الشبـــــاب...عملـة الأمـة الصعبـة


[IMG]http://i116.p***obucket.com/albums/o4/newgsm/Pictures-of-grieving/grieving-5.jpg[/IMG]

بقلم الدكتور عبدالحميد القضاة

الشباب هم عنوان القوة وأداة التغيير والتطوير، فهم القوة الدافقة والعواطف المتأججة وهم أغلى ما تملكه الأمة، فهم الحاضر وهم المستقبل، فمن أحسن تربيتهم والتعامل معهم فلن يحصد إلا الخير والتقدم والازدهار والسعادة، ومن لم يحسن تربية الشباب وترك لهم الحبل على الغارب، فلن يحصد إلا الفشل واللامبالاة والإدمان على المخدرات والأمراض النفسية والجسمية والجنسية المختلفة.
أما الصور المثلى فهي التي يكون فيها الشاب ملتزماً بدينه منتمياً لأمته وقيمها، يقدم مصلحتها العامة على مصلحته الخاصة، لا يزيده القانون التزاماً لأن علاقته مع ربه مباشرة، فهو يراه في كل آن ومكان.
يعتبر خدمة الوطن وعمرانه عبادة، والدفاع عن مقدساته أولى أولوياته، إذا عمل عملاً أتقنه، فهو صادق الوعد، نظيف اليد، طاهر الفرج، مسكون يحب الناس وخدمتهم، طابعه الجد والإخلاص، لا وقت لديه للإضاعة فهو في سياق مع الزمن نحو التحصيل والتأهيل وعمل الخير.
وأما شباب اليوم فهم في محنة، فقد تكالبت عليهم ظروف شتى لم ترحم غضاضة ولين عودهم وفتوتهم، بل استغلت نوازع الشر للضغط على أعصابهم وعواطفهم.
فها هي الدعوات من كل حدب وصوب للتبرج، وهاهي دور الأزياء تنشط ليل نهار لإظهار مفاتن المرأة، داعية البنت بكل صراحة ووضوح للخروج عن كل مألوف لتثبت ذاتها، وتتمرد على أمها ومعلمتها بحجة الحرية الشخصية.
وهاهو الشاب المراهق تتقاذفه أوهامه وأحلام يقظته وتسيره عواطفه، فالتربية مهما كانت سليمة في البيت فلا تصمد أمام ما يلفظه التلفاز وما يراه في الشارع وحتى في المدرسة، أما ما يواجهه الشاب في الجامعة فهو أدهى وأمر.
وفوق كل ذلك تعقيد في الزواج، وتكاليف باهظة وبطالة قاتلة، وعواطف ظاغطة ودعوات صارخة للزنا والشذوذ الذي أصبح عند البعض من مظاهر التقدمية والانفتاحية والمعاصرة.
فنتيجة لذلك ضاع الشباب ذكوراً وإناثا أو كادوا، فظهرت الميوعة والخنوعة والتكسر واللامبالاة والبعد عن الجدية، وأصبح الشاب تابعاً لهواه، ثائراً على كل قديم دون أن يعرفه، متعلقا بكل جديد مستورد رغم ما فيهّ!!
يحب الرياضة لا ممارسة ولكن مراقبة على شاشة التلفاز تمر، عليه الساعات الطوال وهو في مدرجات الملاعب أو أمام الشاشات، لا يعرف إن مر عليه ظهر أو عصر أو كليهما، لأنه مشدودة مسلوب اللب، لا ترى فيه إلا الانفعالات عند إصابة هدف أو ضياعه!!
قدوة هؤلاء هم نجوم الفن والرياضة، يقلدونهم بالتصرف والملبس والمكياج، المثقف من هؤلاء لا يستمرأ إلا القصص الغرامية والأفلام الهابطة والمسلسلات التي لا هم لها إلا عرض الأزياء واللحوم الرخيصة و الترويج للغرام ومتاهاته تم تعريف الشباب بأساليب المراوغة والكذب على الوالدين على الوالدين لتبرير الفشل أو التأخر أو التصرف.
وهكذا ضاع الشباب فخسرت الأمة خسارة لا تعوض حيث ضاعت هيبتها ودنست مقدساتها واحتلت أراضيها، وأصبح الشباب سكارى وما هم بسكارى واختلت الموازين عندهم ووصلوا إلى درجة أصبح الأمر سيان لديهم إن عملوا بمصانع يهودية أو عربية، المهم أن يجدوا سيولة نقدية ليشتروا وردة حمراء، ليكملوا طقوس عيدهم " عيد العشاق.!!
يا لها من مهزلة بل من مهازل وصدق الشاعر حين قال:

طربٌ هنا وهناك قام المأتم....... شعبٌ ينوح وآخر يترنم
أما من هو المسئول عن إبعاد الشباب عن هويتهم الحقيقية ؟؟ فلا شك أنه ليس واحد بعينه ولكنهم كثير يمكن أن نعرفهم إذا أجبنا بكل أمانة وموضوعية في كل شؤون حياتنا؟؟
ومن هو المسؤول عن إيجاد اللاشعور لدى شبابنا وشاباتنا لتقليد كل أجنبي؟؟
ومن هو الذي يحرك شاباتنا تلقائياً ولا شعورياً لتلقف كل موضة جديدة يخرجها شياطين الإنس في دور الأزياء العالمية؟؟
ومن هو الذي يقف وراء طباعة الملايين من نسخ المجلات الجنسية التي تهرب للشباب وتباع بأثمان رخيصة؟؟
ومن هو الذي يملك الإعلام بالعالم ويبث المسلسلات الفاضحة والمثيرة وغير المقبولة شكلاً وموضوعاً؟؟؟
ومن هو الذي يخطط بهدوء وخبث للتسلل إلى نفوس شبابنا من مداخل ظاهرها المنفعة وباطنها الخراب والدمار؟؟
فمن الذي أقنع البنت المسلمة العفيفة أن ثوري على العادات والتقاليد وتحرري من حجابك واثبتي ذاتك لتفوزي بما تريدين؟؟ فإن لم تفعلي فستبقين كل حياتك هكذا تابعة للرجل، خادمة له، لا كرامة لك ولا اعتبار!!! فصدقت المسكينة، وتمردت على والديها وأصبحت رهينة للتبرج والموضة والمكياج!! وعاشت على طريقتها ولكن بين جنبيها صراع عنيف ومع هذا فالمشكلة نقلتها أم جاهلة لابنتها وصديقة لأخرى حتى أصبحت نار الموضة والفتنة تأكل الأخضر واليابس إلا من حمى الله وعصم.
وأخيراً من الذي كتب في بروتوكولات حكماء صهيون أننا سنعمل كل ما بوسعنا لتوجيه الشباب نحو الرياضة وبناء وتجهيز كل ما يلزم لذلك حق أريد يه باطل تلهى الشباب بالرياضة و يا ليت ذلك ممارسة للحفاظ على لياقة أجسامهم لا ولكن من أمام شاشات التلفاز ساعات وساعات تضيع هكذا والخبثاء يخططون بهدوء ومن وراء ستار فما أن ننتهي من كأس حتى تبدأ المباريات لكأس إقليمي ثم إلى كأس عالمي وهكذا فالأمر مكرر وفي كل عام والشباب سائرون ؟؟؟لا ينتبهون وهذا ما خطط له عدوهم!!!
ثم من الذي روج ولا يزال يروج للجنس بكل أشكاله؟؟ حيث تقول بروتوكولات حكماء صهيون " يجب أن نعمل لتنهار الأخلاق في كل مكان فتسهل سيطرتناإن ؟؟؟ منا وسيظل يعرض العلاقات الجنسية في ضوء الشمس كي لا يبقى في نظر الشباب شيء مقدس، ويصبح همه الأكبر هو إرضاء غرائزه الجنسية وعندئذ تنهار أخلاقه".
ومن هو الذي يستغل عواطف الشباب وقلة خبرته فيسن القوانين التي تجيز مقاضاة الطالب لأستاذه أمام المحكمة ؟؟؟ لا بل أكثر من ذلك قوانين تجيز الزواج لشاب من شاب مثله أو زواج بنت من بنت مثلها؟؟؟
ومن هو أو من هم الذين يحاولون في بلادنا نقض عرض الأسرة عروة عروة حتى لا يبقى في نظر الأبناء والبنات كبير وحتى يتلاشى كل قيد أو أثرٍ لحكمة الوالدين وخبرتهم لتوجيه فلذات أكبادهم!!
كل هؤلاء في الداخل ومن هم خلفهم في الخارج في السابق واللاحق هم المستولون عن ضياع الجيل ومسخه.
فهل إلى خروج من سبيل؟؟ كيف؟؟؟ ومن المسئول؟؟؟
نعم، يمكن التغير للأحسن شريطة أن تلتقي الإدارة الرسمية مع الإرادة الشعبية لتوجيه الطاقات التربوية والإعلامية والرياضية بالاتجاه الصحيح لإعداد الشباب فكرياً وجسدياً.
ونحن جميعاً مسئولون عن ذلك، نجتهد في تكبير بذرة الإيمان في نفوس الشباب لأن الوازع الديني هو الوحيد الذي يقودهم طوعاً لعمل الخير والابتعاد عن السوء والرذيلة ويجعلهم مسكونين بالخوف من الله تبارك وتعالى، يعتبرون الإخلاص في العمل وزيادة الإنتاج عبادة لله قبل أن تكون حباً للوطن ووفاءً له، ولهذا اقترح الأمور التالية:
أولاً: حملة إيمانية شاملة تشترك فيها الجهود الرسمية والجهود التطوعية ابتداء بدعم مشاريع تحفيظ القرآن الكريم للناشئة.
ثانياً:منح كل شاب يحفظ القرآن الكريم شهادة أكاديمية لها امتيازات مجزية.
ثالثاً: نوعية شاملة عن كيفية تربية الأولاد خاصة في السنوات العشر الأولى لأنها الأساس لما بعدها، وعن كيفية التعامل مع المراهقين بأحسن الطرق.
رابعاً:استعمال كل وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لخدمة هذه الحملة.
خامساً:إعطاء المصلحين والمربين الدور الذي يليق بهم في التلفاز ليقوموا بدور التوجيه ومخاطبة الشباب بدل الفن الهابط
سادساً: تسهيل الزواج وتخفيض تكاليفه بإشاعة وتشجيع ما يسمى بمواثيق الشرف الخاصة بتيسير الزواج.
سابعاً:دعم وتشجيع جمعية العفاف الخيرية والزواج الجماعي.
ثامناً:استغلال العطل الصيفية لعمل دورات مجانية لتعلم مهن سريعة تساعد الشاب على إيجاد عمل ولو بسيط يعتاش منه حتى يستقر في عمله الرئيسي.
تاسعاً: تشجيع الرياضة المنضبطة والهادفة إلى رفع سوية اللياقة البدنية عند عامة الناس، وتشجيع الشباب لممارسة الرياضة على أرض الواقع لا أمام شاشات التلفاز بحيث لا يتعارض ذلك مع ما هو أهم من عمل مفيد للبلاد والعباد.
عاشراً: منع صحافة الإغراء وعدم إجازتها ومنع تسرب الأشرطة والمجلات والكتب الهابطة إلى بلادنا.


وأخيراً لو كنت صاحب قرار رسمي لجعلت سنة كاملة قبل التوجيهي مباشرة للتدريب والخدمة العسكرية للذكور، ودورات التمريض والإسعافات الأولية للإناث، حتى تصح أجسام الشباب وتنصقل نفوسهم وتعركهم الشدة.

ومن لم يتعود صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر