الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية محمد خطاب

    محمد خطاب تقول:

    افتراضي ***نفحات من مقام الحمد ومقام الشكر***






    نفحات من مقام الحمد ومقام الشكر

    بقلم : محمد خطاب



    *** لانجيز أمام الله نقل المقال دون الإشارة لكاتبه ومكان النقل


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على الرحمة المهداة للعالمين سيدنا محمد وعلى عترته الأطهار الطيبين وصحبه الغر الميامين ومن إقتدى بهديهم إلي يوم الدين
    ما أطيب الكلام هذا اليوم عن هذين المقاممين العظيمين في حياة المسلم فبتحقيقهما ترفع الدرجات برفعة درجتهما وتطيب النفوس بطيبهما فحقاً ما اعظم هذين المقامين
    فهما يجب ألا يفارقا القلب إقراراً بفضل الله ونعمه
    ولا يفارقا اللسان بالثناء على الله وتواضعاً له لعظيم منّهِ ورجاءً لزيادة فضله
    ولا يفارقاً الجوارح بإستعمال تلك الجوارح بطاعة الله
    حديث اليوم كأن الأرواح تمليه فتأمر اليدين فتكتب حديث الطهر وتخط كلاماً من كلام الحق والإيمان فالحمد والشكر كلاهما ليس فيه إعتراض على مشيئة الله السائرة على عباده وقدره المتحقق فيهم وهكذا علمنا النبي صلى الله عليه وسلم " وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان "
    وإن كان ساداتنا من العلماء قد تكلموا عن المقامين وأيهما أعم من الأخر وساق كلٌ أدلته في تفضيل أحد المقامين على الأخر إلا أن أدلة أن الحمد هو الأعم أقرب لما ترتاح له النفس وتكثر أدلته فإنه وإن كان أعم إلا أن مقام الشكر هو مقام الصفوة فباب الشكر لله كباب الذل لله داخلوه قليل ومكانتهم أعلى وأقرب عند الله
    فإذن فما رأيكم أن نسير سوياً في تلك الروضة الطاهرة العطرة لننظر لأشجار الحمد والشكر الطيبة التي تظلل العبد بظلال الخير والقرب من الله و لكن كيف لنظر الضعيف أن يحيط بها على كثرتها ففضل الله واسع لا يحصى كثرة ولكن النظر لها وإن قل متعة وفضل ومنة من الله
    وإن كانت أشجار الشكر بثمرها الطيب تظهر في السراء فإن أشجار الحمد تظهر في السراء والضراء
    فالحمد شأنه عظيم لذا فلا تستغرب أن تعلم أن الساعة تبدأ بحمد الله "يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده وتظنون إن لبثتم إلا قليلاً " الإساء 52
    وكذلك بالحمد تنتهي الساعة " وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين " الزمر 75
    فالحمد لله حمداً على الإطلاق " الحمد لله رب العالمين"
    ولكن أحيانا نرى رأي أخر يرى أن الشكر أعلى كما يقول الإمام بن القيم رحمه الله
    ومقام الشكرجامع لجميع مقامات الإيمان، و لذلك كان أرفعها و أعلاها. و هوفوق الرضا و هو يتضمن الصبر من غير عكس. و يتضمن التوكل و الإنابة و الحب والإخباتو الخشوع و الرجاء فجميع المقامات مندرجة فيه. و لهذا كان الإيمان نصفين : نصف صبرونصف شكر. و الصبر داخل في الشكر، فرجع الإيمان كله شكرا، و الشاكرون هم أقلالعباد، كما قال تعلى و قليل من عبادي الشكور.
    وهنا نتذكر ما كان يقوله بعض السلف إذ يقول : واعلم أن ما يصيبك فيما تكرهه من الله -يعني مما لا حيلة لك فيه- خير مما يصيبك أو مما يحصل لك مما تحبه، لأن النفس عند المصيبة يحصل لها ذلٌّوانكسار، وهذا مشاهد، كم من إنسان قادته مصيبة إلى نعم عظيمة، ثم حينما يقع فيهاوكان كارها لها ثم بعد ذلك يلجأ إليه - سبحانه وتعالى- وينطرح وينكسر يسوق الله له - سبحانه وتعالى- من الخير والأنس واللذة ربما كره زوال هذه المصيبة.

    فضل الحمد ورفعة العبد بسببه :

    *هو من أعظم المفاخر يوم القيامة ولشدة عظمته جعل لواء الحمد يوم القيامة بيد النبي صلى الله عليه وسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أنا سيّد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، وبيدي لواءُ الحمد ولا فخر، وما من نبيٍّ يومئذ آدم فمَن سواه إلاّ تحت لوائي، وأنا أول شافعٍ، وأوّل مشفّعٍ ولا فخر"
    المسند (3/2)، وسنن ابن ماجه (رقم:4308)، وسنن الترمذي (3615).
    * "يقول سعيد بن جُبير رحمه الله .:"أوَّلُ من يُدعى إلى الجنّة الحمَّادون، الذين يحمدون الله في السرّاء والضرّاء " رواه ابن المبارك في الزهد بسند صحيح
    * أنه قد يندرج في أدعية يعظم أجرها بسببه حتى أن الملائكة لتعجز أحيانا أن تعرف مقدار عظم أجر هذه الكلمات روي عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول صلى الله عليه وسلم قال من قال :الحمد لله رب العالمين حمداً كثيراًطيباً مباركاًفيه على كل حال حمـداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ثلاث مرات ،فتقول الحفظه :ربنا لا نحسن كنه ماقدسَك ٌعبدك هذا وحمدك ،وما ندري كيف نكتبه؟فيوحى الله إليهم أن اكتبوه كما قال عبدي"رواه البخاري في الترغيب والترهيب
    *عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حدثهم :"أن عبدا من عباد الله قال : "يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك "فعَضَلت بالملكين فلم يدريا كيف يكتبانها فصعدا إلى السماء وقالا : يا ربنا إن عبدك قد قال مقالة لا ندري كيف نكتبها، قال الله عز وجل وهو أعلم بما قال عبده، ماذا قال عبدي؟ قالا : يا رب إنه قد قال " يا رب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك " . فقال الله لهما : اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها .
    * عن أبي موسى الأشعري رضي اللّه عنه": أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال‏:‏ ‏ "‏إذا مَاتَ وَلَدُ العَبْدِ قالَ اللَّهُ تَعالى لِمَلائِكَتِهِ‏:‏ قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَقُولُ‏:‏ قَبَضْتُمْ ثَمَرَة فُؤَادِهِ‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ نَعَمْ، فَيَقُولُ‏:‏ فَمَاذَا قالَ عَبْدِي‏؟‏ فَيَقُولُونَ‏:‏ حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعالى‏:‏ ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتاً في الجَنَّةَ وَسَمُّوهُ بَيْتَ الحَمْدِ‏"
    * عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه قال‏:‏ ‏"‏كُلُّ أمْر ذِي بالٍ لا يُبْدأُ فِيهِ بالحَمْدِ لِلَّهِ أقْطَعُ‏"‏ وفي رواية ‏"‏بَحَمْدِ اللَّهِ‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏بالحَمْدِ فَهُوَ أقْطَعُ‏"‏ وفي رواية ‏"‏كُل كَلامٍ لايُبْدأُ فِيهِ بالحَمْد لِلَّهِ فَهُوَ أجْذَمُ‏"‏ وفي رواية‏:‏ ‏"‏كُلُّ أمْرٍ ذِي بالٍ لا يُبْدأُ فِيهِ بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ فَهوَ أقْطَعُ‏"‏
    * عَنْ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنْ أَكَلَ طَعَامًا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَطْعَمَنِي هَذَا وَرَزَقَنِيهِ مِنْ غَيْرِ حَوْلٍ مِنِّي وَلَا قُوَّةٍ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ".
    * عن جابر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " مَنْ قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ العَظِيمِ وَبِحَمْدِهِ ، غُرِسَتْ لَهُ نَخْلَةٌ فِي الجَنَّةِ"
    * عن أنس بن مالك قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها".
    * روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لأن أقول : سبحان الله , والحمد لله , ولا إله إلا الله , والله اكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس"
    * عن أم هانئ بنت أبي طالب قالت : مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت : إني قد كبرت وضعفت ، أو كما قالت ، فمُرني بعمل أعمله وأنا جالسة . قال : " سبٍّحي الله مائة تسبيحه ، فإنها تعدل لك مائة رقبة تعتقينها من ولد إسماعيل ، واحمدي الله مائة تحميدةٍ ، تعدل لك مائة فرس مسرجة ملجمة تحملين عليها في سبيل الله وكبري الله مائة تكبيرة فإنها تعدل لك مائة بدنه مقلدة متقبلة ، وهلّلي مائة تهليلة . قال ابن خلف : ( الراوي عن عاصم ) أحسبه قال : ـ تملأ ما بين السماء والأرض ، ولا يرفع يومئذٍ لأحد عمل إلا أن يأتي بمثل ما أتيتٍ به"

    فضائل الشكر:

    * زيادة النعم من الله مرتبطة بالشكر "وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ"إبراهيم7
    *الشكر سبب من أسباب منع العذاب "مَّا يَفْعَلُ اللّهُ بِعَذَابِكُمْ إِن شَكَرْتُمْ وَآمَنتُمْ وَكَانَ اللّهُ شَاكِراً عَلِيماً "النساء147
    * جعل الله الشكر دليل على العبادة "واشكروا لله إن كنتم إياه تعبدون " البقرة 172
    *الشكر من أجل مظاهر بر الوالدين " أن اشكر لي ولواديك إلي المصير" لقمان 14
    *هم أبليس الأكبر أن يصرف العباد عن الشكر لعظيم أجر الشاكرين "ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَـٰنِهِمْ وَعَن شَمَائِلِهِمْ وَلاَ تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَـٰكِرِينَ" الاعراف 17
    *عن ابن عطاء تقول :" من لم يشكر النعمة فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها"

    كلمات عن الحمد وعن الشكر

    *قال ابن القيم رحمه الله : " مبنى الدين على قاعدتين: الذكر والشكر، وهذان الأمران هما جماع الدين؛ فذكره مستلزم لمعرفته، وشكره متضمن لطاعته وهذان هما الغاية التي خلق لأجلها الجن والإنس، أن يذكر وأن يشكر، يذكر فلا ينسى، ويشكر فلا يكفر، وهو سبحانه ذاكر لمن ذكره شاكر لمن شكره، فذكره سبب لذكره وشكره سبب لزيادته من فضله"
    يقول محمد جمال الدين القاسمي عن السبب الصارف للخلق عن الشكر

    * اعلم أنه لم يقصر بالخلق عن شكر النعمة إلا الجهل والغفلة ، فإنهم منعوا بالجهل والغفلة عن معرفة النعم ، ولا يتصور شكر النعمة إلا بعد معرفتها . ثم إنهم إن عرفوا نعمة ظنوا أن الشكر عليها أن يقول بلسانه : "الحمد لله الشكر لله " ، ولم يعرفوا أن معنى الشكر أن يستعمل النعمة في إتمام الحكمة التي أريدت بها وهي طاعة الله عز وجل ، فلا يمنع من الشكر بعد حصول هاتين المعرفتين إلا غلبة الشهوة واستيلاء الشيطان .

    *عن بعض التابعين رضي الله عنهم : إنه قال " من تظاهرت عليه النعم فليكثر ذكر الحمدلله ومن كثرة همومه فعليه بلإستغفار ومن ألح عليه الفقر فليكثر لا حول ولا قوه إلا بالله العظيم "
    * قال الحسن: ما من نعمة إلا والحمد لله أفضل منها.
    * قال بعضهم : "خير عيش أدركه السعداء بصبرهم , وترقوا إلى أعلى المنازل بشكرهم ، فساروا بين جناحي الصبر والشكر إلى جنات النعيم ، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ، والله ذو الفضل العظيم "
    *قال كعب الأحبار : ما أنعم الله على عبد نعمة في الدنيا فشكرها لله ، وتواضع بها لله ، إلا أعطاه الله نفعها في الدنيا ، ورفع له بها درجة في الآخرة ، وما أنعم الله على عبد من نعمة في الدنيا فلم يشكرها لله ، ولم يتواضع بها لله إلا منعه الله نفعها في الدنيا ، وفتح له طبقات من النار يعذبه إن شاء أو يتجاوز عنه"
    **عن ابن عطاء تقول :" من لم يشكر النعمة فقد تعرض لزوالها ومن شكرها فقد قيدها بعقالها"
    *قال شقيق بن إبراهيم في تفسير "الحمد لله" قال: هو على ثلاثة أوجه: أولها إذا أعطاك الله شيئا تعرف من أعطاك. والثاني أن ترضى بما أعطاك. والثالث ما دامت قوته في جسدك ألا تعصيه، فهذه شرائط الحمد
    *عن أبي عبد الرحمن الجبائي قال : الصلاة شكر ، والصيام شكر ، وكل خير تفعله لله شكر ، وأفضل الشكر الحمد .


    إذا كان شُكْري نعمةَ الله نعمةً * علىّ لهُ في مثلها يجب الشكْرُ

    فكيف ُبلوغُ الشكرِ إلا بفضله * وإن طالتِ الأيامُ واتصلَ العمرُ

    إذا سرّ بالسراء عمَّ سُرورُها * وإن مسّ بالضراء أعقبها الأجرُ


    كتبه : محمد خطاب
    الدوحة ليلة غرة رجب 1431هـ الموافق 12/06/2010 الساعة 11.07م

     
  2. الصورة الرمزية ابو ريتاج

    ابو ريتاج تقول:

    افتراضي رد: ***نفحات من مقام الحمد ومقام الشكر***

    اللهم لك الحمد ولك الشكر

    جزاك الله خير
    جعلها الله في موازين حسناتك ...اللهم آمين .
    لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
    أخي : تذكر دائماً أن الإستغفار يفتح الأقفال
    يقول ابن تيمية : إن المسألة لتغلق علي فأستغفر الله ألف مرة أو أكثر فيفتحها الله علي