السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دراسة بريطانية: الأحماض الدهنية تلعب دورا مهما في تطوير قدرات الإدراك في مرحلة الطفولة
> تعتبر الأحماض الدهنية المتعددة وغير المشبعة ذات السلسلة الطويلةِ Long-chain polyunsaturated fatty acids (LCPs)، خصوصاً حامض دوكوساهكسانويك docosahexaenoic acid (DHA) وحامض أراكيدونيك arachidonic acid (AA) ـ مفتاح كتلَ البناء الرئيسية في الدماغِ. وهناك استهلاك مبكّر وسريع لأحماض LCPs بالدماغِ، يَبْدأُ في الثُلثِ الثانيِ من عمر الجنين بالرحم ويستمر خلال السنتينِ الأولى مِنْ الحياةِ.
إن تكوين أحماض LCPs في كل من الجنين والمولود الجديد غير كاف ويُخفق في تَلْبِية حاجاتِ الدماغِ الناميِ بسرعة. وعليه فإمداد وتزويد الدماغ بأحماض LCPs أصبح ضرورياً، فالجنينِ يحصل عليه بالنقلِ النشيطِ من الأم عبر المشيمةِ، وفي المولود الجديدِ مِن قِبل الحليبِ المدعم بأحماض LCPs.
البروفيسور بيتر ويللاتس Professor Peter Willatts أستاذ الطب النفسي وعلم النفس المتطور بجامعة دندي- سكوتلاند، وله أبحاث واسعة في مجال تطور الادراك cognitive development عند الرضع والأطفال اليافعين والتي أجراها بالتعاون مع زميله البروفيسور/ ستيوارت فورسيث Professor Stewart Forsyth في كلية الطب ومستشفى ناين ويلز بجامعة دندي (Ninewells Hospital and Medical School, University of Dundee)، قدم في مؤتمر «شؤون التغذية وتطوّر الرضّع»، المنعقد بالقاهرة، دراسة أجريت بهدف التعرف على التأثيرات حول التطويرِ الإدراكيِ مِنْ جراء الاختلاف في مصادر تزويد أحماض LCPs إلى كل من الجنين والمولود الجديد، وأصبح هذا الموضوع هدف العديد من الأبحاث.
هناك عدد من هذه الأبحاث لم تسجل أي تأثيراتِ لأحماض LCPs على مقياس بيلي Bayley Scales المستخدم لقياس تطور ونمو الطفل، لكن هذه النَتائِجِ غير حاسمة لأن مقياس Bayley لا يقيّمُ القدرات الإدراكيةَ المهمةَ بشكل كافٍ والتي تتطوّرُ أثناء السنتينِ الأوليين مِنْ حياة الطفلِ. وعلى النقيض من ذلك، فقد وُجِدَ أن أحماض LCPs تؤثّرُ على تطويرِ وظائفِ إدراكيةِ معيّنةِ كثيرِة، مثل القدرة على حَلّ المشاكل. إن معظم النَتائِجُ والأكثر ثباتا تأتي مِنْ الدِراساتِ التي تجرى لمعرفة تأثيراتِ أحماض LCPs على تطويرِ الانتباه والكفاءةِ الناميةِ في معالجة المعلوماتِ.
إن النظرةِ السريعة ذات المدى القصير، تشيرُ إلى المعالجة الأكثرِ كفاءة، والتي وُجِدَت في الأطفالِ الذين سبق تزويدهم بأحماض LCPs، وكذلك في أطفالِ الأمهاتِ اللاتي كان عندهن مستوى عال من حامض DHA في وقت الولادة. إن تمتع الأم بمستوى عال من هذا الحامض DHA يكون مرتبطا أيضاً بتحسن وتطور في التحكم في الانتباه. إن أحماض LCPs, وخصوصاً حامض DHA تُقدّمُ مساهمةَ مهمةَ في تطويرِ القدراتِ الإدراكيةِ المركزيةِ في الطفولةِ.