{ من فتاوى اللجنـــة الدائمـــة }السؤال السادس من الفتوى رقم ‏(‏9580‏)‏‏:‏

س 6‏:‏ أريد شرحا وافيا لهذا الحديث حتى نفهمه الفهم الصحيح‏:‏ ‏"‏لو تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا‏"‏‏؟‏

ج 6‏:‏ الحديث عن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم

قال‏
:‏

"لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم

كما يرزق الطير
تغدو خماصا وتروح بطانا".


رواه الإمام أحمد والترمذي والنسائي وابن

ماجه وابن حبان والحاكم‏,‏ وقال الترمذي‏:‏ حسن صحيح‏.


حقيقة التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في

استجلاب المصالح ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة‏.‏
ومعنى الحديث أن

الناس لو حققوا التوكل على الله بقلوبهم واعتمدوا عليه اعتمادا كليا

في جلب ما ينفعهم ودفع ما يضرهم وأخذوا بالأسباب المفيدة

لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب‏,‏ كما يسوق إلى الطير أرزاقها

بمجرد الغدو والرواح‏,‏ وهو نوع من الطلب ولكنه سعي يسير‏,‏

وتحقيق التوكل لا ينافي السعي في الأسباب التي قدر الله سبحانه

وتعالى المقدرات بها وجرت سننه في خلقه بذلك فإن الله تعالى

أمر بتعاطي الأسباب مع أمره بالتوكل‏,‏ فالسعي في الأسباب

بالجوارح طاعة والتوكل بالقلب عليه إيمان به‏,‏ قال تعالى‏:‏ "
واتقوا الله

وعلى الله فليتوكل المؤمنون
"فجعل التوكل مع التقوى التي هي

القيام بالأسباب المأمور بها والتوكل بدون القيام بالأسباب المأمور

بها عجز محض وإن كان مشوبا بنوع من التوكل‏,‏ فلا ينبغي للعبد أن

يجعل توكله عجزا ولا عجزه توكلا‏,‏ بل يجعل توكله من جملة

الأسباب التي لا يتم المقصود إلا بها كلها‏.‏


وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد‏,‏ وآله وصحبه وسلم‏.‏

اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود

::
منقوووووول