الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ( أبو بكر في الجنة، وعمر في الجنة، وعثمان في الجنة، وعلي في الجنة، وطلحة بن عبيد الله في الجنة، والزبير بن العوام في الجنة، وسعد بن أبي وقاص في الجنة، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة، وأبو عبيدة عامر بن الجراح في الجنة، وسعيد بن زيد بن عمر وبن نفيل في الجنة ) صحيح


    ............

    ::: قصيدة في حب الصحابة :::

    وحب صحابة المختـار ديـنٌ = أدين بـه،وعنـوانُ النجابـة
    فقـد كانـوا جنـوداً أوفيـاءً = لدين الله ، قـد رغبـوا ثوابـه
    كتـاب الله يمدحهـم ،ويثنـي = رسولُ الله إذ جـدّوا الإجابـة
    دعوا صحبي ، فما منكم يوازي = نصيفاً منهمُ،فهـمُ الصحابـة
    هم الأحبابُ والأعـوان دومـاً = ومن يكرَهْهُـمُ أودى صوابَـه
    فمن يكـرهْ "أبا بكـر" تعـامى = وخالط قلبَـَه الضـلُّ وشابـه
    فمن بعد الرسـول سـواه طود = لدين اللـه من وهـن أصابـه
    فثبـّتَ ركنَـه بأسـاً وعـدلاً = وجمّع شملَـه وحمى رحـابَـه
    وخضّد شوكـة المرتـد قهـراً = وكسّر سهْمه ولـَوى حِرابـه
    وأرسـل جنده شـرقاً وغربـاً = فأشرقـت العقيـدة مستطـابـة
    وكان الحـق في يمنـاه يسعى = وجال النصر يستهوي ركابـه
    وذا الفاروق يمشي في خطـاهُ = على التوحيـد قد أرسى جنابَـه
    يمكّن رايـة الإسـلام فيهـم = فعسّـل طعمـَه وحلا شـرابـَه
    وأسس دولـة الإيمـان عشراً = من الأعـوام تنمـو في صلابـة
    فكـان العـدل سيرتـَه دوامـاً = وكان الخيـر في صدق إهابـه
    وكـانت مضرِبَ الأمثـال تحكي = شواردَ إن ثـواباً أو عقابـه
    فمـا يطـريـه إلا ذو فـؤاد = ويقـليـه الحقـود أخو العِيابـة
    ويسـتحيي رسـول الله إذمـا = يرى عثمـان يقـدُم في رتـابـة
    يقـول ملائـك الرحمـن منه = لتستحيي ، فيستعـفـي ثيـابَـه
    وزوّجـه ابنتيـه فكان صهراً = كريـم الأصـل مَرضيّ القرابـة
    وجهّـز غـزوة الإعسـار جـوداً = لوجـه الله يرجـوه المثـابـة
    وكـان المصطفى يثـني عليـه = لنِعـْمَ الفضـلُ في يوم الإنابـة
    علـيٌّ والـد السـبطيـن حِـبّ = لكـل المؤمنـيـن بلا خَـلابـة
    لقـد آخـاه خيـر الرسـل لمّـا = تآخى المسلمـون على صَبابـة
    وكـان لـه كهـارونٍ لمـوسى = وظلاً مثلـمـا تغـدو السحابـة
    فيا أصحـاب خير الرسـل أنتـم = أحبتـنا وفي الخلـق الذؤابـة
    فمـن يقليـكـم زوراً وإفكـاً = لـه النيـران تنـتظـر اقترابـه
    فتصليـه على جمـر خلـوداً = وبئـس الخلـد أن يحيـا عذابَـه

    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  2. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    ابو بكر الصديق رضي الله عنه


    اسمه – على الصحيح - :
    عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشي التيمي .

    كنيته :


    أبو بكر

    لقبه :


    عتيق ، والصدِّيق .
    قيل لُقّب بـ " عتيق " لأنه :

    = كان جميلاً
    = لعتاقة وجهه
    = قديم في الخير
    = وقيل : كانت أم أبي بكر لا يعيش لها ولد ، فلما ولدته استقبلت به البيت ، فقالت : اللهم إن هذا عتيقك من الموت ، فهبه لي .
    وقيل غير ذلك


    ولُقّب بـ " الصدّيق " لأنه صدّق النبي صلى الله عليه وسلم ، وبالغ في تصديقه كما في صبيحة الإسراء وقد قيل له : إن صاحبك يزعم أنه أُسري به ، فقال : إن كان قال فقد صدق !

    وقد سماه الله صديقا فقال سبحانه : ( وَالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ )
    جاء في تفسيرها : الذي جاء بالصدق هو النبي صلى الله عليه وسلم ، والذي صدّق به هو أبو بكر رضي الله عنه .


    ولُقّب بـ " الصدِّيق " لأنه أول من صدّق وآمن بالنبي صلى الله عليه وسلم من الرجال .


    وسماه النبي صلى الله عليه وسلم " الصدّيق "
    روى البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد أُحداً وأبو بكر وعمر وعثمان ، فرجف بهم فقال : اثبت أُحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان .

    وكان أبو بكر رضي الله عنه يُسمى " الأوّاه " لرأفته


    مولده :


    ولد بعد عام الفيل بسنتين وستة أشهر

    صفته :


    كان أبو بكر رضي الله عنه أبيض نحيفاً ، خفيف العارضين ، معروق الوجه ، ناتئ الجبهة ، وكان يخضب بالحناء والكَتَم .
    وكان رجلاً اسيفاً أي رقيق القلب رحيماً .

    فضائله :
    ما حاز الفضائل رجل كما حازها أبو بكر رضي الله عنه

    فهو أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم


    قال ابن عمر رضي الله عنهما : كنا نخيّر بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ، فنخيّر أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم . رواه البخاري .


    وروى البخاري عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ أقبل أبو بكر آخذا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أما صاحبكم فقد غامر . وقال : إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء ، فأسرعت إليه ثم ندمت فسألته أن يغفر لي فأبى عليّ ، فأقبلت إليك فقال : يغفر الله لك يا أبا بكر - ثلاثا - ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر فسأل : أثَـمّ أبو بكر ؟ فقالوا : لا ، فأتى إلى النبي فجعل وجه النبي صلى الله عليه وسلم يتمعّر ، حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه فقال : يا رسول الله والله أنا كنت أظلم - مرتين - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله بعثني إليكم فقلتم : كذبت ، وقال أبو بكر : صَدَق ، وواساني بنفسه وماله ، فهل أنتم تاركو لي صاحبي – مرتين - فما أوذي بعدها .

    فقد سبق إلى الإيمان ، وصحب النبي صلى الله عليه وسلم وصدّقه ، واستمر معه في مكة طول إقامته رغم ما تعرّض له من الأذى ، ورافقه في الهجرة .

    وهو ثاني اثنين في الغار مع نبي الله صلى الله عليه وسلم


    قال سبحانه وتعالى : ( ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللّهَ مَعَنَا )

    قال السهيلي : ألا ترى كيف قال : لا تحزن ولم يقل لا تخف ؟ لأن حزنه على رسول الله صلى الله عليه وسلم شغله عن خوفه على نفسه .
    وفي الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه حدّثه قال : نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار فقلت : يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه . فقال : يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما .

    ولما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يدخل الغار دخل قبله لينظر في الغار لئلا يُصيب النبي صلى الله عليه وسلم شيء .
    ولما سارا في طريق الهجرة كان يمشي حينا أمام النبي صلى الله عليه وسلم وحينا خلفه وحينا عن يمينه وحينا عن شماله .

    ولذا لما ذكر رجال على عهد عمر رضي الله عنه فكأنهم فضّـلوا عمر على أبي بكر رضي الله عنهما ، فبلغ ذلك عمر رضي الله عنه فقال : والله لليلة من أبي بكر خير من آل عمر ، وليوم من أبي بكر خير من آل عمر ، لقد خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لينطلق إلى الغار ومعه أبو بكر ، فجعل يمشي ساعة بين يديه وساعة خلفه ، حتى فطن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا أبا بكر مالك تمشي ساعة بين يدي وساعة خلفي ؟ فقال : يا رسول الله أذكر الطلب فأمشي خلفك ، ثم أذكر الرصد فأمشي بين يديك . فقال :يا أبا بكر لو كان شيء أحببت أن يكون بك دوني ؟ قال : نعم والذي بعثك بالحق ما كانت لتكون من مُلمّة إلا أن تكون بي دونك ، فلما انتهيا إلى الغار قال أبو بكر : مكانك يا رسول الله حتى استبرئ الجحرة ، فدخل واستبرأ ، قم قال : انزل يا رسول الله ، فنزل . فقال عمر : والذي نفسي بيده لتلك الليلة خير من آل عمر . رواه الحاكم والبيهقي في دلائل النبوة .



    ولما هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ ماله كله في سبيل الله .
    وهو أول الخلفاء الراشدين

    وقد أُمِرنا أن نقتدي بهم ، كما في قوله عليه الصلاة والسلام : عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ . رواه الإمام أحمد والترمذي وغيرهما ، وهو حديث صحيح بمجموع طرقه .

    واستقر خليفة للمسلمين دون مُنازع ، ولقبه المسلمون بـ " خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم "


    وخلافته رضي الله عنه منصوص عليها


    فقد أمره النبي صلى الله عليه وسلم وهو في مرضه أن يُصلي بالناس
    في الصحيحين عن عائشةَ رضي اللّهُ عنها قالت : لما مَرِضَ النبيّ صلى الله عليه وسلم مرَضَهُ الذي ماتَ فيه أَتاهُ بلالٌ يُؤْذِنهُ بالصلاةِ فقال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصَلّ . قلتُ : إنّ أبا بكرٍ رجلٌ أَسِيفٌ [ وفي رواية : رجل رقيق ] إن يَقُمْ مَقامَكَ يبكي فلا يقدِرُ عَلَى القِراءَةِ . قال : مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ . فقلتُ مثلَهُ : فقال في الثالثةِ - أَوِ الرابعةِ - : إِنّكنّ صَواحبُ يوسفَ ! مُروا أَبا بكرٍ فلْيُصلّ ، فصلّى .
    ولذا قال عمر رضي الله عنه : أفلا نرضى لدنيانا من رضيه رسول الله صلى الله عليه وسلم لديننا ؟!

    وروى البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه : ادعي لي أبا بكر وأخاك حتى اكتب كتابا ، فإني أخاف أن يتمنى متمنٍّ ويقول قائل : أنا أولى ، ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر .

    وجاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء فأمرها بأمر ، فقالت : أرأيت يا رسول الله إن لم أجدك ؟ قال : إن لم تجديني فأتي أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

    وقد أُمرنا أن نقتدي به رضي الله عنه
    قال عليه الصلاة والسلام : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر . رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه ، وهو حديث صحيح .

    وكان أبو بكر ممن يُـفتي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم


    ولذا بعثه النبي صلى الله عليه وسلم أميراً على الحج في الحجّة التي قبل حجة الوداع
    روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بعثني أبو بكر الصديق في الحجة التي أمره عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل حجة الوداع في رهط يؤذنون في الناس يوم النحر : لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان .

    وأبو بكر رضي الله عنه حامل راية النبي صلى الله عليه وسلم يوم تبوك .


    وأنفق ماله كله لما حث النبي صلى الله عليه وسلم على النفقة


    قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ، فوافق ذلك مالاً فقلت : اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما . قال : فجئت بنصف مالي ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أبقيت لأهلك ؟ قلت : مثله ، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال : يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك ؟ فقال : أبقيت لهم الله ورسوله ! قال عمر قلت : والله لا أسبقه إلى شيء أبدا . رواه الترمذي .

    ومن فضائله أنه أحب الناس إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم


    قال عمرو بن العاص لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أي الناس أحب إليك ؟ قال : عائشة . قال : قلت : من الرجال ؟ قال : أبوها . رواه مسلم .

    ومن فضائله رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم اتخذه أخـاً له .


    روى البخاري ومسلم عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس وقال : إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ذلك العبد ما عند الله . قال : فبكى أبو بكر ، فعجبنا لبكائه أن يخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عبد خير ، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير ، وكان أبو بكر أعلمنا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن مِن أمَنّ الناس عليّ في صحبته وماله أبا بكر ، ولو كنت متخذاً خليلاً غير ربي لاتخذت أبا بكر ، ولكن أخوة الإسلام ومودته ، لا يبقين في المسجد باب إلا سُـدّ إلا باب أبي بكر .

    ومن فضائله رضي الله عنه أن الله زكّـاه


    قال سبحانه وبحمده : ( وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى * الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى * وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى * إِلا ابْتِغَاء وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى * وَلَسَوْفَ يَرْضَى )
    وهذه الآيات نزلت في ابي بكر رضي الله عنه .

    وهو من السابقين الأولين بل هو أول السابقين

    قال سبحانه : ( وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )



    وقد زكّـاه النبي صلى الله عليه وسلم
    فلما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة . قال أبو بكر : إن أحد شقي ثوبي يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنك لست تصنع ذلك خيلاء . رواه البخاري في فضائل أبي بكر رضي الله عنه .

    ومن فضائله رضي الله عنه أنه يُدعى من أبواب الجنة كلها


    قال عليه الصلاة والسلام : من أنفق زوجين من شيء من الأشياء في سبيل الله دُعي من أبواب الجنة : يا عبد الله هذا خير ؛ فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة ، ومن كان من أهل الجهاد دُعي من باب الجهاد ، ومن كان من أهل الصدقة دُعي من باب الصدقة ، ومن كان من أهل الصيام دُعي من باب الصيام وباب الريان . فقال أبو بكر : ما على هذا الذي يدعى من تلك الأبواب من ضرورة ، فهل يُدعى منها كلها أحد يا رسول الله ؟ قال : نعم ، وأرجو أن تكون منهم يا أبا بكر . رواه البخاري ومسلم .

    ومن فضائله أنه جمع خصال الخير في يوم واحد


    روى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من أصبح منكم اليوم صائما ؟
    قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
    قال : فمن تبع منكم اليوم جنازة ؟
    قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
    قال : فمن أطعم منكم اليوم مسكينا ؟
    قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
    قال : فمن عاد منكم اليوم مريضا ؟
    قال أبو بكر رضي الله عنه : أنا .
    فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما اجتمعن في امرىء إلا دخل الجنة .

    ومن فضائله رضي الله عنه أن وصفه رجل المشركين بمثل ما وصفت خديجة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم .


    لما ابتلي المسلمون في مكة واشتد البلاء خرج أبو بكر مهاجراً قِبل الحبشة حتى إذا بلغ بَرْك الغماد لقيه ابن الدغنة وهو سيد القارَة ، فقال : أين تريد يا أبا بكر ؟ فقال أبو بكر : أخرجني قومي فأنا أريد أن أسيح في الأرض فأعبد ربي . قال ابن الدغنة : إن مثلك لا يخرج ولا يخرج فإنك تكسب المعدوم وتصل الرحم وتحمل الكَلّ وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق ، وأنا لك جار فارجع فاعبد ربك ببلادك ، فارتحل ابن الدغنة فرجع مع أبي بكر فطاف في أشراف كفار قريش فقال لهم : إن أبا بكر لا يَخرج مثله ولا يُخرج ، أتُخرجون رجلا يكسب المعدوم ويصل الرحم ويحمل الكل ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق ؟!
    فأنفذت قريش جوار ابن الدغنة وآمنوا أبا بكر وقالوا لابن الدغنة : مُر أبا بكر فليعبد ربه في داره فليصل وليقرأ ما شاء ولا يؤذينا بذلك ولا يستعلن به ، فإنا قد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا قال ذلك ابن الدغنة لأبي بكر فطفق أبو بكر يعبد ربه في داره ولا يستعلن بالصلاة ولا القراءة في غير داره ، ثم بدا لأبي بكر فابتنى مسجدا بفناء داره وبرز فكان يصلي فيه ويقرأ القرآن فيتقصف عليه نساء المشركين وأبناؤهم يعجبون وينظرون إليه وكان أبو بكر رجلاً بكّاءً لا يملك دمعه حين يقرأ القرآن فأفزع ذلك أشراف قريش من المشركين فأرسلوا إلى ابن الدغنة فقدم عليهم فقالوا له : إنا كنا أجرنا أبا بكر على أن يعبد ربه في داره وإنه جاوز ذلك فابتنى مسجدا بفناء داره وأعلن الصلاة والقراءة وقد خشينا أن يفتن أبناءنا ونساءنا فأته فإن أحب أن يقتصر على أن يعبد ربه في داره فعل وإن أبى إلاّ أن يعلن ذلك فَسَلْهُ أن يرد إليك ذمتك فإنا كرهنا أن نخفرك ، ولسنا مقرين لأبي بكر الاستعلان . قالت عائشة فأتى ابن الدغنة أبا بكر فقال : قد علمت الذي عقدت لك عليه فإما أن تقتصر على ذلك وإما أن ترد إلي ذمتي فإني لا أحب أن تسمع العرب أني أخفرت في رجل عقدت له قال أبو بكر : إني أرد إليك جوارك وأرضى بجوار الله . رواه البخاري .

    وكان عليّ رضي الله عنه يعرف لأبي بكر فضله


    قال محمد بن الحنفية : قلت لأبي – علي بن أبي طالب رضي الله عنه - : أي الناس خير بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : أبو بكر . قلت : ثم من ؟ قال : ثم عمر ، وخشيت أن يقول عثمان قلت : ثم أنت ؟ قال : ما أنا إلا رجل من المسلمين . رواه البخاري .

    وقال عليّ رضي الله عنه : كنت إذا سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا نفعني الله به بما شاء أن ينفعني منه ، وإذا حدثني غيره استحلفته ، فإذا حلف لي صدقته ، وحدثني أبو بكر وصدق أبو بكر . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما من عبد مؤمن يذنب ذنبا فيتوضأ فيحسن الطهور ثم يصلي ركعتين فيستغفر الله تعالى إلا غفر الله له ثم تلا : ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ) الآية . رواه أحمد وأبو داود .


    ولم يكن هذا الأمر خاص بعلي رضي الله عنه بل كان هذا هو شأن بنِيـه


    قال الإمام جعفر لصادق : أولدني أبو بكر مرتين .

    وسبب قوله : أولدني أبو بكر مرتين ، أن أمَّه هي فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر ، وجدته هي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر .


    فهو يفتخر في جّـدِّه ثم يأتي من يدّعي اتِّباعه ويلعن جدَّ إمامه ؟

    قال جعفر الصادق لسالم بن أبي حفصة وقد سأله عن أبي بكر وعمر ، فقال : يا سالم تولَّهُما ، وابرأ من عدوهما ، فإنهما كانا إمامي هدى ، ثم قال جعفر : يا سالم أيسُبُّ الرجل جده ؟ أبو بكر جدي ، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاهما وأبرأ من عدوهما .

    وروى جعفر بن محمد – وهو جعفر الصادق - عن أبيه – وهو محمد بن علي بن الحسين بن علي – رضي الله عنهم أجمعين ، قال : جاء رجل إلى أبي – يعني علي بن الحسين ، المعروف والمشهور بزين العابدين - فقال : أخبرني عن أبي بكر ؟ قال : عن الصديق تسأل ؟ قال : وتسميه الصديق ؟! قال : ثكلتك أمك ، قد سماه صديقا من هو خير مني ؛ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون والأنصار ، فمن لم يُسمه صدِّيقا ، فلا صدّق الله قوله ، اذهب فأحب أبا بكر وعمر وتولهما ، فما كان من أمـر ففي عنقي .

    ولما قدم قوم من العراق فجلسوا إلى زين العابدين ، فذكروا أبا بكر وعمر فسبوهما ، ثم ابتـركوا في عثمان ابتـراكا ، فشتمهم .
    وابتركوا : يعني وقعوا فيه وقوعاً شديداً .
    وما ذلك إلا لعلمهم بمكانة وزيري رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وبمكانة صاحبه في الغار ، ولذا لما جاء رجل فسأل زين العابدين : كيف كانت منزلة أبي بكر وعمر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأشار بيده إلى القبر ثم قال : لمنزلتهما منه الساعة .


    قال بكر بن عبد الله المزني رحمه الله :


    ما سبقهم أبو بكر بكثرة صلاة ولا صيام ، ولكن بشيء وَقَـرَ في قلبه .

    وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :


    يا سَائِلي عَنْ مَذْهَبِي وعَقيدَتِي = رُزِقَ الهُدى مَنْ لِلْهِدايةِ يَسأَلُ
    اسمَعْ كَلامَ مُحَقِّقٍ في قَولِه = لا يَنْثَني عَنهُ ولا يَتَبَدَّل
    حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
    وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ ساطِعٌ = لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَل

    وجمع بيت أبي بكر وآل أبي بكر من الفضائل الجمة الشيء الكثير الذي لم يجمعه بيت في الإسلام


    فقد كان بيت أبي بكر رضي الله عنه في خدمة النبي صلى الله عليه وسلم ، كما في الاستعداد للهجرة ، وما فعله عبد الله بن أبي بكر وأخته أسماء في نقل الطعام والأخبار لرسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبه في الغار
    وعائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم هي بنت أبي بكر رضي الله عنه وعنها

    قال ابن الجوزي رحمه الله :


    أربعة تناسلوا رأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    أبو قحافة
    وابنه أبو بكر
    وابنه عبد الرحمن
    وابنه محمد

    أعماله :


    من أعظم أعماله سبقه إلى الإسلام وهجرته مع النبي صلى الله عليه وسلم ، وثباته يوم موت النبي صلى الله عليه وسلم .
    ومن أعماله قبل الهجرة أنه أعتق سبعة كلهم يُعذّب في الله ، وهم : بلال بن أبي رباح ، وعامر بن فهيرة ، وزنيرة ، والنهدية وابنتها ، وجارية بني المؤمل ، وأم عُبيس .
    ومن أعظم أعماله التي قام بها بعد تولّيه الخلافة حرب المرتدين
    فقد كان رجلا رحيما رقيقاً ولكنه في ذلك الموقف ، في موقف حرب المرتدين كان أصلب وأشدّ من عمر رضي الله عنه الذي عُرِف بالصلابة في الرأي والشدّة في ذات الله
    روى البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : لما توفى النبي صلى الله عليه وسلم واستُخلف أبو بكر وكفر من كفر من العرب قال عمر : يا أبا بكر كيف تقاتل الناس وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أمِرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فمن قال لا إله إلا الله عصم مني ماله ونفسه إلا بحقه وحسابه على الله ؟ قال أبو بكر : والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة ، فإن الزكاة حق المال ، والله لو منعوني عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعها . قال عمر : فو الله ما هو إلا أن رأيت أن قد شرح الله صدر أبي بكر للقتال فعرفت أنه الحق .

    لقد سُجِّل هذا الموقف الصلب القوي لأبي بكر رضي الله عنه حتى قيل : نصر الله الإسلام بأبي بكر يوم الردّة ، وبأحمد يوم الفتنة .
    فحارب رضي الله عنه المرتدين ومانعي الزكاة ، وقتل الله مسيلمة الكذاب في زمانه .
    ومع ذلك الموقف إلا أنه أنفذ جيش أسامة الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم أراد إنفاذه نحو الشام .

    وفي عهده فُتِحت فتوحات الشام ، وفتوحات العراق

    وفي عهده جُمع القرآن ، حيث أمر رضي الله عنه زيد بن ثابت أن يجمع القرآن

    وكان عارفاً بالرجال ، ولذا لم يرضَ بعزل خالد بن الوليد ، وقال : والله لا أشيم سيفا سله الله على عدوه حتى يكون الله هو يشيمه . رواه الإمام أحمد وغيره .

    وفي عهده وقعت وقعة ذي القَصّة ، وعزم على المسير بنفسه حتى أخذ عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه بزمام راحلته وقال له : إلى أين يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ أقول لك ما قال لك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أُحد : شِـمْ سيفك ولا تفجعنا بنفسك . وارجع إلى المدينة ، فو الله لئن فُجعنا بك لا يكون للإسلام نظام أبدا ، فرجع أبو بكر رضي الله عنه وأمضى الجيش .

    وكان أبو بكر رضي الله عنه أنسب العرب ، أي أعرف العرب بالأنساب .

    زهـده :


    مات أبو بكر رضي الله عنه وما ترك درهما ولا دينارا

    عن الحسن بن علي رضي الله عنه قال : لما احتضر أبو بكر رضي الله عنه قال : يا عائشة أنظري اللقحة التي كنا نشرب من لبنها والجفنة التي كنا نصطبح فيها والقطيفة التي كنا نلبسها فإنا كنا ننتفع بذلك حين كنا في أمر المسلمين ، فإذا مت فاردديه إلى عمر ، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه أرسلت به إلى عمر رضي الله عنه فقال عمر رضي الله عنه : رضي الله عنك يا أبا بكر لقد أتعبت من جاء بعدك .

    ورعـه :
    كان أبو بكر رضي الله عنه ورعاً زاهداً في الدنيا حتى لما تولى الخلافة خرج في طلب الرزق فردّه عمر واتفقوا على أن يُجروا له رزقا من بيت المال نظير ما يقوم به من أعباء الخلافة

    قالت عائشة رضي الله عنها : كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج ، وكان أبو بكر يأكل من خراجه ، فجاء يوماً بشيء ، فأكل منه أبو بكر ، فقال له الغلام : تدري ما هذا ؟ فقال أبو بكر : وما هو ؟ قال : كنت تكهّنت لإنسان في الجاهلية وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته ، فلقيني فأعطاني بذلك فهذا الذي أكلت منه ، فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه . رواه البخاري .

    وفاته :


    توفي في يوم الاثنين في جمادى الأولى سنة ثلاث عشرة من الهجرة ، وه ابن ثلاث وستين سنة .

    فرضي الله عنه وأرضاه
    وجمعنا به في دار كرامته

    أعلم بأنني لم أوفِّ أبا بكر حقّـه

    فقد أتعب من بعده حتى من ترجموا له ، فكيف بمن يقتطف مقتطفات من سيرته ؟
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  3. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين


    من أعلام الإسلام الفاروق عمر بن الخطاب

    بطاقته الشخصية
    اسمه ونسبه


    •عمر بن الخطاب بن نُفَيْل بن عبد العُزَّى المخزومي القرشي العدوي. اسم أمه: حَنْتَمة بنت هاشم.

    كنيته ولقبه

    أمير المؤمنين أبو حفص، والحفص: شِبل الأسد. كناه بهذا الاسم النبي صلى الله عليه وسلم يومَ بدر- ولقَّبه بالفاروق؛ لأن الله عز وجل فرق به بين الحق والباطل. وقد كان الشيطان يفر منه ويهرب من لقيته، كما جاء في "صحيح البخاري" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخاطبه ويقول: "يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيك الشيطان سالكاً فجاً قط إلا سلك فجاً غير فجك".

    تاريخ مولده

    •وُلِد بعد عام الفيل بثلاث عشرة سنة، وقبل الهجرة بأربعين سنة، الموافق له 584م.

    وصفه


    أبيض البشرة مشرباً بالحمرة، فارع القامة، عريض المنكبين، مفتول الساعدين، إذا مشى أسرع في مشيته.

    هواياته


    كان يمارس الفروسية، وكان شاعراً يحب قراءة الشعر وحفظه.

    إسلامه


    •أسلم قديماً في ذي الحجة السنة السادسة من النبوة بعد أربعين رجلاً وإحدى عشرة امرأة ، وله ست وعشرون سنة. فظهر الإسلام بمكة وفرح به المسلمون.

    هجرته


    •عن علي قال: ما علمت أحداً هاجر إلا متخفياً إلا عمر بن الخطاب فإنه لما همَّ بالهجرة تقلَّد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده أسهماً وأتى الكعبة وأشراف قريش بفنائها فطاف سبعاً ثم صلى ركعتين عند المقام ثم أتى حلقهم واحدة واحدة، فقال: شاهت الوجوه، من أراد أن تثكله أمُّه وييتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي. فما تبعه منهم أحد.

    فضائله


    • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أنا نائم رأيتني في الجنة، فإذا امرأة تتوضأ إلى جانب قصر. قلت: لمن هذا القصر؟". قالوا: لعمر. "فذكرت غيرتك فوليت مدبرا". فبكى عمر وقال: أعليك أغار يا رسول الله؟

    •وعن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بينا أنا نائم شربت -يعني اللبن- حتى أنظر الري يجري في أظفاري ثم ناولته عمر". قالوا: فما أولته يا رسول الله؟ قال: "العلم".

    • مناقبه


    أحد السابقين الأولين، وأحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأحد الخلفاء الراشدين، وأحد أصهار النبي صلى الله عليه وسلم، وأحد كبار علماء الصحابة وزهادهم. شهد عمر مع رسول الله صلى الله عليه و سلم المشاهد كلها و كان ممن ثبت معه يوم أحد.

    كراماته


    •عن ابن عمر قال: وجه عمر جيشاً ورأَّس عليهم رجلاً يدعى سارية. فبينما عمر يخطب جعل ينادي: يا سارية الجبل -ثلاثاً- ثم قدم رسول الجيش فسأله عمر؟ فقال: يا أمير المؤمنين هُزمنا فبينا نحن كذلك؛ إذ سمعنا صوتاً ينادي: يا سارية الجبل -ثلاثا- فأسندنا ظهورنا إلى الجبل، فهزمهم اللهُ. قال: قيل لعمر: إنك كنت تصيح بذلك وذلك الجبل الذي كان سارية عنده بنهاوند من أرض العجم.

    موافقات القرآن لرأي عمر


    •عن مجاهد قال: كان عمر يرى الرأي فينزل به القرآن. وقال علي: إن في القرآن لرأياً من رأي عمر. وقد أوصلها بعضهم إلى أكثر من عشرين.

    خلافته


    •ولي الخلافة بعهد من أبي بكر يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة.

    أعماله إنجازاته


    • كثرت الفتوح في أيامه، ففتحت دمشق وحمص وبعلبك والبصرة والأبلة والأردن واليرموك والقادسية، ومصر والكوفة والأهواز والمدائن وتكريت وبيت المقدس وقنسرين وحلب وإنطاكية ومنبج وسروج وقرقيسياء والأهواز وجند يسابور وحلوان والرها وسميساط وحران ونصيبين والموصل وقيسارية، ومصر والمغرب وتستر والإسكندرية ونهاوند وأذربيجان والدينور وماسبذان وهمذان وطرابلس الغرب والري وعسكر وقومس وكرمان وسجستان ومكران من بلاد الجبل وأصبهان ونواحيها.

    أولياته


    هو أول من سمي أمير المؤمنين، وأول من كتب التاريخ من الهجرة، وأول من اتخذ بيت المال، وأول من عس بالليل، وأول من عاقب على الهجاء، وأول من ضرب في الخمر ثمانين، وأول من نهى عن بيع أمهات الأولاد، وأول من اتخذ الديوان، وأول من فتح الفتوح ومسح السواد، وأول من حمل الطعام من مصر في بحر أيلة إلى المدينة، وأول من اتخذ الدرة، وأول من استقضى القضاء في الأمصار، وأول من مصر الأمصار: الكوفة والبصرة والجزيرة والشام ومصر والموصل.

    أولياته


    قال عمر: (إن قوماً يأمروني أن أستخلف، وإن الله لم يكن ليضيع دينه ولا خلافته. فإنْ عجل بي أمر فالخلافة شورى بين هؤلاء الستة الذين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو راض عنهم). وقال: (يشهد عبد الله بن عمر معهم وليس له من الأمر شيء فإن أصابت الإمرة سعداً فهو ذاك، وإلا فليستعن به أيكم ما أمر فإني لم أعزله من عجز ولا خيانة. ثم قال: أوصي الخليفة من بعدي بتقوى الله وأوصيه بالمهاجرين والأنصار وأوصيه بأهل الأمصار خيرا).

    إلى الرفيق الأعلى

    قال عمر: (اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك).

    في ساعات الصباح الأولى حيث كان عمر يوقظ الناس للصلاة اشتمل رجل مجوسي يُدعى أبا لؤلؤة على خنجر ذي رأسين -نصابه في وسطه- فكمن بزاوية من زوايا المسجد في الغلس فلم يزل هناك حتى خرج عمر، فلما دنا منه طعنه ثلاث طعنات.

    فتوفاه الله سنة ثلاث وعشرين من الهجرة، الموافق له: 644م.

    من أقواله الخالدة في نفوس المسلمين
    نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله
    التعديل الأخير تم بواسطة العزة للاسلام ; 18 Nov 2007 الساعة 07:50 AM
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  4. الصورة الرمزية مرسى الإيمان

    مرسى الإيمان تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    بارك الله فيك اخي الكريم على طرحك

    جعلها الله في ميزان حسناتك

    احترامي

    دمعه
     
  5. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    عثمان بن عفان رضي الله عنه

    نسبه:
    هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس، أمير المؤمنين، أبو عمرو، وأبو عبد الله، القرشي الأموي.
    وأمه: أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس، وأمها البيضاء بنت عبد المطلب بن هاشم.
    كنيته:
    كان عثمان- رضي الله عنه- في الجاهلية يكنى(أبا عمرو)، فلما كان الإسلام ولد له من(رقية) بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام سماه عبد الله واكتنى به، فكناه المسلمون أبا عبد الله، فبلغ عبد الله ست سنين فنقر ديك عينه فمرض فمات في جمادى الأولى سنة أربع من الهجرة، فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونزل في حفرته عثمان بن عفان- رضي الله عنه-.
    صفته:
    وأما صفته فإنه كان رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، حسن الوجه، رقيق البشرة، بوجهه أثر جدري، كبير اللحية، عظيمها، أسمر اللون، أصلع، عظيم الكراديس، عظيم ما بين المنكبين، يصفر لحيته، وقيل: كان كثير شعر الرأس أروح الرجلين

    أحد العشرة المبشرين بالجنة
    وأحد الستة الذي جعل عمر الأمر شورى بينهم ، وأحد الخمسة الذين أسلموا على
    يد أبي بكر الصديق ، توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو عنه راضٍ
    صلى إلى القبلتيـن وهاجر الهجرتيـن وبمقتله كانت الفتنة الأولى في الإسلام

    إسلامه

    كان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- غنياً شريفاً في الجاهلية ، وأسلم بعد البعثة بقليل ، فكان من السابقين إلى الإسلام ، فهو أول من هاجر إلى الحبشة مع زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الهجرة الأولى والثانية وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إنّهما لأوّل من هاجر إلى الله بعد لوطٍ ) ( إن عثمان لأول من هاجر إلى الله بأهله بعد لوطٍ )

    وهو أوّل من شيّد المسجد ، وأوّل من خطَّ المفصَّل ، وأوّل من ختم القرآن في ركعة ، وكان أخوه من المهاجرين عبد الرحمن بن عوف ومن الأنصار أوس بن ثابت أخا حسّان

    قال عثمان ان الله عز وجل بعث محمداً بالحق ، فكنتُ ممن استجاب لله ولرسوله ، وآمن بما بُعِثَ به محمدٌ ، ثم هاجرت الهجرتين وكنت صهْرَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبايعتُ رسول الله فوالله ما عصيتُه ولا غَشَشْتُهُ حتى توفّاهُ الله عز وجل )

    الصّلابة

    لمّا أسلم عثمان -رضي الله عنه- أخذه عمّه الحكم بن أبي العاص بن أميّة فأوثقه رباطاً ، وقال أترغبُ عن ملّة آبائك إلى دين محدث ؟ والله لا أحلّك أبداً حتى تدعَ ما أنت عليه من هذا الدين ) فقال عثمان والله لا أدَعُهُ أبداً ولا أفارقُهُ ) فلمّا رأى الحكم صلابتَه في دينه تركه

    ذي النورين

    لقّب عثمان -رضي الله عنه- بذي النورين لتزوجه بنتيْ النبي -صلى الله عليه وسلم- رقيّة ثم أم كلثوم ، فقد زوّجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ابنته رقيّة ، فلّما ماتت زوّجه أختها أم كلثوم فلمّا ماتت تأسّف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على مصاهرته فقال والذي نفسي بيده لو كان عندي ثالثة لزوّجنُكَها يا عثمان )

    سهم بَدْر
    أثبت له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سهمَ البدريين وأجرَهم ، وكان غاب عنها لتمريضه زوجته رقيّة بنت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- إن لك أجر رجلٍ ممن شهد بدراً وسهمه )

    الحديبية

    بعث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عثمان بن عفان يوم الحديبية إلى أهل مكة ، لكونه أعزَّ بيتٍ بمكة ، واتفقت بيعة الرضوان في غيبته ، فضرب الرسول -صلى الله عليه وسلم- بشماله على يمينه وقال هذه يدُ عثمان )فقال الناس هنيئاً لعثمان )

    جهاده بماله

    قام عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بنفسه وماله في واجب النصرة ، كما اشترى بئر رومة بعشرين ألفاً وتصدّق بها ، وجعل دلوه فيها لدِلاِءِ المسلمين ، كما ابتاع توسعة المسجد النبوي بخمسة وعشرين ألفاً

    كان الصحابة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غزاةٍ ، فأصاب الناس جَهْدٌ حتى بدت الكآبة في وجوه المسلمين ، والفرح في وجوه المنافقين ، فلما رأى الرسول -صلى الله عليه وسلم- ذلك قال والله لا تغيب الشمس حتى يأتيكم الله برزقٍ ) فعلم عثمان أنّ الله ورسوله سيصدقان ، فاشترى أربعَ عشرة راحلةً بما عليها من الطعام ، فوجّه إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- منها بتسعٍ ، فلما رأى ذلك النبي قال ما هذا ؟)

    قالوا : أُهدي إليك من عثمان فعُرِفَ الفرحُ في وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- والكآبة في وجوه المنافقين ، فرفع النبي -صلى الله عليه وسلم- يديه حتى رُؤيَ بياضُ إبطيْه ، يدعو لعثمان دعاءً ما سُمِعَ دعا لأحد قبله ولا بعده اللهم اعط عثمان ، اللهم افعل بعثمان )

    قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها-: دخل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليَّ فرأى لحماً فقال من بعث بهذا ؟) قلت : عثمان فرأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رافعاً يديْهِ يدعو لعثمان

    جيش العُسْرة

    وجهّز عثمان بن عفان -رضي الله عنه- جيش العُسْرَة بتسعمائةٍ وخمسين بعيراً وخمسين فرساً ، واستغرق الرسول -صلى الله عليه وسلم- في الدعاء له يومها ، ورفع يديه حتى أُريَ بياض إبطيه فقد جاء عثمان إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- بألف دينار حين جهّز جيش العسرة فنثرها في حجره ، فجعل -صلى الله عليه وسلم- يقلبها ويقول ما ضرّ عثمان ما عمل بعد اليوم ) مرتين

    الحياء

    قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشد أمتي حياءً عثمان )

    قالت السيدة عائشة -رضي الله عنها- : استأذن أبو بكر على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو مضطجع على فراش ، عليه مِرْطٌ لي ، فأذن له وهو على حاله ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عمر فأذن له ، وهو على تلك الحال ، فقضى الله حاجته ، ثم انصرف ثم استأذن عثمان ، فجلس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصلح عليه ثيابه وقال اجمعي عليك ثيابك ) فأذن له ، فقضى الله حاجته ثم انصرف ، فقلت يا رسول الله ، لم أركَ فزِعْتُ لأبي بكر وعمر كما فزعت لعثمان !!)

    فقال يا عائشة إن عثمان رجل حيي ، وإني خشيت إنْ أذنْتُ له على تلك الحال أن لا يُبَلّغ إليّ حاجته ) وفي رواية أخرى ألا أستحي ممن تستحيي منه الملائكة )

    فضله

    دخل رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- على ابنته وهي تغسل رأس عثمان فقال يا بنيّة أحسني إلى أبي عبد الله فإنّه أشبهُ أصحابي بي خُلُقـاً ) وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مَنْ يُبغضُ عثمان أبغضه الله )وقال اللهم ارْضَ عن عثمان ) وقال اللهم إن عثمان يترضّاك فارْضَ عنه )

    اختَصّه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بكتابة الوحي ، وقد نزل بسببه آيات من كتاب الله تعالى ، وأثنى عليه جميع الصحابة ، وبركاته وكراماته كثيرة ، وكان عثمان -رضي الله عنه- شديد المتابعة للسنة ، كثير القيام بالليل

    قال عثمان -رضي الله عنه- ما تغنيّتُ ولمّا تمنّيتُ ، ولا وضعتُ يدي اليمنى على فرجي منذ بايعتُ بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وما مرّت بي جمعة إلا وإعتقُ فيها رقبة ، ولا زنيتُ في جاهلية ولا إسلام ، ولا سرقت )

    اللهم اشهد

    عن الأحنف بن قيس قال : انطلقنا حجّاجاً فمروا بالمدينة ، فدخلنا المسجد ، فإذا علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص فلم يكن بأسرع من أن جاء عثمان عليه ملاءة صفراء قد منع بها رأسه فقال أها هنا علي ؟) قالوا : نعم قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال من يبتاع مِرْبدَ بني فلان غفر الله له ؟) فابتعته بعشرين ألفاً أو بخمسة وعشرين ألفاً ، فأتيت رسـول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت إني قد ابتعته ) فقال اجعله في مسجدنا وأجره لك ) ؟ قالوا : نعم

    قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال من يبتاع بئر روْمة غفر الله له ) فابتعتها بكذا وكذا ، فأتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت إني قد ابتعتها ) فقال اجعلها سقاية للمسلمين وأجرها لك ) قالوا : نعم

    قال أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو أتعلمون أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نظر في وجوه القوم يوم ( جيش العُسرة ) فقال من يجهز هؤلاء غفر الله له )فجهزتهم ما يفقدون خطاماً ولا عقالاً )؟قالوا : نعم

    قال اللهم اشهد اللهم اشهد )ثم انصرف

    الخلافة

    كان عثمان -رضي الله عنه- ثالث الخلفاء الراشدين ، فقد بايعه المسلمون بعد مقتل عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سنة 23 هـ ، فقد عيَّن عمر ستة للخلافة فجعلوا الأمر في ثلاثة ، ثم جعل الثلاثة أمرهم إلى عبد الرجمن بن عوف بعد أن عاهد الله لهم أن لا يألوا عن أفضلهم ، ثم أخذ العهد والميثاق أن يسمعوا ويطيعوا لمن عيّنه وولاه ، فجمع الناس ووعظهم وذكّرَهم ثم أخذ بيد عثمان وبايعه الناس على ذلك ، فلما تمت البيعة أخذ عثمان بن عفان حاجباً هو مولاه وكاتباً هو مروان بن الحكم

    ومن خُطبته يوم استخلافه لبعض من أنكر استخلافه أنه قال أمّا بعد ، فإنَّ الله بعث محمداً بالحق فكنت ممن استجاب لله ورسوله ، وهاجرت الهجرتين ، وبايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، والله ما غششْتُهُ ولا عصيتُه حتى توفاه الله ، ثم أبا بكر مثله ، ثم عمر كذلك ، ثم استُخْلفتُ ، أفليس لي من الحق مثلُ الذي لهم ؟!)

    الخير

    انبسطت الأموال في زمنه حتى بيعت جارية بوزنها ، وفرس بمائة ألف ، ونخلة بألف درهم ، وحجّ بالناس عشر حجج متوالية

    الفتوح الإسلامية

    وفتح الله في أيام خلافة عثمان -رضي الله عنه- الإسكندرية ثم سابور ثم إفريقية ثم قبرص ، ثم إصطخر الآخـرة وفارس الأولى ثم خـو وفارس الآخـرة ، ثم طبرستان ودُرُبجرْد وكرمان وسجستان ، ثم الأساورة في البحر ثم ساحل الأردن

    الفتنة

    ويعود سبب الفتنة التي أدت إلى الخروج عليه وقتله أنه كان كَلِفاً بأقاربه وكانوا قرابة سوء ، وكان قد ولى على أهل مصر عبدالله بن سعد بن أبي السّرح فشكوه إليه ، فولى عليهم محمد بن أبي بكر الصديق باختيارهم له ، وكتب لهم العهد ، وخرج معهم مددٌ من المهاجرين والأنصار ينظرون فيما بينهم وبين ابن أبي السّرح ، فلمّا كانوا على ثلاثة أيام من المدينة ، إذ همّ بغلام عثمان على راحلته ومعه كتاب مفترى ، وعليه خاتم عثمان ، إلى ابن أبي السّرح يحرّضه ويحثّه على قتالهم إذا قدموا عليه ، فرجعوا به إلى عثمان فحلف لهم أنّه لم يأمُره ولم يعلم من أرسله ، وصدق -رضي الله عنه- فهو أجلّ قدراً وأنبل ذكراً وأروع وأرفع من أن يجري مثلُ ذلك على لسانه أو يده ، وقد قيل أن مروان هو الكاتب والمرسل !

    ولمّا حلف لهم عثمان -رضي الله عنه- طلبوا منه أن يسلمهم مروان فأبى عليهم ، فطلبوا منه أن يخلع نفسه فأبى ، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان قد قال له عثمان ! أنه لعلّ الله أن يُلبسَكَ قميصاً فإن أرادوك على خلعه فلا تخلعه )

    الحصار

    فاجتمع نفر من أهل مصر والكوفة والبصرة وساروا إليه ، فأغلق بابه دونهم ، فحاصروه عشرين أو أربعين يوماً ، وكان يُشرف عليهم في أثناء المدّة ، ويذكّرهم سوابقه في الإسلام ، والأحاديث النبوية المتضمّنة للثناء عليه والشهادة له بالجنة ، فيعترفون بها ولا ينكفّون عن قتاله !!وكان يقول إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عهد إليّ عهداً فأنا صابرٌ عليه )( إنك ستبتلى بعدي فلا تقاتلن )

    وعن أبي سهلة مولى عثمان : قلت لعثمان يوماً قاتل يا أمير المؤمنين ) قال لا والله لا أقاتلُ ، قد وعدني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمراً فأنا صابر عليه )

    واشرف عثمان على الذين حاصروه فقال يا قوم ! لا تقتلوني فإني والٍ وأخٌ مسلم ، فوالله إن أردتُ إلا الإصلاح ما استطعت ، أصبتُ أو أخطأتُ ، وإنكم إن تقتلوني لا تصلوا جميعاً أبداً ، ولا تغزوا جميعاً أبداً ولا يقسم فيؤكم بينكم )فلما أبَوْا قال اللهم احصهم عدداً ، واقتلهم بدداً ، ولا تبق منهم أحداً )فقتل الله منهم مَنْ قتل في الفتنة ، وبعث يزيد إلى أهل المدينة عشرين ألفاً فأباحوا المدينة ثلاثاً يصنعون ما شاءوا لمداهنتهم

    مَقْتَله

    وكان مع عثمان -رضي الله عنه- في الدار نحو ستمائة رجل ، فطلبوا منه الخروج للقتال ، فكره وقال إنّما المراد نفسي وسأقي المسلمين بها )000فدخلوا عليه من دار أبي حَزْم الأنصاري فقتلوه ، و المصحف بين يديه فوقع شيء من دمـه عليه ، وكان ذلك صبيحـة عيد الأضحـى سنة 35 هـ في بيته بالمدينة

    ومن حديث مسلم أبي سعيد مولى عثمان بن عفان : أن عثمان أعتق عشرين عبداً مملوكاً ، ودعا بسراويل فشدَّ بها عليه ، ولم يلبَسْها في جاهلية ولا إسلام وقال إني رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- البارحة في المنام ، ورأيت أبا بكر وعمر وأنهم قالوا لي : اصبر ، فإنك تفطر عندنا القابلة )فدعا بمصحف فنشره بين يديه ، فقُتِلَ وهو بين يديه

    كانت مدّة ولايته -رضي الله عنه وأرضاه- إحدى عشرة سنة وأحد عشر شهراً وأربعة عشر يوماً ، واستشهد وله تسعون أو ثمان وثمانون سنة

    ودفِنَ -رضي الله عنه- بالبقيع ، وكان قتله أول فتنة انفتحت بين المسلمين فلم تنغلق إلى اليوم

    يوم الجمل

    في يوم الجمل قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان ، ولقد طاش عقلي يوم قُتِل عثمان ، وأنكرت نفسي وجاؤوني للبيعة فقلت إني لأستَحْيي من الله أن أبايع قوماً قتلوا رجلاً قال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا أستحيي ممن تستحيي منه الملائكة )000وإني لأستحي من الله وعثمان على الأرض لم يدفن بعد

    فانصرفوا ، فلما دُفِنَ رجع الناس فسألوني البيعة فقلت اللهم إني مشفقٌ مما أقدم عليه )ثم جاءت عزيمة فبايعتُ فلقد قالوا يا أمير المؤمنين ) فكأنما صُدِعَ قلبي وقلت اللهم خُذْ مني لعثمان حتى ترضى )
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  6. الصورة الرمزية محبة الله

    محبة الله تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    [align=center]
    مـاشاء الله
    باركـ الله فيكم
    موضوع قيم ورائع .. جعله الله في ميزان حسناتكم
    ونسأل الله تعالى أن نجد أمثالهم في أمتنا
    اللهم آمين
    [/align]
    [align=center]
    كل طفل مسلم بالكون ابني واحمل همه كإبني وأحزن له كما أحزن لإبني
    [/align]
     
  7. الصورة الرمزية ابوالبراء السلفي

    ابوالبراء السلفي تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    جزاك الله خيرا اخي قائد_الكتائب حفظك الله وجمعنا بك في جنته ومستقر رحمته

    وادعوا لي يأخي ان يرزقني الله الشهادة في سبيله مقبلا غير مدبر مخلصا لله لتكون كلمة الله هي العليا


    اخوك ومحبك في الله\ ابوالبراء السلفي
     
  8. الصورة الرمزية أبولؤى

    أبولؤى تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    بارك الله فيك ونفع بك

    وجزاك الله من كل خيره اخي الفاضل
    [flash=http://dc10.arabsh.com/i/02482/91tb86eu3y0i.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
     
  9. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة dm3a_7 مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك اخي الكريم على طرحك

    جعلها الله في ميزان حسناتك

    احترامي

    دمعه
    بارك الله فيك اخية
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]
     
  10. الصورة الرمزية قائد_الكتائب

    قائد_الكتائب تقول:

    افتراضي رد: سيرة الصحابة العشر المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم أجمعين

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبة ربي مشاهدة المشاركة
    [align=center]
    مـاشاء الله
    باركـ الله فيكم
    موضوع قيم ورائع .. جعله الله في ميزان حسناتكم
    ونسأل الله تعالى أن نجد أمثالهم في أمتنا
    اللهم آمين
    [/align]
    اللهم آمين

    بارك الله فيك اخية على ردك الطيب

    لا عليك اخية احفاد ابي بكر وعمر وعثمان وعلي ما زالوا يدفعون الصائل على هذا الدين ودياره ، نسأله جل في علاه ان يجعلنا منهم.
    [align=center]
    [align=center]


    قال قرّة أعين الموحّدين أبي محمد المقدسي فكَّ الله اسره :
    ((هذا التكبير وتكراره إذا لم يتحقق في حياتنا عمليا فإنه لن يتعدى كونه تمتمات دراويش لا تربي المسلم التربية الحقة أو تجعله على ملة إبراهيم كما يحب ربنا ويرضى))
    {وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا}







    [/align]
    [/align]