[align=center]
البيان رقم 3 لسنة 1432هـ الموافق 2011م
إلى الجيش المصري ضباطاً وجنوداً:
إلى متى ستظلون تحمون عروش الظالمين؟!
بقلم د. هاني السباعي
hanisibu@************
مدير مركز المقريزي للدراسات التاريخية
الحمد لله الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:
يا أيها الجيش الذي قيل لنا إنكم حماة الشعب والأمة من أعدائها! إلى متى ستظلون تحمون عروش الطواغيت أعداء الأمة؟!
أما آن لكم أن تنصروا دين الإسلام العظيم الذي تنتسبون إليه؟!
أما أن لكم وقد رزقكم الله القوة المادية التي تستطيعون بها أن ترغموا أنوف الطغاة وتزيلوهم عن سدة الحكم .. تلكم الطغمة المارقة التي استعبدت البلاد وأذلت العباد ونشرت في الأرض الفساد؟!
أولاً: إلى صغار الضباط!
أما أن لكم أن تصححوا عقيدتكم وتعدلوا بوصلتكم! نحو دينكم وأمتكم! إن قادتكم يستخدمونكم لضرب الأمة ولحماية عروش آيلة للسقوط مهما تزينت بزخرف القوة!
أيها الضباط! لولاكم ما قامت قائمة لهؤلاء الجنرالات التي تحمل على أكتافها نجوماً ونسوراً صقوراً وأسيافاً من قماش أو ورق!!قادة الجيش الذين يرشيهم الطاغية لشراء ولائهم لجبروته وطغيانه وبطشه بشعوبهم!! هؤلاء قادتكم الذين تطيعونهم! لقد امتلأت كروشهم من المال الحرام الذي اغتصبه طاغية مصر مبارك من ثروات الأمة التي يحميها الجيش لصالح نظامه المستبد الخائن!..
يا أيها الضباط! كونوا أحراراً بحق لكن لصالح دينكم وأمتكم! ماذا عساكم أن تقولوا لربكم يوم القيامة وأنتم ترون جلاوزة الأمن وجرذان وزراة الداخلية في قلب القاهرة في "لاظوغلي" وهم يقمعون جموع المتظاهرين ويضربونهم في سويداء القلب!.
يا أيها الضباط!
الأمة تسأل: هل أنتم معها أم مع أعدائها؟!
الأمة تسأل: هل أنتم تحرسون الشعب أم تحرسون الطاغية وأزلامه؟!
الأمة تسأل: لم لم تعتقلوا السفاح حبيب العادلي وزير داخلية الطاغية مبارك؟! كانت مدرعاتكم ولا تزال واقفة حارسة أمام "باستيل" مصر مقر وزراة التعذيب وكر الداخلية الشرطية وأمن الدولة وإرهاب الشعب! ورغم ذلك لم تحركوا ساكناً وأنتم ترون قناصة مكافحة الإسلام! وهم يفتحون نيران بنادقهم على المارة والمتظاهرين! الأمة في عجب ودهش! لِمَ لمْ تقتحموا عليهم وكرهم وتخلصوا الأمة من شرورهم!!
يا أيها الضباط! أروا ربكم من أنفسكم ومن أعمالكم ن طاعتكم لله وحده!أروا ربكم من أنفسكم ومن أعمالكم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق!
يا أبها الضباطَ! انصروا دينكم وأمتكم وافضحوا قادتكم الذين ينصرون طاغية مصر مبارك!
أيها الضباط! أقولها ناصحاً أميناً لكم إن عدتم إلى دينكم وتبرأتم من أعداء الأمة! فأبشروا ستحتضنكم الأمة والشعب المصري المسلم بأسره في صدورهم ويحملونكم على أكتافهم! وستذكرون في التاريخ بإذن الله تعالى في أنصع صفحاته! وستروي الأجيال المتعافية ملحمتكم العظيمة في نصرة دينكم وأمتكم!
ثانياً: إلى عامة جنود الجيش المصري:
إن قادتكم يضعونكم في الصفوف الأمامية لمواجهة المتظاهرين من أبناء الشعب!! وقادتكم الضباط آمنون في الصفوف الخلفية! فأنتم الحربة التي يضرب بها الأمة وجماهير المتظاهرين المطالبين برحيل الطاغية ومحاكمته وأزلام نظامه!
أيها الضباط! ماذا فعل الله بسلف طاغيتكم وقدوته وبمن أطاعوه؟! اقرأوا إن شئتم قوله سبحانه وتعالى: (ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين. إلى فرعون ملأه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد. بقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار فبئس الورد المورود) هود. الآيات 96 إلى 98.
أيها الجنود!
إنكم رأس حربة يستخدمها كبار قادتكم للدفاع عن الطاغية مبارك ونظامه المتهاوي!
أيها الجنود!
إن قادتكم يسملون أعين الأمة بكم! ويحرقون بكم الأخضر واليابس! فماذا عساكم أن تقولوا لربكم وقد عصيتم أوامره سبحانه وتعالى! وأطعتم قادتكم وكبراءكم؟!
ثالثاً: أيها الضباط وأيها الجنود!
لا عذر لكم عند ربكم إن تعللتم واعتذرتم بأنكم أطعتم قادتكم في الجيش! لا عذر لكم أن قلتم نحن ننفذ الأوامر! نحن "عبد المأمور"! لا عذر لكم فأنتم مسؤولون عن جرائمكم وعدوانكم على الأمة! (إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين) القصص 8.
أيها الضباط والجنود!
لا عذر لكم! فإنكم مسؤولون عن استمرار الطاغية وأزلامه في حكم البلاد ظلماً وقهراً وفسادا!
نعم إنكم أيها الضباط وأيها الجنود! مسؤولون عن كل ما تصاب به الأمة على أيديكم!
أيها الضابط وايها الجنود!
لا عذر لكم! إن قلتم نحن وقفنا على الحياد! ولم نقتل المتظاهرين!
اعلموا جميعاَ ضباطاً وجنوداً! أنه لا حياد في مثل هذه المواقف الحاسمة في تاريخ أي أمة من الأمم! فلزام عليكم أن تنضموا إلى الأمة وتتبرأوا من الطاغية وكبار قادته! فأنتم عبيد لله وحده.. ولستم عبيداً لهذا المأمور!
أيها الضباط والجنود! اعلموا أنه قد سبقكم قوم كانوا من أنصار الفراعين فلم يقبل الله تعالى عذرهم وكان مصيرهم أن حشروا جميعاً مع طاغيتهم:
وماذا عن مصير فرعون وجنوده:
(فأراد أن يستفزهم فأغرقنا ومن معه جميعاً) الإسراء آية 103. وقوله تعالى: (فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ القصص).آية 40. وقوله تعالى أيضاُ في الكتاب العزيز (وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ . فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ . فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ ) الذاريات آيات 38 إلى 40.
أيها الضباط! أيها الجنود!
إن عدتم إلى دينكم ونصرتم شريعته ومكنكم ربكم ذو البطش الشديد الذي يفعل ما يريد في حكم البلاد فهذا منهج الله للذين يمكنون في الأرض مسطور في محكم التنزيل:
(الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) الحج آية41.
مركز المقريزي للدراسات التاريخية
27 صفر 1432هـ
31 يناير 2011م
[/align]