الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية أبو فراس

    أبو فراس تقول:

    افتراضي

    <div align="center">حقوق الإنسان بين الواقع والمثال
    ــــــــــــــ الخطبة الأولى ــــــــــــــــــ

    الحمد لله فالق الحب و النوى ، المطلع على الضمير و ما حوى ، رشد بفضله من رشد و غوى بعدله من غوى ، و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له يعلم السر و النجوى ، و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله بلغ الرسالة و أدى الأمانة فما نطق عن الهوى ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله و أصحابه و التابعين و من سار على نهجهم و اهتدى .
    أما بعد :
    فيا أيها الناس اتقوا الله حق تقاته و اعملوا بطاعته و مرضاته .
    أيها المسلمون : إن قدر الإنسان عند الله لعظيم ، و إن مكانته لرفيعة ، فهو كريم في الأرض كريم عند أهل السماء .
    لقد نفخ الله فيه من روحه ، و جعله في الأرض خليفة ، و أسجد له ملائكته معترفة بفضله و تميزه : " إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين " .
    بهذا التكريم الإلهي و بهذه النفخة الربانية أصبح بشراً سوياً و على سائر المخلوقات متميزاً .
    و إن نقائصه و أخطاءه لا تهدر كرامته و لا تلغي مكانته ، و لقد قالت الملائكة المقربون : " أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء " فجاء الجواب من العليم الأعلى : " قال إني أعلم ما لا تعلمون " بهذه النظرة ، و على هذا التوجيه بدأت القافلة الإنسانية تشق طريقها في هذه الحياة و تمارس مهمتها في الخلافة .
    فالبشر المنبثون في قارات الدنيا أسرة واحدة و أصل واحد لا مكان فيهم لتفاضل في أساس الخلقة و لا ألوانها و لا لغاتها " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء " ، " كلكم لآدم و آدم من تراب ... " ، " إن أكرمكم عند الله أتقاكم " .
    و نظراً لما يصيب الإنسان من ضعف و يتعرض له من مزالق فقد تعاهده ربه بمنه و فضله بإرسال الرسل إليه تترى تدله على الحق و تهديه إلى سواء السبيل .
    و حينما أشرقت الأرض بنور الإسلام في الجزيرة كان العالم فيها و من حولها قد عصفت به المظالم و أحاطت به الأرزاء و المغارم ، و كرامة الإنسان في تلك الأصقاع و ما وراءها قد شوهها الظلم و الاستعباد . فجاء المسلمون بدينهم ـ و بإذن ربهم ـ فكانوا هم القادرين على محو هذا المنكر و نشر الحق و المعروف :
    " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله " .
    هم القادرون على بسط ألوان العدل و الكرامة و الخير و الفضيلة مما لم يكن معهوداً في أسلافهم .
    لم يكن خروجهم غزواً متسلطاً و لم تكن فتوحاتهم سلباً و لا اجتياحاً ، و لكنه كان جهاداً و مجاهدة ، أثمر السعادة للبلاد المفتوحة قبل أن يثمر الخير للفاتحين . و لم تمض برهة من الزمن حتى كان النابغون من الأجناس الأخرى يتقدمون الصفوف و يؤمون في المحاريب و يعتلون المنابر و يتسنمون المناصب في القرى و المدائن ، و أبناء الفاتحين من تحتهم آذان صاغية و رعايا طائعة .
    لقد تآخوا في دين الله ، اجتمعوا على صدق المودة ، و تعاونوا على لأوى العيش فلا يبغي قوي و لا يبخل غني ، و لا يظلم ذو جاه ، و كل مؤمن لأخيه كالبنيان يشد بعضه بعضاً ، يحملون رسالة الحق ، انتفت عن عقولهم الخرافة ، و زل عن صدورهم الغل ، و تطهرت نفوسهم من الرذائل . يرفضون الهوان و ينشدون العزة .
    هذه هي الحقيقة ، و هذا هو التاريخ و تلك هي مسيرة الإنسانية فما حال الإنسان اليوم ؟ و من هو الإنسان الذي يشقى عالم اليوم المتحضر من أجل حقوقه و ينادي بكرامته و رفاهيته ؟ و ما هي الموازين لدى المنصبين على حقوق الإنسان من هيئات و منظمات و مجالس ؟؟؟ .
    يعيبون علينا ـ أهل الإسلام ـ تحكيم شرع ربنا ، و ينبزوننا بتطبيق حدود الله و حفظ محارمه . و هم يعلمون كما نعلم أن مبادئهم و أنظمتهم قد عجزت بتقدمها و تقنية وسائلها أن توقف سيل الإحرام و إزهاق النفوس و تحفظ حقوق الناس ؟؟؟ .
    أما نحن في شريعتنا و تطبيقنا فإن لنا في القصاص حياة ، حياة و أي حياة حياة أعم و أشمل حياة تشمل المجتمع كله في رحمة واسعة غير مقصورة على شفقة محدودة نحو مستضعف أو أرملة أو طفل ، و لكنها رحمة عامة للقوى و الضعيف ، و الفرد و الجماعة ، و الدولة و الأمة ، و القريب و البعيد .
    و ما الأمن و الرخاء المبسوطان في هذه البلاد ، و لله الحمد و الفضل ـ إلا خير شاهدة على صدق طريقنا و شدة قناعتنا و الإصرار في تمسكنا و استمساكنا ، و لو عتبت علينا ـ أهل الإسلام ـ منظمة العفو الدولية فعتبها مردود .
    لماذا يوجه اللوم و الغضب و الاتهام إلى عالم الضعفاء و فئاته و يغض الطرف عن عالم الأقوياء و ممارساته ، قتل و سرقة و غصب و خطف و قذف بالسوء ، فلا ترى إلا غضاً عن السوءات ، و تهويناً من الجرائم ، و اعتذاراً عن الأخطاء ، تدفن القضايا ، و تتلون الحجج و يتعسف في البراءة ، بل يتحول الظالم مظلوماً و الطالب مطلوباً . أما الضعفاء فمتهمون بشراسة الطبع ، و همجية السلوك ، و سفك الدماء ، و إهدار حقوق الإنسان .
    اليهود في الأرض المحتلة ، و الصرب في أرض البلقان و الهندوس في كشمير و مجرمون آخرون في بلاد شتى ، كلهم يمارسون القتل و الذبح و الاغتصاب و السفك و التصفيات العرقية و الدينية و كل ما هو محرم انسانياً و حيوانياً ، يمارسون ذلك ضد المسلمين و الضعفاء في طول الأرض و عرضها لا لشيء سوى أنهم مسلمون و ضعفاء .
    يطالبون غيرهم باحترام الإنسان و حقوقه و يدعون إلى النهج الأمثل في التعامل و يزعمون المؤتمرات الدولية و المجالس العالمية رافعين الصوت باحترام حقوق الإنسان و توفير الرفاهية للمجتمع و تحقيق الديمقراطيات في الحكم ، هكذا ينادون و لكنهم يعمون و يعجزون أن يروا ما يجري على أراضيهم من خطابات سياسية عنصرية ضد الأقليات في ديارهم و النازحين إليهم .
    حقوق مزيفة و مبادئ ملفقة من خلال صور كثيرة من الديموقراطيات زائفة تفترض في الحكومات أحزاباً تلتمس المغانم لنفسها ، و تسوق المنافع لمؤيديها ، و تجر المغارم على معارضيها يغلب فيهم الساخط الناقد على الناصح المساعد .
    أين هذا من دين محمد و شورى محمد و أصحاب محمد و أتباع محمد صلى الله عليه و سلم و رضي عن أصحابه و أتباعه ؟؟؟ .
    إنها حقوقهم و ديموقراطياتهم لا يقبلونها إلا بمواصفات هم وضعوها تتحقق من خلالها مصالحهم فإذا ما اهتزت المصالح أو خالف المسار أهواءهم بحثوا عن كبش فداء يحملونه أوزارهم و ضوائقهم المالية و خساراتهم المادية و ألصقوا به التهم ما شاءوا من التجاوزات في حقوق الإنسان و مجافات الديموقراطية و البشاعة في الأحكام و الوحشية في تنفيذ في مقولات و مصطلاحات يصنفون بها سلوكيات الحكومات في مقولات و مصطلحات يصنفون بها سلوكيات الحكومات و الشعوب و الأنظمة من غير قاعدة ثابتة أو ناموس واضح . ثم أنزلوا سخطهم و أرعدوا و زمجروا و ملأوا أرجاء المعمورة ضجيجاً ، و أصموا الآذان عويلاً و بهذا يتهربون من مسؤلياتهم و فشلهم و تناقضهم في تحقيق مبادئهم المعلنة . و الهيئات و اللجان و المنظمات الدولية و الإقليمية تسبح بحمدهم و تبارك .
    الله ـ أيها المسلمون ـ كم تغلي قلوب الأعداء حقداً ؟ و كم يعضون الأنامل غيظاً ؟ يريدون قطع دابر الدين كي تخور القوى و يتبع الهوى و نعم البلوى ؟ ؟ يريدون ألا يعز إسلام و لا يقوى يقين و لا يتم تمكين . يصرون على تمزيق أهل الإسلام قطعاناً في يقاع الأرض لا مرعى يجود و لا راع يذود و لا دولة تؤوي ، يعاملونهم كما يعاملون الأرقاء و لا ينالون حقوقهم إلا بطريق الاستجداء . و قد علموا أن المستجدي يسأل و لا يفاوض ، و يقبل و لا يعارض ؟ ؟ ؟ .
    و بعد أيها المسلمون : فيعاد السؤال مره أخرى : من هو الإنسان الذي يشقى العالم المتحضر من أجل حقوقه و ينادي بكرامته و رفاهيته ؟ هل هو الإنسان المستقيم السوى الذي يرعى الحق و يجتنب الباطل ؟ ؟ أم هو المجرم الشر الذي لا يعرف حقاً و لا باطلاً عبد الدرهم و الدينار و رفيق المصالح الشخصية و الإنانية المستحكمة ؟ ؟ ألا ساء ما يحكمون .
    أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يشترون الضلالة ويريدون أن تضلوا السبيل * والله أعلم بأعدائكم وكفى بالله وليا وكفى بالله نصيرا " .




    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ الخطبة الثانية ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

    الحمد لله رب العالمين ، و العاقبة للمتقين ، و لا عدوان إلا على الظالمين ، أحمده سبحانه و أشكره، و أتوب إليه و أستغفره إله الأولين و الآخرين . أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن سيدنا و نبينا محمداً عبده و رسوله المبعوث رحمة للعالمين ، صلى الله و سلم و بارك عليه و على آله الطيبين الطاهرين و على أصحابه أجمعين و التابعين و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .
    أما بعد :
    فأوصيكم أيها الناس و نفسي يتقوى الله عز و جل ، اتقوه حق تقاته ، اتقوا ما استطهتم ، اتقوه و قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزاً عظيماً .
    أيها المسلمون : إن الأعداء يظهرون تحضراً و استمساكاً بالمبادىء و المواثيق حين تتحقق مصالحهم و تتأكد لهم الطمأنينة على رغباتهم و أهدافهم ، و لو اختل شيء من ذلك لما حفظوا عهداً و لما التزموا بميثاق ، و إن لهم من البراعة في تفسير النصوص و التواء العبارات و التلاعب بالمصطلحات ما يوجدون فيه لأنفسهم ألف مخرج و مخرجاً ناهيكم بما يضمرونه في أنفسهم من احتقار لأبناء الشعوب الأخرى . و إنك لترى التمييز و ذلك الاحتقار يتنفس بقوة من خلال المجالات السياسية و الميادين الإقتصادية و التصنيفات الإجتماعية .
    ألا فاتقوا الله رحمكم الله واستمسكوا بدينكم و اعتصموا بربكم فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا .
    لفضيله الشيخ الدكتور/ صالح بن حميد إمام وخطيب المسجد الحرام
    </div>
     
  2. الصورة الرمزية سنا البرق

    سنا البرق تقول:

    افتراضي

    <div align="center">حفظك الله وغفر لك وللشيخ.</div>

     
  3. الصورة الرمزية صقر الأحبة

    صقر الأحبة تقول:

    Red face

    <div align="center">أبو فراس

    بارك الله فيك ونفع بك

    مشاركة طيبة و نقل أكثر من رائع لا حرمت أجره

    نفع الله بالشيخ وغفر له


    محبكم في الله

    صقر الأحبة</div>
     
  4. الصورة الرمزية أبو بدر 1

    أبو بدر 1 تقول:

    افتراضي

    <div align="center">أخي أبو فراس

    جــ الله ــزاك كـ خير ــل
    </div>
    أنا الحجاز أنا نجد أنايمـــــــــــــــــــــــن
    أنا الجنوب بها دمعي وأشجانـــــــــــــــي
    بالشام أهلي وبغداد الهوى وأنــــــــــــــا
    بالرقمتين وبالفسطاط جيرانـــــــــــــــــي
    وفي ربا مكة تاريخ ملحمتـــــــــــــــــــي
    على ثراها بنينا العالم الفانــــــــــــــــــي
    في طيبة المصطفى عمري وولهـــــــــي
    في روضة المصطفى عمري ورضوانـي
    النيل مائي ومن عمان تذكرتـــــــــــــــي
    وفي الجزائر إخواني وتطوانـــــــــــــــي
    فأينما ذكر اسم الله في بلــــــــــــــــــــــد
    عددت ذاك الحمى من صلب أوطانــــــي