البرامج (العملية) لبناء النفس {الإيمانية}







ملاحظة /الموضوع متوسط الطول ويحتاج إلى تركيز فلذلك ننصح بفتحه في إطار ثم إغلاق الاتصال وقراءته.
ملاحظة أخرى/ الكلمات بين القوسين مهمة جدا فانتبه لها رعاك الله.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.......أما بعد

إن ما ينقص الأمة اليوم هو
الإيمان !!!!

نعم الإيمان الذي يجعل النفس تقدم الغالي والرخيص في سبيل هذا الدين ولرفعة كلمة الله عز وجل.
النفس بطبيعتها تحب الراحة والدعة والركون إلى الدنيا والركض وراء الشهوات والملذات وهذه الأشياء تعيق الشخص وتحجبه عن الإيمان التام بالله و بموعوده وجنته وناره....
تقول كيف؟؟؟
أقول والله لو أنا جلسنا مع أنفسنا قليلا وتفكرنا في أهوال يوم القيامة في أرض المحشر وفي تطاير الصحف وفي الحساب والصراط و الميزان ...لا إله إلا الله كم غفلنا..
ثم لو تفكرنا في مصيرنا وما سنؤول إليه هل إلى جنة أم إلى نار حيث تكون الحياة الأمدية السرمدية....
لو تفكرنا في هذه الأشياء [حقيقة] وجعلناها نصب أعيننا لما كانت أعمالنا كم هي الآن أو على الأقل ستكون معاصينا أقل.

وقد كنت أفكر منذ فترة كيف أزيد من إيماني وكيف أجعل نفسي رقيقة خاشعة , تواقة إلى لقاء الله ترجو ما عنده وتخشى عذابه

لذلك وضعت لنفسي جدولا (جادا) لتطوير النفس الإيمانية وزيادة معدل الإيمان كل يوم...

ولكن لابد لذلك من شروط – من أهمها – ثلاثة :

أولا : التعلق بالله سبحانه وتعالى والتوكل عليه وسؤاله الثبات , وأيضا مجاهدة النفس كما قال تعالى في كتابه الكريم {والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا}

ثانيا : التقرب إلى الله سبحانه وتعالى والتودد إليه بترك المعاصي وعمل الطاعات وتطبيق الحديث التالي حتى تنعم بالثواب:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله وعليه وسلم {إن الله قال : من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب, وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضته عليه , وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه, فإذا أحببته ؛ كنت سمعه الذي يسمع به , وبصره الذي يبصر به , ويده التي يبطش بها , ورجله التي يمشي بها , وإن سألني لأعطينه , ولئن استعاذ بي لأعيذنه , وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن , يكره الموت , وأنا أكره مساءته} رواه البخاري.


ثالثا : التدرج وترك الحماس [الزائد] وأيضا المداومة وتذكر أن " قليل دائم خير من كثير منقطع".

وحسب القاعدة الشرعية " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح " فإن هناك خطوتين يجب القيام بهما, وهما :

الخطوة الأولى : وقبل كل شيء أحضر ورقة واكتب فيها كل الصفات السيئة التي تريد التخلص منها , مثلا : التأخر عن الصلوات ,الغيبة , كثرة النوم , كثرة الأكل , ترك الليل ... إلخ , وهذه الخطوة تسمى بـ(تحديد المرض أو الداء).

الخطوة الثانية : وضع خطة للعلاج ومن ثم خطة للارتقاء.

والآن التطبيق العملي كالتالي وقد جربته و والله إني سعيد وأحس براحة ليس لها مثيل:

بداية ضع جدول متابعة(أسبوعي) لكل فريضة من الفرائض ؛
فمثلا [الصلاة] إن كنت لا تدرك إلا الركعة الأخيرة مع الإمام فضع في جدولك – و لا تنس أن يكون معك في كل حين- أن تدرك هذا الأسبوع {على الأقل} الركعة قبل الأخيرة وحاسب نفسك عند أي قصور في هذه الناحية واستمر على ذلك أسبوعين أو ثلاثة ثم الركعة الأولى ثم تكبيرة الإحرام حتى تأتي أنت والمؤذن معا في نفس الوقت,عندها تكون قد وصلت إلى مرحلة عظيمة جدا وعلى رضا من الله وأجر, ويزداد إيمانك.

أيضا مع ضبط الفرائض تحتاج إلى ضبط النوافل؛
والازدياد منها ليل نهار لتنال الثواب الذي في الحديث القدسي السابق, وتضع لها جدولا آخر فمثلا من كان يترك السنن الرواتب فليبدأ بها راتبة راتبة ؛ فالكل يعرف أن من حافظ على اثنتي عشرة ركعة في اليوم والليلة بنى الله له بيتا في الجنة , فإذا أتى وقت المحاسبة فإنك تنظر في الجدول ماذا عملت اليوم في سنة الفجر ,الظهر ,... وتنظر ما ضيعته اليوم فإنك تحرص عليه غدا مع ملاحظة أنك تقضي ما يفوتك ...وهكذا.

كذلك الورد اليومي تضع له جدول خاص , فمثلا إن كنت ممن ليس له ورد يومي – وهذه مصيبة - فابدأ من الآن واقرأ يوميا وردا ثابتا مثلا حزب أو نصف جزء أو ما تستطيع أن تقرأه في يومك وليلتك ولا تنقص هذا المقدار وإن زدت قليلا فلا بأس لكن لا تنقص المقدار أبدا, ومهما كان وإن نقص فإنه يكون [دينا] عليك تقضيه في الغد مع ورد ذلك اليوم.

ولا تنس قيام الليل فإن له أكبر الأثر على الإيمان لأنك في سائر الأعمال السابقة أمام الناس ولكن هنا لا إنها الخلوة بالله ونحن نعرف أن الله يتنزل في الثلث الآخر ويقول من يدعوني فأستجيب له.......
قال تعالى {يا أيها المزمل .قم الليل إلا قليلا . نصفه أو انقص منه قليلا .أو زد عليه ورتل القرآن ترتيلا. إنا سنلقي عليك قولا ثقيلا . إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا}
حينها تأمل من حولك كم من البشر نائمون وأنت تقف تناجي الحي القيوم , يعني أنك من خاصة الله سبحانه والله يالها من لذة و يالها من أوقات تمضي سريعا على أهل الإيمان فلا يشعرون إلا والمؤذن يؤذن للفجر وهم لم تنقضي حاجاتهم ولم تنقطع لذاتهم في مناجاة الحي القيوم , و ينقضي الليل فيتحسرون ويظلون طوال النهار ينتظرون قدوم الليل لمناجاة الله سبحانه وتعالى والتلذذ بدعائه وطلب العفو منه واستغفاره.......

فمن كان يترك قيام الليل فليبدأ بركعتين قبل نومه يقرأ فيها من ورده حفظا أو تلاوة ولا تتعدى العشر دقائق مثلا ويستمر على ذلك شهرا فسيجد في نفسه همة وعزيمة وعونا من الله يساعده على القيام في الثلث الآخر من الليل فيقوم يصلي ويصلي بقية عمره وقلبه أمامه وتجده خاشعا خاضعا ونفسه عزوفة عن الآثام سباقه إلى كل خير......

وغيرها الكثير فيضع جداول في زيارة المقابر للعبرة , وزيارة الأقارب للصلة , وإطعام المساكين, ومساعدة المحتاجين , و الخشوع في الصلاة , و أذكار الصباح والمساء , و أذكار أدبار الصلوات , و زيارة المصحات والمستشفيات والدعاء للمرضى , والدعوة إلى الله سبحانه , وطلب العلم الدنيوي والأخروي , وحضور الدروس والمحاضرات , وقراءة الكتب , وكتابة البحوث في مواضيع شتى , و الاكثار من الاستغفار والدعاء.......
و ليستزد من كل خير وليفر من كل شر..

تخيلوا إخوتي شخصا يفعل هكذا هل سيجد وقتا لفعل المعاصي وإضاعة الأوقات وصرف الأموال في المحرمات؟؟؟؟؟

ثم تخيلوا مجتمعا كله أو أكثره يفعل هكذا هل سيكون هناك معاكسات أو تفحيط أو إيذاء للمسلمين والمسلمات؟؟؟؟؟

هل سيبقى في ذل وهوان وخذلان ومطاردة للشهوات ومسارعة للمحرمات؟؟؟؟

أم سيكون في عز وتمكين وغلبة ونصر وخير أمة أخرجت للناس؟؟

الجواب أتركه لكم....



سراج وهاج