الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: قد أفلح المؤمنون

    الآية رقم ‏(‏ 90 ‏:‏ 92 ‏)‏ ‏{‏ بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون، ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون، عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون ‏ قوله ‏{‏بل أتيناهم بالحق‏}‏أي بالقول الصدق، لا ما تقوله الكفار من إثبات الشريك ونفي البعث‏.‏ ‏{‏وإنهم لكاذبون‏}‏أن الملائكة بنات الله‏.‏ فقال الله ‏{‏ما اتخذ الله من ولد‏}‏‏{‏من‏}‏صلة‏.‏ ‏{‏وما كان معه من إله‏}‏‏{‏من‏}‏زائدة؛ والتقدير‏:‏ ما اتخذ الله ولدا كما زعمتم، ولا كان معه إله فيما خلق‏.‏ وفي الكلام حذف؛ والمعنى‏:‏ لو كانت معه آلهة لانفرد كل إله بخلقه‏.‏ ‏{‏ولعلا بعضهم على بعض‏}‏أي ولغالب وطلب القوي الضعيف كالعادة بين الملوك، وكان الضعيف المغلوب لا يستحق الإلهية‏.‏ وهذا الذي يدل على نفي الشريك يدل على نفي الولد أيضا؛ لأن الولد ينازع الأب في الملك منازعة الشريك‏.‏ ‏{‏سبحان الله عما يصفون‏}‏تنزيها له عن الولد والشريك‏.‏ ‏{‏عالم الغيب والشهادة فتعالى عما يشركون‏}‏تنزيه وتقديس‏.‏ وقرأ نافا وأبو بكر وحمزة والكسائي ‏{‏عالم‏}‏بالرفع على الاستئناف؛ أي هو عالم الغيب‏.‏ الباقون بالجر على الصفة لله‏.‏ و روى رويس عن يعقوب ‏{‏عالم‏}‏إذا وصل خفضا‏.‏ و‏{‏عالم‏}‏إذا ابتدأ رفعا‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 93 ‏:‏ 94 ‏)‏ ‏{‏ قل رب إما تريني ما يوعدون، رب فلا تجعلني في القوم الظالمين ‏}‏ علمه ما يدعو به؛ أي قل رب، أي يا رب إن أريتني ما يوعدون من العذاب‏.‏ ‏{‏فلا تجعلني في القوم الظالمين‏}‏أي في نزول العذاب بهم، بل أخرجني منهم‏.‏ وقيل‏:‏ النداء معترض؛ و‏{‏ما‏}‏في ‏{‏إما‏}‏زائدة‏.‏ وقيل‏:‏ إن أصل إما إن ما؛ فـ ‏{‏إن‏}‏شرط و‏{‏ما‏}‏شرط، فجمع بين الشرطين توكيدا، والجواب ‏{‏فلا تجعلني في القوم الظالمين‏}‏؛ أي إذا أردت بهم عقوبة فأخرجني منهم‏.‏ وكان عليه السلام يعلم أن الله تعالى لا يجعله في القوم الظالمين إذا نزل بهم العذاب، ومع هذا أمره الرب بهذا الدعاء والسؤال ليعظم أجره وليكون في كل الأوقات ذاكرا لربه تعالى‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 95 ‏)‏ ‏{‏ وإنا على أن نريك ما نعدهم لقادرون ‏}‏ نبه على أن خلاف المعلوم مقدور، وقد أراه الله تعالى ذلك فيهم بالجوع والسيف، ونجاه الله ومن آمن به من ذلك‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 96 ‏)‏ ‏{‏ ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون ‏}‏ قوله ‏{‏ادفع بالتي هي أحسن السيئة‏}‏أمر بالصفح ومكارم الأخلاق؛ فما كان منها لهذه الأمة فيما بينهم فهو محكم باق في الأمة أبدا‏.‏ وما كان فيها من موادعة الكفار وترك التعرض لهم والصفح عن أمورهم فمنسوخ بالقتال‏.‏ ‏{‏نحن أعلم بما يصفون‏}‏أي من الشرك والتكذيب‏.‏ وهذا يقتضي أنها آية موادعة، والله تعالى أعلم‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 97 ‏:‏ 98 ‏)‏ ‏{‏وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين، وأعوذ بك رب أن يحضرون ‏}‏ قوله ‏{‏من همزات الشياطين‏}‏‏{‏الهمزات‏}‏هي جمع همزة‏.‏ والهمز في اللغة النخس والدفع؛ يقال‏:‏ همزة ولمزه ونخسه دفعه‏.‏ قال الليث‏:‏ الهمز كلام من وراء القفا، واللمز مواجهة‏.‏ والشيطان يوسوس فيهمس في وسواسه في صدر ابن آدم؛ وهو قوله ‏{‏أعوذ بك من همزات الشياطين‏}‏أي نزغات الشياطين الشاغلة عن ذكر الله تعالى‏.‏ وفي الحديث‏:‏ كان يتعوذ من همز الشيطان ولمزه وهمسه‏.‏ قال أبو الهيثم‏:‏ إذا أسر الكلام وأخفاه فذلك الهمس من الكلام‏.‏ وسمي الأسد هوسا؛ لأنه يمشي بخفه لا يسمع صوت وطئه‏.‏ وقد تقدم في - طه - أمر الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بالتعوذ من الشيطان في همزاته، وهي سورات الغضب التي لا يملك الإنسان فيها نفسه، كأنها هي التي كانت تصيب المؤمنين مع الكفار فتقع المحادة فلذلك اتصلت بهذه الآية‏.‏ فالنزغات وسورات الغضب الواردة من الشيطان هي المتعوذ منها في الآية؛ وقد تقدم في آخر - الأعراف - بيانه مستوفى، وفي أول الكتاب أيضا‏.‏ وروي عن علي بن حرب بن محمد الطائي حدثنا سفيان عن أيوب عن محمد بن حبان أن خالدا كان يؤرق من الليل؛ فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يتعوذ بكلمات الله التامة من غضب الله وعقابه ومن شر عباده ومن همزات الشياطين وأن يحضرون‏.‏ وفي كتاب أبي داود قال عمر‏:‏ وهمزه الموتة؛ قال ابن ماجة‏:‏ الموتة يعني الجنون‏.‏ والتعوذ أيضا من الجنون وكيد‏.‏ وفي قراءة أبي ‏{‏رب عائذا بك من همزات الشياطين، وعائذا بك أن يحضرون‏}‏؛ أي يكونوا معي في أموري، فإنهم إذ ا حضروا الإنسان كانوا معدين للهمز، وإذا لم يكن حضور فلا همز‏.‏ وفي صحيح مسلم عن جابر قال‏:‏ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الشيطان يحضر أحدكم عند كل شيء من شأنه حتى يحضره عند طعامه فإذا سقطت من أحدكم اللقمة فليمط ما كان بها من أذى ثم ليأكلها ولا يدعها للشيطان فإذا فرغ فليلعق أصابعه فإنه لا يدري في أي طعامه البركة‏)‏‏.‏





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  2. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: قد أفلح المؤمنون

    الآية رقم ‏(‏ 99 ‏:‏ 100 ‏)‏ ‏{‏حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون، لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ‏}‏ قوله ‏{‏حتى إذا جاء أحدهم الموت‏}‏عاد الكلام إلى ذكر المشركين؛ أي قالوا ‏{‏أئذا متنا - إلى قوله - إن هذا إلا أساطير الأولين‏}‏‏.‏ ثم احتج عليهم وذكرهم قدرته على كل شيء، ثم قال هم مصرون على ذلك حتى إذا جاء أحدهم الموت تيقن ضلالته وعاين الملائكة التي تقبض روحه؛ كما قال ‏{‏ولو ترى إذ يتوفى الذين كفروا الملائكة‏}‏ ‏.‏ ‏{‏قال رب ارجعون‏}‏تمنى الرجعة كي يعمل صالحا فيما ترك‏.‏ وقد يكون القول في النفس؛ قال الله عز وجل ‏{‏ويقولون في أنفسهم لولا يعذبنا الله بما نقول‏}‏ .‏ فأما قوله ‏{‏ارجعون‏}‏وهو مخاطب ربه عز وجل ولم يقل ‏{‏ارجعني‏}‏جاء على تعظيم الذكر للمخاطب‏.‏ وقيل‏:‏ استغاثوا بالله عز وجل أولا، فقال قائلهم‏:‏ ثم رجع إلى مخاطبة الملائكة فقال‏:‏ ارجعون إلى الدنيا؛ قال ابن جريج‏.‏ وقيل‏:‏ إن معنى ‏{‏ارجعون‏}‏على جهة التكرير؛ أي أرجعني أرجعني أرجعني وهكذا‏.‏ قال المزني في قوله تعالى ‏{‏ألقيا في جهنم‏}‏ قال‏:‏ معناه ألق ألق‏.‏ قال الضحاك‏:‏ المراد به أهل الشرك‏.‏ قلت‏:‏ ليس سؤال الرجعة مختصا بالكافر فقد يسألها المؤمن كما في آخر سورة المنافقين على ما يأتي‏.‏ ودلت الآية على أن أحدا لا يموت حتى يعرف اضطرارا أهو من أولياء الله أم من أعداء الله، ولولا ذلك لما سأل الرجعة، فيعلموا ذلك قبل نزول الموت وذواقه‏.‏ قوله ‏{‏لعلي أعمل صالحا‏}‏قال ابن عباس‏:‏ يريد أشهد أن لا إله إلا الله‏.‏ ‏{‏فيما تركت‏}‏أي فيما ضيعت وتركت العمل به من الطاعات‏.‏ وقيل ‏{‏فيما تركت‏}‏من المال فأتصدق‏.‏ و‏{‏لعل‏}‏تتضمن ترددا؛ وهذا الذي يسأل الرجعة قد استيقن العذاب، وهو يوطن نفسه على العمل الصالح قطعا من غير تردد‏.‏ فالتردد يرجع إما إلى رده إلى الدنيا، وإما إلى التوفيق؛ أي أعمل صالحا إن وفقتني؛ إذ ليس على قطع من وجود القدرة والتوفيق لو رد إلى الدنيا‏.‏ ‏{‏كلا‏}‏هذه كلمة رد؛ أي ليس الأمر على ما يظنه من أنه يجاب إلى الرجوع إلى الدنيا، بل هو كلام يطيح في أدراج الريح‏.‏ وقيل‏:‏ لو أجيب إلى ما يطلب لما وفى بما يقول؛ كماقال ‏{‏ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه‏}‏ ‏.‏ وقيل ‏{‏كلا إنها كلمة هو قائلها‏}‏ترجع إلى الله تعالى؛ أي لا خلف في خبره، وقد أخبر أنه لن يؤخر نفسا إذا جاء أجلها، وأخبر بأن هذا الكافر لا يؤمن‏.‏ وقيل ‏{‏إنها كلمة هو قائلها‏}‏عند الموت، ولكن لا تنفع‏.‏ ‏{‏ومن ورائهم برزخ‏}‏أي ومن أمامهم وبين أيديهم‏.‏ وقيل‏:‏ من خلفهم‏.‏ ‏{‏برزخ‏}‏أي حاجز بين الموت والبعث؛ قال الضحاك ومجاهد وابن زيد‏.‏ وعن مجاهد أيض أن البرز هو الحاجز بين الموت والرجوع إلى الدنيا‏.‏ وعن الضحاك‏:‏ هو ما بين الدنيا والآخرة‏.‏ ابن عباس‏.‏ حجاب‏.‏ السدي‏:‏ أجل‏.‏ قتادة‏:‏ بقية الدنيا‏.‏ وقيل‏:‏ الإمهال إلى يوم القيامة؛ حكاه ابن عيسى‏.‏ الكلبي‏:‏ هو الأجل ما بين النفختين، وبينهما أربعون سنة‏.‏ وهذه الأقوال متقاربة‏.‏ وكل حاجز بين شيئين فهو برزخ‏.‏ قال الجوهري‏:‏ البرزخ الحاجز بين الشيئين‏.‏ والبرزخ ما بين الدنيا والآخرة من وقت الموت إلى البعث؛ فمن مات فقد دخل في البرز‏.‏ وقال رجل بحضرة الشعبي‏:‏ رحم الله فلانا فقد صار من أهل الآخرة‏!‏ فقال‏:‏ لم يصر من أهل الآخرة، ولكنه صار من أهل البرزخ، وليس من الدنيا ولا من الآخرة‏.‏ وأضيف ‏{‏يوم‏}‏إلى ‏{‏يبعثون‏}‏لأنه ظرف زمان، والمراد بالإضافة المصدر‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 101 ‏)‏ ‏{‏ فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون ‏}‏ قوله ‏{‏فإذا نفخ في الصور‏}‏المراد بهذا النفخ النفخة الثانية‏.‏ ‏{‏فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏}‏قال ابن عباس‏:‏ لا يفتخرون بالأنساب في الآخرة كما يفتخرون بها في الدنيا، ولا يتساءلون فيها كما يتساءلون في الدنيا؛ من أي قبيلة أنت ولا من أي نسب، ولا يتعارفون لهول ما أذهلهم‏.‏ وعن ابن عباس أن ذلك في النفخة الأولى حين يصعق من في السموات ومن في الأرض إلا من شاء الله فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون، ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيام ينظرون، وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏.‏ وسأل رجل ابن عباس عن هذه الآية وقول ‏{‏فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون‏}‏ فقال‏:‏ لا يتساءلون في النفخة الأولى؛ لأنه لا يبقى على الأرض حي، فلا أنساب ولا تساؤل‏.‏ أما قوله ‏{‏فأقبل بعضهم على بعض يتساءلون ‏}‏فإنهم إذا دخلوا الجنة تساءلوا‏.‏ وقال ابن مسعود‏:‏ إنما عنى في هذه الآية النفخة الثانية‏.‏ وقال أبو عمر زادان‏:‏ دخلت على ابن مسعود فوجدت أصحاب الخير واليمنة قد سبقوني إليه، فناديت بأعلى صوت،‏:‏ يا عبدالله بن مسعود‏!‏ من أجل أني رجل أعجمي أدنيت هؤلاء وأقصيتني‏!‏ فقال‏:‏ ادنه؛ فدنوت، حتى ما كان بيني وبينه جليس فسمعته يقول‏:‏ يؤخذ بيد العبد أو الأمة يوم القيامة فينصب على رؤوس الأولين والآخرين ثم ينادي مناد‏:‏ هذا فلان بن فلان، من كان له حق فليأت إلى حقه؛ فتفرح المرأة أن يدور لها الحق على أبيها أو على زوجها أو على أخيها أو على ابنها؛ ثم قرأ ابن مسعود‏}‏فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون‏}‏فيقول الرب سبحانه وتعالى ‏(‏آت هؤلاء حقوقهم‏)‏ فيقول‏:‏ يا رب قد فنيت الدنيا فمن أين أوتيهم؛ فيقول الرب للملائكة‏:‏ ‏(‏خذوا من حسناته فأعطوا كل إنسان بقدر طلبته‏)‏ فإن كان وليا لله فضلت من حسناته مثقال حبة من خردل فيضاعفها الله تعالى حتى يدخله بها الجنة، ثم قرأ ابن مسعود ‏{‏إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما‏}‏ ‏.‏ وإن كان شقيا قالت الملائكة‏:‏ رب‏!‏ فنيت حسناته وبقي طالبون؛ فيقول الله تعالى‏:‏ ‏(‏خذوا من أعمالهم فأضيفوها إلى سيئاته وصكوا له صكا إلى جهنم ‏)‏





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  3. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: قد أفلح المؤمنون

    الآية رقم ‏(‏ 102 ‏:‏ 105 ‏)‏ ‏{‏ فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون ‏}‏ تقدم الكلام فيهما‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 104 - 105 ‏)‏ ‏{‏تلفح وجوههم النار وهم فيها كالحون، ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون‏}‏ قوله ‏{‏تلفح وجوههم النار‏}‏ويقال ‏{‏تنفح‏}‏بمعناه؛ ومنه ‏{‏ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك‏}‏ ‏.‏ إلا أن ‏{‏تلفح‏}‏أبلغ بأسا؛ يقال‏:‏ لفحته النار والسموم بحرها أحرقته‏.‏ ولفحته بالسيف لفحة إذا ضربته به ‏[‏ضربة‏]‏ خفيفة‏.‏ ‏{‏وهم فيها كالحون‏}‏قال ابن عباس‏:‏ عابسون‏.‏ وقال هل اللغة‏:‏ الكلوح تكشر في عبوس‏.‏ والكالح‏:‏ الذي قد تشمرت شفتاه وبدت أسنانه‏.‏ قال الأعمش‏:‏ وله المقدم لا مثل له ساعة الشدق عن الناب كلح وقد كلح الرجل كلوحا وكلاحا‏.‏ وما أقبح كلحته؛ يراد به الفم وما حواليه‏.‏ ودهر كالح أي شديد‏.‏ وعن ابن عباس أيضا ‏{‏وهم فيها كالحون‏}‏يريد كالذي كلح وتقلصت شفتاه وسال صديده‏.‏ وقال ابن مسعود‏:‏ ألم تر إلى الرأس المشيط بالنار، وقد بدت أسنانه وقلصت شفتاه‏.‏ وفي الترمذي عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏وهم فيها كالحون - قال - تشويه النار فتقلص شفته العليا حتى تبل وسط رأسه وتسترخي شفته السفلى حتى تضرب سرته‏)‏ قال‏:‏ هذا حديث حسن صحيح غريب‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 106 ‏:‏ 108 ‏)‏ ‏{‏قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون، قال اخسؤوا فيها ولا تكلمون ‏}‏ قوله ‏{‏قالوا ربنا غلبت علينا شقوتنا‏}‏قراءة أهل المدينة وأبي عمرو وعاصم ‏{‏شقوتنا‏}‏وقرأ الكوفيون إلا عاصما ‏{‏شقاوتنا‏}‏‏.‏ وهذه القراءة مروية عن ابن مسعود والحسن‏.‏ ويقال‏:‏ شقاء وشقا؛ بالمد والقصر‏.‏ وأحسن ما قيل في معناه‏:‏ غلبت علينا لذاتنا وأهواؤنا؛ فسمى اللذات والأهواء شقوة، لأنهما يؤديان إليها، كما قال الله عز وجل ‏{‏إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا‏}‏ ؛ لأن ذلك يؤديهم إلى النار‏.‏ وقيل‏:‏ ما سبق في علمك وكتب علينا في أم الكتاب من الشقاوة‏.‏ وقيل‏:‏ حسن الظن بالنفس وسوء الظن بالخلق‏.‏ ‏{‏وكنا قوما ضالين‏}‏أي كنا في فعلنا ضالين عن الهدى‏.‏ وليس هذا اعتذار منهم إنما هو إقرار، ويدل على ذلك قولهم ‏{‏ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏}‏طلبوا الرجعة إلى الدنيا كما طلبوها عند الموت‏.‏ ‏{‏فإن عدنا‏}‏إلى الكفر ‏{‏فإنا ظالمون‏}‏لأنفسنا بالعود إليه فيجابون بعد ألف سنة‏}‏اخسؤوا فيها ولا تكلمون‏}‏أي ابعدوا في جهنم؛ كما يقال للكلب‏:‏ اخسأ؛ أي أبعد‏.‏ خسأت الكلب خسئا طردته‏.‏ وخسأ الكلب بنفسه خسوءا، يتعدى ولا يتعدى‏.‏ وانخسأ الكلب أيضا‏.‏ وذكر ابن المبارك قال‏:‏ حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادة يذكره عن أبي أيوب عن عبدالله بن عمرو بن العاصي قال‏:‏ إن أهل جهنم يدعون مالكا فلا يجيبهم أربعين عاما، ثم يرد عليهم‏:‏ إنكم ماكثون‏.‏ قال‏:‏ هانت والله دعوتهم على مالك ورب مالك‏.‏ قال‏:‏ ثم يدعون ربهم فيقولون ‏{‏ ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ضالين‏.‏ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏}‏‏.‏ قال‏:‏ فيسكت عنهم قدر الدنيا مرتين‏.‏ قال‏:‏ ثم يرد عليهم اخسؤوا فيها‏.‏ قال‏:‏ فوالله ما انبس القوم بعدها بكلمة، وما هو إلا الزفير والشهيق من نار جهنم فشبه أصواتهم بصوت الحمير، أولها زفير وآخرها شهيق‏.‏ خرجه الترمذي مرفوعا بمعناه من حيث أبي الدرداء‏.‏ وقال قتادة‏:‏ صوت الكفار في النار كصوت الحمار، أوله زفير وآخره شهيق‏.‏ وقال ابن عباس‏:‏ يصير لهم نباح كنباح الكلاب‏.‏ وقال محمد بن كعب القرظي‏:‏ بلغني أو ذكر لي أن أهل النار استغاثوا بالخزنة‏.‏‏.‏‏.‏ الخبر بطوله، ذكره ابن المبارك، وقد ذكرناه بكمال في التذكرة، وفي آخره‏:‏ ثم مكث عنهم ما شاء الله، ثم ناداهم ‏{‏ألم تكن آياتي تتلى عليكم فكنتم بها تكذبون‏}‏قال‏:‏ فلما سمعوا صوته قالوا الآن يرحمنا ربنا فقالوا عند ذلك ‏{‏ربنا غلبت علينا شقوتنا‏}‏أي الكتاب الذي كتب علينا ‏{‏وكنا قوما ضالين‏.‏ ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون‏}‏فقال عند ذلك ‏{‏اخسؤوا فيها ولا تكلمون‏}‏فانقطع عند ذلك الدعاء والرجاء، وأقبل بعضهم على بعض ينبح بعضهم في وجوه بعض، وأطبقت عليهم‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 109 ‏:‏ 111 ‏)‏ ‏{‏إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين، فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكري وكنتم منهم تضحكون، إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون قوله ‏{‏إنه كان فريق من عبادي يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا‏}‏الآية‏.‏ قال مجاهد‏:‏ هم بلال وخباب وصهيب، وفلان وفلان من ضعفاء المسلمين؛ كان أبو جهل وأصحابه يهزؤون بهم‏.‏ ‏{‏فاتخذتموهم سخريا‏}‏بالضم قراءة نافع وحمزة والكسائي ها هنا وفي - ص -وكسر الباقون‏.‏ قال النحاس‏:‏ وفرق أبو عمرو بينهما، فجعل المكسورة من جهة التهزؤ، والمضمومة من جهة السخرة، ولا يعرف هذا التفريق الخليل ولا سيبويه ولا الكسائي ولا الفراء‏.‏ قال الكسائي‏:‏ هما لغتان بمعنى واحد؛ كما يقال‏:‏ عصي وعصي، ولجي ولجي‏.‏ وحكى الثعلبي عن الكسائي والفراء الفرق الذي ذكره أبو عمرو، وأن الكسر بمعنى الاستهزاء والسخرية بالقول، والضم بمعنى التسخير والاستبعاد بالفعل‏.‏ وقال المبرد‏:‏ إنما يؤخذ التفريق بين المعاني عن العرب، وأما التأويل فلا يكون‏.‏ والكسر في سخري في المعنيين جميعا؛ لأن الضمة تستثقل في مثل هذا‏.‏ ‏{‏حتى أنسوكم ذكري‏}‏أي اشتغلتم بالاستهزاء بهم عن ذكرى‏.‏ ‏{‏وكنتم منهم تضحكون‏}‏استهزاء بهم، وأضاف الإساء إلى المؤمنين لأنهم كانوا سببا لاشتغالهم عن ذكره؛ وتعدي شؤم استهزائهم بالمؤمنين إلى استيلاء الكفر على قلوبهم‏.‏ ‏{‏إني جزيتهم اليوم بما صبروا‏}‏على أذاكم، وصبروا على طاعتي‏.‏ ‏{‏أنهم هم الفائزون‏}‏قرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة على ابتداء المدح من الله تعالى لهم وفتح الباقون؛ أي لأنهم هم الفائزون‏.‏ ويجوز نصبه بوقوع الجزاء عليه، تقديره‏:‏ إني جزيتهم اليوم الفوز بالجنة‏.‏ قلت‏:‏ وينظر إلى معنى هذا قوله تعالى في آخر المطففين ‏}‏فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون‏}‏ إلى آخر السورة، على ما يأتي بيانه هناك إن شاء الله تعالى‏.‏ ويستفاد من هذا‏:‏ التحذير من السخرية والاستهزاء بالضعفاء والمساكين والاحتقار لهم، والإزراء عليهم والاشتغال بهم فيما لا يغني، وأن ذلك مبعد من الله عز وجل‏.‏





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  4. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي Re: قد أفلح المؤمنون

    الآية رقم ‏(‏ 112 ‏:‏ 114 ‏)‏ ‏{‏قال كم لبثتم في الأرض عدد سنين، قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم فاسأل العادين، قال إن لبثتم إلا قليلا لو أنكم كنتم تعلمون ‏}‏ قوله ‏{‏قال كم لبثتم في الأرض‏}‏قيل‏:‏ يعني في القبور‏.‏ وقيل‏:‏ هو سؤال لهم عن مدة حياتهم في الدنيا‏.‏ وهذا السؤال للمشركين في عرصات القيامة أو في النار‏.‏ ‏{‏عدد سنين‏}‏بفتح النون على أنه جمع مسلم، ومن العرب من يخفضها وينونها‏.‏ ‏{‏قالوا لبثنا يوما أو بعض يوم‏}‏أنساهم شدة العذاب مدة مكثهم في القبور‏.‏ وقيل‏:‏ لأن العذاب رفع عنهم بين النفختين فنسوا ما كانوا فيه من العذاب في قبورهم‏.‏ قال ابن عباس‏:‏ أنساهم ما كانوا فيه من العذاب من النفخة الأولى إلى الثانية؛ وذلك أنه ليس من أحد قتله نبي أو قتل نبيا أو مات بحضرة نبي إلا عذب من ساعة يموت إلى النفخة الأولى، ثم يمسك عنه العذاب فيكون كالماء حتى ينفخ الثانية‏.‏ وقيل‏:‏ استقصروا مدة لبثهم في الدنيا وفي القبور ورأوه يسيرا بالنسبة إلى ما هم بصدده‏.‏ ‏{‏فاسأل العادين‏}‏أي سل الحساب الذين يعرفون ذلك فإنا قد نسيناه، أو فاسأل الملائكة الذين كانوا معنا في الدنيا؛ الأول قول قتادة، والثاني قول مجاهد، وقرأ ابن كثير وحمزة والكسائي ‏{‏قل كم لبثتم في الأرض‏}‏على الأمر‏.‏ ويحتمل ثلاثة معان‏:‏ أحدها‏:‏ قولوا كم لبثتم؛ فأخرج الكلام مخرج الأمر للواحد والمراد الجماعة؛ إذ كان المعنى مفهوما‏.‏ الثاني‏:‏ أن يكون أمرا للملك ليسألهم يوم البعث عن قدر مكثهم في الدنيا‏.‏ أو أراد قل أيها الكافر كم لبثتم، وهو الثالث‏.‏ الباقون ‏{‏قال كم‏}‏على الخبر؛ أي قال الله تعالى لهم، أو قالت الملائكة لهم كم لبثتم‏.‏ وقرأ حمزة والكسائي أيضا ‏{‏قل إن لبثتم إلا قليلا‏}‏الباقون ‏{‏قال‏}‏على الخبر، على ما ذكر من التأويل الأول؛ أي ما لبثتم في الأرض إلا قليلا؛ وذلك أن مكثهم في القبور وإن طال كان متناهيا‏.‏ وقيل‏:‏ هو قليل بالنسبة إلى مكثهم في النار؛ لأنه لا نهاية له‏.‏ ‏{‏لو أنكم كنتم تعلمون‏}‏ذلك‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 115 ‏)‏ ‏{‏أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون ‏}‏ قوله ‏{‏أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا‏}‏أي مهملين كما خلقت البهائم لا ثواب لها ولا عقاب عليها؛ مثل قوله ‏{‏أيحسب الإنسان أن يترك سدى‏}‏ يريد كالبهائم مهملا لغير فائدة‏.‏ قال الترمذي الحكيم أبو عبدالله محمد بن علي‏:‏ إن الله تعالى خلق الخلق عبيدا ليعبدوه، فيثيبهم على العبادة ويعاقبهم على تركها، فإن عبدوه فهم اليوم له عبيد أحرار كرام من رق الدنيا، ملوك في دار الإسلام؛ وإن رفضوا العبودية فهم اليوم عبيد أباق سقاط لئام، وغدا أعداء في السجون بين أطباق النيران‏.‏ و‏{‏عبثا‏}‏نصب على الحال عند سيبويه وقطرب‏.‏ وقال أبو عبيدة‏:‏ هو نصب على المصدر أو لأنه مفعول له‏.‏ ‏{‏وأنكم إلينا لا ترجعون‏}‏فتجازون بأعمالكم‏.‏ قرأ حمزة والكسائي ‏{‏ترجعون‏}‏بفتح التاء وكسر الجيم من الرجوع‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 116 ‏)‏ ‏{‏فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم ‏}‏ قوله ‏{‏فتعالى الله الملك الحق‏}‏أي تنزه وتقدس الله الملك الحق عن الأولاد والشركاء والأنداد، وعن أن يخلق شيئا عبثا أو سفها؛ لأنه الحكيم‏.‏ ‏{‏لا إله إلا هو رب العرش الكريم‏}‏ليس في القرآن غيرها‏.‏ وقرأ ابن محيصن وروي عن ابن كثير ‏{‏الكريم‏}‏بالرفع نعتا لله‏.‏ الآية رقم ‏(‏ 117 ‏:‏ 118 ‏)‏ ‏{‏ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه إنه لا يفلح الكافرون، وقل رب اغفر وارحم وأنت خير الراحمين ‏}‏ قوله ‏{‏ومن يدع مع الله إلها آخر لا برهان له به‏}‏أي لا حجة له عليه ‏{‏فإنما حسابه عند ربه‏}‏أي هو يعاقبه ويحاسبه‏.‏ ‏{‏إنه‏}‏الهاء ضمير الأمر والشأن‏.‏ ‏{‏إنه لا يفلح الكافرون‏}‏وقرأ الحسن وقتادة ‏{‏لا يفلح‏}‏- بالفتح - من كذب وجحد ما جئت به وكفر نعمتي‏.‏ ثم أمر نبيه عليه الصلاة والسلام بالاستغفار لتقتدي به الأمة‏.‏ وقيل‏:‏ أمره بالاستغفار لأمته‏.‏ وأسند الثعلبي من حديث ابن لهيعة عن عبدالله بن هبيرة عن حنش بن عبدالله الصنعاني عن عبدالله بن مسعود أنه مر بمصاب مبتلى فقرأ في أذنه ‏{‏أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا‏}‏حتى ختم السورة فبرأ‏.‏ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ماذا قرأت في أذنه‏)‏‏؟‏ فأخبره، فقال‏:‏ ‏(‏والذي نفسي بيده لو أن رجلا موقنا قرأها على جبل لزال ‏)





    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  5. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: قد أفلح المؤمنون



    بارك الله فيك و جزاك الله خيرا على الموضوع

     
  6. الصورة الرمزية رونق الامل

    رونق الامل تقول:

    افتراضي رد: قد أفلح المؤمنون

    ربي آسالك ثلاثه 1 : جْنِھٌ آلفردوس 2 : ۈحُسْنَ آلخآتمِہٌ 3 : ۈرضآ آلوالدين آمَين يارب .. وإياكم