اثر القول السديد والتوعية في تلطيف وعلاج الامراض النفسية والمزمنة و الامراض المستعصية
بسم الله الرحمن الرحيم
تلطيف وعلاج الامراض النفسية والامراض المزمنة والامراض المستعصية
يحتاج المرضى ذوى الحالات المستعصية مثل امراض السرطان في المراحل النهائية والامراض المزمنة من ذوى العاهات الولادية والمكتسبة والامراض الاستقلابية وامراض القلب والشرايين في الاطوار المترقية وفشل نخاع العظم المعند على كافة الوسائل العلاجية في امراض الدم و سوطان الدم وكذلك فشل الاعضاء الجهازية المتعدد والحالات الغير معروف علاجها وكذلك مريض الحالة النفسية كل هؤلاء يستفيدون واقصد منهم المريض المدرك الواعي المؤمن وذلك من الطبيب العارف لإبعاد ومصير المرض والمؤمن بحكمة الخالق سبحانه وتعالى
فهؤلاء المرضى بحاجة إلى العلاج بالتوعية الحكيمة والإيحاء الهادف والتفاصيل منقولة من كتاب
مختصر دلائل الطب الوقائي في القران الكريم,Evidence of preventive medicine in the Koran
العـــلاج بتوجيه التفكير والتخدير الإيحائي :-
التفكير بالشيء :- هو الاهتمام والانشغال الذهني به وينتج عن وعي بما يسمع الإنسان أو يبصر بواسطة المنبهات الكلامية للسمع أو المشاهدة البصرية. وتوجيه التفكير هو تحويل التفكير إلى مثيرات سمعية أو بصرية وتوجيه الانتباه إليها والانشغال الذهني بها دون غيرها. وفي الجانب العلاجي يتوجب على الطبيب الإرشاد والنصح الأمين للمريض لتوجيه تفكيره إلى الانشغال عن مخاوفه من مرضه إلى ما يفيده في علاجه ويخفف معاناته. أما التخدير الإيحائي فهو إيصال الانتباه إلى درجة عالية جدا من الانشغال الذهني تستحوذ على بقية أحاسيسه وتدل الآية الكريمة في سورة يوسف قال تعالى ( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ) يوسف 31. إن الإنسان إذا ما ركز انتباهه وأحاسيسه على موضوع ما كما لو أن إحساسه تفرغ كلياً لهذا الجذب حيث تنعدم بقية أحاسيسه وقد أمكن أجراء عمليات جراحية بدون ألم بهذا الأسلوب في الواقع العملي وليست هذه الطريقة سهلة المنال فهي تحتاج إلى البراعة الفائقة في تتويه الإحساس إلى شيء آخر ينشغل به المريض ولمزيد من الإيضاح لأثر التخدير الإيحائي ما يفعله الآن بعض أطباء الأسنان بإلهاء الأطفال ببعض اللعب العجيبة ويوجه انتباه الطفل الشديد إليها ويتم خلالها خلع سنه بدون شعور. وفي الطب الباطني يتوجب إبعاد تفكير المريض عن مخاوفه من مرضه بتطمينه وتوجيه تفكيره إلى الاهتمام بما يعالج مرضه وحثه على اللجوء إلى ربه وهذا في صالحه حيث يهتم بالعلاج ويجازيه الله على ابتلائه. ويوجد من الإيحاء الضار ما يثبته المنافقون والدجالون في أفكار الناس من قناعات واعتقادات لإضلالهم أو خداعهم أو لابتزازهم ، ويؤكد هذه الظاهرة قوله تعالى (( وفيكم سماعون لهم )) ( التوبة ) 47. أي يتأثرون بما يسمعون والذي يجعل المسألة الإيحائية اكثر جدية واكثر خطورة وأوضح أثر هو وجود من يسمع ويصدق حتى الضلالات والخداع ويستجيب لأهدافها الهدامة بسلوكه وتصرفاته فالإيحاء أمر واقع بين الناس وبواسطته يمكن تتويه الإحساس والإدراك والتفكير وتغيير القناعات ومن الأمثلة في التأثير على الإدراك والتفكير ما يسمى الآن في علم الدعاية والإعلام " صناعة الرأي العام " أو تكوين الرأي العام. حيث يمكن تنوير أو خداع الفرد وغالبية الأمة على حد سواء وحث القرآن الكريم على الإيحاء الإيجابي وعدم الخداع لقوله تعالى ( وقولوا للناس حسنا ) البقرة 31. ومما سبق ذكره وشرحه نجد أن الإنسان بشكل عام يتأثر بما يسمع أو يشاهد وهذا التأثير قد يصل الى درجة التخدير وسلب الانتباه والإحساس كما يمكن توجيه التفكير والإدراك والاهتمام. وعملاً بهذه القاعدة يتطلب على من يفهمها ويحسن استغلالها أن يستخدمها لصالح المريض كجانب هام في علاجه لكافة الأمراض البدنية والنفسية وعدم الاكتفاء بوصفة طبية صامتة قد يؤدي سوء استخدمها أو أعراضها الجانبية إلى ضرر اكبر واخطر من أعراض المرض نفسه وهنا تكمن أهمية النصيحة الكلامية العلاجية الهادفة الأمينة والإرشاد والتوجيه العلاجي السليم الصادر من طبيب خبير أمين وأهمية الكلمة الطيبة من المعالج والزائرين ومن حول المريض وأهمية عيادة المريض ( زيارته ) ومواساته بأي شي وبالقول الحسن وعدم إخافته من مرضه والمواساة ترفع معنوية المريض وتريح خاطره والزيارة تؤنس وحدته ويشعر بأهميته في نفوس الآخرين فتزداد راحته ويكثر تحمله لمرضه ويتبدد قلقه وتنفرج سريرته فقد أكد الرسول الكريم على أهمية مواساة المريض قال النبي عليه الصلاة والسلام ( أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني ) رواه البخاري. مع العلم أن عدم زيارة المريض يعاتب عليها الله سبحانه عباده يوم القيامة لما لها من أثر داعم في علاج المريض وتخفيف معاناته كما ورد في الأحاديث القدسية. وذكر الترمذي وغيره حديث " اذا دخلتم على المريض فنفسوا له في الأجل فإنه لا يرد شيئا ويطيب نفسه " وأخيراً ندرك أهمية المواساة والقول الحسن والكلمة الطيبة والتوجيه الأمين في علاج المريض مع الأسلوب الجاذب والهادف ( سحر البيان ) لإقناع المريض السامع لأن الوعي من اختصاص السمع وبعده البصر لقوله تعالى ( إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا ) الدهر 2. فالسميع هو المتأثر بما يسمع المدرك لما يقال له والمريض أحوج الناس إلى سماع ما يطمئنه ويرشده إلى شفائه أو مواساته وتوجد أمراض مستعصية ولا يعرف الطب لها علاج وأمراض في مراحلها الأخيرة وعندما يقف الطب مكتوف الأيدي يتوجب إتباع وسائل لتخفيف المعاناة ومنها المواساة وللمواساة المعنوية أثر بالغ على المريض في قبول وضعه المرضي والصبر على حالته وطلب مرضاة ربه ويكفي للمؤمن مواساة قوله تعالى ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبراها إن ذلك على الله يسير. لكيلا تأسو على ما فاتكم ولا تفرحوا بما ءاتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ) الحديد 23,22.
موجز علاج الأمراض النفسية :-
يعالج القران الكريم الأمراض النفسية التي يتمتع صاحبها بوعي وإدراك وإيمان علاجاً شافياً بالموعظة وذلك من القلق والكآبة والوسواس والخوف والفزع والعدائية والحقد والحسد وكافة النقائص النفسية ليسمو بها إلي الاطمئنان التام قال تعالى ( قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى ) فصلت 44. ولا يمكن معالجة غير المؤمنين بالموعظة القرآنية لأنهم لا يسمعونها ولا يتبصرون معانيها. و يذكر القران الكريم للنفس الإنسانية ثلاث درجات أدناها النفس الأمارة بالسوء ( وما أبرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء ) يوسف 53. وأوسطها النفس اللوامة التي تلوم صاحبها بعد ارتكابه للمعاصي وهي افضل من النفس الأمارة واقسم بها الله عز وجل ( لا اقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ) القيامة. والنفس الثالثة هي النفس المطمئنة وهي أرقي الأنواع ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربكِ راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي ) الفجر 26 –30. وتعالج أمراض النفس بالموعظة وما أكثرها بنصوص القرآن لإتباع مرضاة الله الخالق واجتناب نواهيه واللجوء إليه فالذكر طمأنينة للنفس لأن القلق يزيد من خفقان القلب ( ألا بذكر الله تطمئن القلوب ) (28) الرعد ، واللجوء إلى الله تامين من مخاوف النفس على مصيرها والتعوذ بالله من كافة الشرور والمخاوف والأوهام سكينة للنفس وتوكلها على الله راحه لها من الاهتمام بالمصير والنتائج ونهي النفس عن الهوى حفظ لها من أن تهوي هي والجسد إلى الهلاك والتدرج بالنفس إلى الدرجات الأرقى من درجة الأمارة إلى درجة اللوامة تفيد صاحبها فيتوب ويحبه الله تعالى وكلما زاد إيمان النفس بالله وعدله وحكمته ترقت نفسه إلى درجة النفس المطمئنة التي لا يخيفها حرمانها من متعة زائلة ولا تأس على ما فاتها وتأمل رضا ربها وتلجا إليه بالاستعانة والدعاء والقران الكريم جاء بالعلاج للنفس الإنسانية المؤمنة علاجَا جذرياً والعلاج معروض على الناس جميعاً لما فيه من موعظة وشفاء وهدى ورحمة قال تعالى :-" يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور وهدى ورحمة للمؤمنين "سورة يونس57 ولأنه لم يغلق القرآن الكريم الباب لعلاج الأمراض النفسية لأن كلمة شفاء بالنكرة ولم يقل الشفاء فيوجد شفاء آخر بإذن الله وخاصة للمجانين ومن في حكمهم فهم معذورون من الله سبحانه وتعالى وعلاجهم بمحاولات ووسائل أخرى من العلاج وتفاصيلها يعرفها أطباء الأمراض النفسية ولمزيد من الإيجاز يقتصر علاج القرآن الكريم بالموعظة على الأمراض النفسية للعقلاء أولي الألباب لقوله تعالى (( إنما يتذكر أولوا الألباب )) الزمر 9. أي العقلاء فقط ، ويا حبذا لو جمع أطباء النفس لعلاج المريض المدرك الواعي بتوجيهه إلى الموعظة القرآنية مع العلاج التقليدي لأن هدى القرآن ليس فقط لتصفية النفوس من أكدارها بل وعلاج لها من كل الانحرافات والنقائص النفسية التي قد تؤذي أو تهلك صاحبها بالنتيجة أو تؤذي وتهلك غيرها.
والعلاج بالموعظة نافع وخاصة للمريد الواعي لان الإنسان له قدرة على التحكم بأهواء نفسه قال تعالى " ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها قد افلح من زكاها وقد خاب من دساها "سورة الشمس 7-10. لأن التوجيه الرباني إنقاذ للنفس ولأن فيه كفلين من رحمة الله راحة في الدنيا وراحة في الآخرة فما أحوجنا إليه والعلاج يوجز بأتباع هدى الله وذكره قال تعالى " فمن أتبع هداي فلا يضل ولا يشقى ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا "سورة (طه) 123 – 124 .
طلب الشفاء بالمعالجة و الدعاء :-
إن أي جرح في جسد الإنسان قد يلتئم خلال أيام وينتهي خطره وقد يمحى أثره وبدون علاج في الوقت الذي يصبح الجرح مدخل للجراثيم ومصدر لتسمم الدم المميت أو يسبب موت للأنسجة والأجزاء المجاورة للجرح كما يحدث لبعض مرضى السكري وضعاف المناعة. كما أن أبسط مرض وهو مرض الزكام الناتج عن التعرض للبرد قد يشفى منه المصاب بدون علاج ويوجد من تطول علته بعد الزكام ومن قد يموت بسبب المضاعفات الجرثومية أو الفيروسية ( الأنفلونزا ) وبرغم العلاجات وخاصة ضعاف المناعة وكبار السن لذا لا يستطيع أي طبيب أن يضمن لأي مريض الشفاء الأكيد إلا أن يقول إنشاء الله وما يستطيع الطبيب عمله هو إعطاء المريض العلاج المجرب النافع الهادف والنصائح التي تؤدي بدورها مع العلاج إلى الوقاية من تفاقم المرض وتخفيف معانات المريض ورفع مقاومته ودعم وسائله الدفاعية للتغلب على مرضه وتظل النتيجة وهي الشفاء والشفاء أمر لا يستطيع المريض ولا الطبيب الجزم فيه ومن هنا تبرز أهمية اللجوء إلى مانح الشفاء وهو الله سبحانه وتعالى وقد اقتضت مشيئة ذلك حتى يعلم الناس أن الأسباب المادية وحدها ليست كل شئ وأنه يتوجب الرجوع إلى الله قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم ( وإذا مرضت فهو يشفين ) الشعراء 80. فالمرض يحدث بفعل الإنسان نفسه عبر تعرضه لأسباب المرض والشفاء منحة إلهيه. وما الابتعاد عن أسباب المرض إذا عرفت أسبابه والمعالجة ما هذه إلا أسباب ووسائل نحو الشفاء يقبلها أو يرفضها مانح الشفاء سبحانه وتعالى وقد وعد من يلجأ إليه بالإجابة قال تعالى ( وإذا سألك عبادي عني فأني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون ) البقرة 186. وقال تعالى ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أءله مع الله قليلا ما تذكرون ) النمل 62. وقال تعالى ( وقال ربكم ادعونى أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ) غافر 60.
وللرجوع الى المواضيع المشار اليها ولمزيد من التفاصيل
والدلائل القرانية في الطب الوقائي
كل ذلك تجده عبر الرابط التالي
http://file9.9q9q.net/Download/56921642/a2s3d4.zip.html