها على الجوارح ,
    و إذا امتلأت من الباطل أظهرت زيادة ظلمتها على الجوارح .
    " صفة القلب الصائمـ "
    والقلب الصائم : قلب متحرر من حب الدنيا والتعلق بشهواتها وملذاتها
    طلباً للنعيم الأعلى والراحة الدائمة .
    قال رابعة : شغلوا قلوبهم بحب الدنيا عن الله عز وجل ,
    ولو تركوها لجالت في الملكون ثم رجعت إليهم بطرائف الفوائد .
    والقلب الصائم : قلب مشغول بالفكر في الآخرة , والقدوم على الله عز وجل .
    قال حادث بن أسد : بلية العبد تعطيل القلب عن فكرة في الآخرة
    حينئذ تحدث الغفلة في القلب .
    والقلب الصائم : قلب سالم من الأحقاد
    والضغائن لا يضمر لأحد من المسلمين غلاً ولا شراً ولا حسداً
    بل يعفو ويصفح ويغفر ويتسامح , ويحتمل أذى الناس وجهلهم .
    وقد سئل ابراهيم بن الحسن عن سلامة القلب فقال : " العزلة *
    والصمت وترك استماع خوض الناس ولا يعقد القلب على ذنب
    ويهب لمن ظلمة حقة " .
    والقلب الصائم : قلب ساكن مخبت متواضع
    ليس فية شئ من الكبر والغرور والعلو في الأرض .
    قال النبي صلى الله علية وسلم :
    " لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر " ( رواة مسلم ) .
    والقلب الصائم : قلب مخلص لا يريد غير وجة الله , ولا يطلب إلا رضى الله ,
    ولا يلتذ بغير محبة الله وذكرة وشكرة وحسن عبادتة .
    قال يحيى بن معاذ : النسك هو العناية بالسرائر
    واخراج ما سوى الله عز وجل من القلب .
    وقال ضيعم : إن حبة تعالى شغل قلوب محبية
    عن التلذذ بمحبة غيرة فليس لهم في الدنيا مع حبة لذة تداني محبتة
    ولا يأملون في الآخرة من كرامة , الثواب أكبر عندهم من النظر إلى وجة محبوبهم .
    فأين أصحاب هذة القلوب النقية ؟
    و أين أرباب تلك الهمم العليّة ؟
    ذهبوا ـ والله ـ فهل ترى لهم بقية ؟
    " علاج القلوب "
    و إذا مرض القلب توجب علاجة ومداوتة حتى يعود إلى حال الصحة والقوة
    وعلاج القلوب يكون بأمور منها :
    1 ـ ترك الذنوب :
    ففي الحديث قال رسول الله صلى الله علية وسلم :
    " إن المؤمن إذا أذنب , كانت نكتة سوداء في قلبة
    فإن تاب ونزع واستغفر صقُل قلبة , و إن زاد زادت حتى تعلو قلبة
    فذلك الران الذي ذكر الله عز وجل في كتابة
    ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) [المطففين : 14]
    ( رواة الترمذي وقال حسن صحيح ) .
    وقال يحيى بن معاذ
    سقم الجسد بالأوجاع وسقم القلوب بالذنوب فكما لا يجد الجسد لذة الطعام
    عند سقمة لا يجد القلب حلاوة العبادة مع الذنوب .
    رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل إمدانها .
    وترد الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك عيانها .
    2 ـ رحمة الخلق :
    فقد شكا رجل إلى رسول الله صلى الله علية وسلم قسوة قلبة
    فقال لة " امسح رأس اليتيم و أطعم المساكين " ( رواة أحمد وحسنة الألباني )
    وفي رواية قال : " أتحب أن يلين قلبك وتدرك حاجتك ؟
    ارحم اليتيم , وامسح رأسة و أطعمة من طعامك , يلن قلبك وتدرك حاجتك " ( رواة الطبراني )
    3 ـ ذكر الله :
    قال تعالى : ( الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ ) ( الحج : 35 ) .
    وقال رجل للحسن : يا أبا سعيد ! أشكو إليك قسوة في قلبي ! قال : أدْنِه من الذكر .
    4 ـ الدعاء :
    فقد كان النبي صلى الله علية وسلم يقول : " اللهم مصرف القلوب اصرف قلوبنا على طاعتك " ( رواة مسلم )
    وكان يقول " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك " ( رواة الترمذي ) .
    5 ـ علاجات متفرقة :
    سأل رجل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها :
    ما دواء قسوة القلب ؟ فأمرتة بعيادة المرضى وتشيع الجنائز وتوقع الموت .
    وشكا ذلك رجل إلى مالك بن دينار فقال :
    أدمن الصيام , فإن وجدت قسوة فأطل القيام , فإن وجدت قسوة فأقل الطعام .
    وسئل ابن المبارك : ما دواء القلب ؟ فقال : قلة الملاقاة .
    وقال عبد الله بن خبيق :
    خلق الله القلوب مساكن للذكر فصارت مساكن للشهوات
    ولا يمحو الشهوات من القلوب إلا خوف مزعج أو شوق مقلق .
    وقال ابراهيم الخواص :
    دواء القلوب خمسة أشياء : قراءة القرآن بالتدبر وخلاء البطن وقيام الليل
    والتضرع عند السحر ومجالسة الصالحين ** .
    " أعياد الصائمين "
    قال ابن رجب :
    " من يصوم في الدنيا عما سوى الله فيحفظ الرأس وما حوى ويحفظ البطن
    وما وعى ويذكر الموت والبلى ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا ,
    فهذا عيد فطرة يوم لقاء ربة وفرحة برؤيتة . كما قيل :
    أهل الخصوص من الصوام صومهم صون اللسان عن البهتان والكذب .
    والعارفون و أهل الأنس صومهم صون القلب عن الأغيار والحجب .*** .
    ــــــــــــــــــــــــ


    منقول


    [/frame]






    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  2. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: وهل يصومـ القلب ..؟!

    بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على الموضوع الرائع