الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
أحبتي في الله ، يوم الأمس الأحد 21/3/2004 م كان أول يوم لي في المركز الإسلامي في بروكسل بعد العودة من الإجازة ، وحصلت فيه قصة مؤثرة ، اعترتها حالة من البكاء ـ بكاء الفرح ـ في غرفة الأحبة في الله ، وبداية القصة كانت في الساعة الخامسة عصراً تقريباً بتوقيت مكة المكرمة ، إذ بعد ترحيبي بالأحبة في الله في غرفة الأحبة في الله ، جاءني في المكتب أحد الإخوة وقال : إن هناك شابة ترغب في الدخول في الإسلام ، ومعها صديقاتها ووالد صديقاتها ، فأحببت نقل هذا الحوار ودخولها في الإسلام للأحبة في الله على الهواء مباشرة ، وبالفعل بدأ الحوار مع الترجمة مع هذه الشابة والتي كان اسمها ( فانيسَّا ) ، وكان السؤال الأول : هل تعرفين شيئاً عن الإسلام ؟ فقالت : لا ، فبينت لها أركان الإسلام الخمسة باختصار بواسطة صديقتها المترجمة ، وبعد ذلك شرحت لها أركان الإيمان الستة ، وبعدها قلت لها : إن كنت مقتنعة بكل ما قلت فليس بينك وبين الإسلام إلا دقيقة واحدة ، فهل أنت مستعدة للدخول في الإسلام ؟ فقالت : نعم ،،، وطلبت المناديل ، وقد اغرورقت عيناها ، وتم تلقينها الشهادتين ، وما إن أكملتها قلت لها : أنت الآن مسلمة . فأجهشت بالبكاء وبكت الشقيقات الثلاث اللاتي كنَّ مصاحبات لها وبكى أيضاً الجميع ، فرحاً بهدايتها ، بل وكان المشهد مؤثراً على الحاضرين في غرفة الأحبة في الله ، وقلت لها : هؤلاء الحضور ( في غرفة الأحبة ) ، لا يعرفونكِ ولا يعرفوني ، ولكنهم يدعون لك بالثبات ، فزادها ذلك بكاءً ، وقرأت عليها بعض عبارات الأحبة من دعوات وتبريكات وتكبير ، فزادها ذلك فرحاً وشعوراً بالطمأنينة في الإسلام ومع المسلمين ، فالحمد لله أولاً وأخيراً ، ولما سألناها عن سبب إسلامها قالت : أمي هي السبب . قلت : أمك مسلمة ؟ قالت : لا . قلت إذاً كيف كانت أمك السبب ؟ هل طلبت منك أن تقرأي عن الإسلام ؟ قالت : لا ، أمي ميتة . فقلت : كيف ؟ قالت : جاءتني في المنام وقالت : يا بنتي امشي على الطريق المستقيم . ثم قالت : والطريق المستقيم هو الإسلام ، وهكذا قادتها فطرتها للدخول في الإسلام ، وأسلمت بعد تشجيع صديقاتها لها ، وهي الآن مقيمة مع صديقاتها ، واختارت اسماً جديداً وهو ( أنيسة ) وكان عمرها تسعة عشر عاماً ، فقلت لها : بل عمرك دقيقتين ، وزاد تأثرها وتأثر صديقاتها عندما علمت أن حسناتها في الجاهلية تكتب لها في الإسلام ، وزادت عندما علمت أن سيئاتها قبل الإسلام تتحول كلها إلى حسنات ، وتأثرت صديقتها المترجمة كثيراً حتى عجزت عن الترجمة من البكاء لما قلت : إن التي كانت سبباً في إسلامك لها مثل أجر كل طاعة تعملينها وهي نائمة في بيتها ، وفي الحقيقة كانت تلك جلسة مبكية مفرحة ، دارت أحداثها في غرفة الأحبة في الله ، وسيتم نقل المزيد منها على الهواء مباشرة في غرفة الأحبة في الله كلما سنحت الفرصة ، ليدخل السرور في نفوس الأحبة ، وليعلم الجميع أن دين الله محفوظٌ بحفظ الله له ، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،،،،، أخوكم أبو أماسي