قالت بأنها ترغب في استعادته، وتريد مني أن أساعدها.............
فسألتها بحق:
_ لماذا ترغبين في استعادة رجل لم يكن يثير اهتمامك، وكنت تتقززين منه، وتقرفين..؟؟
قالت: هل تلوميني، معك حق، لكني كنت مسيرة، منجرفة، ..... اكتشفت الآن أني أخطأت في حقه، وظلمته، ...... أريد أن أستعيد وضعي كزوجة مصونة، أريد أن أعود أم لأولادي، ... خسرتهم مقابل لا شيء، أتألم كل ليلة من أجلهم، ولا أعرف لماذا فعلت بهم هذا، لقد كنت كالمسحورة بلا عقل أو تفكير، قضيت أيامي الماضية أفكر فيما آلت إليه حالي، ...... وأصبحت أغبط كل سيدة تنام في كنف أسرتها سواء كان زوجها يعجبها أم لا، ...... ساعديني أرجوك......... أعيديني إلى الجنة.
قلت لا بحزم: لن أساعدك.......... أنا لا أريد مساعدتك....... ولا أرغب في ذلك أبدا، ولا أقول لك لا أستطيع، فكل شيء ممكن في هذه الحياة، وإيماني بربي يجعلني مؤمنة بتوفيقه، وأنه على كل شيء قدير، لكني حقا لا أريد مساعدتك مطلقا........ أعتذر لك بشدة لا أقبل استشارتك.....
نظرت بذهول وألم: لماذا........؟؟ هل تحتقرينني كوني خائنة، هل تشمئزين مني، ......؟؟ لماذا مع أني أعتقد أنك تميلين لمساعدة النساء على العيش الكريم، وأنا تائبة نادمة ...... لعل الله قد غفر لي فلماذا لا تساعدينني..........؟؟؟
- لأسباب أخرى تماما، ......... من حق كل إنسان أن يتوب بعد الخطأ ومن حقه علينا أن نتسامح معه، وأنا لا أحتقر أي إنسان لمجرد أنه مذنب فكلنا نذنب لا يوجد من هو منزه عن الخطأ..... وقد يكون اعترافك بذنبك دليل على صفاء توبتك، لكني حقا لا أريد، ........ أشعر في داخلي بعدم الرغبة في المضي في هذا الأمر........
- والسبب، اشرحي لي ماهو السبب، أنا لن أخرج من هنا حتى أفهم، .... لا أطلب منك أن نخدعه أو نقتله، أنا أطلب منك أن تخبريني كيف أتصرف لكي أحصل على عفوه وأعود اليه.
- السبب، هو أني رأيت دموعه, والرجل لا يبكي هكذا إلا عندما ينكسر أعز ما لديه، وعندما يغلبه القهر، فهل تعرفين القهر..؟؟؟ ، ووجهه، إن وجهه ينم عن شخصيته، وفهمت من تحليلي لشخصيته، أنه لن يقبل بك، مهما فعلت، ومهما قلت، ....... هذا الرجل إن أحب، أحب بإخلاص، وإن كره............ ترفع وسمى.
- لا تعذبيني يا أستاذة، أرجوك، كلامك هذا يقتلني...... هل تقصدين أنه لا يوجد أمل فيه.
- كل شيء بيد الله، ولا يأس مع الإيمان، لكني أقيس الأمر بناء على خبرتي وعلم أثق أيضا به، ومع ذلك حاولي عسى الله أن يهبك معجزة ما.
- أنت لا تعرفينه يا أستاذة إنه طيب جدا، وأبسط كلمة تغير رأيه، طيب القلب ولا يحتمل دموعي، صدقيني، أنا أعرفه جيدا، ومتأكدة أنه سيسامحني سريعا، لقد سامحني أكثر من مرة، إنه شخص بسيط جدا........ أنت لا تعرفينه جيدا.
- أتمنى خطأ تحليلي له، .... لكني شبه متأكدة إنك أنت التي عشت معه كل تلك السنوات لم تفهميه ولم تعرفيه جيدا، هذا الرجل المتسامح،......... هو الرجل الصارم الجارح الذي ستقابلينه اليوم.
- لا يمكن.....
- جربي.
وفعلا................... ذهبت أليمة لمقابلة أطفالها في بيت زوجها، الذي كان يستعد للزواج، لم يكن موجودا هناك في البداية، لكن بعد أن جلست مع أطفالها ساعة ونصف، جاء من الخارج، فبدأت بالإبتسام له وتفديه، لكنه ما إن رأى وجهها.......... حتى انفجر غيظه فأسرع نحوها، وأمسكها من ياقة فستانها كالقمامة، وجرها بقسوة وصمت أمام أطفالها نحو الباب، وألقى بها وأقفل الباب خلفها..............!!!!!!!!
أليمة ........... تقضي باقي أيام حياتها في حسرتها.......... فكل محاولاتها لاسترجاعه باءت بالفشل، حتى حينما حاولنا توسيط كبار القوم عنده لأجل أن يعيدها لتربي أطفالها ........ رفض، ..... وقال إنه لا يطيق رؤيتها.