المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ستون عاما مضت والقومُ ما انتفضوا لشاعر أحمد مطر



فارسة غزة
29 Apr 2009, 03:02 PM
ستون عاما مضت والقومُ ما انتفضوا *** عمَّ الأسى وعُــرا الإسـلام تُنْتَقَــضُ
من وعـد بِلْفورَ والمَسرى لهم هدفٌ *** والقدس والمسجـد الأقصـى لهم غَرَضُ
حتى إذا جـاء وعــد الخبِّ مَوعده *** كـانت لهم دولة "سحـقا لمـن رفضوا"
لا ينفع الدمعُ بعد الميْـت واأسفــا *** ماذا يفيـد الأســى إن عَـمَّنا المـرض
الوَهْن حبُّ الدُّنا والمـوت نَكـرهُه *** أبْئـِس به حـالَ قوم بالهَـوان رضُــوا
ستون عاما على نـفيٍ ومضيــعة *** مخيـمات تُديــن الصمــت تعتـرض
ونحن مؤتمـرات الخزي سُــلوتنا *** هُم شـرَّدونا ونحـن العُـرْبُ نَمْتَعِـض
ونشجُـب الفعــل بالأقوال نُبدعها *** نثـراً وشعـراً مــواتا مـا له نَبَـض
وهم أتوا من شَتات الأرض يَجمعهم *** هـمٌّ ووَهْـمٌ وميعــاد لـه نَهضـــوا
في سبعة بعد ستيـن انتَشَـوا فرحاً *** عشـرون عـاما وعِـزُّ العُـرْب يَنْقرِض
وحكم صهيون أضحى قائمـا حَكَماً *** ونحن نحــلُم أو نرجــو ونفتــرض
من بعد عشرين أخرى صادروا علَناً *** منَّا الوجود فضــاع الشعـب والحَفَض
سِرْنا إليـهم ولم نبـرح أمــاكننا *** وهُم إلى "مجدهم" في أرضـنا ركضــوا
حكـامُنا سـاوموا لم يَظْفروا بندى *** والعهد عند اليهـود المُسْـخ يُنْتقـــض
هم حاصروا غزة الأبطال وانتشروا *** والفتح أمسى حمـــاسا ريحه رَفَـض
ومن حمـاس أتــانا الفتح عاصفة *** فصـار شمل شـرار الخلق يَنْفَضِـض
من قاوموا المعتدي المغرور لم يَهِنوا *** وغيرهم ســاوموا أَقْلِـلْ بما قَبَضـوا
شكراً لياسين والقســام من صدقوا *** شكــرا لمن أُسِروا منهم ومن قُبِضوا
من وَدَّعونا وفي العين انشراحُ رِضاً *** وأَعْيــن الحزن منَّا طـالها المَضَض
ستون عاما ومسرى المصطفى كُرَبٌ *** دمــاؤُنا هـدَرٌ، أمْــوالُنا قَبَــض
لا حَـل يُـرجى بتطبيـع ومهـزلة *** القــول مرتفــع والفـعل مُنْخَفِـض
والشهم يمضي إلى الهيجاء منبسطـا *** يرجو الحيــاة وقلب النِّكـس مُنْقَبِض
حرصـا على عيشة دنيا وهل زَبَـدٌ *** يُغري الفتى ذََلَّ من أزرى به الحَرَض
يفاوض الصُّمَّ يشهـى منْهمُ عَرَضاً *** أَذْلِلْ بمن طلبوا أَبْخِسْ بمن عرضـــوا
لم تنفع المَثُلات العُمْــيَ لو نفعت *** فرعون أو مصطفى الأتراك ما اعترضوا
شارونُ رمزُ الأذى يَحـيى بلا أمل *** وبــوشُ ماض ومن والاه مُنْقَــرِض
والحق يعلو ولا يُعْلَى عليه غــدا *** فسِــرْ إليه وجفن العيــن مُغتَْمــض
وعد الخــلافة حق صادق شهدت *** به بشــائر دان قطفــها نَفَــض
صلوا على المصطفى الهادي وعِتْرته *** ما حـن شـوقا إلى أبطاله الرَّبَض
صلوا على صحبه الأخـيار صفوته *** ما أَظْعن الوهْنُ عنا واختفى العَـرَض
صلوا على الفتــية الأبرار إخوته *** ما لي بديل عن الأحبـاب أو عَـوَض