السلام عليكم
بعث رسائل خاصة لكل واحد فينا تجذب قلبه وتوقظه وتهزه وتزلزل كيانه لكن للأسف لسنا جميعا نجيد القراءة ....لسنا جميعا نفهم على الله لذا كان من أجل نعم الله على الإنسان أن جعله يفهم ...فمنهم من أدرك حكمة الله في تصريفه لحياته فيزيد تعلقه بالله سبحانه ...ومن وفقه الله هو من وفقه إلى فهم رسائله...
الرسائل الخاصة ممكن أن تكون خفية مثل ان تقع عيناك على فقير معدوم لا يجد ما يأكله أو يدور حول القمامة يحاول أن يجد ما يسد فيها رمقه ...فيقول المبصر الحمد لله على العافية والنعمة .........
وممكن أن تكون الرسائل أكثر وضوحا لكنها تحتاج إلى قراءة متأنية ...موت صديق مثلا أو مصيبة تقع لك فتتذكر أنك فعلت من الذنوب ما تستحق عليه أكثر من ذلك فيذكرك الله ... فالله يقول لك: أين تذهب ؟؟! لن تسمعها بأذنيك لكن ستكون واضحة أمامك تحدث لك
وهذه الرسائل تحتاج لقلوب نقية كي تفهمها
ومن الأمثلة على هذه الرسائل الرسالة التي أرسلها الله إلى مالك بن دينار وهو أحد كبار التابعين
كانت بدايته فاجرا شديد العصيان, يقول هو عن : ما تركت ذنبا إلا فعلته ..بقيت على ذلك عمرا أؤذي الناس ,ما وآخذ أموالهم ,حتى جاء يوم رأيت رجلا في السوق يشتري حلوى ويقول للبائع : أعطني وزدني فإن لي ثلاث بنات , وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم بشر من يدخل البسمة على وجه بنات صغار بالجنة يقول : فوقع في قلبي حب البنات فتمنيت أن أتزوج , وأنجب بنتا ( لاحظ رسالة شديدة الوضوح ) فهذه رسالة لم تأت لمتدين وإنما لعاصي .
يقول : فاشتقت للزواج ولكن تسائلت : من يزوجني وأنا على فجوري هذا ؟! .. فقللت من فسقي بعض الشيء .. وأنجبت ابنة كما طلبت من الله سميتها (فاطمة) أحببتها بشدة وكلما كبرت كلما قوي الإيمان في قلبي وضعف الفسق والفجور حتى أصبحت ثلاث سنوات , ورغم أنني كنت سكيرا, إلا أنني قللت من الشرب كثيرا , إلى يوم كنت أشرب فيه فأزاحت بيديها الكأس عن فمي , فشعرت أن يد الله هي التي أزاحته .
حتى حدث أمر عجيب .. فجأة .. ماتت فاطمة .. يقول : فرجعت أوأ مما كنت من قبل , لا أكاد أستيقظ من الخمر .. ولم يكن لدي من الإيمان ما أصبر به .. حتى جاءت ليلة , فقلت : لأسكرن كما لم أسكر من قبل .. فبقيت أشرب وأشرب حتى سقطت مغشيا علي فرأيت في المنام رؤيا عجيبة , رأيت وكأنني يوم القيامة والهول عظيم , والبشرية كلها محشورة إلى الله تعالى وقد دنت الشمس من الرؤوس , فمنهم من يصل العرق إلى كعبيه , ومنهم من يصل إلى ركبتيه , ومنهم من يصل إلى ربته , ومنهم من يسبح في عرقه .. ثم بدأ النداء على أسماء البشر , فلان بن فلان هلم للعرض على الجبار , حتى سمعت اسمي ينادى للعرض على الجبار .. فاختفى البشر من حولي ووجدت نفسي لوحدي في موقف العرض والحساب , وإذا بثعبان ضخم يأتي فاتحا فاه ليبتلعني , فركضت وركضت حتى وجدت رجلا عجوزا , فقلت له أنقذني من هذا الثعبان فقال : يا بني أنا ضعيف , ولا أستطيع إنقاذك ولكن اركض في هذا الاتجاه لعلك تنجو فركضت كثيرا حتى وجدت النار أمامي والثعبان خلفي .. فبقيت أبكي حتى وجدت الرجل العجوز يبكي من حالي , فأشار إلي في اتجاه آخر فكان جبل , وعلى الجبل أطفال صغار هم من ماتوا وتركوا آبائهم وامهاتهم في الدنيا .. فنادوا على ابنتي : يا فاطمة أدركي أباك .. فجاءت فاطمة فعرفتها وعرغتني فأخذتني بيدها اليمنى ودفعت الثعبان بيدها اليسرى , وجلست في حجري كما كانت تفعل في الدنيا , وانا أرتعد فقلت يا بنيتي ما هذا الثعبان العظيم ؟؟ قالت : هذا عملك الشيء , فقلت وماهذا الشيخ العظيم ؟؟ قالت : هذا عملك الصالح أنت أضعفته حتى لم يستطع ان ينقذك , ولولا موتي لما وجدت من ينقذك في هذا اليوم , ثم نادتني : يا أبتي , ( ألم يأن للذين ءامنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ) ...
فاستيقظت وانا أقول : قد آن يا رب قد آن يا رب .......
فقمت واغتسلت وركضت إلى المسجد فإذا آذان الفجر .. فدخلت المسجد والإمام يقرأ نفس الآية , يقول : ففهمت على ربي وعلمت أنني إن لم أعد إليه اليوم , فقد لا يقبلني بعد اليوم