الصلاة في الأديان هي حلقة الوصل بين الإنسان والإله، إذ تخاطب الإنسان أو توجهه لربه عن طريقها. عرفت الصلاة منذ فجر التاريخ، إذ يعود أول ذكر للصلاة في مخطوطات يزيد عمرها عن 5000 عام. تختلف الصلاة في طريقتها وعدد مراتها وأسبابها وأحكامها بين ديانة وأخرى.
الصلاه اليهوديه كتب الحاخام موسى بن ميمون القرطبي، بأن الصلاة لا تصح بدون غسل الأيدي (كتاب التثنية "باب المحبة" من الشرائع الصلاة ٤ :٢). نظراً لأهمية تنقية اليدين قبل الشروع بالصلاة على الإنسان المسافر الذي لا يوجد لديه ماء أن يبذل قصارى جهده للحصول عليه ولو اضطره ذلك إلى العودة إلى الوراء لمسافة ميلٍ واحدٍ (لمدة عشرين دقيقة) كي يحصل عليه ويغسل يديه، ثم يصلي. وكذلك إذا عرف بأنه سوف يجد الماء على بعد أربعة أميال من سكان وجوده عليه أن يتابع مسيره ليصل إليه. وإذا تعذر ذلك ولم يجد الماء فهو يستطيع أن يستعمل التراب أو الصخر أو نشارة الخشب لتنقية اليدين (قول حكماء أرض إسرائيل في التلمود البابلي "بركات" ١٥أ).
ونجد في المِشنا ("بركات" ٤ :٥) بأن اليهود يقفون للصلاة مقابل مكان البيت المقدس الذي كان في أورشليم. وقد قال الحاخام سعيد الفيومي في كتابه الذي كتبه بالعربية:
«وأي راكب بحر أو نهر أو سفينة أو مركب ليس يعرف القبلة فليقصد ربه ويصلّي أمام وجهه أينما كان فإن عرف بيت المقدس منه فليستقبله من جميع أفاق العالم. ومن صلى فوق سرير أو كرسيّ أو وطاء مرتفع فصلاته غير جائزة [التلمود البابلي "بركات" ١٠ب]، ولا يحلّ للمؤمن أن يأكلَ شيئا من الغد من قبل صلاة الغداة في كل يوم ولا يحل له أن يعمل عملا من الصنائع أو شغل إذا حضرت الصلاة أية صلاة كانت.» («جامع الصلوات والتسابيح» مطبوع في أورشليم ١٩٤١ صفحة ٣٠)
وأضاف هذا الحاخام ماذا يفعل المصلي عندما يصلي، وكتب «يجب أن يصف قدميه ولا يفرقهما. ويجب أن تعتقد إنه قائم بين يدي ملك الملوك وسيد السادة ومِن أدب الصلاة أن يخفض المصلي طرفه إلى الأرض وأن يشير بقلبه إلى السماء قاصدا ولا يرفع صوته لأن الله عالم كل خفيّ». («جامع الصلوات والتسابيح» صفحة ٢٩)
إن اليهود يغطون رؤوسهم أثناء أداء الصلاة علامة للتقوى والاحترام أمام المولى تعالى (كتاب التثنية الذي كتب الحاخام موسى بن ميمون من شرائع الصلاة ٥: ٤: التلمود البابلي "سبت" ١٠أ و"تعنيوت" ١٩ب). ويغطي بعض اليهود رؤوسهم في كل الأوقات لكن ذلك يعد من باب التقليد والعادة وليس من باب الواجب الديني (التلمود البابلي "سبت" ١٥٦أ).
وخلال فترة التلمود وفي بعض الحالات، كانت الصلاة، لا تصح بدون غسل الجسم (المِشنا "بركات" ٣:٥). وبالإضافة إلى ذلك وفي نفس الفترة وبعدهاكان اليهود يسجدون بعد الصلاة بالكامل وبخاصة في أيام الصوم (التلمود البابلي "مجيلّة" ٢٢ب). وكان يهود الشام يخلعون أحذيتهم قبل الدخول إلى الكنس، ويغسلون أرجلهم أيضا قبل الصلاة («الشرائع الشامية من الجنيزة في القاهرة» مطبوع في أورشليم ١٩٧٣م، صفحة ١٣٠). وكذلك قال الحاخام سعيد الفيومي في كتابه: «وينبغي أن نُثبت شروط الصلاة التي لا بد منها. أما قبل كل صلاة لا بد من غسل اليدين وحدّ ذلك إلى الزندين والرجلين إلى الكعبين من أيّ صنعة عملية بعد الاستنجاء وغُسل الوجه على هذا الترتيب.» («جامع الصلوات والتسابيح» صفحة ٢٩)
] الصلاة في المسيحية


عائلة مسيحية تصلّي صلاة الشكر.


المقالة الرئيسية صلاة (مسيحية)في المسيحية، قام المسيح بتعليم تلاميذه الصلاة الربيّة (أبانا) المعتمدة من كل الكنائس المسيحية كما ويوجد العديد من كتب الصلاة والصلوات المعتمدة في بعض الكنائس وليس الأخرى مثل صلاة السلام عليك يا مريم التي تصليها الكنيسة الكاثوليكية ولا تصليها باقي الكنائس. فهناك صلوات خاصة بكل كنيسة. فيشكل هذا الاختلاف باقة صلاة ترفع وتقرب إلى الله. كما كان المسيح يصلي مع التلاميذ ويصلي منفردا على الجبل، كذلك في الحياة المسيحيّة هناك صلاة جماعيّة وصلاة فرديّة. في المسيحية، الصلاة هي عملية تقرب إلى الله، ويجب على المرء الصلاة قبل وبعد الطعام والنوم والسفر وإلى آخره من الفعاليات حتى ولو كانت صغيرة.ّ
[] الصلاة في الاسلام

في الإسلام تؤدى الصلاة خمس مرات يومياً فرضا على كل مسلم بالغ عاقل خالي من الأعذار، بالإضافة لأنواع أخرى من الصلاة تمارس في مناسبات مختلفة مثل صلاة العيد، وصلاة الجنازة، وصلاة الاستسقاء.
[] الصلاة في الهندوسية

يُعتبر الاستحمام، وارتداء الثياب النظيفة ذات اللون الأصفر أو الأبيض، هذا مع غسل الأيدي والأفواه بالماء المعطّر، ويؤدي كلّ من الرّجل والمرأة الصلاة بهيئة مختلفة عن الآخر، فالرّجل يجلس متربعاً والمرأة تجثو على ركبتيها، أمّا أداء الصلاة فيكون أداؤها كما يلي: «ليس في الهندوسية صلاة جامعة، ولا صلاة جماعة، فالصلاة كلّها فردية» كما ذكر شلبي، في كتابه أديان الهند الكبرى.
أمّا من ناحية الوقت، فقد جاء في منوسمرتي، أنهم يقيمونها في اليوم مرتين: صباحاً ومساءً، فصلاة الصبح عليه أن يؤديها وهو واقف على قدميه من انبلاج الفجر حتّى مطلع الشمس، ويقرأها في صلاة المساء، وهو جالس، إلى ظهور النجوم، فصلاة الصبح بهذه الطريقة تُذهب كلّ ذنوب الليل، وصلاة المساء تُذهب كلّ ذنوب النهار.
وقد تشدّد الهندوس في أمر الصلاة، وقد نصت منوسمرتي على طرد من لـم يؤدّها ويصبح من المنبوذين (الشودار) أو يُحرم من حقوق المولودين ثانية، أي من انتقلت إليهم روح كانت لها حياة سابقة.
ولشدّة ولع الهنود بالتنسك والاعتزال في الغابات وعلى ضفاف الأنهار، رؤوا أنَّه «لا بأس بأن يقوم المرء بالعبادات حتّى ولو بقراءة كايتري وحدها، وذلك بالقرب من نهر أو غابة، وهو مطمئن البال، مستجمع الفكر».
ويستخدم الهندوس عند طقوسهم برفقة الكاهن، إضافة إلى الماء في الطهارة، النّار التي يوقدون بها البخور ومع ذلك الأزهار، والصلاة التي تؤدّى في المعابد تؤدّى ،كما يذكر شلبي، على الشكل التالي:
«يتلو الكاهن تعاويذه التقليدية، وبعدها يركع الشخص تحت قدمي الصنم متضرعاً خاشعا... يتلو الكاهن الأدعية التقليدية... كلّ طبقة لها وضع خاص في الأدعية التي يتلوها الكاهن... في الختام يتلو الكاهن دعاءً مخصوصاً... يصلّي الشخص ثُمَّ يُرشُّ الماء ثُمَّ يخرج».