الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي سوف أحيا



    أطرقت طويلا حتى ظنت أنها غير قادرة أن ترفع رأسها كانت الدموع الساخنة قد توقفت عن الانهمار ولكن الصداع المؤلم لم يزل يدق رأسها بعنف بطرقات حديدية ..ليس أمامها إلا الخضوع للمسكن مرة أخرى فهي لم تعد تحتمل كل هذا الألم ..تشعر أن مقاومتها قد انهارت ..شدت الوشاح الأسود على رأسها عله يخفف من وقع هذه الطرقات على رأسها ألقت رأسها على الوسادة وهي تعاود النشيج يا رب امنحني الصبر يا رب ارزقني النوم .. اللهم لا شفاء إلا شفائك فاشفني شفاء لا يغادر سقما ثم استغرقت في الاستغفار ..لا تدرك على وجه الدقة كم استغرقت من الوقت حتى نامت ولكنها عندما استيقظت كانت آلام رأسها قد اختفت وكانت تشعر بهدوء وسكينة تغشى نفسها ..قامت من الفراش بهدوء ألقت نظرة سريعة على نفسها في المرآة ..شاهدت وجهًا جميلًا لكنه ذابل وحزين ولأول مرة منذ مدة طويلة ابتسمت لنفسها في المرآة ..توضأت وصلت الصبح ..جلست على سجادتها تذكر الله ..فتحت النافذة شاهدت أول شعاع للشمس يشرق على الأرض كان فيه جمال أخذ بقلبها ..شعرت بحرارة الشمس تلمس وجنتيها فشعرت بالدفء يتسلل إلى قلبها الذي لم يعرف إلا صرير البرودة القاسية طيلة الأيام الماضية ..ذهبت وأيقظت أولادها حتى يذهبون للمدرسة أعدت إفطارا ساخنا ..زينت الأطباق تماما كما كانت تفعل معه وجلسوا جميعا على المائدة بدونه ولكنها وعلى غير عادتها طيلة الأيام الماضية كانت مبتسمة ..اقتحمت تلك الابتسامة قلوب أبنائها فتبادلوا حديثا مرحا ثم انصرفوا ودعتهم حتى الباب ووقفت تنظر إليهم عبر النافذة تماما كما كانت تفعل معه هكذا حدثتها نفسها لكنها ابتلعت ريقها المشبع بمرارة أيام من العذاب ..هرعت إلى صلاتها مرة أخرى بكت طويلا وهي ساجدة تسأل الله الصبر وعندما انتهت من الصلاة كانت قد عاودتها السكينة ..ارتدت ثوبا أنيقا وتعطرت وأحضرت دفترا ورديا كانت تسجل فيه بين الحين والآخر خواطرها ..التقطت القلم وبدأت في الكتابة ."سوف أحيا " هكذا استهلت كلماتها كانت عينيها قد لمعت ببريق الإصرار وهي تكتب هذه الكلمات ولأول مرة تتذكر ما حدث دون أن تعاودها تلك الدموع الساخنة التي كانت تهز قلبها الرقيق وتدعه يرتجف كعصفور وضع على المقلاة .





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  2. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي رد: سوف أحيا

    هذه المرة مختلفة تذكرت بهدوء وكأنها ليست صاحبة هذا القلب ..تذكرت يوم عرسها كان ذلك منذ خمسة عشر عاما كان عرسا بسيطا ولكنها كانت أسعد امرأة في العالم فأخيرا تحقق حلمها فزوجها هو فارس الأحلام الذي تمنته منذ كانت طفلة صغيرة شاب وسيم بسمرته الرقيقة وعيناه السوداء ولحيته المهذبة وكلماته الرقيقة ..أسرها بحسن أخلاقه ودماثة طبعه وكرمه وثقافته وعلمه ..ربما كان فقيرا ولكنها أبدا لم تكن تحلم بأحلام الثراء يكفيها كرمه وثراء مشاعره ..عاشت معه سنوات طويلة سعيدة لم يتوقف فيها عن منحها كلماته الجميلة ومشاعره المتدفقة ..مشاكلهم لم يعلم أحد شيئا عنها كانا قادرين على حلها ببساطة فهم يفكرون بالطريقة نفسها ."وأنا" قالتها لنفسها بصوت مرتجف نعم هي لم تدخر جهدا من أجل سعادته وهنائه ورضائه قررت أن تذوب فيه حبا واشتياقا ..في هذه اللحظة دقت يدها في الحائط بعنف شعرت بألم حاد من جراء الاصطدام ولكنها لم تأبه لذلك قامت منتصبة وقد ضاقت عينيها وهي ترمق الأفق من النافذة مرة أخرى ..ربما كان هذا هو الخطأ الذي ارتكبته والجرم الذي أجرمته أنني تلاشيت لم يعد لي وجود لأنني قد ذبت تخليت عن أحلامي طموحاتي حتى آرائي في مشكلات المجتمع ..صرت ظله ..لا، هناك فارق بين العناد والتمرد وبين قوة الشخصية وجاذبيتها كيف لم أنتبه لذلك ..لقد قلَّت كلماته معي في الآونة الأخيرة كيف لم أنتبه ؟ وهل يكلم الإنسان صدى صوته ؟..لا لازلت أفكر بنفس الطريقة كيف أجذبه ..كيف أعيش حياتي كي ألفت انتباهه ..لا زلت أفكر بالطريقة الخطأ كانت تحدث نفسها بصوت مرتفع وتفرك يديها بتوتر وتذكرت كيف كان هادئا حتى البرود وهو يخبرها بقراره الزواج من زميلته الشابة في العمل:





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----