أيها الأحبة الكرام:
لاشك أن نفع الإنسان لغيره هو النهج الذي جعل الله تعالى عليه الأنبياء فوظيفة الأنبياء ..
هي أنهم كانوا لا يعيشون لأنفسهم فحسب بل كانوا يعيشون لأنفسهم ويعيشون للآخرين..

كما دعى عيسى عليه الصلاة والسلام فقال [ وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنْتُ] لما حكى عن نفسه أن الله تعالى جعله مباركا
أينما كان..

يقول ابن عباس في التفسير جعلني مبارك في مساعدة الفقير وفي نصرة المظلوم وفي نصرة الضعيف والمسكين)
بحيث أنه أينما وقع نفع كالغيث، أينما وقع نفع..


*فكون الإنسان لا يعيش لنفسه إنما يحرص على أن يستعمل ما آتاه الله تعالى من نِعم سواء من نعمة الجاه ..
أو من نعمة المنصب أو ربما من نعمة إقامة العلاقات الاجتماعية ..
أن يحرص على أن يستعمل هذه الأمور في نصرة المظلومين..
في نفع المحتاجين.. في قضاء دين المدينين..
في التوسط أحيانا لبعض المحتاجين والفقراء وما شابه ذلك..


=بلا شك أنه يؤجر على ذلك إن شاء الله تعالى والنبي عليه الصلاة والسلم يقول
{ خير الناس انفعهم للناس }..
ويقول صلى الله عليه وآله وسلم { الخلق عيال الله } يعني فقراء إلى الله ..

=مثل ما قال الله تعالى [ وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ] ..
يعني إن خفتم فقرا فسوف يغنيكم الله..


=ومثل ما يقولون أيضا إخواننا المصريون لما يسمون الطفل الصغير "عيِّل" يعني مفتقر إلى غيره لا يقوم بنفسه
فهي في اللغة العربية صحيحه أنه عيل ..

فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول هنا {الخلق عيال الله} يعني مفتقرون إلى الله ثم قال { وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله} ..

* أحب الناس إلى الله تعالى من كان نافعا للآخرين.. واقفا معهم..
شاعرا بحاجتهم.. يحاول أن يقف معهم في كرباتهم.. أن يحزن معهم عند حزنهم..
أن يكون معهم عند حيرتهم.. بلا شك أن هذا بإذن الله تعالى هو الانسان الموفق..
**
منقول ---