عبد الرحمن المقدسي (تراب)



يقول تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُّهِينا} الأحزاب57

بين الفينة والفينة نسمع تهجماً صريحاً أو استهزاء ساخراً بدين الله ورسوله من قبل اعداء الدين الحاقدين كفاراً ومغضوب عليهم وضالين من قادة سياسيين وكتاب وصحافيين وممثلين ، وكان اخر ما صدر عنهم مسابقة نظمتها مجلة "تايتنك" الألمانية المتخصصة في الهجاء والتهكم ستجريها في 18 أكتوبر الجاري، حول تقليد طريقة النبي الكريم محمد "ص" في القول والفعل على هامش معرض فرانكفورت الدولي للكتاب. وقال "أشيم فرينز" مدير متحف "كاريكاتورا للفن الكوميدي" الذي ستقام فيه المسابقة إنها ستكون أول حدث يشهده المتحف الجديد، مشيرا في ملصق خاص عن المسابقة إلى صعوبة "رسم شكل للنبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولكن من الممكن أن نحاول تقليده في الفعل والقول -على حد زعمه-.
وأشار إلى أن هناك خشبة مسرح داخل المتحف الذي افتتح منذ أيام قليلة بفرانكفورت صممت ليقف عليها المشاركون في المسابقة التي سيتخللها قراءات لسور من القرآن, وكل ذلك تحت شعار حرية الرأي والتعبير.

لم يجرؤ أمثال هؤلاء إلا بعد ان رأوا أن الامة الاسلامية غثاء كغثاء السيل لا وزن ولا قيمة لها بين الامم والشعوب ، ولم يجدوا من يضع حداً لهم وينسيهم وساوس الشيطان,
هذا هو حال اعداء الله في الغرب أو الشرق فنعجب وننكر على من يتوسل من هؤلاء الحلول لقضايا المسلمين ويقول أنه ليس بيننا وبين الغرب أي شيء ناسين أو متناسين أن الغرب هو من أوجد دولة يهود في فلسطين ودعمها ولا يزال بالاموال والانفس والسلاح ، ناسين أو متناسين أن الغرب هو من هدم دولة الخلافة ، ناسين أو متناسين أن الغرب يصول ويجول ويقتل الشيوخ والاطفال والنساء وقد فعل الافاعيل ببعض نساء المسلمين في العراق ، فنقول لهؤلاء ما لكم كيف تحكمون ؟!
لنا في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من الدروس ما يشف صدور قوم مؤمنين ، فقد أخرج الطبراني عن اسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: "لما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من بني المصطلق قام ابن عبد الله بن أبي سلول فسلّ على أبيه السيف وقال: لله عليّ أن لا أغمده حتى تقول: محمد الأعز و أنا الاذل! قال: ويلك! محمد الأعزّ وأنا الأذلّ! فبلغت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعجبه ذلك وشكرها له.

وأخرج البيهقي عن مالك بن عمير رضي الله عنه- وكان قد أدرك الجاهلية. قال: جاء رجل الى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: اني لقيت العدو ولقيت أبي فيهم, فسمعت لك منه مقاله قبيحة فلم أصبر حتى طعنته بالرمح- قتلته, فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم.

وأخرج ابن المبارك عن حرملة بن عمران عن كعب بن علقمة أن غرفة بن الحارث الكندي رضي الله عنه وكانت له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم, سمع نصرانيا يشتم النبي صلى الله عليه وسلم فضربه ودقّ أنفه, فرفع الى عمرو بن العاص رضي الله عنه فقال له: انا قد أعطيناهم العهد! فقال له غرفة: معاذ الله! أن نعطيهم العهد على أن يُظهروا شتم النبي صلى الله عليه وسلم, وإنما أعطيناهم العهد على ان نخلي بينهم وبين كنائسهم, وان لا نحملهم مالا يطيقون. فقال عمرو بن العاص: صدقت. أخرجه البخاري

وأورد ابن حجر العسقلاني- كتاب النفيس الدرر الكامنة- جزء 3 صفحة 202.
كان النصارى ينشرون دعاتهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم وقد مهد لهم الطاغية هولاكو سبيل الدعوة بسبب زوجته الصليبية ظفر خاتون، وذات مرة توجه جماعة من كبار النصارى لحضور حفل مغولي كبير عقد بسبب تنصر أحد أمراء المغول، فأخذ واحد من دعاة النصارى في شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وكان هناك كلب صيد مربوط، فلما بدأ هذا الصليبي الحاقد في سب النبي صلى الله عليه وسلم زمجر الكلب وهاج ثم وثب على الصليبي وخمشه بشدة، فخلصوه منه بعد جهد. فقال بعض الحاضرين: هذا بكلامك في حق محمد عليه الصلاة والسلام، فقال الصليبي : كلا بل هذا الكلب عزيز النفس رآني أشير بيدي فظن أني أريد ضربه، ثم عاد لسب النبي وأقذع في السب، عندها قطع الكلب رباطه ووثب على عنق الصليبيي وقلع زوره في الحال, فمات الصليبي من فوره، فعندها أسلم نحو أربعين ألفاً من المغول.
!!!

نسأل الله العلي القدير أن يعزنا بعد ذلة وأن يجمع شملنا بعد فرقة وان ينتقم لنا ممن آذى الله ورسوله والإسلام والمسلمين...

عودة ودعوة