المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل يلزمني سجود السهو في هذه الحالة ؟



عبد العزيز التائب
29 May 2011, 09:46 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
أود أولا أن أشكر كل القائمين على هذا المنتدى الرائع الذي يفقهنا في ديننا، و يقدم لنا الكثير من المزايا الأخرى، أثابكم الله من عظيم أجره و فضله و جعلكم من السعداء في الدنيا و الآخرة آمين.
أما بما يخص سؤالي ، فالأمر يتعلق بأنني عندما كنت أصلي بعض الصلوات في المنزل أو في المسجد، كنت إذا زدت شيىء في صلاتي و لو كان بسيطا أسجد للسهو بعد السلام ، أريد فتوى في أمري فأنا حائر و جزاكم الله عنا كل الخير.مثلا في بعض الأحيان عندما أرفع من الركوع و أقول ‘‘ ربنا و لك الحمد ‘‘ بعد أن يقول الإمام ‘‘ سمع الله لمن حمده ‘‘ لحد الآن الأمور بخير و الحمد لله ، لكن عندما أسهو و أقول ‘‘ربي اغفر لي ‘‘ السنة اتي يقولها المصلي عند الجلوس بين السجدتين، لكن أنا أقولها سهوا في غير موضعها، ثم أسجد بعد السلام سجدتين. و ذات مرة بينما أنا أصلي العشاء، عند القيام من السجدة الثانية في الركعة الثانية، ظننت أننا مازلنا في الركعة الأولى ،نويت القيام، ارتفع فخذاي على ، لكن ساقاي لازالتا ملتصقتين بالأرض حتى أدركت أن المصلين جالسين للتشهد الأول فجلست معهم، و سجدت للسهو بعد السلام. هذه بعض الحالات التي أسجد فيها للسهو عندما تبدر مني هذه الزيادة، و في مثل هذه الحالات، أصاب بالحيرة فلا أعرف ماذا أفعل ، و أفقد الخشوع و إن كنت أعاني من قلة الخشوع، فتتساقط علي الوساوس، هل يلزمني سجود السهو ، لا يلزمني ؟ وما أدراني بهذا المهم بدرت منك زيادة و إن لم تكن سجود أو ركوعا أو قياما أو قعودا ؟ إذ لم أسجد للسهو فعلي إعادة الصلاة ... و أضطر للسجود بعد السلام طردا لهذه الوساوس، و تجنبا للفقدان الكلي للخشوع.
أريد أن أعرف من فضيلتكم، ما حكم صلاتي ؟ إن كانت باطلة في أي وقت أعيدها؟ و على ماذا أعتمد كي أحدد أحصي عدد الصلوات ؟ أريد فتوى في أمري، و جزاكم الله عنا كل الخير
و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.
الفتوى

عبدالله الكعبي
31 May 2011, 10:05 PM
الجواب :
الحمد لله
الدعاء بين السجدتين من السنن الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد ثبت عنه في ذلك عدة أحاديث .
منها ما جاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ) رواه الترمذي (284) وصححه الألباني .
وروي هذا الحديث بألفاظ مختلفة ، وفي بعضها زيادات على بعض ، وحاصل ما روي في هذا الدعاء سبع كلمات : ( اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي ، وَارْحَمْنِي ، وَاجْبُرْنِي ، وَاهْدِنِي ، وَارْزُقْنِي ، وَعَافِنِي ، وَارْفَعْنِي ) .
ينظر: سنن الترمذي (284) ، وأبو داود (850) ، وابن ماجه (888) .
قال النووي : " فالاحتياط [ يعني : لإصابة السنة ] والاختيار أن يجمع بين الروايات ويأتي بجميع ألفاظها وهى سبعة ". انتهى "المجموع " (3/ 437) .
وكذا قال الشيخ الألباني في صفة الصلاة صـ 153.
وأقل ما يقال : ( رب اغفر لي ) لما جاء عَنْ حُذَيْفَةَ أَنَّ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ َكَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي ) . رواه النسائي (1145) وصححه الألباني كما في صفة الصلاة (3/811).

وقد اختلف العلماء في حكم هذا الدعاء .
فذهب جمهور العلماء إلى أن هذا الدعاء مستحب وليس من واجبات الصلاة .
وذهب الحنابلة إلى أنه واجب لمواظبة النبي صلى الله عليه وسلم على الدعاء بين السجدتين ؛ ولأن جميع أفعال الصلاة لا تخلو من ذكر الله ، وسائر هذه الأذكار واجبة ، فكان حكم الذكر بين السجدتين حكمها.
والواجب منه أن يقول : ( رب اغفر لي ) مرة واحدة ، والزيادة مستحبة .
وما ذهب إليه الجمهور من القول بالاستحباب قول قوي ؛ لعدم وجود دليل صريح يدل على الوجوب ، وهو اختيار بعض الحنابلة أيضاً .
قال الحافظ ابن رجب : " وحكم هذا الذكر بين السجدتين عند أكثر أصحاب أحمد حكم التسبيح في الركوع والسجود ، وأنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمداً ، ويسجد لسهوه .
وروي عن أحمد أنه ليس بواجب .
قال حرب : مذهب أحمد أنه إن قال جاز ، وإن لم يقل جاز ، والأمر عنده واسع .
وكذا ذكر أبو بكر الخلال ، أن هذا مذهب أحمد ، وهذا قول جمهور العلماء ". انتهى " فتح الباري لابن رجب" (6 / 56) .

ومثل هذا المسائل لا ينبغي أن تكون موضع نزاع وفرقة بين المسلمين ، لأن كل قول منها له دليله المعتبر في الشريعة ، ومن اقتنع بأحد القولين فلا حرج عليه من العمل به .
وأما ما ذكرته من وجود فتوى في الموقع بأنه فرض فغير دقيق ، والذي جاء فيه أن هذا الذكر واجب لا فرض ، كما في جواب السؤال (65847 (http://islamqa.com/ar/ref/65847)) .
والفرق بينهما أن الفرض لا يسقط عمدا ولا سهوا ، بل لابد من الإتيان به .
أما الواجب : فيسقط بالنسيان ، ويجبر بسجود السهو ، والله أعلم .
وقد أشرنا إلى ذلك هناك ، وأشرنا أيضا إلى أن هذه المسألة مما فيه خلاف معتبر بين العلماء :
( وفي بعض هذه الأمور خلاف بين الفقهاء ، فقد يكون الفعل الواجب عند أحدهم ، مسنونا عند الآخر ، وهذا مبسوط في كتب الفقه ) .

والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/130981/سجود%20السهو

للأناقة لمسات
02 Jun 2011, 09:11 AM
بارك الله فيكم
ولكن هل يجوز القول بين السجدتين (ربي ارحمني واغفرلي ولوالدي)؟؟

عبدالله الكعبي
02 Jun 2011, 11:28 AM
الحمد لله

ينبغي التمسك بما ورد من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بين السجدتين ، وهو قوله : رب اغفر لي ، كما روى النسائي (1145) وابن ماجه (897) عَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : (رَبِّ اغْفِرْ لِي ، رَبِّ اغْفِرْ لِي) .

وثبت أيضا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين أيضاً : اللهم اغفر لي وارحمني واجبرني وارفعني واهدني وعافني وارزقني .

فقد روى الترمذي (284) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي ) .

ورواه أبو داود (850) بلفظ : (اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَعَافِنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي) .

وعند ابن ماجه (898) بلفظ : (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَارْزُقْنِي وَارْفَعْنِي) .

والحديث صححه الألباني في صحيح الترمذي .

قال النووي رحمه الله في "المجموع" (3/414) : " وأما حديث ابن عباس فرواه أبو داود والترمذي وغيرهما بإسناد جيد , ورواه الحاكم في المستدرك وقال : صحيح الإسناد . . وذكر اختلاف ألفاظه ثم قال : فالاحتياط والاختيار : أن يجمع بين الروايات ويأتي بجميع ألفاظها وهي سبعة : (اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واجبرني وارفعني واهدني وارزقني)" انتهى .

وأما الزيادة على هذا الدعاء ، فالذي يظهر جواز ذلك ، لكن الأفضل الاقتصار على الوارد ، وجعل الدعاء للوالدين في السجود ، أو قبل التسليم من الصلاة ، وقد روى مسلم (479) عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ فَقَمِنٌ [أي : جدير] أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ ) .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله : " ثم يرفع من السجدة قائلا : الله أكبر ويجلس مفترشا يسراه ، ناصبا يمناه ، ويضع يده اليمنى على فخذه اليمنى ، أو على الركبة ، باسط الأصابع على ركبته ، ويضع يده اليسرى على فخذه اليسرى ، أو على ركبته اليسرى ، ويبسط أصابعه عليها ، هكذا السنة ويقول : رب اغفر لي , رب اغفر لي , رب اغفر لي , كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقوله , ويستحب أن يقول مع هذا : اللهم اغفر لي وارحمني واهدني واجبرني وارزقني وعافني , لثبوت ذلك عنه صلى الله عليه وسلم , وإذا قال زيادة فلا بأس كأن يقول : اللهم اغفر لي ولوالدي ، اللهم أدخلني الجنة ، وأنجني من النار ، اللهم أصلح قلبي وعملي ونحو ذلك , ولكن يكثر من الدعاء بالمغفرة فيما بين السجدتين كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم" انتهى من "فتاوى الشيخ ابن باز" (11/36) .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

http://www.islamqa.com/ar/ref/104447/الدعاء%20بين%20السجدتين

عبد العزيز التائب
02 Jun 2011, 05:21 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك و نفع بك
هل حالاتي التي سجدت فيها للسهو تتطلب ذلك أم كان زيادة مني فقط ؟ و ماذا علي أن أفعل ؟

للأناقة لمسات
03 Jun 2011, 08:33 AM
جزيتم خير الجزاء

عبدالله الكعبي
04 Jun 2011, 01:11 PM
ذكرنا في جواب السابق

ذهب إليه الجمهور من القول بالاستحباب قول قوي ؛ لعدم وجود دليل صريح يدل على الوجوب ، وهو اختيار بعض الحنابلة أيضاً .
قال الحافظ ابن رجب : " وحكم هذا الذكر بين السجدتين عند أكثر أصحاب أحمد حكم التسبيح في الركوع والسجود ، وأنه واجب تبطل الصلاة بتركه عمداً ، ويسجد لسهوه .
وروي عن أحمد أنه ليس بواجب .
قال حرب : مذهب أحمد أنه إن قال جاز ، وإن لم يقل جاز ، والأمر عنده واسع .
وكذا ذكر أبو بكر الخلال ، أن هذا مذهب أحمد ، وهذا قول جمهور العلماء ". انتهى " فتح الباري لابن رجب" (6 / 56) .

ومثل هذا المسائل لا ينبغي أن تكون موضع نزاع وفرقة بين المسلمين ، لأن كل قول منها له دليله المعتبر في الشريعة ، ومن اقتنع بأحد القولين فلا حرج عليه من العمل به .

مرسى الإيمان
13 Jun 2011, 10:46 AM
بارك الله فيكم