بسم الله الرحمن الرحيم


نيجيريا: البلد المسلم المنسي



يواجه المسلمون في كل بقاع الأرض حملات تنصير شرسة يشتد عودها


وفي نيجيريا بدأت الحرب الخفية على المسلمين منذ تولى الرئيس "أوباسانجو" المسيحي المتعصب الذي يدعم بني دينه في هذه البلاد ويقوي شوكتهم اقتصاديًّا وتعليميًّا وإعلاميًّا وعسكريًّا وسياسيًّا.
تبلغ نسبة المسلمين في جنوب نيجيريا أكثر من 40% والباقون مسيحيون ووثنيون، وعلى الرغم من ذلك نرى تركيز نشاط المنصِّرين فيها ولاسيما في الآونة الأخيرة، كما يلاحظ سيطرة النصارى على جميع الشركات والمؤسسات المالية الحكومية في جنوب نيجيريا، أما الشركات الغربية فيصعب على أي مسلمٍ أن يحصل على وظيفةٍ فيها باسمه الإسلامي إلاَّ إذا تنصَّر! كذلك يسيطرون على جميع المصارف الحكومية وغير الحكومية.
الحرب التعليمية الإعلامية
ويسيطر النصارى على التعليم في البلاد، حيث أسسوا آلاف المدارس الابتدائية والإعدادية الحكومية والأهلية والجامعات الحكومية، فعدد الطلبة المسلمين في جامعات الحكومة الجنوبية لا يتجاوز20% والباقون من النصارى، كل هذا يواجه بجهودٍ ضعيفة جدًّا من جانب المسلمين في تأسيس جامعات إسلامية.
وعلى الجانب الإعلامي تتجلى السيطرة شبه الكاملة على وسائل الإعلام المختلفة من راديو وتلفزيون وصحافة.
وفي هذا الصدد قامت جماعة "تعاون المسلمين" بتأسيس أوّل مركز إسلامي إعلامي باسم مركز القدس الإسلامي لنشر الكتب والأشرطة الإسلامية وللبث الإلكتروني على الإنترنت، كما تقوم بتدريب المسلمين على طريقة التعامل مع الحاسوب وغير ذلك من الأنشطة الإعلامية الأولية، وكما أن المركز سيكون خطوةً أولى لتأسيس أوَّل إذاعة إسلامية، إلا أنَّ هذه المشروعات تحتاج إلى دعمٍ مالي كبير؛ لأن الجانب الإعلامي أصبح من أخطرِ الجوانب التي تستخدمها الجمعيات التنصيرية في التغريب والتنصير وتشويه صورة الإسلام.
أما من الناحية الصحية فيسيطر النصارى كذلك على كل المستشفيات سواء حكومية أو أهلية، فأكثر من 99% من المستشفيات في الجنوب تحت سلطة الكنائس التي تسعى لتنصير المسلمين مقابل تلقي العلاج اللازم!
الحرب الأهلية
ويحتكر النصارى السيطرة على الجيش والشرطة بمساعدة الرئيس النيجيري "أوباسانجو" الذي خصَّهم بجميع الرتب والمناصب العسكرية والأمنية في المؤسسات العسكرية الحكومية، وقد استغلوا هذا الوضع في جمع الأسلحة والاحتفاظ بها في كنائس جنوبية على مسمع ومرأى من المخابرات النيجيرية والحكومة الفيدرالية.
وهناك الأخطار التي تهدد أمن وسلامة المسلمين في الجنوب والتي تتركز في: خطر الحركة الانفصالية في قبيلة "إيبو" الساعية لتأسيس دولة "بيافرا" التي تسعى لتأسيسها حركة "بيافرا" المدعومة من "الكيان الصهيوني" ومن اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية.
وتعتبر هذه الحركة أن المسلمين أشد أعدائهم ويتهمونهم بالتعاون المباشر مع الحكومة لإعاقة جهود إقامة دولة "بيافرا" الانفصالية.
كذلك هناك حركة "اليوربوية" المتعصبة المسلحة التي أسسها مسيحي قومي متعصب اسمه "فاسيون"، وهي من أخطر الحركات المسلحة في الجنوب على الإسلام والمسلمين وتدعو إلى إحياء عبادة الأوثان، كما تحارب بشدة تطبيق الشريعة الإسلامية في نيجيريا، وتدعو إلى إقامة دولة منفصلة لقبيلة "يوروبا"، وتعتبر الحركة مسلمي شمال نيجيريا أعداءها وتعتقد أن الإسلام هو سبب انقسام "قبيلة يوروبا"، وقد سجلت لهذه الحركة عدة اعتداءات على المسلمين في الجنوب.
والخطر الثالث يتمثل في حركة "جيش المسيح" المسلحة وتعتبر هذه الحركة من أقوى الحركات المسلحة في الجنوب وتحتفظ بأسلحة متطورة منها الدبابات والصواريخ وتلقى الدعم المالي من الكنائس النيجيرية ومن الخارج ومن بعض المسيحيين في الحكومة.
وقد دعت جماعة تعاون المسلمين في الجنوب إلى نزع أسلحة هذه الحركات لكن الحكومة لم تبال حتى الآن بهذا النداء.
ويعاني مسلمو جنوب نيجيريا من ضعف مساعدات الدول العربية والإسلامية ولا يوجد في الجنوب مؤسسات خيرية إسلامية.
كما أن انتشار الفقر الشديد بين مسلمي الجنوب وقلة الوعي الديني في أوساط المسلمين وضعف الثقافة وانتشار الجهل نتيجة الغزو الفكري من قِبل المستعمرين ومحاربة إقامة المدارس العربية والإسلامية والضغوط الشديدة لمنع تعليم المواد الإسلامية في المدارس الحكومية من قِبل الحركات التنصيرية، كل ذلك يؤثر بالسلب عليهم في الجنوب.
ولئن بقيت الأوضاع على ما هي عليه الآن ستنذر بتفجر بوسنة جديدة وحرب ضروس، حيث تكالبت على الأقلية المسلمة في الجنوب هذه الجماعات التي تعمل من أجل تنصير المسلمين وتصفيتهم.



نيجيريا و مذبحة جوس ضد المسلمين



الأحداث الدامية الأخيرة في نيجيريا وإن كانت ليست الأولى من نوعها في هذا البلد الذي يضم أكثر من 200 جماعة عرقية ، إلا أنها تعتبر الأخطر من نوعها في ضوء أبعادها السياسية والاقتصادية والدينية .
وكانت مدينة جوس عاصمة ولاية بلاتو في وسط نيجيريا شهدت في 19 يناير / كانون الثاني ولمدة أربعة أيام مذبحة بشعة ضد المسلمين راح ضحيتها وفقا لمنظمات حقوقية 550 قتيلا .
المذبحة انطلقت أساسا من قرية كورا كراما بمدينة جوس واندلعت بسبب خلاف حول إعادة بناء منشآت تم تدميرها قبل عامين في أعمال عنف طائفية مماثلة ، حيث احتج شبان مسيحيون على إعادة بناء مسجد في القرية التي يسكنها حوالي 500 ألف شخص أغلبيتهم من المسيحيين وأشعلوا النار في منازل وعربات المسلمين وسرعان ما انتقل العنف الطائفي إلى مناطق أخرى في مدينة جوس وتحديدا منطقة نساراوا جون .
ورغم أن الشرطة النيجيرية أعلنت مقتل 326 شخصا في المذبحة السابقة ، إلا أن منظمات حقوقية محلية ودولية تحدثت عن مقتل أكثر من 550 شخصا خلال أعمال العنف التي استمرت أربعة أيام.
وقالت منظمة "هيومان رايتس ووتش" الدولية لحقوق الإنسان في هذا الصدد :"هاجم رجال مسلحون يوم 19 يناير الجاري قرية كورو كراما وأحرقوا بعض المسلمين أحياء وقتلوا آخرين أثناء محاولتهم الفرار".
ونقلت المنظمة عن شاهد عيان القول :" الذين قاموا بمجزرة قرية كورو كراما هم نصارى بسيوف قصيرة وأسلحة نارية وعصي وحجارة ، الأطفال كان يجرون والرجال كانوا يحاولون حماية النساء والذين فروا إلى الأدغال قتلوا والبعض أحرقوا في المساجد والبعض ذهبوا إلى البيوت وأحرقوا ، شاهدت جثث 20 إلى 30 طفلا ، بعضها كان محترقا والبعض قطعت بالمناجل ".
وفي السياق ذاته ، قال محمد تانكو شيتو وهو إمام مسجد في القرية :" إنه تم إلقاء الكثير من الجثث في الآبار وكانت متناثرة حولها ولا يزال عشرات الأشخاص مفقودون ".








قبل ثلاثة اسابيع تقريباً إندلعت اشتباكات بين المسلمين والمسيحيين وراح ضحيتها مايقارب 700 مسلم أغلبهم من العُزل والمدنيين ، ودارت هذه الضروس بمباركة من الشرطة وقوات حفظ النظام المتواجدة في البؤر التي تحوي خليطاً من المسلمين والمسيحيين. والمخيف هذه المره هو تورط الشرطة في عمليات التصفية المنظمة التي قامت بها ضد المسلمين بلا محاكمات وبلا مواجهات ، بل كانت مجرد أسر عدد كبير من المسلمين وتصفيتهم أمام اعين الكاميرات والمارين في الساحات العامة.
ولعل هذه المقاطع خير شاهد على فضاعة الجريمة :

بالصور مجزرة مروعة ضد مسلمي نيجيريا