ما حُكم الاحتفال باليوم الوطني في المدارس ؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي هو تعلمون أنه عندنا في السعودية اليوم الوطني في هذا الشهر المبارك
ووالله إني في هذا اليوم يضيق صدري لما يحدث فيه فهل صحيح أنه بدعة لأني دائما أريد أن أهدأ نفسي أقول ليس في تاريخ معين فالعام الماضي أظن لم يكن في نفس هذا اليوم وأيضا أقول إذا اتخذوه يوم وطني ولم يقصدوا به العبادة قد يكون جائز لأن باب المباحات واسع
المهم استشكالات كثيرة تراودني فياشيخنا فصل لي الحكم الله يبارك فيك وما واجبنا وهل على
المدرسين إذا أعطوا قرار بوضع حفل لهذا اليوم يتخلون عن ذلك؟ لأني في السابق قمت بالاتصال
على المدارس ونصحتهم وقلت تقولون هذا قرار جاءنا من فوق ألا تخافون ممن حكم من هو فوق
عرشه؟
وجزاك الله خيراً




الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا .

أولاً : فيما أعلم أن الاحتفال باليوم الوطني تصرّفات شخصية ، وليست توجيها رسميا .


ثانيا : فتوى مشايخنا على المنع من الاحتفاء باليوم الوطني أو الاحتفال به .
ففي فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه اللهتحت عنوان : العيد الوطني
قال رحمه الله:
الحمد لله وحده ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .
أما بعد :ـ فإن تخصيص يوم من أيام السنة بخصيصة دون غيره من الأيام يكون به ذلك اليوم عيداً ، علاوة على ذلك أنه بدعة في نفسه ومحرم وشرع دِين لم يأذن به الله ، والواقع أصدق شاهد ، وشهادة الشرع المطهر فوق ذلك وأصدق ، إذ العيد اسم لما يعود مجيئه ويتكرر ، سواء كان عائداً يعود السنة أو الشهر أو الأسبوع ، كما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله . اهـ .

وفي فتاوى اللجنة الدائمة حول الأعياد الْمُحْدَثَة :
العيد اسم لما يعود من الاجتماع على وجه معتاد ، إما بِعَوْد السنة أو الشهر أو الأسبوع أو نحو ذلك ، فالعيد يجمع أمورا منها : يوم عائد كيوم عيد الفطر ويوم الجمعة ، ومنها : الاجتماع في ذلك اليوم ، ومنها : الأعمال التي يُقام بها في ذلك اليوم من عبادات وعادات .ثانيا : ما كان من ذلك مقصودا به التنسك والتقرب أو التعظيم كسبا للأجر ، أو كان فيه تشبه بأهل الجاهلية أو نحوهم من طوائف الكفار فهو بدعة محدثة ممنوعة داخلة في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " رواه البخاري ومسلم . مثال ذلك الاحتفال بعيد المولد وعيد الأم والعيد الوطني ، لِمَا في الأول من إحداث عبادة لم يأذن بها الله ، وكما في ذلك التشبه بالنصارى ونحوهم من الكفرة ، ولِمَا في الثاني والثالث من التشبه بالكفار . اهـ .

وقال الشيخ ابن باز رحمه الله: ويلتحق بهذا التخصيص والابتداع ما يفعله كثير من الناس من الاحتفال بالموالد وذكرى استقلال البلاد أو الاعتلاء على عرش الملك وأشباه ذلك ، فإن هذه كلها مِن الْمُحْدَثَات التي قَلَّد فيها كثير من المسلمين غيرهم من أعداء الله ، وغَفَلُوا عَمَّا جاء به الشرع المطهر من التحذير من ذلك والنهي عنه ، وهذا مصداق الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال : لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه . قالوا : يا رسول الله اليهود والنصارى ؟ قال : فمن ؟ وفي لفظ آخر : لتأخذن أمتي مأخذ الأمم قبلها شبرا بشبر وذراعا بذراع . قالوا : يا رسول الله فارس والروم؟ قال : فمن ؟ والمعنى فمن المراد إلاَّ أولئك . فقد وقع ما أخبر به الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم من متابعة هذه الأمة إلا من شاء الله منها لمن كان قبلهم من اليهود والنصارى والمجوس وغيرهم من الكفرة في كثير من أخلاقهم وأعمالهم حتى استحكمت غربة الإسلام وصار هدي الكفار وما هم عليه من الأخلاق والأعمال أحسن عند الكثير من الناس مما جاء به الإسلام ، وحتى صار المعروف منكرا والمنكر معروفا ، والسنة بدعة والبدعة سنة ، عند أكثر الخلق؛ بسبب الجهل والإعراض عما جاء به الإسلام من الأخلاق الكريمة والأعمال الصالحة المستقيمة فإنا لله وإنا إليه راجعون ، ونسأل الله أن يوفق المسلمين للفقه في الدين وأن يصلح أحوالهم ويهدي قادتهم وأن يوفق علماءنا وكُتّابنا لنشر محاسن ديننا والتحذير من البدع والمحدثات التي تشوه سمعته وتنفر منه ، إنه على كل شيء قدير ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه ومن سلك سبيله واتبع سنته إلى يوم الدين . اهـ .

فلا يجوز الاحتفال باليوم الوطني ، ولا رفع شعارات فيه .

والله أعلم .

المجيب الشيخ / عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد