الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية www-sultan-org

    www-sultan-org تقول:

    افتراضي تكملة

    تكملة

    وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( افضل أيامكم يوم الجمعة : فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا : وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت - يقولون بليت - فقال : ( إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( ما من أحد يسلم علي إلا رد الله علي روحي حتى أرد عليه السلام )
    فالحديث الأول : فيه دلالة على عرض ( الصلاة والسلام ) على نبينا صلى الله عليه وسلم وهذا يدل دلالة واضحة على أن جسده صلى الله عليه وسلم طري مطرا ، وروحه في الرفيق الأعلى في أعلى عليين مع أرواح الأنبياء ،
    والحديث الثاني : فيه دلالة على اتصال روحه الشريفة بجسده لرد السلام على من سلم عليه من قرب ومن بعد .
    فالروح لها اتصال بالبدن في القبر لايعلم كيفيته إلا الله بحيث يرد سلام من سلم عليه وروحه في الرفيق الأعلى . ولا تنافي بين كونها في الرفيق الأعلى وجسده في الأرض فشأن الأرواح غير شأن الأبدان ، فإذا كان النائم روحه في جسده وهو حي ، وحياته غير حياة المستيقظ ، فإن النوم شقيق الموت ، فهكذا الميت إذا أعيدت إليه روحه إلى جسده كانت له حال متوسطة بين الحي والميت كحال النائم المتوسطة بين الحي والميت . فهذا حاله صلى الله عليه وسلم في قبره وهذه عقيدة أهل السنة والجماعة في نبيها محمد صلى الله عليه وسلم فأين هذا من قول الجفري ( إنه مشغول بي وبك ) 0
    * الثالثة: وصفه لكل من يمنع إقامة المولد ( بالعقول الضيقة ) 0 يا سبحان الله كيف يزن الجفري الأمور المتعلقة بشرع الله إن الذين يصفهم الجفري بالعقول الضيقة هم من وقفوا عند قول الله تعالى وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وسلموا بذلك ولم يزيدوا على شرع الله شيئا من مستحسن العقول ، أما هو وأتباعه –بطريق الأولى- فهم أصحاب العقول الواسعة التي تشرع لأنفسها ولأتباعها كل ما تمليه عليه عقولهم و أهواؤهم الضالة المضلة ، ثم هل الدين يؤخذ من العقول أو من الشرع 0 ويكفي في الرد على مثل هذه المقولة ما قدمته لك في مقدمة هذا الرد ففيه الكفاية والبيان0
    • الرابعة: قوله: ( أين معاني الاتصال بمحبته )
    نقول : إن مقتضى محبة الرسول صلى الله عليه وسلم هو: طاعته فيما أمر و اجتناب ما نهى عنه وزجر وأن لا يعبد الله إلا بما شرع0 فمن فعل هذا كانت محبته للرسول صلى الله عليه وسلم متصلة كاملة ومن أخل بها أخل بمحبة المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فحقيقة المحبة الطاعة و الإتباع كما قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ) 0 آل عمران : 310
    قال الجفري : [ الصحابة بذلوا الأرواح تحت قدميه صلى الله عليه وسلم ونحن نستكثر أن نذكر فيها ولادته 0ماهذا الكلام أهذه منزلته ]0
    ونقول: ما زال الجفري –هداه الله- يقيس الأمور الشرعية بعقله القاصر وذوقه الفاسد0
    نعم الصحابة قدموا أرواحهم لله رخيصة ولإعلام كلمة التوحيد لا لمقام النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإلا كانوا عابدين للرسول صلى الله عليه وسلم وحاشاهم من ذلك0
    فإن كان الجفري يتأسف ويستكثر عدم إقامة المولد فإن الواجب عليه أن يتبع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما فعلوا فيقف حيث وقفوا ، لا أن يبتدع عبادة من عقله ثم يقول :إذا لم نقدر أن نبذل الأرواح علينا أن نقيم الموالد0
    فكأنه يقول إذا لم نقدر على اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه فلنبتدع في دين الله 0
    قال الجفري: [ هو الذي يفرج عني وعنك في ذلك اليوم ، هو غياثنا في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة0بعد ذلك نشك في أن نفرح به أو لا نفرح0000]
    قوله : [ هو غياثنا في الدنيا والبرزخ ويوم القيامة ] هذا من جنس قول البوصيري : أن لم تكن في معادى آخذا بيدي 00 وإلا فقل يا زلة القدم
    إلى آخر ما قال من الغلو القبيح 0 فإن الغياث في الدنيا والآخرة هو الله وحده 0 أما الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه لايملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا رشدا كما ذكر الله ذلك عنه ، وقال صلى الله عليه وسلم لأقرب الناس إليه : ( اشتروا أنفسكم لا أملك لكم من الله شيئا ) 0
    وأما قوله: ( في البرزخ ) فهذا على معتقده الفاسد أن النبي صلى الله عليه وسلم يستجيب دعاء من يسأله وأنه يكشف الضر من دون الله وأنه يستغاث به بعد الممات .... إلخ وهذا باطل جدا لأن الله أرشدنا عند طلب الغوث أن نطلبه منه سبحانه فقال تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ) الأنفال :17 وقال تعالى : ( وهما يستغيثان الله) الأحقاف :17 وما ورد في القرآن قوله تعالى : ( فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه ) القصص : 15 فهذا فيما يقدر عليه العبدفي حياته ، أما مالا يقدرعليه إلا الله فلا يجوز طلبه إلا منه سبحانه وتعالى . وأما طلب الغوث من الرسول بعد موته فممنوع لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يملك غياثا لأحد بعد الموت .
    وأما قول الجفري : [ ويوم القيامة ] فقد تقدم الرد عليه ضمن الوقفة الأولى مما يغني عن إعادته هنا
    قال الجفري : [ ثانيا : ما يجري داخل المولد : كل ما يحدث سنن ، فالمولد قراءة القرآن ، وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم هل يحتاج هذا إلى دليل من القرآن ؟ هل ذكر يا أيها الذين آمنوا كل واحد يصلي لحالوا _ لوحده_ على النبي صلى الله عليه وسلم بصوت منخفض . ولكن ذكر ( صلوا على النبي ) والواو هنا للجماعة والأصل فيه الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم جماعة فالصلاة دافع لهذا الأمر ، فيأتي سفيه العقل ويقول لا يجوز تصلون عليه إلا بالقلب فهذه أصول فتحت للتقرب إلى الله فلماذا نغلقها بهذه الأقوال ؟ ]
    ونقول : هذا القول يستدعي منا إلى وقفات لبيان باطله
    • الوقفة الأولى : قوله :[ إن كل ما يجري في المولد سنن ] باطل 0 بل المولد محدث مبتدع ، و ما يحدث فيه من بدع ومحدثات وتقدم رد ذلك في أول كلامه أن [المولد سنة مؤكدة] . مما يغني عن إعادته هنا .
    وأما قوله : [ قراءة للقرآن وصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم]
    فنقول : إن قراءة القرآن الكريم مشروعة في كل وقت وهو من أعظم ما ذكر الله به سبحانه وتعالى كلامه جل وعلا وتخصيص ذلك في المولد في زمن معين بدعة في الدين ومن نوى بقراءة القرآن إقامة المولد مستحبا له فلا شك أن الابتداع متوفر فيه فاتخاذ ذلك عادة دائرة بدوران الأوقات مكروه لما فيه من تغيير الشريعة وتشبيه غير المشروع بالمشروع ، وقل مثل ذلك في الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم فإن ذلك ليس مخصوصا بالمولد فقط بل هو عام ويتأكد في مواطن ذكرها المصطفى صلى الله عليه وسلم ولم يذكر منها المولد المزعوم المبتدع في الدين فمن تلك الأوقات يوم الجمعة كما في حديث ( من أفضل أيامكم يوم الجمعة .. إلى أن قال : فأكثروا علي من الصلاة فيه .... الحديث )وفي كل وقت كما في حديث ( من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشرا ) وبعد سماع المؤذن كما في قوله صلى الله عليه وسلم ( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثلما يقول ، ثم صلوا علي فإن من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشرا ) الحديث ، وعند التشهد الأخير من الصلاة ، وفي خطبتي الجمعة والعيدين وفي صلاة الجنازة وعند الدعاء والدخول للمسجد والخروج منه وعند ذكره صلى الله عليه وسلم .
    والأحاديث بذلك أكبر شاهد لمن هداه الله وأراد به الخير وليس فيها حديث واحد- ولو ضعيف - أنه صلى الله عليه وسلم خص الصلاة عليه في هذا المولد المزعوم المبتدع ، فهل يعقل الجفري - وأتباعه ومن سبقه - دين الله فلا يقولوا على الله مالا ما يعلمون .
    أسأل الله تعالى أن يهدي قلوبهم إلى دينه وإلى سنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم . آمين 0
    وأما احتجاج الجفري بقوله تعالى ( ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) على مشروعية الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم جماعة وبصوت مرتفع
    فهذا باطل وبيان ذلك في الآتي :
    * أولا :- ليس في الآية إشارة إلى ما ادعاه الجفري بل فيها إطلاق الصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبالصفة التي علمها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه 0
    * ثانيا:- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى الدعاء له والدعاء من العبادة التي ينبغي أن تكون خفية لا معلنة كما قال تعالى : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفية ) الأعراف :55 والصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم من جنس ذلك ، هذا من جانب ومن جانب آخر الاجتماع للدعاء بصوت واحد مرتب بدعة لم يرد بها النص .
    • ثالثا :- لم ينقل عن أحد المفسرين الموثوقين أنهم فسروا هذه الآية بما قاله الجفري ، فيكون قوله هذا بدعة من القول لا مستندله من القرآن ولا من السنة ولا من أقوال سلف هذه الأمة .
    وقول الجفري : [ فهذه أصول فتحت للتقرب إلى الله ... إلخ كلامه]
    والسؤال يطرح نفسه هنا ، ما هذه الأصول ؟ هل هي من كتاب الله وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ؟ ثم من فتحها ، هل هو الله أم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أو الجفري وأمثاله من المبتدعه 0
    أعجب كل العجب من رجل كالجفري يهرف بما لا يعرف ! !
    يقول الله تبارك وتعالى : ( أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله ) الشورى :21 فالآية دالة على أن من ندب إلى شيء يتقرب به إلى الله ، أو أوجبه بقوله أو فعله ، من غير أن يشرعه الله : فقد شرع من الدين ما لم يأذن به الله . ومن اتبعه في ذلك فقد اتخذه شريكا لله .
    فهل ما يدعو إليه الجفري من إقامة الموالد أصل من أصول الدين ، فنحن نطالبه بنص من القرآن الكريم أو السنة الصحيحة عن الرسول صلى الله عليه وسلم . ودون ذلك خرط القتاد . وعليه فما بني على باطل فهو باطل .
    ..

    نعيب زماننا والعيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    وما لزماننا عيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
     
  2. الصورة الرمزية www-sultan-org

    www-sultan-org تقول:

    افتراضي تكملة

    تكملة

    قال الجفري [ أيضا نصلي عليه في الموالد وبعد الصلاة عليه تأتي السيرة النبوية ..... إلخ كلامه ]
    ونقول : * أولا :- إن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم مشروعة في كل وقت ولا شك في ذلك لكن تخصيصها في المولد بدعة مردودة . وقد تقدم الإشارة لمثل ذلك فيما سبق .
    ثانيا : النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أمته بالاحتفال بمولده ولم يأمرهم بذكر مولده وشمائله ومعجزاته وسيرته وخصائله الكريمة في ليلة المولد بخصوصها ، بل هذا من البدع التي أحدثت بعد النبي صلى الله عليه وسلم بنحو ستمائة سنة .
    * ثالثا :- معرفة مولد النبي صلى الله عليه وسلم وشمائله ومعجزاته وسيرته وخصاله الكريمة متيسر لمن أراد الاطلاع على هذه الأمور ومعرفتها في أي وقت من الأوقات ، ولا يتقيد ذلك بوقت معين وعلى هيئة اجتماعية مبتدعة ، ومن يفعل ذلك فإنما هو سائر على طريقة سلطان إربل وما أحدثه من الاحتفال بالمولد واتخاذه عيدا يعتادون إقامته في كل عام .
    * رابعا : - أن الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم والتأسي به لا يتم إلا بتحقيق المتابعة للرسول صلى الله عليه وسلم والتمسك بسنته وتقديم هديه على هدي غيره فالإسلام مبني على أصلين عظيمين :
    أحدهما :- أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا .
    الثاني : أن نعبده بما شرعه على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم ، لا نعبده بالأهواء والبدع . كما قال تعالى : ( ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها ولا تتبع أهواء الذين لا يعلمون ، إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا ) الجاثية :18،19 فليس لأحد أن يعبد الله إلا بما شرعه رسول الله صلى الله عليه وسلم من واجب ومستحب ولا يعبده بالأمور المبتدعة 0
    قال الجفري : [ أيضا يحدث في المولد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم . فعندما قال صلى الله عليه وسلم : ( لا تطروني كما اطرت النصارى عيسى بن مريم ) أي لا تنظروا بمنظارهم حيث قالوا : المسيح ابن الله ، ثالث ثلاثة ، المسيح هو الله . أما أن نمدحه فهذا لا شيء فيه بل أجاز ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم ، من الذي أعطى كعب بن زهير البردة ؟ أوليس الرسول صلى الله عليه وسلم عندما قال:
    إن الرسول لنور يستضاء به وصارم من سيوف الله مسلول

    فألقى الرسول صلى الله عليه وسلم البردة . ]

    ونقول : مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو أهله لا ما نع منه وأما الغلو في مدحه فقد منعه ، فقد قال صلى الله عليه وسلم لمن قال له : أنت سيدنا . فقال السيد الله فقلنا وأفضلنا فضلا ، وأعظمنا طولا ، فقال : قولوا بقولكم ، أو بعض قولكم ، ولا يستجرينكم الشيطان ) رواه أحمد وأبو داود 0
    وتخصيص مد حه صلى الله عليه وسلم في وقت معين لا دليل عليه يعتبر بدعة وكل بدعة ضلالة 0
    ومعنى قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( لا تطروني ..... الحديث )
    الإطراء هو: مجاوزة الحد في المدح والكذب فيه 0 فلا يغالى في مدحه كما غلت النصارى في عيسى عليه السلام فادعوا فيه الألهية 0
    وكما قال الجفري : ( هو غياثنا في الدنيا والآخرة ) فهذا من جنس إطراء النصارى 0
    وإنما يوصف – صلى الله عليه وسلم - بالعبودية كما وصفه ربه تبارك وتعالى فنقول : عبد الله ورسوله . لكن أرباب الموالد أبوا ذلك وارتكبوا نهيه صلى الله عليه وسلم فظهر منهم الغلو والشرك في شعرهم ونثرهم ومصنفاتهم ، حتى جوزوا الاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء من أمورهم وادعوا له صلى الله عليه وسلم علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله وما قول البوصيري عنا ببعيد فقد قال في بردته :
    يا أكرم الخلق من لي من ألوذ به سواك عند حلول الحادث العمم
    وهذا شرك ظاهر0

    وقال :
    إن لم يكن في معادي آخذا بيدي فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
    وقوله :
    فإن من جودك الدنيا وضرتها ومن علومك علم اللوح والقلم
    وهذا شرك ظاهر0
    وقول البرعي :
    يارسول الله ياذا الفضل يا بهجة في الحشر جاها ومقاما
    عدعلى عبد الرحيم الملتجي بحمى عزك يا غوث اليتامى
    وأقلني عثرتي يا سيدي في اكتساب الذنب في خمسين عاما
    وهذا شرك ظاهر 0
    إلى غير ذلك مما فيه خروج عن الشرع في مدح النبي صلى الله عليه وسلم 0
    فهل بعد هذا الشرك شرك ؟
    وهل يكف الجفري عن الخديعة والتلبيس على المسلمين في إيراد نصوص يستدل بها على باطله في جواز مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بها ، إن حقيقة ما يقصده الجفري في دعوى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم هو من جنس ما تقدم من قول البوصيري والبرعي وأشباههما فهل يقول مسلم إن ذلك توحيد ؟ حاشا وكلا .
    وأما مدح كعب بن زهير وحسان بن ثابت وغيرهما من شعراء التوحيد الخالص فلا غبار عليهم ولكن الغبار والشنار على من أشرك بالله تعالى ودعا إليه عامة المسلمين . والحاصل أن الشيطان أظهر لأصحاب الموالد هذا المدح الشركي في قالب محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعظيمه وأظهر لهم التوحيد الإخلاص في قالب تنقصه ، فعكس أصحاب الموالد ما أراده الله ورسوله صلى الله عليه وسلم علما وعملا وارتكبوا ما نهى عنه ورسوله ، فالله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله .
    قال الجفري [ وألف الحافظ في كتاب ( منح المدح ) ذكر فيه (119) من الصحابة مدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم ومنهم عمه العباس بن عبد المطلب فقد ألف مولدا في القصيدة التي ألقاها فيها عشرة أبيات منها الشاهد وهو :
    وأنت يوم ولدت أشرقت الأرض وأضات بالنور ونقول : مدح الرسول صلى الله عليه وسلم بما هو أهله لا بأس به ولا معارضة وإنما المعارضة في وصفه بالصفات التي لا تكون إلا لله وحده وقد تقدم مثل ذلك والرد عليه مما يغني عن إعادته هنا . وما أشار إليه الجفري من مدح العباس - رضي الله عنه - ووصف يوم مولده صلى الله عليه وسلم من إشراق الأرض وإضاءتها بالنور ليس فيه مشروعية إقامة الاحتفال بالمولد ولا احتجاج به في مشروعيته فكل ما في الأمر أنه ذكر ما حصل عند ولادته صلى الله عليه وسلم من الارهاصات النبوته0
    إلىأن قال الجفري : [ رسول الله صلى الله عليه وسلم لما عاد من غزوة من الغزوات ، جاءته جارية فقالت : إني نذرت أن أضرب الدف على رأسك إن سلمك الله . ومتى يكون الوفاء بالنذر واجب ؟ ! هل إذا كان الأمر معصية ، أم كان مكروها ، أم مباحا ، فلا يجب الوفاء بالنذر إلا إذا كان مندوبا وهنا قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( أوفي بنذرك ) رغم أن الدف مباح لكنه لما اقترن بالفرح لرسول الله صلى الله عليه وسلم أصبح واجبا الوفاء به ]
    ونقول وبالله التوفيق : الدخول في النذر عند جمهور أهل العلم مكروه وقيل محرم ، وقد نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم وقال : إنه لا يأتي بخير وإنما يستخرج به من البخيل ) فإن دخل فيه المسلم كان واجبا عليه الوفاء به إن كان نذر طاعة لقوله صلى الله عليه وسلم : ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ومن نذرأن يعصيه فلا يعصه ) فإذا كان النذر في طاعة الله تعالى وجب الوفاء به ويمدح من فعله لقوله تعالى : ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) الإنسان :7 ، وإن كان ما نذره مباحا خير بين فعله وبين كفارة يمين ، وأما ما استشهد به الجفري من قصة المرأة الناذرة للضرب بالدف و جعله واجبا ثابتا لاقترانه بالفرح بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو باطل وفيه نظر من وجوه :
    * أولا : - الكلام في صحة ثبوت هذه القصة فقد ضعفها بعض أهل العلم وتكلموا في سندها وأنه لا تثبت .
    • ثانيا : فقد ورد في الحديث الذي استدل به الجفري _ ثم دخل عمر فألقت الدف تحت أستها ثم قعدت عليه ، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان ليخاف منك يا عمر ، إني كنت جالسا وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب ، ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف ) رواه أبو داود فالحديث مع ما فيه مختلف فيما تضمنه . فمنهم من أجاز ما تضمنه ، ومنهم من منع والمانعون من استخدام الدف يخصون مثل ذلك من عموم الأدلة الدالة على الجواز ويقولون إن استعمال الضرب بالدف مأذون فيه في مواطن ليس منها مناسبة المولد منها :
    • مناسبة الزواج : وهو من قبيل إعلان النكاح لا التلذذ بسماعه 0
    • ومنها في الأعياد : وهو خاص بالجواري وأن يكن من غير المغنيات 0
    • ومن ذلك أيضا عند القدوم من الغيبة التي هي محل النقاش هنا .
    ويقال أيضا : ورد في رواية الترمذي - رحمه الله - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها : ( إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا ) فالرسول صلى الله عليه وسلم علق الضرب بالدف بالنذر ، وأهل المولد يضربون بالدف من غير دليل 0
    ثم تهجم الجفري على أئمة الدين في هذا العصر فقال : [ اليوم ينكرون علينا هذا الشيء وهناك مناكر في الأمة لا أحد ينكر عليها ، ملأ الناس الكلام عن المولد ولم نسمع كلام عن الربا ]
    ونقول : أخطأت يا جفري بزعمك هذا ، فالعلماء ولله الحمد ممن عرف بالدين والعلم والاستقامة على شرع الله الموثوق بهم ، فهذه فتاواهم وأشرطتهم وكتبهم تعلن صراحة بحرمة الربا وتبين للأمة أنه محرم وكبيرة من كبائر الذنوب وأن من فعله فهو محارب لله تعالى ... وأما كون الجفري لم يسمع من ينكره فهذا راجع للجفري وحده لا يجوز له تعميم ذلك على الأمة 0
    قال الجفري [ أيضا يوجد في الموالد الدعاء ، والقيام فرحا بخير الأنام صلى الله عليه وسلم ، وألف النووي فيه إثبات صحة القيام لأهل الفضل ، ويذكر الناس أن هذا العمل الذي نقوم به بدعة . فلم لا يقوم الصحابة بمثل هذا العمل من الترتيب ، فنقول : لم يكن الصحابة عندهم حفل تخرج لحفظة القرآن الكريم ، فلم يفعلوا مثل هذه الاحتفالات ، لم يكن عند الصحابة جامعات إسلامية ]
    ونقول قول الجفري هذا يحتاج لوقفات :
    * الأولى :- قوله :[ يوجد في المولد الدعاء ] تخصيص الدعاء في المولد من البدع فالله تعالى شرع لعباده الدعاء في كل وقت ولم يحدده بوقت معين قال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب لكم ) غافر:60 ، وقال : ( ادعوا ربكم تضرعا وخفيه ) الأعراف :55 وغيرها من الآيات الدالة على عموم دعاء رب العالمين في كل وقت .
    • الثانية :- قوله ( القيام فرحا لسيد الأنام صلى الله عليه وسلم )
    وهذا مبني على زعمهم الباطل أن الرسول صلى الله عليه يأتى لحضور احتفالاتهم البدعية ، وهذا باطل لان الرسول وغيره لا يأتون إلى الدنيا بعد موتهم ، بل هذه من المحدثات في الدين الداخلة في عموم قول الرسول صلى الله عليه وسلم ( وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلاله ) وقوله صلى الله عليه وسلم :( من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد ) بل قد نهى صلى الله عليه وسلم عن القيام له في حياته وأخبر أن ذلك من فعل الأعاجم قال أبو أمامة الباهلي - رضي الله عنه - خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئا على عصا ، فقمنا إليه فقال : ( لا تقوموا كما يقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضا) 0
    وعن أنس – رضي الله عنه - قال :( ما كان شخص أحب إليهم من النبي صلى الله عليه وسلم وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك ) فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد كره القيام له ونهى عنه وأخبر أنه من فعل الأعاجم فكيف بالقيام عند ذكر ولادته وخروجه من الدنيا ، فهذا أولى بالنهي لجمعه بين البدعة والتشبه بالأعاجم 0
    * الثالثة : استدلاله بقول النووي رحمه الله في مسألة القيام وذكر أن النووي صحح القيام لأهل الفضل ... )
    ونقول : تفريق النووي بين أهل الفضل والخير وغيرهم في مسألة القيام لا دليل عليه ، وفيما ذكر عن أبي إمامة الباهلي وقول أنس رضي الله عنهما أبلغ رد على من قال بهذا التفريق 0
    قال اسحاق بن ابراهيم : خرج أبو عبد الله - يعني أحمد بن حنبل - على قوم في المسجد فقاموا له ، فقال لا تقوموا لأحد فإنه مكروه .
    وقيل لمالك - رحمه الله - الرجل يقوم للرجل له الفضل والفقه ، قال : أكره ذلك ولا بأس أن يوسع له في مجلسه .
    وأما قوله صلى الله عليه وسلم ( قوموا إلى سيدكم ) أي سعد بن معاذ رضي الله عنه عندما جاء ليحكم في بني قريضة ، إنما أمرهم بذلك لينزلوه عن الحمار ، لأنه كان مريضا بسبب الجرح الذي أصابه يوم الخندق ويشهد لهذا رواية أبو سعيد : فلما طلع على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( قوموا إلى سيدكم فأنزلوه ) فقال عمر : سيدنا الله عز وجل قال : فأنزلوه ) الحديث 0
    قال الحافظ ابن حجر - رحمه الله - وهذه الزيادة - يعني قوله : ( فأنزلوه ) تخدش في الاستدلال بقصة سعد على مشروعية القيام المتنازع فيه )
    الرابعة: قوله: [ لم يكن الصحابة عندهم حفل تخرج لحفظة القرآن000 ولم يكن عند الصحابة جامعات إسلاميه0]
    ونقول: هذا الكلام من الجفري انتقاد على من يفعل ذلك من أهل السنة والجماعة أتباع سلف الأمة من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين0
    فإقامة حفل لحفظة القرآن الكريم إنما هو من أجل تشجيع الحفظة على حفظ كتاب الله تعالى 00وحفظ كتاب الله تعالى مشروع والتشجيع عليه مشروع وأي غضاضة في ذلك فهو لم يقرن بمحرم ولا بدعة زمانية ولا بدعة مكانية كالاحتفال بالمولد، فهو من جنس المباحات التي أباحها الله 0
    ثم ما يحصل في حفل لحفظ كتاب الله مخالف تماما لما يحصل في المولد من البدع والمحدثات التي تقدم بيان شيء منها 0
    وأما وجود الجامعات الإسلامية فهذه ليست بدعة فأصلها هو التعليم والرسول صلى الله عليه وسلم كان يعلم أصحابه في المسجد ووجود المدارس والجامعات إنما هي لتنظيم العملية التعليمية لما يترتب على هذا التعليم من التخرج بعد التخصص والقيام بالأعمال المتنوعة كل في تخصصه ولا يمكن أن يقول عاقل إن إنشاء الجامعات ابتداع في الدين0
    ثم استدل الجفري بقصة على ان أهل المولد هم الدعاة إلى الله تعالى 0وملخص هذه القصة [أن هيئة تنصيرية قامت بتقديم الطعام والشراب لبعض المسلمين في قرية إندنوسية فتنصروا ولما جاء المولد أخذوا الدفوف ومدحوا الرسول صلى الله عليه وسلم .. ثم هدد النصارى بقطع الطعام والشراب عنهم إذا لم ينتهوا عن مدح الرسول صلى الله عليه وسلم فرفضوا وعادوا للإسلام ... ]
    ونقول : يا سبحان الله أمثل هذا يستدل به على أن أهل المولد هم الدعاة للإسلام وهو في الحقيقة دعوة إلى البدع وليست من الأسلام ،
    وهل يقال- يا جفري- كل من أجاد الضرب بالدفوف وحفظ بعض القصائد الشركية في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم يكون داعية إلى الله ؟ !!
    لا وإنما يقال هو داعية إلى الشرك والبدع وليس داعيا إلى الإسلام 0
    فهل يفيق الجفري واتباعه من هذه البدع والمنكرات والقول على الله بغير علم ؟؟
    اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله متلبسا علينا فنضل .
    و صلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحابته
    ومن اقتفى أثره واستن بسنته إلى يوم الدين
    والحمد لله رب العالمين
    قاله كاتبه :عادل بن علي الفريدان
    في مكة المكرمة10/5/1422 هـ
    ..

    نعيب زماننا والعيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    وما لزماننا عيب ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟