المتأولون لمقاتلي القاعدة في السعودية // الشيخ حمد العثمان
المتأولون لمقاتلي القاعدة في السعودية // الشيخ حمد العثمان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
مع بدايةالعمل العسكري والتفجير والقتل لمعصومي الدماء، الذي طال المسلمين فضلا عنالمعاهدين، انطلقت التأويلات والتبريرات لأعمال التفجير، والتبرير والتأويل يهوّنانمن شأن هذه الأعمال ويجعلانها في دائرة «العذر»، ويجعلان المنحرف راضيا بأعمالهلأنها مبررة ومؤولة، كما أنهما يؤخران طريق الإصلاح، وربما استقطب التأويل من كانمترددا في تخطئة أعمال التكفير والتفجير.
مما روج له المتأولون لجماعةالقاعدة في السعودية أن هؤلاء القوم «مرضى»، وقد تكلمت عن هذا التأويل في أكثر منمناسبة، وبينت أنهم مرضى فعلا، وان مرضهم مرض شبهات، وهذا شأن البدع عموما، وبينتكيف قاتل الصحابة الخوارج مع أنهم مبتدعة مرضى، وحقيقة الأمر أن هؤلاء القوم يرونمخالفيهم هم المرضى، ولربما قالوا عن مخالفيهم «الحمد لله الذيعافانا.
ومما اعتذر البعض لهؤلاء الشباب أنهم عاطلون عن العمل، ومع مرورالوقت تبين سقوط هذا التأويل لأن من هؤلاء من هم من أبناء كبار التجار كالبقمي،ومنهم من كان موظفا مرموقا كفارس الشويل الزهراني، فانه كان قاضيا بالمحكمةالشرعية، مع أن عموم شباب الدعوة كان هناك من يزهدهم في الوظائف الحكومية حتى قالالشيخ سلمان العودة في محاضرته «دلوني على سوق المدينة»: «متى يترك الشباب هذاالطاغوت الوظيفة.
ومن التأويلات التي اعتُذر بها لهؤلاء المفجرين دعوى أنهؤلاء الشباب لما رجعوا من أفغانستان لم يستوعبهم المجتمع، بل وضيقت عليهم أجهزةالأمن وطاردتهم حتى زاد تطرفهم وآل الأمر إلى ما نراه اليوم.
وهذا الكلامباطل من وجهين:
الأول: أن هؤلاء الشباب لما رجعوا من أفغانستان لم تتعرض لهمالدولة إطلاقا، وتُركوا سنوات وانخرط منهم من شاء في المجتمع، حتى وقع أول حادثتفجير في «العليا» بالرياض، فحينئذ أخذت الدولة في إجراءاتها وتدابيرها الأمنية،لتكشف خيوط الجريمة، ولتمنع تكرارها في المستقبل، فهل يريد هؤلاء أن تتركهم الدولةيفعلون ما شاءوا حتى لا يقال أن هؤلاء سيزيدون تطرفا بالملاحقة؟
الثاني:إقرار مقاتلي القاعدة أنفسهم أن أعمالهم التفجيرية الإرهابية ليست ردا للفعل، ولابسبب التضييق والمطاردة لهم في ارض السعودية، فهل يستقيم إذا الاعتذار لهم بهذاالتأويل؟!
وها أنا أسوق لك إقرارهم بذلك حتى يتبين المرء حقيقة التضليل الذييمارسه المتأولون لولاة الأمر، ولشعبهم، وبلدهم، وإسلامهم!
ففي العدد الرابععشر من مجلتهم «صوت الجهاد» ص29 - 30 أوردوا سؤالا نصه ما يلي: السؤال السادس: هلقامت الحركة الجهادية بسبب التضييق والمطاردة في بلاد الحرمين؟
حقيقة هذاالتساؤل تصور أن الحركة الجهادية لم تقم من دوافع أساسية، بل كانت ردة فعل علىالحملة الصليبية التي تشنها الحكومة السعودية على الجهاد والإسلام عامة، أو أنالحملة على الأقل دفعت الحركة الجهادية للتخلي عن الشروط العسكرية اللازمة لبدءالمعركة تحت الضغط السعودي.
وهذا مخالف للواقع تماما، ولو فُرض انه هوالواقع فلا بأس به، فقد قال الله تعالى «أُذن للذين يُقاتلون بأنهم ظلموا» والدفاععن النفس والثأر من العدو الكافر من الموجبات الشرعية المتفق عليها للقتال في سبيلالله.
ولكن الحركة الجهادية في جزيرة العرب لم تقم أساسا لأجل هذه الحملةالمؤخرة، والتضييق الذي انطلق بانطلاقة الحملة العالمية الصليبية ضد الإرهاب، بلسبق هذه الحملة تمهيد وتوطئة طويلة الأمد، من عدد من العلماء والدعاة والمصلحين،ومن شيخ المجاهدين أسامة بن لادن، منذ سنين عديدة تزيد على عشر سنوات سبقت قيامالحركة الجهادية كمشروع حرب عصابات، وان تخلل هذه المدة شيء من العملياتالجهادية.
ثم تابعوا الجواب عن السؤال وقالوا: «من العجيب تصور من يتصور أنالمجاهدين قاموا بذلك بعد أن ضيق عليهم من قبل الحكومة، فلماذا سلكوا طريق الجهادفي الأصل قبل أن ينالهم أي تضييق؟ أليست طريق الجهاد هي طريق القرح والضراء والخوفوالجوع وزلزلة الأقدام وبلوغ القلوب الحناجر؟
المجاهدون يُنادون بإخراجالمحتل من بلاد الحرمين منذ سنوات عديدة، فليست فكرة طارئة اختمرت في الرؤوس فيأجواء الخوف والتضييق، كما يتصور من يطرح هذه الشبهة، كلا بل هو منهاج واضح يدعونإليه ويبينونه للناس منذ سنوات عديدة، لو تأمل المتأمل لوجد أن شريحة واسعة منهؤلاء المجاهدين الذين طُلبوا خلال هذه الفترة كانوا في الأصل بعيدين عن أعينالدولة، ونسبة من هؤلاء لم يخرجوا إلى الجهاد في العراق أو الشيشان أو البوسنة أوغيرها من قبل، بل الدولة تجهل أي علاقة لهم وصلة بالجهاد.
وتوسعوا فيالجواب حتى قالوا: «فالواقع أن المجاهدين عملوا فُطلبوا، لا انهم طُلبوافعملوا.
فالمقصود هو بيان زيف هذه التأويلات حتى يسقط قناع المتأولين لهم،والله أعلم.
أتُسبى المسلمات في كل أرض**وعيشُ المؤمنين إذا يطيب
فكم من مسجد جعلوه ديــرا** على محرابه نُصب الصليب
وكم من مسلم أضحى سليبا** ومسلمة لها حرم سليب
دم الخنزير لهم خَلـــــــــوق** وتحريق المصاحف فيه طيب
أحل الكفرُ بالإسلام ضيمـــا** يطول عليه بالدين النحيب
فقل لذوي المشاعر حيث كانوا**أجيبوا داعي الله أجيبوا