بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين




قضية القوامة التي للرجل على المرأة من القضايا المثيرة للجدل خاصة في بعض أوساط منظمات المجتمع المدني التي تعنى بحقوق الإنسان وتتأثر بثقافة الغرب؛ حيث إنهم يظنون خطأ أن القوامة تعنى مجرد التمييز من الرجل على المرأة أو التقييد لحريتها أو الوصاية عليها مستدلين بالآية الكريمة: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم...).النساء/.34

والحقيقة غير ذلك تماما. والأدلة هي:.

1 - القوامة في الآية التي سبق ذكرها هي نفسها الدرجة في قوله تعالى: (... ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) البقرة /.228

وفي هذه الآية الكريمة بين الله تعالى مساواة النساء للرجال في الحقوق والواجبات؛ وفسر القوامة بالدرجة؛ وقدم هذه المساواة في الذكر على تلك الدرجة عاطفا الثانية على الأولى بواو العطف دلالة على المحبة والاقتران أي أن المساواة والقوامة صنوان.

2 - الأسرة مجتمع صغير؛ ولابد لكل مجتمع مهما كان صغيرا من رئيس يدير أموره فكان الرجل هو الرئيس؛ ووصفه في سياق الآية الكريمة (بالقوام) مبالغة في القيام على أمور الأسرة وتحمل مسئوليتها تكليف أكثر من تشريف.

3 - رئاسة الرجل للأسرة ليست من قبيل تفضيل عنصر على عنصر؛ وإنما منشؤها ما ركب في الرجل من ميزات فطرية تؤهله لأداء هذا الدور؛ فالرجل أقوى من المرأة في الجسم وأقدر منها على العمل والكسب ؛ وأكثر تحكما في عواطفه وتحكيما لعقله.

4 - رئاسة الرجل للأسرة هي رئاسة تنظيمية وليست تسلطية ؛ فكما أن لكل سفينة ربان يقودها في البحر ويمنعها الأخطار والأضرار ليوصلها إلى بر الأمان ؛ فكذلك لكل أسرة رئيس يقودها في معترك الحياة إلى مرفأ الأمان والاطمئنان .

5 - رئاسة الرجل للأسرة لا تعني تهميش دور المرأة في الأسرة فللمرأة دورها الذي لا ينكر في تنظيم البيت وتنشئة الأولاد ورعايتهم ورحم الله حافظ إبراهيم حيث قال:

الأم مدرسة إذا أعددتها ... أعددت شعبا طيب الأعراق

6 - رئيس الأسرة هو أكثر أفراد الأسرة مسئولية فهو مسئول عن الأسرة من اختيار الزوجة لتكون سكنا له إلى تربية الأولاد حتى يشبوا ويكبروا ؛ وليس هذا وحسب فهو مسئول عن حمايتهم إن هم تعرضوا لمكروه؛ ومن لطيف ما يشير إلى أن الزواج قيد ومسئولية ثقيلة قول بعض الظرفاء:

إنّ ذئبا أمسكوه وتماروا في عقابه

قال شيخ زوجوه ودعوه في عذابه