رحم الله الشيخ بن عثيمين رحمة واسعة ووسع قبره ونوره
ومن منا لا يتذكره
من منا لا تنهمر دموعه حينما يمر ذكرى الشيخ
رحمه الله وجبر مصابنا فيه
والله فقدانه أوجعنا ولا نقول إلا أن ماعند الله خير له
رحمه الله ذهب جسده ولكن الله أبقى علمه ليظل أجره سبيلا لا ينقطع
نسأل الله أن يبيض وجهه في الأخرة كما هو في الدنيا
اللهم ارحم الشيخ ابن عثيمين واغفر له وارفع درجته في الجنة يارب العالمين
رثاء
انطفأت انوار العالم الإسلامي .. واحزننا كما احزن الكثير في فقدان شيخنا الفاضل وبدر من البدور وعلم من الاعلام بفقدان درة من الدرر وشيخ من المشايخ الفضلاء انه فقيد الاسلام والأمة ..شيخنا الكبير فضيلة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين عضو هيئة كبار العلماء وكان لابد من وضع رثاء لصاحب الفضيلة العلامة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله .
أسى بقلب طليح الهمَّ محزون
يعتادُه الكربُ من حينٍ إلى حين
قد رقَّ حتى غدا من فرطِ رقته
يكادُ يوقفه نبض الشرايين
وأسعفته دموع سحَّ ساجمُها
كأنه الغيث يهمى في البساتين
تقرحت مقلتي من حزنها اسفاً
لفاجع ظلّ بالدَّهيَـاء يرميني
فاسكب الشعر دمعاً ساخناً ودما
لعله من أسى مُرَّ يُسليني
وليس يُغنى من العزاء ملحمة
من حُرَّ شعر بديع النظم موزون
أضحى بياني عُريّاً من فصاحته
حتى غدا عاطلاً من وصف تبيين
غداة قيل طوت أيدي المنون لنا
ثوبَ الحياة عن الشيخ ( العثيمين )
فأصبحت أمة الإسلام واجمة
من ( الحجاز ) إلى ( القوقاز) و ( الصين)
كأنما امتي من هولة ركبت
في فلك خطب من الأحزان مشحون
معالمُ الدين قد دُكت جوانبها
لعالم مات بالأسقام مطعون
( محمد الصالح ) المحمود شيمته
بقيمة السلف الزُهر الميامين
و( ثالث القمرين ) الفذ منهجهم
بعلمه أزدان أيّ تزيين
هوت كواكب كثّر قبله ومضت
تضئ أفقا بعلم غير ممنون
قضى ( ابن باز ) ولهوَ الشمس قد كسفت
ومثله قمر في العلم والدين
ولم يقم بعدهم في الناس من خلف
سوى الشهاب المنير ( ابن عثيمين )
حتى مضت روحه لله طاهرة
مغيَّباً شخصُه في الترْبِ والطين
إني لأحسبُه والموت يطلبه
لينعم اليوم في الجناتِ والعين
لكتما علمُه حتى ليبعثه
بين الأنام ليبقى غيرَ مدفون
إن أبكِه اليوم أبك الدهرَ من أسفٍ
فإن سيرته الحسناء تسبيني
أبكي العلوم غزيرات يُلقنها
للطالبين بتوضيح وتحسين
أبكي الفتاوى جزيئات يفصلها
بمنطقٍ زانه فصلُ البراهين
تبكي ( القصيمُ ) وطلابٌ و ( جامعة )
ومسجد في ( عنيرة ) جدُّ محزون
تبكي المنابرُ والقاعاتُ من حَزن
وسوف تندبُه شتى الميادين
وكتبه سوف تبقى الدهر شاهدة
على براعته غرُّ العناوين
( قول مفيدٌ) على ( التوحيد) قيَّده
أو ( زاد مستقنع) في الفقه والدين
(عقد ثمين) يزين الجيدَ رونقه
تلقفه أيادينا بتثمين
وسوف تفقده للعلم أربطة
وسوف تذكرهُ دور المساكينِ
وساحة الأمر بالمعروف باكية
والنهي عن منكر بالرفق واللين
يدبُ عن دعوة التوحيد يحرسها
عن كل منتحل في الدين مفتون
ويحمل المنهجَ الأصفى موارده
ما شابه من دخيل الفكر مأفون
لا يتركُ السُّنَّة الغراء ملتفتـاً
لمنهج باطلِ بالصُّبغ مدهــون
ويبدّلُ النصحَ صرفا لا يضن به
ويسمعُ الحقَّ جهراً دون تلوين
يتابعً النص في الفتوى يقولُ به
وليس يغفلُ عن لحظِ المضامين
أحيا الشعائر بيضاً حين أظهرها
من كلَّ مفترض أو كلَّ مسنون
إن مات أمس فقد باتت جلائله
تحكي المناقب عن خمسٍ وسبعين
خمسٌ وسبعون تمضى وهو يعمرها
مجاهداً بين لوح العلم والنُون
قد عاش – من غير كبرٍ – شامخاً جبلاً
فالشيخ من معشر شُمَّ العرانين
فما تعرضَ للأعراض يخطبُها
ولم يقف عند أبوابِ السلاطين
عاف المناصبَ والألقابَ من ورع
وظلَّ يركلها من غير ماهُون
واها لشيح جليل كان منتظراً
لفتنة قد وراها كلُّ مغبون
قد كان سداً منيعاً دون مبتدع
ودون منتفع بالرأي مرهون
كم مُلحد ودَعي ظلّ يلقمه
بكل فهرٍ من السجّيل مسنون
قد أصبح الناس أشياعاً ممزقةً
ما بين رامٍ ومرمىً ومزبون
وقوله كان فصلاً عند مُحتكم
وعلمُه فاض في كلَّ المواعينِ
إن غيَّبَ الموتَ عنا شيخَنا فلنا
إن شاء ربي – لقاء غير مظنون
واللهَ نسأله للشيخ مغفرةً
ورحمة يومَ نشرٍ للدواوين
شعر : عبد الرحمنِ بنِ إبراهيمَ الطقَّقّيِ
مدارس الأندلس الخاصة من دولة قطر