عن أبي أُمَامَةَ عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:

"لَيْسَ شَيْءٌ أحَبّ إلى الله مِنْ قَطْرَتَيْنِ وأثَرَيْنِ:

قَطْرَة من دُمُوعٍ في خَشْيَةِ الله،
وقَطْرَة دمٍ تُهْرَاقُ في سَبيلِ الله،

وأمّا الأثَرَانِ

فَأَثَرٌ في سَبيلِ الله ،
وأثَرٌ في فَرِيضَةٍ مِنْ فَرَائِضِ الله".


رواه الترمذي في سننه(1669)،وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب(3327)، وفي مشكاة المصابيح (3760).

يقول المباركفوري في تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي:

(قطرة دموع): أي قطرة بكاء حاصلة.
(من خشية الله): أي من شدة خوفه وعظمته المورثة لمحبته.
(في سبيل الله): وهو بعمومه يشمل الجهاد وغيره من سبيل الخير، ولعل وجه إفراد الدم وجمع الدموع أن الدمع غالباً يتقاطر ويتكاثر بخلاف الدم. وقال الطيبي: المراد بقطرة الدموع قطراتها فلما أضيفت إلى الجمع أفردت ثقة بذهن السامع، وفي إفراد الدم وجمع الدموع إيذان بتفضيل إهراق الدم في سبيل الله على تقاطر الدمع بكاء انتهى. ولما كان ما سبق في قوة قوله: فأما القطرتان فكذا وكذا عطف عليهوقال
(وأما الأثران فأثر في سبيل الله): كخطوة أو غبار أو جراحة في الجهاد أو سواد حبر في طلب العلم.
(وأثر في فريضة من فرائض الله): كإشقاق اليد والرجل من أثر الوضوء في البرد وبقاء بلل الوضوء، واحتراق الجبهة من حر الرمضاء التي يسجد عليها، وخلوف فمه في الصوم واغبرار قدمه في الحج.