الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية صقر 55

    صقر 55 تقول:

    افتراضي الشَّهيدُ في الإسلامِ وأهل تنطبق الشهادة على أهل مصر .

    قال الشَّيخ الألبانيُّ - رحمه الله :
    الشَّهيدُ في الإسلامِ – يا إخواننا الكرام - له حالتان :
    إمَّا أنْ تكون ((
    شهادته حقيقيَّة )) ، وإمَّا أنْ تكون (( شهادتُه حُكميَّة )) ،وليست حقيقيَّة.الشهادة شهادتان:
    1- الشَّهادة الأولى: هو القتيل مِن المسلمين يقعُ شهيدًا في المعركة وهو يُقاتِل في سبيل الله؛
    فهذا هو الشَّهيدُ حقيقةً، وهذا له أحكامٌ معروفة في الإسلام .
    فهو لا يُغسل، ولا يُكفَّن، ويُدفن في ثيابه التي تَضمَّخت بالدِّماء الزَّكيَّة، ويُدفن في المكان الذي وقع فيه صريعًا. هذه أحكام خاصة بالشَّهيد في المعركة .
    2- ثمَّ هناك شهادة حُكميَّة ، ولا يترتب من ورائها شيءٌ من هذه الأحكام المتعلِّقة بالشَّهادة
    أو الشَّهيد الحقيقيُّ .
    هذا النَّوع من الشَّهادة ؛ وهي الشَّهادة الحُكميَّة، إنما تُنقَل - بطبيعة الحال -
    مِن ما حكم الشَّارع الحكيم بأنَّ من اتَّصف بكذا؛ فهو شهيدٌ.
    مثلاً: يقول الرَّسول صلَّى الله عليه وسلَّم :
    مَن مات دون ماله فهو شهيدٌ، ومن مات دون دمهِ فهو شهيدٌ، ومن مات دون أرضه فهو شهيدٌ
    ، من قتله بطنه فهو شهيد، من قُتِلَ في الغرْق أو الهدم فهو شهيد، من قُتِلَ بداء السّلِّ فهو شهيد،
    المرأة الجمعاء تموت في نفاسها فهي شهيدة.

    هذه بعض النَّماذج مما صحَّ عن النَّبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنَّه أطلق عليه اسم شهيد،
    ومع ذلك فالعلماء مجمعون على أنَّ هذا الإطلاق لا يعطيه فضيلة الشهيد حقيقةً
    الذي مات في المعركة؛ وإنَّما هو من باب التَّقريب في الفضل؛
    يعني هؤلاء الذين أَطلق عليهم الرَّسول عليه الصلاة والسَّلام أنَّهم، أو أنَّ كل واحد منهم شهيد،
    له فضل لا يساويه في ذلك سائرُ النَّاس الذين لا يموتون في حالةٍ من هذه الأحوال .
    المصدر: سلسلة الهدى والنُّور (الشريط: 793 الدقيقة:39)


    نكمل الحلقة القادمة ..
    - أن شاء الله -
    ..
     
  2. الصورة الرمزية صقر 55

    صقر 55 تقول:

    افتراضي رد: الشَّهيدُ في الإسلامِ وأهل تنطبق الشهادة على أهل مصر .

    الجواب من العلاَّمة الألباني هل من قُتل في المجابهات التي تحدث
    بين بعض أفراد الشعب وبين الشرطة والجيش في مصــر هل هو شهيــد أم ليس بشهيد ([1])
    • السؤال : هنالك يا عمّ ! الشيخ من يقول : من يُقتل الآن على الساحة المصرية بين الحكومة والأخوة ، بعض الأخوة يقول : إنه شهيد ! ، والحديث يقول : « إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار » فأرجو الإيضاح بارك الله فيك ؟
    • الإجابة : أولاً الجواب عن هذا السؤال باختصار ؛ أن من يقتل في هذه المجابهات التي تقع بين الدولة وبين بعض أفراد الشعب المسلم ، وأستدرك على نفسي فأقول : بين الدولة التي لا تحكم بما أنزل الله ، وبين بعض أفراد الشعب الذي يطالب الدولة بأن تحكم بما أنزل الله كما يقع من قتلى بين الطرفين ؛ فليس فيهم من يصح أن يقال فيه إنه شهيد ؟!!! .

    ذلك لأن الشهادة تنقسم في الشرع إلى قسمين اثنين :
    • شهادة حقيقية .
    • شهادة حكمية .

    أما الشهادة الحقيقية :
    فهو المسلم يخرج من بيته ؛ من بلده مجاهدًا في سبيل الله لا يبتغي من وراء ذلك جزاء ولا شكورًا ، ولا نصر شيء إلاَّ رفع كلمة الله أن تكون هي العليا ، ومن خرج من داره ، أو من بلده بهذا القصد العظيم ثم قُتل في المعركة فهو شهيد ، وهو الشهيد حقيقة ، وهو الذي لا يصلى عليه ، ويدفن في ثيابه دون أن يكفَّن - خلافًا لما هو الواجب على سائر موتى المسلمين من وجوب الصلاة عليهم وجوبًا كفائيًا إذا قام به البعض سقط عن الباقين ؛ وتكفينهم ؛ ودفنهم في مقابر المسلمين - أما الشهيد ، الشهيد حقيقة ، وهو كما ذكرت آنفًا : هو الذي يموت في ساحة المعركة ، فهذا لا يكفَّن ولا يغَّسل ولا يصلى عليه ، ولا يدفن في مقابر المسلمين ! ، وإنما في مصرعه ! ، في المكان الذي استشهد فيه ، هذا هو الشهيد حقيقة .
    هناك شهادة أخرى يسميها الفقهاء بالشهادة حكمًا وليس حقيقة ، فهؤلاء أقسام كثيرون ؛ وكثيرون جدًا ، فالرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - يقول « من مات في بطنه فهو شهيد » فالمقصود بالبطن هنا الإسهال الشديد ، أو البِطنة بالانتفاخ ! ، بحيث يكون سبب موته هو هذا .
    فهو شهيد ! ، لكن هذا شهيد حكمًا ، وليس شهيدًا حقيقة ؛ بمعنى أنه يعامل بما يعامل به كل المسلمين ، لابد من غسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين ، وهكذا أنواع كثيرة ، حتى قال - عليه [ الصلاة ] والسلام : « من مات غرقًا فهو شهيد » ، « من مات تحت الهدم فهو شهيد » ،« من مات بالسِمْن - مرض السمن - فهو شهيد » ، « المرأة جمعاء تموت وهي حبلى - بسبب هذا الحمل - أو وهي تضع فتموت ... » فكل هذه أنواع شهداء ، لكن هؤلاء شهادة حُكمية ، وليست شهادتهم شهادة حقيقية ! .
    آخر ما أذكره من الأمثلة قوله - عليه الصلاة السلام - : « من مات دون ماله فهو شهيد ... »
    هؤلاء الذين أنت تسأل عنهم لا يصدق فيهم لا الشهادة الحقيقية ! ، بل ؛ ولا الشهادة الحكمية ؟!! .
    هؤلاء نحن ننصحهم ، ونحن نعرف منهم أن الغيرة هي التي تضطرهم إلى أن يقاوموا المخرج بعينهم ! ،
    تفهمون هذا الكلام ؟
    يقاومون القوة الطاغية المادية بأسلحة لا تسمن ولا تغني من جوع ! ،
    هؤلاء نحن ننصحهم أن لا يخالفوا هدي النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وسنته في إيجاد الأرض المسلمة وإقامة الدولة المسلمة على الأرض المسلمة ، ماذا فعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - هل أول ما دعا الناس إلى أن يعبدوا الله ويجتنبوا الطاغوت استعمل السلاح بالسهام والحراب والسيوف ؟ الجواب : لا ، لكنه كما تعلمون والأمر ربما يحتاج إلى شيء من التفصيل إنه بدأ بالدعوة في مكة واستمر على ذلك ثلاثة عشر سنة ولقي من المشركين ما لقي من الأذى ومن الضرر هو وأصحابه حتى أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة مرتين ، وحتى هاجر هو - عليه الصلاة والسلام - إلى المدينة وهناك بدأ يقيم أو يضع الأساس للدولة المسلمة ، وحتى لا يجب على الطائفة المؤمنة ، الطائفة المنصورة التي تحدَّث عنها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في الأحاديث الصحيحة ؛ حينما قال : « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله » .
    يجب على هذه الطائفة المنصورة من جهة أن يصبروا على أذى غيرهم لهم ، وأن يصبروا على الطغيان الذي يصيبهم من الحكَّام ومِن مَن يُحكمون من هؤلاء الحكَّام من الجيش والشرطة ونحو ذلك ، وألاَّ يستعجلوا الشيء قبل أوانه ! ،
    لا يستعجلوا النصر قبل اتخاذ أسبابه
    ! ، فإنه قد قيل قديمًا : من استعجل الشيء قبل أوانه ابتلي بحرمانه ! ،

    والله - عز وجل - يقول في القرآن الكريم : "
    وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ "[الأنفال : 60] ، هذه الآية الكريمة كما ذكرنا من قبل معناها واضح لدى كل عربي ، ولا فرق في ذلك بين عالم وطالب علم ، أو غير طالب علم ما دام أنه يفهم اللغة العربية ، " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ " [الأنفال : 60] ، هذا المعنى واضح ؛ لكن .. قد لا يكون واضحًا لدى كل عربي على هذا الإطلاق الذي شرحته آنفًا ما جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال : « ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي ، ألا إن القوة الرمي » والرمي اليوم كما تعلمون يختلف عنه حينما نطق النبي - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث ، فالرمي هناك كان له نوعان فقط ؛ الرمي بالحراب أولاً ، ثم بالسهام نادرًا ؛ لأن السهام صنعت للطِعان ، والرمي والحراب للرمي ؛ والسيف للضرب ، لكن أحيانًا وبخاصة حينما تكثر السهام وتقل الحراب فقد يستعمل السهم مكان الحربة ، المهم أن الرمي المعروف يومئذٍ في عهد العرب في الجاهلية وفي الإسلام وفيما بعد ذلك إنما هو بالحراب ، الآن الحراب لا تكاد تصنع شيئًا بالنسبة للرصاص الذي تطور إلى ما يسمى ( الرشاش ) مثلاً ونحو ذلك من الأسلحة التي تطلق في لحظة واحدة عشرات الرصاصات ! ، ولابد والحالة هذه أن يصيب الهدف إما بالرصاصة الأولى أو الثانية أو .. أو .. إلى آخره ، ولذلك أطلق النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - حينما قال : « ألا إن القوة الرمي ... » فالرمي بالحراب الآن لا يفيد إذا بدك ترمي بالرصاص ، فالرمي ينبغي أن يكون بالرصاص المستعمل الآن في القتال ، أذن .. يدخل في عموم الآية : " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ " [الأنفال : 60] ، أي من القوة المعروفة اليوم ، وبخاصة من الرمي المعروف اليوم ، هذا يفهم بسهولة من معنى هذه الآية لكن هناك شيءٌ قد لا يتنبه له كثيرٌ من الناس فأنا يجب علي التنبيه على ذلك فأقول : وهنا نقطة ؛ هذه نقطة هامة جدًا بالنسبة لهؤلاء الإسلاميين المتحمسين لإقامة الدولة المسلمة ولكنهم لا يحسنون الوسائل التي تساعدهم على تحقيق بغيتهم ؛ ألا وهو : إقامة الدولة المسلمة ، فهؤلاء أُلفت نظرهم إلى المعنى الكمين في خطاب ربِّ العالمين " وَأَعِدُّواْ " فقط ، أقف عند هذا الخطاب " وَأَعِدُّواْ " لمن الخطاب ؟ الخطاب لم يكن للأصحاب المضطهدين الضعفاء من قريش في مكة ؛ وإنما كان خطابًا موجهًا للأقوياء الذين كانوا يعيشون مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في المدينة وكانوا باستطاعتهم أن يحققوا نسبة كبيرة جدًا من هذا الأمر " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ " [الأنفال : 60] ؛ إذن .. " وَأَعِدُّواْ " الخطاب أولاً للمؤمنين حقًا الذين التفوا حول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - ونصروه بأموالهم ، وأولادهم ، وأنفسهم ، وكل عزيز لديهم ، هذا الخطاب حينما يوجد قومٌ ؛ أو طائفةٌ هم في أن يكونوا مستعدين ليتلقواْ مثل هذا الخطاب الإلهي أولئك الذين يؤمرون بأن يُعِدوا ما استطاعوا من قوة ، فهل هناك طائفة ربوا على الكتاب والسنة سنين طويلة كما ربى أصحاب النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أصحابه الأولين المهاجرين في مكة وصبروا معه وأوذوا في سبيل الله - عز وجل - ثم هاجروا مع النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وصبروا وصابروا ، وأعدوا بعد ذلك ما استطاعوا من قوة ، هل هناك طائفة اليوم على وجه الأرض يمكن أن يقابلوا بمثل هذا الخطاب ؟ أنا جوابي : لا ؟!
    لسببين اثنين :
    أولاً : نحن معشر المسلمين اليوم أن نقيس طائفةً على أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قد نقيس فردًا أو أفرادًا على بعض الأفراد من أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - ومع ذلك يكون القياس مع الفارق ، يكون القياس كما يقول الفقهاء أحيانًا أو بعض الفقهاء : من باب قياس الحدادين على الملائكة ؛ من باب قياس الحدادين على الملائكة ، مفهوم هذا الكلام ولا مش مفهوم ؟ مفهوم .. وهذا فيمن ؟ في النخبة أقول ، في أفراد من المسلمين المبعثرين اليوم ممكن أن نقيسهم من أفراد على أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - ومع ذلك يكون قياس مع الفارق ! ، قياس من قبيل قياس الحدادين على الملائكة ! ؛ شو جاب لجاب ؟ أما أن نجد طائفةً كأصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - على وجه الأرض هؤلاء لا وجود لهم ( ! ).

    { }وأنا أرجو أن ينبهني أحدكم هنا ولا هناك ولا هناك ويقول لا أنت مخطئ ؛ هناك طائفة تحققت فيها تلك الأوصاف التي كانت في أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - وحينئذٍ هم أهلٌ بأن يخاطبوا بالآية الكريمة " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم " هل أنتم تصححون رأيي أم تخطئونه ؟ لابد أنكم في موقف من موقفين ؟!

    فإن رأيتم أن قولي لا يوجد اليوم [ من ] يمكن قياسهم على أصحاب الرسول - عليه الصلاة والسلام - ؛ إن كنتم ترون رأيي هذا فالحمد لله ، وإن كنتم ترون أني مخطئ فدلوني على هذه الطائفة ؟!! أين هي ؟ هنا الطائفة لابد لي من التفكير بفرق كلامي هذا ؛ كلامي هذا لا ينافي ولا يعارض بوجهٍ من وجوه المعارضة الحديث الذي ذكرناه من قبل « لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق ... » لأن الظهور قد يكون تارةً بالحجة ، وتارة بالقوة ! ، أمَّا الطائفة المنصورة بالحجة فهذه موجودة دائمًا على وجه الأرض ، أمَّا الطائفة المنصورة بالقوة المادية فهذه قد وقد ! ، وأكبر دليل عندكم الآن ؛ ها هم الكفَّار مسيطرون على بلاد الإسلام ، وها هم الآن المسلمون في البوسنة والهرسك وهي جوار في بلدي التي هي ألبانيا ، فأين الطائفة المنصورة بالقوة وليس فقط في الحجة ؟ لا وجود لها ! ، ايش الموجود ؛ هو الموجود الذي كان في حرب الأفغان كانت لمامات أفراد من هنا وهناك ؛ أصحابين عواطف إسلامية طيبة وغيرة على الدين و .. و .. إلى آخره ، وذهبوا وجاهدوا كلهم بنيتهم ، لكن ماذا كانت العاقبة ؟ لا شيء ! ، ما هو السبب ؟ الطائفة المنصورة بالقوة غير موجودة اليوم ولذلك يسيطر الكفر في كل البلاد ! ، إذا عرفنا هذه الحقيقة وخلاصتُها أن هناك أفرادًا يمكن أن يقاسوا على بعض أفراد [ أصحاب ] الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم [ ورضي الله عنهم ] - مع القياس الفارق الذي ذكرنا ، لكن لا يوجد هناك طائفة أي أصحاب بعضهم مع بعض يمكن قياسهم على أولئك الأصحاب لنقول لهم قال لكم ربكم " وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم " هؤلاء غير موجودين .
    إذن .. ما هو الواجب ؟ الواجب هو السعي على سنن الرسول - عليه [ الصلاة ] والسلام - وعلى هديه وسنته لإيجاد هذه الطائفة التي ستكون منصورة بالإضافة إلى نصرتها بالحجة نصرتها بالقوة ، هذا السعي هو الواجب الآن ، فانظروا الآن في كل الثوْرات التي تقام في [ أي ] أرض من بلاد الإسلام ؛ هل هناك طائفة بمعنى الكلمة ؛ أنهم ربوا كما رباهم رسول الله [ - صلى الله عليه وآله وسلم - ] أصحابه من قبل ؟ وأنشأهم ورباهم على عينه ؟ فإذا قال لهم : موتوا في سبيل الله يموتون في سبيل الله ( ! )
    هذه الطائفة اليوم لا وجود لها !! ، أذًا علينا أن نسعى لإيجادها ، ما هو الطريق ؟ أنا أكني عن الطريق بكلمتين ؛ وهذه لنا فيها محاضرات كثيرة ، فأشير إلى تلك المحاضرات بهاتين الكلمتين ، الطريق شيء تسميه بـ ( التصفية والتربية ) نحن الآن بعد أربعة عشر قرنًا من [ هجرة ] رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لا نتلقى الإسلام غضًا طريًا كما بيَّنة رسول الله [ - صلى الله عليه وآله وسلم - ] وهذا له ارتباط بكلمتي السابقة ، نحن تلقينا القرآن غضًا طريًا بألفاظه ولكن مع الأسف الشديد بمعانيه تلقيناه فرقًا وشيَعًا وأحزابًا ، أذن .. هذه الشيعة وهذه الأحزاب لن تنجح ولو كانت تنتمي إلى الإسلام ! ، وإنما ينجح منها حزبٌ واحد كما قال - تعالى - : " فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ " [المائدة : 56] أكذلك الآية ؟ طيب ؛ أين حزب الله الذي يعيش في لبنان باسم حزب الله وهو حزب شيعي وقد يكون رافضي ! ، حزب الله هو الذي يتمسك بكتاب الله ، وبحديث رسول الله [ - صلى الله عليه وآله وسلم - ] ، وعلى منهج السلف الصالح ، أربطوا هذا الكلام الموجز بالكلمة السابقة ، فاليوم إذا نظرنا إلى كل الثوْرات التي قامت على كثيرٍ من أراضي الإسلام نجدها لم تحقق هاتين الركيزتين ( التصفية والتربية ) قد يكون هناك أفراد صفوا شيء من الإسلام مثلاً عرفوا التوحيد على وجهه الصحيح أنه توحيد ربوبية ؛ توحيد الإلهية أو العبادة ، وتوحيد الصفات ، لكن ربما تراهم لا يحسنون صلاة الرسول - عليه الصلاة والسلام - ، ما يحسنون صيام الرسول - عليه الصلاة والسلام - لماذا ؟ لأن هناك مذاهب أربعة ؛ تسمى بمذاهب أهل السنة والجماعة ، وكل مذهب يرى رأيًا في كثير من المسائل وقلما يتفقون ، فإذن .. أين هذه التصفية ؟ في السماء حققت ولا نُشِّئَتْ طائفة على الكتاب والسنة ! ؛ وإنما على مذهب فلان .. ومذهب فلان .. ومذهب فلان ، فلابد من تحقيق هاتين الركيزتين ( التصفية والتربية ) فكل الجماعات التي أثاروا مشكلة أو فتنة أو ثورة ؛ إلى آخر وقت ثورة الجزائر ! هؤلاء ما قاموا بهذه التصفية والتربية ، والآن أظنكم تفهمون أن الكلمتين دول تحت منهم كلام واسع جدًا .. جدًا ، وفعل وتطبيق أوسع بكثير ؛ بكثير جدًا ، أي إعادة الإسلام بمفهومه الصحيح إلى ما كان عليه في عهد الرسول - عليه الصلاة والسلام - أربعة عشر قرنًا بيننا وبين هذا ؛ كم يحتاج هذا إلى زمن ؟ وكم يحتاج إلى عديد بل مئات الألوف من العلماء في سائر أقطار الدنيا الإسلامية ؟ أين هذا ؟ فالتصفية هذه ثم تربية المسلمين على هذا الإسلام الصحيح حينئذٍ ؛ يومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله .
    فالسؤال الذي كان : أن هؤلاء الذين كانوا يضطهدون في مصر مثلاً ويُقتلون ويجابهون من قبل الجيش أو الشرطة المصرية أو .. أو .. إلى آخره ، هل هؤلاء شهداء ؟ أجبنا بأنهم ليسوا شهداء ! ، لماذا ؟
    لأنهم أولاً : لم يقعوا قتلى في ساحة المعركة ، أي : ساحة المعركة حيث يعلن الجيش المسلم برياسة مبايعة من قبل المسلمين عامة ؛ يعلن الجهاد على طائفة من الكفار والمشركين في سبيل الله ، ثم يقع في هذه المعركة شهداء من المسلمين أو قتلى من المسلمين فهؤلاء هم شهداء ، الذين يقعون حينما يتقاتلون مع الجيش النظامي أو الشرطة النظامية سواء في مصر أو في غيرها ، فهؤلاء ليسوا شهداء ؛ حسبهم .. حسبهم - وهذا الله أعلم بهم - أن يقال أنهم قتلوا في سبيل الله .
    وثمة فرق كبير جدًا بين أن نقول : قتلوا في سبيل الله ، وبين أن نقول : قتلوا شهداء في المعركة في سبيل الله ! ، لماذا ؟ قلت لكم آنفًا بأن الشهادة تنقسم إلى قسمين : حقيقية وحكمية ، فإذا قلنا في هؤلاء : ماتوا في سبيل الله ؛ أي شهادة حكمية ، ألحقناهم بمن نص عليهم الرسول - عليه الصلاة والسلام - أنهم شهداء كالذي يُقتل هدمًا أو غرْقًا أو دفاعًا عن ماله وعن نفسه ، هؤلاء حسبهم أن يحكم فيهم أنهم ماتوا في سبيل الله ، أما أنا فلا أعتبر ذلك ! ،
    أقول حسبهم بالنسبة لغايتهم ومقصدهم ، وإلاَّ فانظروا الآن كم وكم من قتيل ! يقع بسبب هذه الثورات التي تقع باسم الخروج على الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله([2]) .اهـ
    قام بتفريغه والتعليق عليه
    سمير بن سعيد السلفي الأثري القاهري

    10/ شوال / 1434
    .................................................. .......................................
    1 - تنبيه مهم :
    انتشر على بعض الشبكات العنكبوتية ولاسيما موقع اليوتيوب على وجه الخصوص فتوى للعلاَّمة الألباني - رحمه الله - فيما يخص الوضع الكائن في مصر - حرسها الله وسائر بلاد المسلمين من كيد الخوارج المارقين - وعند مقارنتها بأصل الفتوى التي نحن بصددها وجدت أن الفتوى الأخرى قد بُتر ! منها كلام طويل للشيخ - رحمه الله - يوضح مقصوده ويجلِّيه ، وقد أحدث هذا البتر خللاً عظيمًا وأثرًا سيئًا في نفسي عند سماعي للفتوى الصحيحة الغير مبتورة - والغير مبثوثة أو منشورة ! - حيث أن البتر الذي حدث في الفتوى المشار إليها آنفًا - القصيرة المشهورة ! - والتي كانت مدتها سبع دقائق ! قد أحدث خللاً ليس بالطفيف في إجابة الشيخ عند بعض المواطن من فتواه ، وقد سألت عن مصدر هذه الفتوى ورقمها بعض أصحابنا لمَّا وجدتها متداولة بين أوساط السلفيين بكثرة فلم يجدوا لها أثرًا ! ، وبعد البحث والتأمل في برنامج أهل الحديث والأثر وقعت على الفتوى بتمامها وكمالها ومدتها حوالي ثلاثين دقيقة ! أو يزيد ، فعزمت على تفريغها التعليق عليها بما يناسب المقام من أقوال أهل العلم والفضل ووضع عنوان مناسبٍ لها ، وثمة شيء أحب أن أنبه عليه وهو : أن بعض الناس مع بتره لهذه الفتوى القيمة كما قد أشرت آنفًا ، والتي تنطبق تمامًا بتمام على واقع بلدنا ومصرنا العزيزة الغالية وما تحياه من اعتداء سافر من قبل خوارج العصر ( الخوَّان المفلسين ) على الشرطة والجيش بله والشعب ! ؛ فإن هذه الفتوى جاءت في وقتها - كما يقال - لتعالج قضية هي من أخطر وأكثر القضايا المعضلة بين الناس اليوم ، والتي أصبحت حديث الناس في إثبات الشهادة الحقيقية - زعمًا من بعض الجهلة المغرر بهم وغيرهم ! - لمن مات في هذه المظاهرات الآثمة الوافدة علينا من بلاد الكفر ! والتي لا يعرفها الإسلام ولا تمت له بأدنى صلة ؟! ، هذا وقد كتب البعض عنوانًا فيه نوع استفزاز للقارىء والسامع ! ، وفيه تدليس على الشيخ - رحمه الله - وتلبيس على السامعين وذلك العنوان وجدته في موقع اليوتيوب أيضًا ! ؛ يقول فيه صاحبه : أن من مات في هذه المظاهرات لا يكون شهيدًا ولو طلعت الشمس من مغربها ؟!! وكأنه ينسب عبارة ( ولو طلعت الشمس من مغربها ) للشيخ - رحمه الله - فجلب على الشيخ بسبب هذه الزيادة المدرجة ! السب واللعن والشتم من قبل بعض مجاهيل الشابكة وما أكثرهم ! ، فأردت أن أنبه وأشير لهذه الأمور بين يدي هذه الفتوى المهمة على عجالة لأن هذا التنبيه من الأهمية بمكان ؛ والله من وراء القصد وهو حسبي ونعم الوكيل .
    2 - سلسلة الهدى والنور للعلاَّمة الإمام المحدِّث محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - ، الشريط رقم ( 705 ) ، عنوان السؤال : هل كل فتنة يسمى قتيلها شهيد ؟ .


    نكمل الحلقة القادمة بإذن الله ....
    التعديل الأخير تم بواسطة صقر 55 ; 19 Aug 2013 الساعة 08:34 AM
     
  3. الصورة الرمزية صقر 55

    صقر 55 تقول:

    افتراضي رد: الشَّهيدُ في الإسلامِ وأهل تنطبق الشهادة على أهل مصر .

    (من بئر معونة إلى مجزرة رابعة والنهضة)

    إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ..

    أيها المسلمون :

    القرّاء وما أدراك ما القرّاء، من هم ؟ وما هي قصتهم ؟ وما العِبرةُ من حدثهم؟ ورعلٌ وذكوانٌ وعصيّة وما جرمهم؟

    أما القرّاء فسبعون أو أربعون صحابياً من خيار المسلمين، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلون بالليل ويتدارسون القرآن، ويشترون طعاماً لأهل الصفة..

    وهؤلاء الأخيار قتلوا جميعاً ولم ينجُ منهم إلا من أخبر عنهم، قتلوا في جرم شنيع، وخيانة وغدر، وتأثر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لمقتلهم، وقَنَت شهراً يدعو على من قتلهم، وقصتهم كما في البخاري ومسلم وسيرة ابن إسحاق وغيرها ـ من كتب السنة والسيرة ـ : أن أبا براء عامر بن مالك والمعروف بـ (ملاعب الأسنة) قدم على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في صفر سنة أربع من الهجرة المدينةَ، فعرض عليه الإسلام، ودعاه إليه فلم يسلم ولم يبْعُد من الإسلام، وقال : يا محمد لو بعثت رجالاً من أصحابك إلى أهل نجدٍ فدعوهم إلى أمرك رجوت أن يستجيبوا لك، فقال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إني أخشى عليهم أهل نجد).

    قال أبو براء : أنا لهم جارٌ، فابعثهم فليدعوا الناس إلى أمرك، فبعث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المنذرَ بن عمرو ، أخا بني ساعدة، والملقب بـ (المعنق ليموت) ـ وإنما سمي بذلك لأنه أسرع إلى الشهادة ـ في أربعين رجلا من أصحابه (هذه رواية ابن إسحاق، وعند البخاري : بعث سبعين من الأنصار) من خيار المسلمين، منهم الحارث بن الصمة، وحرام بن ملحان، وعروة بن أسماء، ونافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي ، وعامر بن فهيرة في رجال من خيار المسلمين، فساروا حتى نزلوا ببئر معونة ـ وهي بين أرض بني عامر وحرة بني سليم ـ ، فلما نزلوها بعث حرام بن ملحان بكتاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى عدوّ الله عامر بن الطفيل ؛ فلما أتاه لم ينظر في كتابه حتى عدا على الرجل فقتله ، وعند البخاري : أن حراماً قال للمشركين : أتؤمنوني أبلغ رسالة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ؟

    فجعل يحدثهم وأومأ إلى رجل فأتاه من خلفه فطعنه حتى أنفذه بالرمح، قال : اللهُ أكبر، فزت ورب الكعبة، ثم استصرخ ابن الطفيل على بقية المسلمين بني عامر، فأبوا أن يجيبوه إلى ما دعاهم إليه، وقالوا لن نخفر أبا براء (أي لن ننقض عهده حيث تكفل بجوارهم) وقد عقد لهم عقداً وجواراً، فاستصرخ عليهم قبائل من بني سُليم من عُصيّةَ ورعلٍ وذكوان فأجابوه إلى ذلك، فخرجوا حتى غشوا القوم فأحاطوا بهم في رحالهم، فلما رأوهم أخذوا سيوفهم ثم قاتلوهم حتى قتلوا من عند آخرهم ـ يرحمهم الله ـ إلا كعب بن زيد فإنهم تركوه وبه رمق ، فعاش حتى قتل يوم الخندق شهيداً، وكان في سرح القوم عمرو بن أمية الضمري ، ورجل آخر من الأنصار (هو المنذر بن محمد)، فلم ينبئهما بمصاب أصحابهما إلا الطير تحوم على العسكر، فقال : والله إن لهذه الطير لشأنا ، فأقبلا لينظرا ، فإذا القوم في دمائهم وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة .

    فقال الأنصاري لعمرو بن أمية : ما ترى ؟ قال : أرى أن نلحق برسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فنخبره الخبر ، فقال الأنصاري : لكني ما كنت لأرغب بنفسي عن موطن قتل فيه المنذر بن عمرو ، وما كنت لتخبرني عنه الرجال ثم قاتل القوم حتى قتل وأخذوا عمرو بن أمية أسيرا ؛ فلما أخبرهم أنه من مضر ، أطلقه عامر بن الطفيل ، وجز ناصيته وأعتقه عن رقبة زعم أنها كانت على أمه .

    فلما قدم عمرو بن أمية على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فأخبره الخبر.

    قال : (هذا عمل أبي براء، قد كنت لهذا كارهاً متخوفاً، فبلغ ذلك أبا براء فشقّ عليه إخفار عامر إياه ..

    هكذا ساق القصة ابن هشام عن ابن إسحاق في السيرة [3/26- 264].

    والحادثة كما ترون نموذجٌ سيء للغدر والخيانة ..أُزهقت فيه أرواحٌ طاهرةٌ بغير حق، واستُبيحت دماءٌ زكيةٌ جاء أصحابها يدعون إلى دين الله، ويبلغون رسالةَ رسول الله، وأولئك المؤمنون انتصروا وإن خُيّل لأعدائهم أنهم انهزموا، وعادت إليهم الحياة من جديد فرحين مستبشرين : {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.

    ألا ترى أحدَهم يقول ـ وهو يُطعن ـ : فزت ورب الكعبة، ـ وهل تعلم أن هذا الثباتَ على الحق حتى الممات، والشعور بالعزة الإيمانية والسهام تخترق جسده ـ كان سبباً في إسلام من طَعَنه ـ ؟

    وهذا جبّار بن سلمى يقول : إن ما دعاني إلى الإسلام أني طعنت رجلاً منهم يومئذٍ بالرمح بين كتفيه، فنظرت إلى أسنان الرمح حين خرج من صدره، فسمعته يقول : فزت والله، فقلت في نفسي : ما فاز، ألست قتلت الرجل؟ قال : حتى سألت بعد ذلك عن قوله، فقالوا : للشهادة.

    فقلت : فاز لعمرو الله، فأسلم جبار وحسن إسلامه [السيرة لابن هشام : 3/264، والإصابة : 2/55 ـ 56].

    وفي القصة كذلك ما يشهد لرفعة درجة هؤلاء الشهداء وإكرامهم ، وهذا عامر بن فهيرة حين قتل رفع إلى السماء، ولهذا قال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية من هذا؟، وأشار إلى قتيل من المسلمين، فقال عمرو : هذا عامرٌ بن فهيرة، فقال عامر : لقد رأيته بعدما قتل رفع إلى السماء حتى إني لأنظر إلى السماء بينه وبين الأرض، ثم وضع [رواه البخاري : ح4093، وذكر الواقدي وابن المبارك : أن الملائكة وارته ولم يره المشركون، قال ابن حجر ـ معلقاً ـ : وفي ذلك تعظيم لعامر بن فهيرة، وترهيب للكفار وتخويف، : الفتح : 7/390].

    أيها المسلمون :

    أمدُ الحياة الدنيا قصير، والنصر في حساب الله غيره في حساب البشر، وقد يقتل أو يحرق من يُظنّ أنهم مغلوبون وهم منتصرون فائزون، ألا ترى الله قال عن أصحاب الأخدود وهم يحرقون {ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ} .

    كم يظلم الإنسانُ نفسَه، وهو ظلوم جهول حين يزهق الدمَ الحرام؟

    وإذا تجاوز الكافر في القتل والغدر والانتقام، فهل يتجاسر مسلمٌ على إراقة محجمة من دم حرام؟ فكيف إذا أُزْهِقَت مئاتٌ أو ألوفٌ من أرواح المسلمين ظلماً وعدواناً ..

    اللهم إنا نبرأ إليك من قتل الأبرياء .. ونجعلك في نحور الأعداء .. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم {وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.

    الخطبة الثانية :

    الحمد لله ..

    وبعد، فالذي جرى في مصر في اليومين الماضيين من سفك للدماء، وقتل للأبرياء، وحرق للمساجد والمشافي منكرٌ لا يجوز السكوت عنه ..


    ما القصة والحدث والنتيجة والأثر؟ قومٌ دعوا للديمقراطية، وترشيح الرئاسة بعد طول غياب واستبداد، فسارعوا ورشحوا ـ في أنزه وأصدق انتخابات تشهدها مصر في تاريخها الحديث ـ ونصب الرئيس، وبويع بالقسم والعهود، وورثَ حكماً ذا خزينةٍ فارغةٍ، وإعلاماً فاسداً، وحاشيةً خلوفاً، وقضاةً يحرفون الكلم عن مواضعه ـ إلا من رحم الله ـ وجيشاً مستبداً، يبايع قادتُه ويعطون الأيمان والعهود والمواثيق يوماً وينكثون الميثاق غداً .. وأحزاب علمانية وليبرالية لم يهدأ فحيحُها منذ أن جاءت السلطة لمن لا يدين بفكرهم، ومن وراء هؤلاء وأولئك داعمون ومساندون ظاهراً أو باطناً والله بما يعملون محيط ..

    أي سلطةٍ تستطيع أن تتنفس في مثل هذه الأجواء الخانقة، وأيُّ رئيس ـ مهما أوتي من قوةٍ ـ يستطيع أن يتحرك وسط هذه الألغام الموقوتة؟ ومع ذلك تحرك الرئيس المنتخب بما استطاع، واعتبرت جريدة (لموزيه نيوز)الفرنسيةُ الرئيسَ المنتخب مرسي (أقوى شخصية لهذا العام)، وعددت بعض منجزاته العظيمة في فترته الوجيزة، ومنها :

    أولاً : تطوير خط الملاحة الدولية بقناة السويس، والذي كان سيجلب لمصر (100) مليار دولار سنوياً.

    ثانياً :
    البدء بمشروع بناء (35) صومعة قمح على مستوى الجمهورية مما كان سيحول مصر إلى اكتفاء ذاتي من القمح خلال ثلاث سنوات.

    ثالثاً : صناعة أول طائرة حربية مصرية مشتركة مع البرازيل وتركيا ... إلى آخر المنجزات .

    واعتبرت صموده قبل الانقلاب وبعده مبرراً لاختياره أقوى شخصية لهذا العام [مواقع في النت).

    ووقع التضليل الإعلامي على أن المعركةَ ضد الإخوان المسلمين، وهي حربٌ على كل من رشح الرئيس من الشعب المصري والأحزاب الأخرى، لا، بل هي حرب في عمقها على المشروع الإسلامي وتنحيته عن الحكم، ونحن لا ندافع عن أخطاء الإخوان .. لكن من يرقُب المشهد وقرارات الانقلابيين فورَ انقلابهم يدرك ما وارك الأكمة، وعلى الذين شايعوا المنكر ـ من أهل الإسلام ـ وحالفوا الانقلابيين ـ باجتهادٍ أو تأويلٍ ـ أن يراجعوا حساباتهم، وقد عاد بعضهم ينكر ويدين مجزرة رابعة والنهضة.. ولكن بعد فوات الأوان، ولربما فاجأهم الانقلابيون بما هو مثل ذلك أو أدهى مستقبلاً ، وهذه ضريبة معجلة للاصطفاف مع من يختلف معك في التوجه والهدف ، وبكل حال فخط الرجعة ممكن، والعودة للحق فضيلة، ونصرة المظلوم واجبٌ شرعيٌ ..

    إخوة الإسلام :

    وحين أُقْصِىَ الرئيسُ المنتخبُ الشرعيُ بغير حق هبَّ الناس للدفاع عن الحق، والمطالبة بعودة الشرعية، وكان اعتصاما سلمياً تتعامل معه الدول المتحضرة بكل إيجابية وتفهم ـ وهم قوم كفار ليس لديهم نصوص شرعية تحرم الدماء كما عندنا ـ أما الانقلابيون والعسكرُ في مصر فحين عجزوا عن فضّ المعتصمين بالحجة .. لجأوا إلى القوة، وكانت المدرعات، والقنّاصة، والغاز المسيل للدموع وغيرها .. هي التحيّة التي حيّوا بها أولئك العزل المسالمين غداة يوم الثلاثاء .. ووقع القتل، وتناثرت الأشلاء، وتفحمت جثث، وتجاوزت المجزرة الرجالَ والنساءَ، وطالت المساجدَ والمشافي، وشاهد الناس جثثاً ملقاةً على الأرض .. وكأننا في حرب ضروس مع الأعداء، ومحصلة القتلى والجرحى كبيرة يصعب حصرُها في أيام المجزرة الأولى .. كيف وقع هذا؟ وأي قلوب تطيق هذه المشاهد؟ بأي دين أو نظام قُتلوا؟ وهل هانت نفوس البشر إلى هذا الحد؟

    {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْس أَوْ فَسَاد فِي الْأَرْض فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاس جَمِيعًا}.


    وإذا جاء في صحيفة غربية (الاندي بندت) البريطانية، عنوانٌ كبيرٌ يقول ـ بعد مجزرة مصر ـ (يوم عار في مصر).. وهي تقدم على هذه المجزرة! فيا ترى ماذا قالت الصحف والمجلات العربية والإسلامية عن هذه المجزرة؟!!

    وهل تُحل الأزمات بالقوة؟ ، وإذا كانت مهمة الجيش حماية الحدود، وإرهاب الأعداء، فهل يصح أن تتحول إلى صدور أبناء الوطن المسالمين؟!

    وإذا أمنت إسرائيلُ من جيوش جيرانها ـ كمصر ـ ورغم التهديد والتشريد والأذى، فهل يجوز أن تكون هذه الجيوش مصدرَ إرهابٍ وقتل لأهل البلد الآمنين وفيهم من الأطفال والشيوخ والنساء؟

    وإذا كانت مهمة رجال الأمن في وزارة الداخلية حفظَ الأمن الداخلي، فهل أعظم بلية واختراق للأمن من الانقلاب على حاكم شرعي لا يكتفي فيه تنحية الرئيس فجأة، بل واحتجازه خلف الأسوار سجيناً؟

    وإذا قام من يطالب بحقه المشروع في الدين والقانون اعتبر خارجاً عن القانون مثيراً للشغب، موصوفاً بالإرهاب؟ أي معادلات تلك؟ ثم كان الأدهى المحاصرة بالحديد والنار؟ ومثل ذلك السكوت على المنكر، وأعظم مساندة الظالمين ..اللهم إنا نبرأ إليك من الظلم والظالمين..

    وإذا كان من طوعت له نفسه قتل أخيه فقتله أصبح من الخاسرين ومن النادمين فكيف بمن يقتل شعبه؟ أين الضمائر الحية؟ وأين المنتصرون لأهل الحق والملة؟ إن ما وقع وما سيقع مناخات مناسبة للإرهاب الذي نكره ..

    وهل يكون الغرب أعقلَ منا في تقدير الآثار السيئة والعواقب الوخيمة، وهذا قائدُ أركان أمريكا يقول : إن الانقلاب الحاصل في مصر لن يكتب له المرور إلا على آلاف من القتلى كما حدث في الجزائر، ولكن مصر ليست الجزائر، علينا القبول بالإسلاميين، والاعتراف بأننا أخطأنا عندما ساعدنا الليبراليين والعسكر وهم بلا ظهير شعبي يمكنهم من التقدم، وعليه فإن السماح للعسكر بارتكاب مزيد من القتل سيضع مصالح أمريكا في مرمى الإرهاب ليس في مصر وحدها، بل في دول الشرق الأوسط، ويكفي أن نقول : إن خسائر أمريكا بسبب الانقلاب قد تخطت (11) مليار دولار [المواقع الإلكترونية].

    أيها المؤمنون .. أيها المسلمون .. أيها العقلاء .. ألسنا ننهى عن العنف ثقافة وممارسة؟!!

    أوليس ما حدث في رابعة والنهضة يؤسس للعنف ويروج سوقه؟! وحمامات الدم لا يقرها عاقلٌ بلْه المسلم
    !!

    أوقفوا نزيف الدماء، وأنكروا على الظالم ..وحيث استنكر ساسة غير مسلمين على الانقلابيين جرمهم، فالساسة المسلمون أولى بالإنكار .. وحيث استنكرت دول غير عربية ما وقع .. فأين هي الدول العربية؟!!!

    لا بد من وقفة صادقة لأهل العلم والفكر، ونزيهة لأهل السياسة والإعلام، والمحامين وأهل القضاء الشرفاء، وسواهم ممن يملك حلاً أو رأياً ..ينتصر للمظلوم، ويرد على الظالم الغشوم .. والناس إذا رأوا الظالم ثم لم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعذاب من عنده، {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً}..

    ولست أدري كيف سيكتب التاريخ عن نفر من المسلمين فرحوا بقتل إخوانهم المسلمين؟
    وآخرين يسوؤهم قيامُ دولة تحاول أن تجعل من الإسلام مصدراً لتشريعها وحكمها؟

    أيها الناس :

    ومع كل ما وقع ويحدث لا مجال لليأس والإحباط، فالفرج بعد الكرب، ومع العسر يسراً، ومن يدري لعل في ثنايا هذه المحن منحاً ربانية، وفتوحات إلهية، وانتصاراً للإسلام وأهله، وانحساراً للباطل وزمرته، {للَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}

    اللهم اقبل القتلى في مصر شهداء، واشف الجرحى والمرضى، واربط على قلوب أهليهم، وارزقهم الصبر والعزاء .. اللهم عليك بالظالمين المعتدين، اللهم رد كيدهم في نحورهم، واجمع كلمة أهل مصر على الحق والهدى، وولِّ عليهم خيارهم، واكفهم شر شرارهم، وألف بين قلوبهم، واهدهم سبل السلام .. اللهم آمنا من الفتن، واحفظ بلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ومكروه

    خطبة جمعة للشيخ /سليمان بن حمد العودة حفظه الله .
     
  4. الصورة الرمزية صقر 55

    صقر 55 تقول:

    افتراضي رد: الشَّهيدُ في الإسلامِ وأهل تنطبق الشهادة على أهل مصر .


    (( صنع الإرهاب في العالم خلال السبع سنوات الماضية ))


    أولا : الاستهزاء بالنبي محمدٍ ودينه من أعظم موارد الإرهاب
    فقد تناقلت بعض وكالات الأنباء و العديد من المواقع عبر شبكة الانترنت ما اقترفته الصحيفة الدنمركية: " جيلاندز بوستن " Jyllands-Posten بنشرها (12) رسماً كاريكاتيرياً ساخراً يوم الثلاثاء 26 شعبان 1426هـ الموافق (29 September 2005 ) تصوِّر فيه رسول الإسلام محمداً صلى الله عليه وسلم في أشكالٍ مختلفةٍ، وفي أحد الرسوم يظهر مرتدياً عمامة تشبه قنبلةً ملفوفةً حول رأسه !!.
    أين أنتم من الدعاوى البراقة التي تنادي بحقوق الإنسان ؟

    أليس من حقوق الإنسان عدم السخرية و الاستهزاء بما يعتقده ؟

    أم أن المسلمين في أنحاء العالم عندكم ليسوا من بني الإنسان ؟

    ثانياً : حرق المصحف في عدة أماكن ومنها راعي أحد الكنائس قد قام بحرق القرآن تحت رعاية القس الإنجيلي يوم 20 مارس 2011 أو الدهس عليه أو تقطيعة !!! .

    ثالثاً : قتل المسلمين في أماكن متفرقة من العالم في سوريا واليمن والعراق ووو ومنها ميانماربالرصاص
    وثقب اجساد المسلمين بالمثاقب والدريل في بورما وقتل المسلمين بدم بارد في نيجيريا والدول الآخرى.
    وليس هناك أي جهة تأخذ حقهم .

    ... فإن مما يحزن القلب ما يحدث للمسلمين في بورما من القتل والتشريد بأبشع أنواع ...

    رابعاً :إظهار السرور والشماتة بإزهاق أرواحه المسلمين والاستهانة بدمائهم .
    بحيث أصبح على المسلم أن يختارصورة له من أثنتين أما صورة الإرهابي أو صورة المغفل الأبلة ..

    خامساً :حرق المساجد بمن فيها !!؟؟؟ وأحداث مصر أكبر شاهد على ذلك .
    ماذا بقي !!!


    ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون )

    {وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ }

    وفي الحديث شريف

    ( إن الله تعالى ليملي للظالم ، حتى إذا أخذه لم يفلته )
    أما ماذا حسبوا: يقول الله تبارك وتعالى

    {فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُواْ بِمَا أُوتُواْ أَخَذْنَاهُم بَغْتَةً فَإِذَا هُم مُّبْلِسُونَ }الأنعام44

    .................................................. ....................


    دعا فضيلة الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية جموع الشعب المصري العظيم قائلا :



    حمل السلاح بالمظاهرات "إثم" وقتل المسلمين"كفر"
     
  5. الصورة الرمزية صقر 55

    صقر 55 تقول:

    افتراضي رد: الشَّهيدُ في الإسلامِ وأهل تنطبق الشهادة على أهل مصر .

    في صباح هذا اليوم الأربعاء 14شوال 1434 الموافق 21أغسطس 2013م



    ضحايا جرائم الأسد

    ارتفاع أعداد شهداء الهجوم
    بالسلاح الكيماوي... بالسلاح الكيماوي.....بالسلاح الكيماوي
    بسوريا في ريف دمشق إلى 1300 شهيد في منطقة الغوطة الشرقية بينهم مئات النساء والأطفال.


    كان بغاز السارين القاتل.، فيما وصل عدد الجرحى إلى 3600 في الغوطة الشرقية والغربية....والله أعلم وأحكم
    بهذا الظلم المتزايد حان هلاك الظالمين !!!


    اللهم إنَّتا نبرأ إليك مما يفعله المُفسدون ..
    اللهم إنَّتا نبرأ إليك مما يفعله الضالــــــمون ..
    اللهم إنَّتا نبرأ إليك مما يفعله الكــــافـــــرون ..

    اللهم لا تُؤاخذنا بما فعل السفهاء منَّـــــا .. اللهم إنَّـا عاجزون وأنت على كلِّ شيء قدير ،..

    الحلال ما أحللت، والحرام ما حرمت، والدين ما شرعت، والأمر ما قضيت، الخلق خلقك، والعباد عبادك...والأمر إليك من قبل ومن بعد ..

    للَّهُمَّ إِنِّي أَبْرَأُ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ دَمِ مُسْلِمٍ سُفِكَ حَرَاماً بِغَيْرِ حَقٍّ.




     
  6. الصورة الرمزية صقر 55

    صقر 55 تقول:

    افتراضي رد: الشَّهيدُ في الإسلامِ وأهل تنطبق الشهادة على أهل مصر .

    قال القيادي جورج صبرة : (1)
    ان "من يقتلنا ويقتل اطفالنا ليس النظام وحده. التردد الاميركي يقتلنا، صمت اصدقائنا يقتلنا، خذلان المجتمع الدولي يقتلنا، لامبالاة العرب والمسلمين تقتلنا، نفاق العالم الذي كنا نسميه حرا يقتلنا ويقتلنا ويقتلنا".


    وأضاف "اذا ادار العالم ظهره لنا بهذا الشكل فلماذا نبقي وجهنا له ؟
    نحن ايضا يمكن ان ندير ظهورنا لعالم يتشدق بالحرية والديموقراطية ولا يفعل شيئا لهما.
    عالم يدعي التمسك بحقوق الانسان ويتخلى عن حمايتها والدفاع عنها.
    عالم يدعي اهتمامه بصنع الحياة ويكتفي بالتفرج على صناع الموت".

    واعتبر ان "النظام السوري يسخر من الامم المتحدة والقوى العظمى والدول الكبرى
    عندما يضرب اطراف دمشق بالسلاح الكيميائي اثناء حضور لجنة التحقيق الدولية.


    ............................................
    (1)هوجورج صبرة : عضو الأمانة المركزية في حزب الشعب الديمقراطي السوري / عضو القيادة المركزية للتجمع الوطني الديمقراطي في سورية.
     
  7. الصورة الرمزية صقر 55

    صقر 55 تقول:

    افتراضي رد: الشَّهيدُ في الإسلامِ وأهل تنطبق الشهادة على أهل مصر .

    بسم الله الرحمن الرحيم

    هذه تسعة أنواع للنية في الجهاد

    1-أن يكون قصده بجهاده وجه الله لأن الله أمر به
    وهذا الصنف قليل بل هو نادر الوجود
    2-أن يكون قصده الغيرة على الإسلام
    وإعلاء كلمة الله وهذه النية والتي قبلها لا شك في صحتهما
    3-أن يقصد بجهاده الجنة وما فيها من ثواب ونعيم وهذا هو حال أغلب المجاهدين
    قال بعضهم في صحة هذه النية : هذا القصد لا يكفي في نيل رتبة الشهادة
    لكن الراجح الصحيح أنه كافٍ في نيل الشهادة وأخذ الأجر وعليه دلت النصوص
    4-أن يكون لا نية له إلا الدفاع عن نفسه وأهله وداره وهذا قريب من أصحاب النية الثالثة وهو شهيد إن قُتِل مقبلا
    5-أن تكون نيته تكثير سواد المجاهدين وليس له نية في أن يقتل الكفار أو يقتل في سبيل الله
    وهذا أيضا لو يُقتل فهو شهيد لأن من كثر سواد قوم فهو منهم
    6-أن تكون نيته من الجهاد وجه الله ونيل الغنيمة معا .
    وهذه اختلف العلماء فيها :
    ق1/هي نية فاسدة
    ق2/هي نية صحيحة وهو قول الجمهور وهو الصحيح
    7-أن يكون قصده عرَض من أعراض الدنيا من غير قصد التقرب إلى الله وعلامة هذه النية أنه لا يغزو إلا
    إن كان في الغزو غنيمة وإلا توقف وهذا حكمه
    أنه لو قُتل لا يكون شهيدا في الباطن وإن كان ظاهرا يُعامل معاملة المجاهدين ولا أجر له على غزوه لعدم صفاء نيته. .
    8-أن يغزو رياء وسمعة فهذا أول من تُسعر بهم النار يوم القيامة فإن كان نوى الأجر مع الذكر والمدح فهذا لا يأخذ أجر المجاهد والشهيد والنصوص لم تذكر له ثواب ولا عقاب
    بل يكفيه من العقوبة حبوط عمله وجهاده.
    9-من كان قصده من الغزو ليُقتل فيستريح مما هو فيه من ضعف مؤلم أو دين لازم أو فقر ملازم أو شر متوقع أو مصيبة تنزل به ولم يخطر على باله أثناء جهاده التقرب إلى الله ولا إعلاء كلمته .
    فهذا يحتمل القول أنه ليس شهيدا عند الله لأنه لم يتمحص عنده قصد التقرب إلى الله ولا إعلاء كلمته .
    ويحتمل القول أنه شهيد لأنه لم يسمح بنفسه إلا في وجه الجهاد دون غيره ورغبته فيه دون غيره وهذا الاحتمال أقرب من الأول ولكنه لا يلحق بالمخلصين الصادقين .

    مختصر من كلام ابن النحاس ت 814هـ
    كتاب( مشارع الأشواق إلى مصارع العشاق)