بل كان صلى الله عليه و سلم يتفنن في إضفاء الأنس على حياته الزوجية حتى عند الخلاف و تأمل معي الموقف التالي
3/ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ يَسْتَأْذِنُ عَلَى النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ عَائِشَةَ وَهِىَ رَافِعَةٌ صَوْتَهَا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ يَا ابْنَةَ أُمِّ رُومَانَ وَتَنَاوَلَهَا أَتَرْفَعِينَ صَوتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلى الله عليه وسلم قَالَ فَحَالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا قَالَ فَلَمَّا خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ جَعَلَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لَهَا يَتَرَضَّاهَا ( أَلاَ تَرَيْنَ أَنِّى قَدْ حُلْتُ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَكِ ) قَالَ ثُمَّ جَاءَ أَبُو بَكْرٍ فَاسْتَأْذَنَ عَلَيْهِ فَوَجَدَهُ يُضَاحِكُهَا قَالَ فَأَذِنَ لَهُ فَدَخَلَ فَقَالَ لَهُ أَبُو بَكْرٍ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَشْرِكَانِى فِى سِلْمِكُمَا كَمَا أَشْرَكْتُمَانِى فِى حَرْبِكُمَا.) رواه الإمام أحمد و صححه الألباني
أخي المبارك الحب الصادق عطاء متواصل كالعين التي لا تنضب تتدفق فتروي كل ما حولها ، الحب الصادق يفتح مغاليق القلوب و يأسرها ، الحب الصادق يصهر جبال المشاكل و يحيلها إلى جبال ثلجية ما إن تلامس حرارة قلب ينبض بالحب إلا و سارعت بالذوبان فما اجمل الحب يملأ أرجاء بيوتنا .
كم نحن في أمس الحاجة إلى أن نتأسى برسول الله ليحل السعد في بيوتنا إننا لا بد أن نعلم أن في المرأة عوج و أنك لن تستمتع بالحياة إلا إذا صبرت على ذلك العوج و استمتعت بالحياة معها على عوجها لنتأمل أخوتنا الأحبة قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ، فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَىْءٍ فِى الضِّلَعِ أَعْلاَهُ ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ ) متفق عليه.
قال الإمام ابن حجر : وفي الحديث سياسة النساء بأخذ العفو منهن والصبر علي عوجهن وأن من رام تقويمها فاته الانتفاع بهن مع أنه لا غنى للإنسان عن امرأة يسكن إليها ويستعين بها على معاشه فكأنه قال الاستمتاع بها لا يتم إلا بالصبر عليها .
ليكن شاخصاً أمام أعيننا قول الحبيب صلى الله عليه وسلم (لاَ يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِىَ مِنْهَا آخَرَ ) رواه مسلم
قال ابن حبان رحمه الله : من لم يعاشر الناس على لزوم الإغضاء عما يأتون من المكروه ، و ترك التوقع لما يأتون من المحبوب كان إلى تكدير عيشه أقرب منه إلى صفائه .
أخي قد يعتري حياتك ما يكدر صفوها ربما رأيت وسمعت من زوجك ما يغضبك ولكن ينبغي أن تكون صاحب القلب الكبير والنفس الرحيمة والروح الوديعة فتصبر عليها وتحلم كما كان صلى الله عليه وسلم يفعل قال الإمام الغزالي رحمه الله : واعلم أنه ليس حسن الخلق معها كف الأذى عنها بل احتمال الأذى منها والحلم عند طيشها وغضبها اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم.
محبكم : شائع محمد الغبيشي
مشرف تربوي بإدارة التربية و التعليم بمحافظة القنفذة
منقول