مصطفى حمودة عشيبة
خواطر زوج لزوجته في لحظةٍ امتزَج الروح فيها بالعقل، فتمنَّى بتلك الكلمات أن ينتج حبًّا عقليًّا صادقًا، يَصمُد في الأزمات، ويقوى على حلِّ المشكلات، وليس من العيب أن يسعى الرجل في طلب ذلك - أن يبني جسرًا قويًّا من المودة بينهما - بل من الواجب كما أشار ابن القيِّم - عليه سحائبُ الرحمة - وليس من العيب أن يبوحَ الرجل - بعد ذلك - بحبِّ زوجته؛ فذلك من الوفاء الذي تعلَّمناه من أطهر الخلق ظاهرًا وباطنًا - سيد ولدِ آدمَ - فقد أخرج الشيخان عن عمرو بن العاص، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعَثه على جيش ذات السلاسل، فأتيته، فقلت: أيُّ الناس أحبُّ إليك؟ قال: ((عائشة))، قلتُ: من الرجال؟ قال: ((أبوها))، قلت: ثم مَن؟ قال: ((عمر))، فعدَّ رجالاً، فصرَّح بحبِّها ونسَب أباها إليها كرامةً لها، وكما يقول الإمام الذهبي عن حبِّ رسول الله عائشةَ: وحبه - عليه السلام - لعائشة كان أمرًا مستفيضًا، فلن يتعاوَن الزوج وزجته على السمو إلا إذا كان بينهما حبلٌ من الود موصولٌ؛ حتى تَقبل منه ويَقبلَ منها.• نصائح هي أقرب إلى الخواطر منها إلى التأصيل والتحقيق والتدقيق.• خواطر زوجٍ يحب العلم، فأحبَّ أن تُشاركه زوجه الطريقَ في زمنٍ تعلَّقت فيه القلوب بالمظاهر، تاركةً لأجْل ذلك الحقائقَ.• إليك زوجتي أقول: إن الحياة بدون هدف تُساوي الموت، وكثير من الناس عاشوا نَكِرات وماتوا نَكِرات، فهل ترتضين لنا أن نكون أمثالهم؟فلتُرددي معي إذًا:وكما يقول الشاعر:
أنا إن سألتَ القومَ عني: مَن أنا؟
أنا مسلمٌ سأعيشُ دَومًا مُسلِمَا
أنا نورُ هذا الكون إن هو أظلما
أنا في الخليقة رِيُّ مَن يشكو الظَّمَا
وآخر:
وإذا كانت النفوس كِبارًا
تَعِبتْ في مُرادها الأجسادُ
تَهون علينا في المعالي نفوسُنا
ومَن يَخطُب الحسناءَ لم يُغلِها المهرُ