الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية !محب الدعوة!

    !محب الدعوة! تقول:

    افتراضي عيش السعداء

    عيش السعداء






    الحمد لله الذي أنشأ خلقه وبرا , الحمد لله الذي خلق الخلق بقدرته , وصرف أمورهم بحكمته الحمد لله الذي ذلت لعظمته الرقاب, ولانت لقوته الصعاب ,وجرى بأمره السحاب الحمد لله , الذي تسبحه البحار الزاخرات ,والأنهار الجاريات ,والجبال الراسيات أحمده سبحانه وحلاوة محامده تزداد مع التكرار , وأشكره وفضله على من شكر مدرار والصلاة والسلام على النعمة المهداة , والرحمة المسداة محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم .. أما بعد أيها الأخوة والأخوات ..






    خلق الله تعالى الخلق من أصل واحد , وجعلهم يختلفون في أشكالهم وأحوالهم , منهم الغني ومنهم الفقير , ومنهم الأبيض والأسود , والبخيل والكريم , والشاكر واللئيم منهم التقي العابد والفاجر الفاسد, ومنهم الصالح الزاهد , والكافر الحاقد لكن هؤلاء جميعاً يتفقون في أنهم يسعون سعياً حثيثاً لتحصيل غاية واحدة .. هي السعادة ..






    فعجباً لهذه السعادة الذي يكثر طلابها .. ويزدحم الناس في طريق الوصول إليها .. ولكن السؤال الكبير .. هل حصل أحد من هؤلاء على السعادة التي يرجوها ؟! هل هو في أنس وفرح حقيقي ليس فيه تصنع ولا تظاهر ؟






    لله تعالى أقوام عاشوا عيش السعداء أذاقهم الله طعم محبّته , ونعّمهم بمناجاته , وطهّر سرائرهم بمراقبته , وزين رؤوسهم بتيجان مودّته ,فذاقوا نعيم الجنة قبل أن يدخلوها ..






    فلله درهم من أقوام عرفوا طريق السعادة فسلكوه ..






    أولئك السعداء إذا ضاق صدر أحدهم بمصيبة , أو اشتاقت نفسه إلى حاجة بسط في ظلمة الليل يداً سائلة , وسجد بنفس واجلة ,وسأل ربه من خير كل نائلة , وأحسن الظن بربه ,وعلم بأنه واقف بين يدي ملك لا تشتبه عليه اللغات ,ولا تختلط عنده الأصوات , ولا يتبرم بكثرة السائلين وتنوع المسئولات إذا جن عليهم الليل , وفتح ربهم أبواب مغفرته كانوا أولَ الداخلين فهم المؤمنون بآيات الله حقاً ..(إنما يؤمن بآياتنا الذين إذا ذكروا بها خروا سجداً وسبحوا بحمد ربهم وهم لا يستكبرون * تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون * فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون * أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون * أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم جنات المأوى نزلا بما كانوا يعملون * وأما الذين فسقوا فمأواهم النار كلما أرادوا أن يخرجوا منها أعيدوا فيها وقيل لهم ذوقوا عذاب النار الذي كنتم به تكذبون * ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون)






    روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما : كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فتمنيت أن أرى رؤيا فأقصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وكنت غلاماً شاباً .. وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني .. فذهبا بي إلى النار فإذا هي مطوية كطي البئر .. وإذا لها قرنان .. وإذا فيها أناس قد عرفتهم .. فجعلت أقول : أعوذ بالله من النار .. قال : فلقينا ملك آخر .. فقال لي : لم ترع .. فقصصتُها على حفصة .. فقصّتها حفصةُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال : نعم الرجل عبد الله , لو كان يصلي من الليل






    فكان عبد الله بعدها لا ينام من الليل إلا قليلاً ..






    فكن من هؤلاء السعداء .. الذين أحسنوا علاقتهم بربهم ,فإذا نزلت بك حاجة صفَّ قدميك في المحراب ,وعفر وجهك في التراب ,واستعن بالملك الغلاب ,واصدق في لجئك , وابك بين يدي ربك , فإذا رأى الله منك الذل والانكسار , وصدق الحاجة والاعتذار كشف عنك الضر , ومنَّ عليك بانشراح الصدر , فعندها تذوق لذائذ الصالحين , وتحيا حياة المطمئنين ,وفي القلب فاقة لا يسدها إلا محبة الله والإقبال عليه ,والإنابة إليه,كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر وضاق صدره فزع إلى الصلاة , وكان يقول أرحنا بالصلاة يا بلال,وقد قال صلى الله عليه وسلم : جعلت قرة عيني في الصلاة,وكان للصالحين مع الصلاة شأن عجيب .






    وأينما جالست هؤلاء السعداء .. وجدت أنهم أبعدُ الناس عما يغضب ربهم , قطع خوف الله قلوبهم , وملأت محبته نفوسهم ,علموا أن الله غافرُ الذنب ,وقابلُ التوب , لكن ذلك لم ينسهم أنه شديد العقاب ,دقيق الحساب,إذا رضي رحم ,ورحمته وسعت كل شيء , وإذا غضب لعن , ولعنته لا يقوم لها شيء , ولما عظم هؤلاء السعداءُ ربهم حق التعظيم .. قاموا على أقدام الخوف .. فخافوا من ويلات الذنوب .. وتركوا لذة عيشهم .. في سبيل أن يلقوا ربهم وهو راض عنهم ..






    ماعز بن مالك رضي الله عنه أصل قصته في الصحيحين وأسوقها لكم من مجموع رواياتها ,






    كان ماعز شاباً من الصحابة , متزوج في المدينة , وسوس له الشيطان يوماً , وأغراه بجارية لرجل من الأنصار ,فخلا بها عن أعين الناس , وكان الشيطان ثالثَهما , فلم يزل يزين كلاً منهما لصاحبه حتى زنيا ,فلما فرغ ماعز من جرمه , تخلى عنه الشيطان , فبكى وحاسب نفسه , ولامها , وخاف من عذاب الله , وضاقت عليه حياته ,وأحاطت به خطيئته , حتى أحرق الذنب قلبه , فجاء إلى طبيب القلوب , ووقف بين يديه وصاح من حرّ ما يجد وقال : يا رسول الله إن الأبعد قد زنى ,فطهرني ,فأعرض عنه النبي صلى الله عليه وسلم ,فجاء من شقه الآخرَ فقال : يا رسول الله : زنيت , فطهرني ,فقال صلى الله عليه وسلم : ويحك ارجع , فاستغفر الله وتب إليه , فرجع غير بعيد, فلم يطق صبراً , فعاد إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقال : يا رسول الله طهرني , فقال رسول الله : ويحك ,ارجع فاستغفر الله وتب إليه , قال : فرجع غير بعيد , ثم جاء فقال : يا رسول الله طهرني , فصاح به النبي صلى الله عليه وسلم , وقال : ويلك , وما يدريك ما الزنى ؟ ثم أمر به فطرد , وأخرج , ثم أتاه الثانية ، فقال : يا رسول الله ، زنيت , فطهرني .. فقال : ويلك , وما يدريك ما الزنى ؟ وأمر به فطُرد , وأخرج ,ثم أتاه الثالثةَ , والرابعةَ كذلك , فلما أكثر عليه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم قومَه : أبه جنون ؟ قالوا : يا رسول الله ما علمنا به بأساً , فقال : أشرب خمراً ؟ فقام رجل فاستنكهه وشمّه فلم يجد منه ريح خمر, فقال صلى الله عليه وسلم : هل تدري ما الزنى ؟ قال : نعم أتيت من امرأة حراماً ، مثلَ ما يأتي الرجل من امرأته حلالاً , فقال صلى الله عليه وسلم : فما تريد بهذا القول ؟ قال : أريد أن تطهرني , قال صلى الله عليه وسلم : نعم , فأمر به أن يرجم , فرجم حتى مات , فقال صلى الله عليه وسلم : لقد تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ,والذي نفسي بيده إنه الآن لفي أنهار الجنة ينغمس فيها , فطوبى لماعز بن مالك نعم وقع في الزنى , وهتك الستر الذي بينه وبين ربه ,فلما فرغ من معصيته ذهبت اللذات , وبقيت الحسرات , لكنه تاب توبة لو قسمت بين أمة لوسعتهم ,ولا يعني كلامنا عن ماعز رضي الله عنه أننا نطلب من كل من وقع في كبيرة أن يطالب بإقامة الحدّ عليه لكن الذي نريده هو أن لا تتمكن المعصية من القلب حتى يألفها ولا يحدث منها توبة .من استقام على دين الله عاش عيش السعداء, وختم بخاتمة الأتقياء , وحشر مع الأتقياء , ورافق الأنبياء .. (إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون * نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون * نزلا من غفور رحيم ). والسعداء قوم كثر في الدنيا اجتهادهم فعلت بين الناس رتبهم حتى أصبحوا لا يقاسون عند الله بأشكالهم وأحجامهم ,وإنما يرتفعون عند الله بأعمالهم روى الإمام أحمد وغيرُه أن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان يمشي مع النبي صلى الله عليه وسلم فمرا بشجرة فأمره النبي أن يصعدها ويحتزَّ له عوداً يتسوك به , فرقى ابن مسعود وكان خفيفاً نحيل الجسم , فأخذ يعالج العود لقطعه ,فأتت الريح فحركت ثوبه وكشفت ساقيه , فإذا هما ساقان دقيقتان صغيرتان , فضحك القوم من دقة ساقيه ,فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ممّ تضحكون ؟! من دقة ساقيه ؟! والذي نفسي بيده إنهما أثقل في الميزان من أحد . ما الذي أثقلهما في الميزان إنه طول القيام , ومداومة الصيام وما حملته ساقاه إلى حرام






    وأول من يفقد السعادة هو من التمسها بمعصية الله تعالى .. فأصحاب المعاصي في الحقيقة ليسوا سعداء , وإن أظهروا الانشراح والفرح ,ولا تغتر بظاهر عبيد الشهوة , فإنهم يبتسمون ويضحكون, ولكن قلوبهم على غير ذلك ..






    ووالله لو شاهدت هاتيك الصدور رأيتهــا كمراجل النـــيران






    ووقودها الشهوات والحسرات والآلام لا تخبو مدى الأزمـــان






    أرواحهم في وحشة وجسومهم في كدحها لا في رضى الرحــمن






    ما سعيهم إلا لطيب العيش في الدنيـا ولو أفضى إلى النـــيران






    هربوا من الرق الذي خلقوا له فبلوا برق النفس والشيطـــان






    لا ترض ما اختاروه هم لنفوسهم فقد ارتضوا بالذل والحرمــان






    لو ساوت الدنيا جناح بعوضة لم يسق منها الرب ذا الكفـــران






    لكنــها والله أحقـر عنده من ذا الجناح القاصر الطـــيران






    طبعت على كدر فكيف تنالها صفواً أهذا قـط في الإمكـــان






    والله لو أن القلوب سليمة لتقطعت أسفا من الحرمــــــان






    لكنها سكرى بحب حياتها الدنيا وسوف تفيق بعد زمـــــان






    إن التساهل بالذنوب هو طريق السوء والخذلان في الدنيا والآخرة , وإن الإنسان كلما أعرض عن طاعة مولاه ,وازداد انخراطاً في اللذات ,واتباعاً للشهوات نزع الله منه أسباب السعادة , وسلط عليه الضيق والهموم ,ولا يرُفع عنه ذلك إلا بالتوبة إلى الله والرجوع إليه لماذا ؟ لأن انشراح الصدر , ولذة العمر نعم عظيمة لا يعطيها الله إلا لمن يحب ؛ لذا امتن الله بها على رسوله وقال له (ألم نشرح لك صدرك ) قال ابن عباس رضي الله عنه : إن للحسنة نوراً في القلب , وضياء في الوجه , وسعة في الرزق , ومحبة في قلوب الناس ,وإن للسيئة ظلمة في القلب ,وسواداً في الوجه , ووهناً في البدن , وبغضة في قلوب الخلق , وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه : من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار, وصدق الله إذ قال : (فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقاً حرجاً كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون ) فأهل الهدى والإيمان لهم انشراح الصدر واتساعه , وأهل الضلال لهم ضيق الصدر والبلاء , والكربة والشقاء , وانفراط الأمر, وتعاسة العمر .. وقد قال الله : (ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً )






    إن الملل الدائم الذي ينزله الله بمن عصاه , أو طلب السعادة والأنس في غير رضاه ليضيق على أهل المعصية دنياهم ,وينغص عليهم عيشهم حتى يتحول ما يسعون وراءه من متع إلى عذاب يتعذبون به . لماذا ؟ لأن الله تعالى خلق الإنسان لوظيفة واحدة لا يمكن أن تستقيم حياته لو اشتغل بغيرها (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) فإذا استعمل الإنسان جسده وروحه لغير الوظيفة التي خالق لأجلها تحولت حياته إلى جحيم ,الإنسان خلق لوظيفة واحدة هي طاعة لله وعبادته , فمن استعمل حياته لغير هذه الوظيفة فلا بدَّ أن يضل ويشقى أما العارفون لربهم المقبلون عليه بقلوبهم فهم السعداء(من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ) ففرّق الله بين عيش السعداء , وعيش الأشقياء ,في المحيا والممات , بل إن المحسن كلما ازداد إحساناً في الدنيا عظمت لذته وسعادته ,وأحسن الله إليه في رزقه ,وولده ,ووظيفته, ومسكنه أحسن إليه في كل شيء .. قال تعالى : (قل يا عباد الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) وإنك لتحزن إذا رأيت مسلمين عقلاء يلتمسون السرور وسعة الصدر بالاجتماع على مشاهدة محرم , أو الحديث عنه , أو مزاولته في بيت أو بستان , أو متنزّه , أو في جلسة على طريق أو شاطئ في مجالس لا تقربها الملائكة, ولا تغشاها الرحمة , ويتفرقون عنها بصدور ضيقة ,وأنفسٍ مكتئبة , ويزين بعضهم لبعض هذا المنكر , وكأنهم قد اجتمعوا على مباح أو طاعة , وكأن ليس لهم إله يراقبهم , ولا ربٌ يحاسبهم ,وتبحث عنهم في مجالس الذكر فلا تجدهم , (ثم يوم القيامة يكفر بعضه ببعض ويلعن بعضهم بعضاً ) .. وقد قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي والحاكم : ( أيما قوم جلسوا ,فأطالوا الجلوس ,ثم تفرقوا قبل أن يذكروا الله , ويصلوا على نبيه صلى الله عليه وسلم إلا كانت عليهم من الله ترة ( أي ثأر وعقوبة ) إن شاء الله عذبهم .. وإن شاء غفر لهم ) وإنه ليشتدّ حزنك أكثر إذا رأيت فتيات مسلمات هن حفيدات خديجة وفاطمة ,وأخوات حفصة وعائشة , قد طهّر الله قلوبهن من الشرك , وأعينهن من الخيانة ,وحفظ فروجهن من الفجور قد سلم لهن الأسماع والأبصار , وتفضل عليهن بالستر والعافية لم تروّع إحداهن في بلدها , ولم تفجع في أبيها ولا ولدها لم يغتصبها فاجر , ولم يعتدِ عليها كافر






    ومع كل هذه النعم تجد إحداهن تتسكع سوق , وتنساق وراء شهوة في هاتف , أو مجلة ,أو صداقة فاجرة .. وتخالف ربها بتقليد الكافرات .. في اللباس والمظهر .. وقد يكون نظرها إلى القنوات ,وتقليبها للمجلات أكثرَ من نظرها في السور والآيات ,وحضور مجالس الصالحات






    وتظن المسكينة أن السعادة فيما تفعله , أو تزينه لها صديقاتها , أو يحتال به عليها ذئب فاجر ,أو شاب غادر , ولا يلبث كل ذلك أن ينقلب عليها شقاءً وضيقاً , والعبد حتى لو حصل شيئاً من ملاذه فتمتع بها , وسعِد بتحصيلها فإنه لا يلبث حتى يملها , ويذهب عنه ذهوله ,وتتحول هذه الملاذّ إلى أسباب ضيق وملل وتعاسة , فهذه هي السعادة الحقيقية , واللذة الأبدية التي ضيع طريقها الكثيرون هذه هي السعادة التي يعيش بها المرء حياة المطمئنين فيا من فقد السعادة .. إن كنت تريد السعادة فقد عرفت طريقها , واحذر من خداع إبليس الذي يوسوس لك بالنظر إلى المحرمات , والوقوع في الشهوات يمنيك بالمتعة والسرور , والأنس والحبور, فما هي إلا ساعة حتى يبعثر ما في القبور , ويحصل ما في الصدور, وتتساوى أقدام الخلائق في القيام لله , وينظر كل عبد ما قدمت يداه, واعلم بأن السعداء إذا ذكروا تذكروا ,فأدم ذكر ربك على جميع أحوالك ,واحرص على مجالسة الصالحين , وحضور دروس العلم والدين , فإن للذكر من شرح الصدر ,ولذة العمر ما لا يوصف , فابكِ بين يدي ربك , واعترف بتقصيرك وذنبك , واعترف بنعمته عليك, وقل : يا مـنزل الآيـات والفـرقان بـيني وبينـك حـرمة القرآن






    اشرح به صـدري لمعرفة الهدى واعصـم به قلبي من الشيطـان






    يســر به أمري واقض مآربي وأجرْ به جسدي من النيران






    واكشف به ضري وحقق توبتي أربِح به بيعي بلا خسران






    طهر به قلبي وصفِّ سريرتي أجمل به ذكري وأعلِ مكاني






    أمزجه يا ربي بلحمي مع دمي واغسل به قلبي من الأضغان






    أنت الـذي آويتــني وحبوتني وهـديتني من حيرة الخذلان






    وزرعـت لي بين القلوب مودة والـعطفَ منـك برحمـة وحنان






    ونشـرت لي في العالمين محامداً وسترت عن أبصــارهم عصيـاني






    وجعلت ذِكري في البريّة شائعاً حـتى جعـلت جميعهـم إخـواني






    والله لو علــموا قبيح سريرتي لأبى السـلام علـيَّ مـن يلقـاني






    ولأعرضوا عني ومـلّوا صحـبتي ولبؤت بعـد كـرامـة بهــوان






    لكن سترت معـايبي ومثـالـبي وحلُـمتَ عـن سقطي وعن طغياني






    فـــلك المحامد والمدائح كلها بخواطـــري وجوارحي ولساني






    فوَحـق حكمتـك التي آتيتـني حـتى شـددت بنـورها أركـاني






    لأُسبحنـك بكــرة وعشيـة ولَـتخدمنك في الـدجـى أركـاني






    ولأذكرنـك قائمـاً أو قـاعداً ولأشـكـرنك سـائر الأحيــان






    ولأجعلنّ المقلتين كـلاهــما من خشيـة الــرحمـن باكيتـان






    ولأجعلن رضاك أكبر هـِمـتي ولأقبضـنّ عـن الفـجـور عنـاني






    ولأمنعن النفس عن شهواتهـــا ولأجعـلن الـزهد مـن أعــواني






    ولأتلونَّ حروف وحيك في الـدجى ولأُحـرِقــنّ بنـوره شيـطـاني


     
  2. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: عيش السعداء

    نسأل الله سبحانه ان يبلغنا جناته انه ولي ذلك والقادر عليه و جزاك الله خيرا و بارك الله فيك على الموضوع







     
  3. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي رد: عيش السعداء

    اللهم اجعلنا ممن يلقاك وقد رضيت عنه وغفرت ذنبه وابعد عنا كل ما يغضبك من قول وعمل وتوفنى مقبلين غير مدبرين واحفظ امه حبيبك محمد من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن اللهم اجزي عنا اخي خيرالجزاء فهو دوما لنا الناصحين الغيورين على دينك لا نزكيه ونحسبه كذلك ننتظر جديدك لا حرمت الاجر





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----