حملة نَقْلِ مونديال روسيا أو مقاطعته
احتجاجا على إرهابها في سوريا
تقرر لدى الفيفا كما هو معلوم إجراء مباريات كأس العالم لكرة القدم لسنة 2018م بروسيا، وإجراء المباريات إضافة إلى توفير التجهيزات اللازمة لإجراء المباريات في أحسن الظروف وفي أنسب الملاعب وتوفير الأمن والخدمات وما إلى ذلك؛ فإن هناك أشياء أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، فالدولة المستعمِرة لغيرها عدْلاً ومنْطقاً لا تستحق تنظيم هذه التظاهرة الدولية في كرة القدم، والدولة التي تمارس الإرهاب والقتل والترويع وتدمير البنية التحتية لسوريا ودعم السفاح بشار الأسد لا تستحق تنظيم هذه التظاهرة أيضا، وعليه لا بد من القيام بحملة دولية لمنع روسيا من تنظيم مونديال 2018م أو مقاطعته. يجب على أحرار العالم أن يشمِّروا عن ساعديهم للعمل بنشاط وجدّية للحيلولة دون تنظيم روسيا الإرهابية للتظاهرة الدولية في كرة القدم، فالبدءُ بدءٌ إعلامي، والانتهاءُ نقلُ المونديال إلى جهة أخرى أو مقاطعته، فالروس بسكوتهم عن رئيسهم السفاح بوتين؛ يشاركونه إجرامه، والدولة الروسية بجرائمها في سوريا من قتْلٍ للأطفال والنساء والشيوخ، وتدمير البنية التحتية للمدن السورية، ودعم الإرهابي بشار الفأر، ومحاصرة حلَب ودفع الناس فيها للهجرة قسْرا وتجويعهم ومنع الطعام والدواء عنهم، وضرب المنشآت المدنية كالمستشفيات والمدارس والطرقات؛ إنما هو عينه الإرهاب، وهذا كاف لإدراك فداحة جُرْم روسيا ومن خلفها، ومن كان على هذه الفداحة من الإجرام والإرهاب هل يستحق تنظيم مونديال 2018؟ كلا، لا يستحق إلا القبض عليه ومحاكمته بما حكم على الناس بإزهاق أرواحهم بطائراته. والجدير بالذكر أن بوتين مجرد نعل تنتعله أمريكا، فهو أجير لديها يقوم بما تريده منه مقابل دولارات ومصالح، وما بشار إلا كلب أمريكا تريد الحفاظ عليه لانعدام من يخلفه وقد كاد يلقى حتفه لولا دفع أمريكا لإيران بالتدخل واستعمال هذه الأخيرة لحزبها اللبناني، ثم أخيرا روسيا، فالمشهد السياسي بسوريا صورته أن بشار امتداد لعمالة أبيه حافظ الجحش (حافظ الأسد اسم بديل لحافظ الجحش)، فهو مثل أبيه عميل أمريكي يتخفّى في زيّ الممانعة، وهذا معروف لدى الواعين سياسيا، وقد بانت عمالته اليوم حتى للسطحيين، فكل الناس يعرفون أن أمريكا مع الإبقاء على الأسد وتستميت في إبقائه على هرم السلطة ولو صوريا ريثما ينضج البديل الآخر العميل لها، وصورته أيضا أن إيران تابعة لأمريكا بزي محاربة الشيطان الأكبر، ولا يخفى علينا دور جيمي كارتر في المجيء بالخميني إلى السلطة ليكون عميلا لها تضرب بواسطته النفوذ البريطاني الذي كان قويا في إيران، ثم جاء هذا البائس الذي يحمل تحت عمامته الحقد على المسلمين والحنق على كل شيء إسلامي وعربي، هذه النعل الخمينائية التي خلعها أوفاما ويتحسّسها بقدميه ترامب بُغْية انتعالها؛ أمريكية هي الأخرى. إن أمريكا تركب التشيُّع والطائفية لضرب المسلمين، وإن روسيا أجيرة لديها وكلب الحراسة في منطقة نفوذها سوريا حتى لا تسير الأمور فيها إلى التحرر الحقيقي الذي يريده الشعب السوري والمسلمون وأحرار العالم في كل مكان، فالتحرر هو الممنوع على المسلمين وعلى أحرار العالم في كل مكان لأنه سوف يحرم أمريكا من كثير من المزايا والمصالح، وسوف يجعل المحرَّرين يتصرفون وفق مبدئهم ومصالحهم، وسوف يحملهم على رفع الظلم عن الشعوب المقهورة التي لم تتخلص منذ عقود من هيمنة أصحاب الفيتو في مجلس الأمن وعلى رأسهم الطاغية أمريكا، وسوف يدفع بالولايات المتحدة الأمريكية إلى الرجوع إلى مبدأ مونرو حتى يتخلص العالم من ظلمها وطغيانها، ثم محاكمتها على جرائمها بدءا من إبادتها للهنود الحمر وليس انتهاء بقتلها للمسلمين في أفغانستان والصومال والعراق والآن في سوريا بواسطة الأسد وروسيا وإيران ولبنان.. وخلاصة القول حتى لا ننخدع لا نكتفي بالاهتمام بالرياضة فقط، فالاقتصار على الاهتمام بالرياضة فقط انحطاط ودونية أوْلى من يجب أن يترفّع عنها؛ الشباب، بل نهتم بكل شيء بحسب إمكانياتنا وطاقاتنا، وما هو من ضمن الوجوب لاهتماماتنا والداخل في قدراتنا أن لا نسكت على الظلم سواء كان ظلم الأفراد أو ظلم الجماعات أو ظلم الدول، وأكبر الظُّلْم السكوت عن الظُّلْم، والظالم الأكبر في العالم اليوم وفي سوريا وحَلَبْ تحديدا هو أمريكا وليس روسيا ولكن روسيا تأتي في المرتبة الثانية، فأمريكا تتخفّى خلف جرائم روسيا في سوريا وقد نجحت في توريطها الشيء الذي يجب على الشعب الروسي أن يعيه فيرفضه وينتفض على رئيسه السفاح؛ بوتين. صحيح أن العمل الأصلي ليس العمل على نقل المونديال إلى جهة أخرى أو مقاطعته، بل هو النهوض لمحاربة روسيا مادامت ظالمة، وكذلك أمريكا ومن يسايرها على ظلمها وجبروتها، ولكن لا بأس ما دمنا لا نملك قرار الحرب، ولا سلطان لنا على الجيوش غير أننا نملك سلطانا على النفس وبه تُوِّجْنا ملوكا على إراداتنا، ومنها إرادة المحاسبة والنقد وهما كافيان لتحقيق هدفنا، فما على الرياضيين عامة وعشّاق كرة القدم خاصة إلا أن ينتفضوا على بوتين لكي لا يتم تنظيم كأس العالم لكرة القدم في بلده روسيا، فالحق في الفرجة للجميع، والشعب السوري ممنوع من الفرجة، والفرجة بطعم الموت والتهجير والتجويع للشعب السوري إهانة له وطعن في رجولتنا، فهيا نبدأ العمل من الآن، وأول الأعمال يُبْدئ بها من حيث نوجد في بلداننا كلٌّ من موقعه، فعلى الأقل إن لم ننجح في نقل المونديال إلى جهة أخرى؛ نحمل دولنا على المقاطعة، وفي المقاطعة إصابة للمونديال في مَقْتل إذا تم الإصرار على تنظيمه في الدولة الإرهابية روسيا. ................... محمد محمد البقاش أديب مغربي طنجة في: 23 نوفمبر 2016م