أن أبا قتادة كان له دين على رجل ، وكان يأتيه يتقاضاه ، فيختبئ منه ، فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه ، فقال : نعم ، هو في البيت يأكل خزيرة

فناداه فقال : يا فلان ، اخرج ، فقد أخبرت أنك ههنا.


فخرج إليه ،

فقال : ما يغيبك عني ؟

فقال : إني معسر ، وليس عندي .

قال : آلله إنك معسر ؟

قال : نعم .

فــبــكــى أبــو قــتــادة ،

ثم قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏يَقُولُ:
"مَنْ نَفَّسَ عَنْ غَرِيمِهِ أَوْ مَحَا عَنْهُ كَانَ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ".

رواه الدارمي والإمام أحمد وصحح اسناده الشيخ أحمد شاكر في عمدة التفسير رقم(1/337) وصحح اسناده الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (911) وفي صحيح الجامع الصغير رقم(6576)، وحسن اسناده الامام البغوي في شرح السنة رقم(4/349) ، وحسن اسناده الهيتمي المكي في الزواجر رقم(1/179).



غريمه: هو من له حق عنده من دَيْنٍ أو مالٍ أو ثَأر...إلخ.


والمقصود بالحديث بيان عظيم فضل من خفَّف عَنْ أخيه المعسر أو سامحه.

الله أكبر ما أجمل هذا الدين الذي للأسف نُعرِض عنه بدلا من النَّهل من علومه والتحلّي بأخلاقه.