إحساس رائع
أن تهرب من هموم دنياك، وتهرول وتتوضأ بأبرد ماء، ثم تحتويك سجدة فتهمس دمعتك وتبوح بهمك، ويسمع صوتك في السماء، فتعرفك الملائكة، وتعلم يقينا أن الرحيم يسمعك… فينشرح صدرك. إحساس رائع أن تناجيه وحدك!

إحساس رائع
أن تقف هناك والكل في هيبة ينتظر، السُّكون يعم المكان، وأنت حائر، تتمتم بالدعاء وترجو من الرحمن أن يسترك، وتسمع أصواتها وهي تتطاير من بعيد، ويمر بعضها بجوارك فيقشعر بدنك، وفجأة ترفع ذراعك وتفتح يدك وتتلقى صحيفتك بيمينك، فتسر نفسك، وتبتهج روحك، وتسعد بك الملائكة وتناديك بصوتها الرحيم أن تقرأ...كتابك.

إحساس رائع
أن تتوب من ذنب تعرفه، وعقلك يعرفه، وقلبك يعرفه، وبدنك يعرفه، ثم تتفاجأ يوم الحساب وقد أرخى حبيبك الرحمن عليك ستره…وذكرك به! وأنت لا تذكره… وقلبت سيئاتك حسنات، ومحيت الذكريات… إحساس رائع أن تولد من جديد (بتوبة) وتعيش خالدا في الجنة.

إحساس رائع
أن تراجع نفسك، وتفتش في حقيبة ذكرياتك عن بصمة من بصماتك، وتوقيع دونته على نفس تتألم، فتتفاجأ أنك فرّجت عن هذا، وسدّدت دين هذا، وأضحكت هذا، وأطعمت هذا، وألبست في العيد هذا وهذا، فتعود تلك الذكريات وأنت هناك… تقلّب في سجل حسناتك… إحساس رائع أن تسبقك الحسنة وتنتظرك في الجنة!

إحساس رائع
أن ترى الحوض، وأنت عطشان… فتركض وتركض… ويزاحمك البعض ويدفعك آخرون، فتبكي وتصرخ من هول ما تراه، وفجأة تناديك الملائكة، ويشرق وجه النبي صلى الله عليه وسلّم فيعرفك وتعرفه!! وأنت لم تره من قبل… لكنك تعرفه! وتشق أمامك الصفوف وتتقدم بهدوء؛ ثم يمد يده الشريفة وتلامس كفه بشرتك، ويسقيك فلا تظمأ بعدها أبدا… إحساس رائع أن تلقى النبي!

إحساس رائع
أن ينادي مناد يا أهل الجنه إنّ لكم عند الله موعدا، فتغشاك الهيبة؛ موعد مع الله؟ لقاء مع الرحمن جل جلاله؟
ومن أنا حتى ألقاه؟ سبحانه..
فتسير في موكب وأنت فرح وضاحك مستبشر، و ترفع رأسك، وتفتح عينيك التي لم تفتحها أبدا في حرام، فيكشف الحجاب فتنظر… وترى... وتتأمل… وتحب ما تراه… وترتجف... وتخشع… وتحس بحلاوة ما أحسستها من قبل… ولا تستطيع أن تغمض عينيك ولا حتى أن تحرك رأسك… بل أنت فعلا لا تتنفس… وتهرب من عينيك دموع مشتاقة لترى ما تراه... إحساس رائع أن ترى وجه الله … يا الله!

إحساس رائع
أن تشتاق إلى الله، فتشتاق إلى الصلاة لأنها وقوف بين يديه، وتشتاق لقراءة القرآن لأنها كلامه، وتشتاق الليل لأنه فيه يناديك، وتشتاق للنّهار لأنه فيه يعطيك، وتشتاق لصوت الأذان لأنه نداءه، وتشتاق للنّبي لأنه حبيبه، وتشتاق للجنة لأن فيها رؤية وجهه، وتشتاق للموت لأنه لقاءه... إحساس رائع… إنه لقاء الله!