ستون عاما مضت والقومُ ما انتفضوا *** عمَّ الأسى وعُــرا الإسـلام تُنْتَقَــضُ
من وعـد بِلْفورَ
والمَسرى لهم هدفٌ *** والقدس والمسجـد الأقصـى لهم غَرَضُ
حتى إذا جـاء وعــد
الخبِّ مَوعده *** كـانت لهم دولة "سحـقا لمـن رفضوا"
لا ينفع الدمعُ بعد
الميْـت واأسفــا *** ماذا يفيـد الأســى إن عَـمَّنا المـرض
الوَهْن حبُّ
الدُّنا والمـوت نَكـرهُه *** أبْئـِس به حـالَ قوم بالهَـوان رضُــوا
ستون عاما
على نـفيٍ ومضيــعة *** مخيـمات تُديــن الصمــت تعتـرض
ونحن مؤتمـرات الخزي
سُــلوتنا *** هُم شـرَّدونا ونحـن العُـرْبُ نَمْتَعِـض
ونشجُـب الفعــل
بالأقوال نُبدعها *** نثـراً وشعـراً مــواتا مـا له نَبَـض
وهم أتوا من شَتات
الأرض يَجمعهم *** هـمٌّ ووَهْـمٌ وميعــاد لـه نَهضـــوا
في سبعة بعد ستيـن
انتَشَـوا فرحاً *** عشـرون عـاما وعِـزُّ العُـرْب يَنْقرِض
وحكم صهيون أضحى
قائمـا حَكَماً *** ونحن نحــلُم أو نرجــو ونفتــرض
من بعد عشرين أخرى صادروا
علَناً *** منَّا الوجود فضــاع الشعـب والحَفَض
سِرْنا إليـهم ولم نبـرح
أمــاكننا *** وهُم إلى "مجدهم" في أرضـنا ركضــوا
حكـامُنا سـاوموا لم يَظْفروا
بندى *** والعهد عند اليهـود المُسْـخ يُنْتقـــض
هم حاصروا غزة الأبطال
وانتشروا *** والفتح أمسى حمـــاسا ريحه رَفَـض
ومن حمـاس أتــانا الفتح عاصفة
*** فصـار شمل شـرار الخلق يَنْفَضِـض
من قاوموا المعتدي المغرور لم يَهِنوا
*** وغيرهم ســاوموا أَقْلِـلْ بما قَبَضـوا
شكراً لياسين والقســام من صدقوا
*** شكــرا لمن أُسِروا منهم ومن قُبِضوا
من وَدَّعونا وفي العين انشراحُ رِضاً
*** وأَعْيــن الحزن منَّا طـالها المَضَض
ستون عاما ومسرى المصطفى كُرَبٌ
*** دمــاؤُنا هـدَرٌ، أمْــوالُنا قَبَــض
لا حَـل يُـرجى بتطبيـع ومهـزلة
*** القــول مرتفــع والفـعل مُنْخَفِـض
والشهم يمضي إلى الهيجاء منبسطـا *** يرجو
الحيــاة وقلب النِّكـس مُنْقَبِض
حرصـا على عيشة دنيا وهل زَبَـدٌ *** يُغري
الفتى ذََلَّ من أزرى به الحَرَض
يفاوض الصُّمَّ يشهـى منْهمُ عَرَضاً
*** أَذْلِلْ بمن طلبوا أَبْخِسْ بمن عرضـــوا
لم تنفع المَثُلات العُمْــيَ لو نفعت
*** فرعون أو مصطفى الأتراك ما اعترضوا
شارونُ رمزُ الأذى يَحـيى بلا أمل
*** وبــوشُ ماض ومن والاه مُنْقَــرِض
والحق يعلو ولا يُعْلَى عليه غــدا
*** فسِــرْ إليه وجفن العيــن مُغتَْمــض
وعد الخــلافة حق صادق شهدت *** به
بشــائر دان قطفــها نَفَــض
صلوا على المصطفى الهادي وعِتْرته *** ما حـن شـوقا
إلى أبطاله الرَّبَض
صلوا على صحبه الأخـيار صفوته *** ما أَظْعن الوهْنُ عنا
واختفى العَـرَض
صلوا على الفتــية الأبرار إخوته *** ما لي بديل عن الأحبـاب أو
عَـوَض