أبو بدر 1
03 Sep 2004, 10:47 PM
<div align="center">الحكمة من ابتلاء المؤمنين بغلبة عدوهم عليهم</div>
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
فإن لله الحكمة البالغة في كل أمرٍ من أموره سبحانه وتعالى والحِكم على وجه التفصيل لا يعلمها إلا الله عزوجل ... ومن ذلك ما يتعلق بالبلاء عموماً فله من الحكم ما يبهر العقل ويزيد الإيمان وانظر في ذلك كتاب (( معيد النعم ومبيد النقم صـ 155 للسبكي رحمه الله )) . واليوم وفي واقعنا المعاصر ...
نأخذ نوعاً من أنواع الابتلاء ألا وهو ابتلاء المؤمنين بغلبة الكفار وما يلحق ذلك من القهر والضيق لأهل الإيمان ... فإن الحاجة إلى ذلك ماسة ، والقلوب عنه غافلة ... ولأننا قاصرين عن تلمس الحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها من الحكمة حيال هذا الموضوع نقتبسُ من كلام الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله عليه ضمن كتابه (( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان صـ 560 )) قال رحمه الله (( .. ومنها : إنّ امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم يمحصهم ، ويخلصهم ، ويهذبهم كما قال تعالى في حكمه إدالة الكفار على المؤمنين يوم أحد { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين , إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين , وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين , أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } [ سورة آل عمران 139- 144 ] فذكر سبحانه أنواعاً من الحكم التي لأجلها أديل عليهم الكفار ، بعد أن ثبتهم وقواهم وبشرهم بأنهم الأعلون بما أُعطوا من الإيمان ،وسلاهم بأنهم وإن مسهم القرحُ في طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد مس أعداءهم القرح في عداوته وعداوة رسوله صلى الله عليه وسلم . ثم أخبرهم أنه سبحانه بحكمته يجعل الأيام دولاً بين الناس ، فيصيب كلاً منهم نصيبه منها كالأرزاق والآجال .
ثم أخبرهم أنه فعل ذلك ليعلم المؤمنين منهم ، وهو سبحانه بكل شيء عليم قبل كونه وبعد كونه ، ولكنه أراد أن يعلمهم إيمانهم واقعاً .
ثم أخبرهم أنه يحب أن يتخذ منهم شهداء ، فإن الشهادة درجةٌ عاليةٌ عنده ، ومنزلةٌ رفيعة ٌ لا تنال إلا بالقتل في سبيله ، فلو لا إدالة العدو لم تحصل درجة الشهادة التي هي من أحب الأشياء إليه ، وأنفعها للعبد .
ثم أخبر سبحانه أنه يريد تمحيص المؤمنين ، أي تخليصهم من ذنوبهم بالتوبة والرجوع إليه واستغفاره من الذنوب التي أديل بها عليهم العدو ، وأنه مع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم وطغيانهم ، وعدوانهم إذا انتصروا .
ثم أنكر عليهم حسبانهم وظنهم دخول الجنة بغير جهاد ولا صبر ، وأن حكمته تأبى ذلك . فلا يدخلونها إلا بالجهاد والصبر ، ولو كانوا دائماً منصورين غالبين لما جاهدهم أحدٌ ولما ابتلوا بما يصبرون عليه من أذى أعدائهم .
فهذه بعض حكمه في نصرة عدوهم عليهم ، وإدالته في بعض الأحيان .
نسأل الله أن ينصر المؤمنين وأن يخذل الكافرين في كل مكان .
م . للفائدة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
فإن لله الحكمة البالغة في كل أمرٍ من أموره سبحانه وتعالى والحِكم على وجه التفصيل لا يعلمها إلا الله عزوجل ... ومن ذلك ما يتعلق بالبلاء عموماً فله من الحكم ما يبهر العقل ويزيد الإيمان وانظر في ذلك كتاب (( معيد النعم ومبيد النقم صـ 155 للسبكي رحمه الله )) . واليوم وفي واقعنا المعاصر ...
نأخذ نوعاً من أنواع الابتلاء ألا وهو ابتلاء المؤمنين بغلبة الكفار وما يلحق ذلك من القهر والضيق لأهل الإيمان ... فإن الحاجة إلى ذلك ماسة ، والقلوب عنه غافلة ... ولأننا قاصرين عن تلمس الحقيقة الواضحة التي لا لبس فيها من الحكمة حيال هذا الموضوع نقتبسُ من كلام الإمام الحافظ ابن قيم الجوزية رحمه الله عليه ضمن كتابه (( إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان صـ 560 )) قال رحمه الله (( .. ومنها : إنّ امتحانهم بإدالة عدوهم عليهم يمحصهم ، ويخلصهم ، ويهذبهم كما قال تعالى في حكمه إدالة الكفار على المؤمنين يوم أحد { ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين , إن يمسسكم قرحٌ فقد مس القوم قرحٌ مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين , وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين , أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين } [ سورة آل عمران 139- 144 ] فذكر سبحانه أنواعاً من الحكم التي لأجلها أديل عليهم الكفار ، بعد أن ثبتهم وقواهم وبشرهم بأنهم الأعلون بما أُعطوا من الإيمان ،وسلاهم بأنهم وإن مسهم القرحُ في طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فقد مس أعداءهم القرح في عداوته وعداوة رسوله صلى الله عليه وسلم . ثم أخبرهم أنه سبحانه بحكمته يجعل الأيام دولاً بين الناس ، فيصيب كلاً منهم نصيبه منها كالأرزاق والآجال .
ثم أخبرهم أنه فعل ذلك ليعلم المؤمنين منهم ، وهو سبحانه بكل شيء عليم قبل كونه وبعد كونه ، ولكنه أراد أن يعلمهم إيمانهم واقعاً .
ثم أخبرهم أنه يحب أن يتخذ منهم شهداء ، فإن الشهادة درجةٌ عاليةٌ عنده ، ومنزلةٌ رفيعة ٌ لا تنال إلا بالقتل في سبيله ، فلو لا إدالة العدو لم تحصل درجة الشهادة التي هي من أحب الأشياء إليه ، وأنفعها للعبد .
ثم أخبر سبحانه أنه يريد تمحيص المؤمنين ، أي تخليصهم من ذنوبهم بالتوبة والرجوع إليه واستغفاره من الذنوب التي أديل بها عليهم العدو ، وأنه مع ذلك يريد أن يمحق الكافرين ببغيهم وطغيانهم ، وعدوانهم إذا انتصروا .
ثم أنكر عليهم حسبانهم وظنهم دخول الجنة بغير جهاد ولا صبر ، وأن حكمته تأبى ذلك . فلا يدخلونها إلا بالجهاد والصبر ، ولو كانوا دائماً منصورين غالبين لما جاهدهم أحدٌ ولما ابتلوا بما يصبرون عليه من أذى أعدائهم .
فهذه بعض حكمه في نصرة عدوهم عليهم ، وإدالته في بعض الأحيان .
نسأل الله أن ينصر المؤمنين وأن يخذل الكافرين في كل مكان .
م . للفائدة