الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي أهمية اختيار الاسم الحسن



    أهمية اختيار الاسم الحسن

    د. عبدالعزيز بن فوزان الفوزان

    الاسم عنوان المسمَّى، ودليل عليه، وعلم يميزه عن غيره، وسبيل للتفاهم معه، وهو زينة وكمال، وورمز يعبر عن هويته، ومعيار دقيق لديانته، وشعار يُدعى به في الدنيا والآخرة، وله عند الناس اعتبارات ودلالات، فهو عندهم كالثوب إن قصر شان، وإن طال شان.

    وإذا كان الكتاب يُقرأ من عنوانه، فإن المولود يُعرف من اسمه في معتقده ووجهته، ويُقوَّم به والده وحال أمته .[1]

    وبين الاسم والمسمى علاقة عجيبة، وارتباط وثيق، وقلَّ أن يوجد لقب إلا وهو يتناسب أو يتقارب مع الملقَّب به. وهذا أمر ألهمه الله عباده، وقدَّره بقدرته.

    ومن المشهور في كلام الناس: الألقاب تَنزل من السماء، فلا تكاد تجد الاسم القبيح إلا على مسمى يناسبه، وعكسه بعكسه، كما قيل:

    وقلَّ ما أبصرت عيناك ذا لقب إلا ومعناه إن فكرت في لقبه

    وكان إياس بن معاوية وغيره يرى الشخص، فيقول: ينبغي أن يكون اسمه كيت وكيت، فلا يكاد يخطئ .[2]

    قال ابن القيم[3]: "قال أبو الفتح ابن جني: ولقد مرَّ بي دهر وأنا أسمع الاسم، لا أدري معناه، فآخذ معناه من لفظه، ثم أكشفه، فإذا هو ذلك بعينه أو قريب منه.

    فذكرت ذلك لشيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ فقال: وأنا يقع لي ذلك كثيراً"

    وقال في موضع آخر[4]: " ومن تأمل السنة وجد معاني في الأسماء مرتبطة بها، حتى كأن معانيها مأخوذة منها، وكأن الأسماء مشتقة من معانيها، فتأمل قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها، وعُصَيَّة عصت الله"[5]

    وكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشتد عليه الاسم القبيح ويكرهه جداً سواء كان لشخص أو مكان أو قبيلة أوغيرها، وغيَّر أسماء كثيرة قبيحة إلى أسماء حسنة تضادها في المعنى أو تقاربها في اللفظ.

    قال أبو داود[6]: "وغيَّر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اسم العاص، وعزيز، وعتلة، وشيطان، والحكم، وغُراب، وحُباب، وشهاب فسماه هشاماً، وسمى حرباً سِلْماً، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضاً تسمى عفرة[7] سماها خَضِرة، وشِعْب الضلالة سماه شعب الهدى، وبنو الزِّنْية سماهم بني الرِّشْدة، وسمى بني مُغوية بني رشدة. وقال: تركت أسانيدها للاختصار"[8].

    وإذا كان يشرع تغيير الاسم القبيح إلى اسم حسن، فإن العدول عن الاسم القبيح ابتداءً من باب أولى وأحرى، فيجب العدول عن الاسم الذي تستقبحه العقول، وتشمئز منه النفوس، إلى الاسم الذي هو أفضل، والنفوس إليه أميل، وهو عند الناس أكمل وأجمل.

    ولهذا كان من حقوق الولد على والده: أن يختار له اسماً حسناً في لفظه ومعناه، في حدود الشريعة، وقوالب اللغة الفصيحة، فيحرص على أن يكون اسماً سهلاً واضحاً، خفيفاً على اللسان، عذباً في الآذان، حسناً في المعنى، جميلاً في المحتوى، ملائماً لحال المسمى، جارياً في أسماء أهل بلده وملته، خالياً مما دلَّت الشريعة على تحريمه أو كراهته .[9]

    قال الماوردي[10]: " فإذا وُلد المولود، فإن من أول كراماته له وبره به: أن يحليه باسم حسن، وكنية لطيفة شريفة، فإن للاسم الحسن موقعاً في النفوس مع أول سماعه.

    وكذلك أمر الله عباده، وأوجب عليهم أن يدعوه بالأسماء الحسنى، فقال: (لله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه)[الأعراف: 180]، وأمر أن يصفوه بالصفات العلى، فقال: (قل ادعوا الله أو ادعو الرحمن أياً ما تدعوا فله الأسماء الحسنى)[الإسراء: 110]

    واختار النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسماء أولاده اختياراً، وآثرها إيثاراً".

    وفي تفسير قول الله تعالى عن عبده يحي ـ عليه السلام ـ: ( لم نجعل له من قبل سمياً )[مريم: 7] قال القرطبي[11]: " وفي هذه الآية دليل شاهد على أن الأسامي السُّنْع ـ أي: الجميلة ـ جديرة بالأثرة، وإياها كانت العرب تنتحي في التسمية، لكونها أنبه وأنزه، حتى قال القائل:

    سُنُع الأسامي مُسبلي أُزُرٍ حُمْرٍ تمسُّ الأرض بالهُدُبِ " .

    وروى المروزي عن ابن المبارك قال: " كان سفيان الثوري يقول: حق الولد على الوالد أن يحسن اسمه، وأن يزوجه إذا بلغ، وأن يحسن أدبه "[12].








    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  2. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: أهمية اختيار الاسم الحسن

    [1] انظر: تسمية المولود ص: 6.


    [2] زاد المعاد 2/338.


    [3] تحفة المودود بأحكام المولود ص: 92.


    [4] المصدر السابق ص: 76ـ77.


    [5] رواه البخاري: 961، ومسلم: 679، 2518. واللفظ له.


    [6] سنن أبي داود: 5/241.


    [7] عتلة: معناها الشدة والغلظ ومنه قولهم: رجل عتل أي شديد غليظ، ومن صفة المؤمن اللين والسهولة، وتطلق كذلك على حديدة كبيرة يقلع بها الشجر والحجر وتهدم بها الحيطان. وحباب يعني بضم الحاء المهملة وتخفيف الباء الموحدة: نوع من الحيات، وروي أنه اسم شيطان .والشهاب: الشعلة من النار، والنار عقوبة الله. وأما عفرة يعني: بفتح العين وكسر الفاء، فهي نعت الأرض التي لا تنبت شيئاً. فسماها خضرة على معنى التفاؤل حتى تخضر. انظر: حاشية سنن أبي داود، والترغيب والترهيب 3/49.


    [8] انظر: سلسلة الأحاديث الصحيحة، أحاديث: 207ـ216.


    [9] انظر في أهمية اختيار الاسم الحسن لفظاً ومعنىً، وما يستحب من الأسماء، وما يحرم منها، وما يكره، وارتباط معنى الاسم بالمسمى والمناسبة بينهما: كتاب الأسماء في "الأذكار النووية" ص: 245 , و"تحفة المودود بأحكام المولود" لابن قيم الجوزية ص: 65 وما بعدها، وزاد المعاد 2/333ـ344، والفروع 3/407/411، وفتح الباري 10/562ـ593، وحاشية ابن عابدين 6/418، و"تسمية المولود" لبكر بن عبد الله أبو زيد.


    [10] نصيحة الملوك ص: 167.


    [11] تفسير القرطبي 11/83.


    [12] كتاب البر والصلة ص: 81.





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  3. الصورة الرمزية رونق الامل

    رونق الامل تقول:

    افتراضي رد: أهمية اختيار الاسم الحسن

    ربي آسالك ثلاثه 1 : جْنِھٌ آلفردوس 2 : ۈحُسْنَ آلخآتمِہٌ 3 : ۈرضآ آلوالدين آمَين يارب .. وإياكم