الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية المنذر

    المنذر تقول:

    افتراضي شريعة الجهاد في الإسلام لا تنسخها المواثيق الدولية

    بسم الله الرحمن الرحيم





    شريعة الجهاد في الإسلام لاتنسخها المواثيق الدولية

    الحمد لله رب العالمين، وصلىالله وسلم على عبده ورسوله محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين:
    أما بعد؛ فقد أخبر الله سبحانه وتعالى عن عداوة الكافرين له عز وجل وللمؤمنين،وعن عداوته للكافرين، فقال سبحانه: [من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدوللكافرين] وقال سبحانه: [يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء] وقال سبحانه: [ويوم يحشر أعداء الله إلى النار فهم يوزعون] وقال تعالى: [ذلك جزاء أعداء الله النار] وقال عز وجل: [وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن].
    وأصل هذه العداوة هي عداوة الشيطان للإنسان منذ استكبرعن السجود لآدم،قال تعالى: [وقلنا يا آدم إن هذا عدو لك ولزوجك] وقال سبحانه: [ألم أنهكما عن تلكما الشجرةوأقل لكما إن الشيطان لكما عدو مبين]، وقال تعالى: [يا أيها الناس كلوامما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [ياأيها الذين آمنوا ادخلوافي السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [ألم أعهد إليكم يابني آدم ألا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين] وقال تعالى: [أفتتخذونه وذريته أولياء مندوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا] وقال تعالى: [ياأيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدوا إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير].
    فدلت هذه الآيات على أن كل من كفر بالله وأشرك به وكذب رسله فهو عدولله ولأنبياء الله وأولياء الله، وصاروا بذلك أولياء للشيطان، ومن حزبه؛ فهم يدعون بدعوته، ويقاتلون في سبيله، قال تعال ىفي المشركين: [أولئك يدعون إلى النار] وقال عن مؤمن آلفرعون: [ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار. تدعونني لأكفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العزيزالغفار] وقال تعالى: [ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء] وقال عز وجل: [ود كثير من أهل الكتاب لويردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا] وقال سبحانه: [ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكمعن دينكم إن استطاعوا] وقال تعالى: [ولن ترضىعنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم].
    والواقع من سيرة الكفار مع المسلمين في الحاضر والماضي شاهدٌ لما أخبرالله به وهو أصدق القائلين، فلم يزل اليهود والنصارى والمشركون يحاربون الإسلام ويغزون المسلمين الغزو المسلح أو الغزو الفكري.
    ومن ذلك في الماضي ما جرى من اليهود والمشركين مع النبي
    وبعده من الحروب ونقض العهود والكيد للإسلام، ثم ما جرى بعد ذلك من حرب النصارى للمسلمين، واستيلائهم على كثير من البلاد الإسلامية وهو ما يعرف بالحروب الصليبية، ثم كان للمسلمين دولة على يدصلاح الدين، فأعز الله المسلمين وأذل الكافرين.
    ثم عاد النصارى لاحتلال بلاد المسلمين بما يسمونه الاستعمار، واستذلوا المسلمين، وانتهبوا ثروات بلادهم، وعملوا على إبعادهم عن دينهم، وتغريبهم في أخلاقهم، واتخذوا المرأة أهم أداة لتحقيق أهدافهم،وذلك بإخراجها عن بيتها، وتمردها على آداب دينها، مع نشر أوكار الفجور في البلادالإسلامية من دور السينما وبيوت البغا وحوانيت الخمر، إلى غير ذلك من خططهم في إفساد أخلاق المسلمين،وطمس هويتهم.
    ثم رحلوا ومارحلوا، فقد خلَّفوا في أكثربلدان المسلمين من ينوب عنهم، ويدين بالولاء لهم، وينفذ خططهم، ويتخذهم قدوة في سياسة بلاده، ويخضع لمطالبهم، وتحقيق أطماعهم.
    ثم في هذا العصر الحاضر اشتدالبلاء على المسلمين من أعدائهم الكفار، وعظمت مصيبة المسلمين بهم، وذلك بسبب المكيدة الكبرى التي صنعوها، وهي هيئة الأمم المتحدة، وقانونها الذي يسمونه الشرعية الدولية، ويخضعون به كل من خرج عليه، وامتنع من تنفيذ بعض مقرراته الطاغوتية، ذلك القانون الذي وضعه رؤوس الكفر، وهم المتحكمون فيه، واستذلوا كل من دخل في ربقة هذا القانون، وكان عضوا في الهيئة، ممن ليس على دينهم، ففرضوا عليهم قراراتهم ومقرراتهم، واتخذوا من ذلك ذريعة إلى التدخل في شؤون سائر الدول الضعيفة، وأنشؤوا منظمات وهيئات تتابع تطبيق تلك القرارات، ومن وقاحتهم أن خصوا حق النقض بالدول الخمس الكبرى، كما يسمونها.
    ومن مكرهم الكُبَّار الدعوة إلى التعايش بين جميع الشعوب، ومنع الحروب، وهو ما يسمونه السلام العالمي، وهذا ما يطالبون به غيرهم، وهم أول من ينقضه بالحروب التي يشعلونها في البلاد الإسلامية، وغزوهم بدعوى الإصلاح ورفع الظلم، مع أن من أعظم غاياتهم في قانون السلام العالمي تركَ المسلمين لجهادهم الذي فرضه الله، وجعله ذروة سنام الإسلام، وعنوان ا لعز المسلمين.
    وإمعانا في هذا المكر أقاموا جمعيات ومؤسسات ومؤتمرات للحوار والصداقة والتقريب بين الإسلام والنصرانية، بل وسائر الأديان، وانخدع بذلك كثير من المسلمين، وأوجب ذلك لهم التراجع وإعادة النظر في عقيدة البراء من المشركين.
    ومما تعظم به البلوى أن بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة إلى الله قد وقع في هذا التراجع، ودعا إلى التعايش مع الكفار، ونبذ الكراهة والعداوة لهم، وصار يثيرالشبهات في وجه من يحذر من الكافرين،ويدعو إلى البراءة منهم ومعاداتهم، ويذكر عداوتهم للمسلمين
    ومن أعظم ما يفضح دول الكفر وعلى رأسها أمريكا، ويظهر كذبهم فيما يدَّعونه ويدعون المسلمين إليه من التعايش موقفهم من دولة اليهود، فهم الذين غرسوها شوكة في قلب بلاد المسلمين،وساندوها وأمدوها، وسمحوا لها بامتلاك سلاح نووي، دون دول المنطقة وغيرها من الدول الإسلامية، وهي -أي دولة اليهود- معذلك تضرب بقرارات هيئة الأمم عرض الحائط،لعلمها أنهافي مأمن، وأن تلك القرارات أشبه بذر الرماد في العيون، كما يقال، للضحك على العرب.
    هذا على أن قضية فلسطين عربية عند القوميين، وهي عند المسلمين إسلامية.
    ومن المخزي ومن الذلة بمكان أن القيادات الفلسطينينة وغيرهم من العرب يعترفون لأمريكا بأنها راعية القضية الفلسطينية، وهي العدو على الحقيقة، والتي لايهمها إلا دولة اليهود، لذلك لا توافق على أي قرار يدين اليهود، فإما أن تعارضه أولا تصوت له.
    ومن مظاهر هذاالخزي والذلة الترددُ على أمريكا في شأن القضية، ورفع الشكاوى إلى مجلس الأمن عندما يكون من اليهود اعتداء أو توسع في الاحتلال،ومامَثَل من يشكو إلى أمريكا أو مجلس الأمن إلا كمن يشكو جنود الظالم إلى الظالم نفسه،وقُطَّاعَ الطريق إلى رئيسهم.
    وأصل هذا الذلوالرضا بالتبعية هو إضاعةُ أمرالله، وتركُ تحكيم كتابه وسنة رسوله
    ، وتحكيمُ القوانين الوضعية،وإقرارُ الشرك والبدع والمنكرات العظيمة في أكثر البلدان الإسلامية، والإقبالُ على اللهو بأنواعه، فلا طمعَ في النصر والعزة مع هذه الحال، فإن الله إنما ضمن العزةوالنصر للمؤمنين،قال تعالى: [وكان حقا علينا نصر المؤمنين]، وقال سبحانه: [ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين] وقال عز وجل: [من كان يريد العزة فإن العزة لله جميعا]،وعلى هذا فلن يخلص المسجد الأقصى من سلطان اليهود إلا قوم قادمون تتوافر فيهم مقومات النصر؛من الإيمان بالله وتحكيم شرعه وإقامة دينه، فأولئك جند الله، قال تعالى: [ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين. إنهم لهم المنصورون. وإن جندنا لهم الغالبون].
    كما لم يخلصه في الماضي من أيدي النصارى إلا المسلمون بقيادةالسلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي، في يوم الفتح المبين على المسلمين في سنة (583هـ) بعد اثنتين وتسعين سنة من استيلاء عباد الصليب عليه. ومنذ ذلك التاريخ وقلوب النصارىتغلي بالحقد والعداء للمسلمين فلم يزالوا يكيدون للمسلمين بأنواع الكيد الظاهروالخفي، ثم صارت لهم دولة، فعادوا لاحتلال بلاد المسلمين، وتعاونوا وتقاسموا ما وقع في أيديهم من بلدان المسلمين، وكان من أعظم مكايد الدول النصرانية إقامة دولةاليهود تنفيذا لوعد بلفور، فلم تزل هذه الدولة الملعونة موضع عنايةالدول النصرانية وحمايتها.
    ومع ما يظهره العرب من الاستنكار لاحتلال اليهود فإن دول الطوق قدأُخذت عليها العهود في حمايتها لليهود.
    وبعد؛ فهل بعد بيان الله لعداوة الكافرين للمؤمنين، ثم شهادة الواقع بعداوتهم وعدوانهم في الحاضر والماضي، هل مع هذا يقوم منا من يدعونا إلى التعايش معهم، ونبذ الكراهة الدينية، وعدم التصريح بإطلاق اسم الكفر عليهم،وهم الكافرون حقًّا؟! ومعلوم أن الشرع والعقل يوجبان بغضهم ومعاداتهم لكفرهم وعدوانهم.
    وإنا لنبرأ من هذه الدعوة دعوة التعايش مع الكفار، التي تقوم على موالاة الكافرين، وترك بغضهم، ونقول لجميع الكافرين أسوة بإبراهيم عليه السلام: [إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده].




    ومما يهدم دعوة التعايش -إضافةإلى ماسبق- التصرفاتُ العدائية المفضوحة من الكفار،ومن آخرها:
    1.ما نشرته بعض الصحف الدنماركية من رسوم مشوَّهة لنبينا محمد
    رسول الله إلى جميع الناس، وإقرار دولة الدنمارك لهذا التصرف، فلم تتخذ لمعاقبة هذاالمجرم الذي لم يحترم مشاعر المسلمين ما يردعه وينفي التواطؤ معه، ولوعُمِل مثل هذه الرسوم لأحد حكام الدولل ما أقر على ذلك خشية من قطع العلاقات المؤدية إلى تفويت المصالح.
    2.ومما يدل على التضامن بين الكفار على العداء للإسلام والمسلمين ماقامت به المستشارة الألمانية انغيلا ميركل من تكريم الرسام الدنماركي المجرم كورتفيسترغارد، على "التزامه الراسخ بحرية الصحافة والرأي، وشجاعته في الدفاع عن القيم الديموقراطية، على رغم التهديدات بأعمال العنف والموت" كما جاء في موقع العربية الشبكي في29 رمضان 1431هـ.
    3.ما دعا إليه الأسقف تيري جونز من كنيسته في فلوريدا في أمريكا من حرق المصحف على الملأ في الذكرى التاسعة للحادي عشر من سبتمبر، وإنأعلن تراجعه تحت ضغط السياسة. فالعداوة للمصحف ومن جاء به ومن يؤمنبه متحققة عندالجميع من هذه الأمم الكافرة، ولكن الاختلاف في طريقة التعبير عن هذه العداوة،والجهر بها والإخفاء. وتقدير ما يترتب على مثل هذه العداوة.





    التعديل الأخير تم بواسطة المنذر ; 16 Mar 2013 الساعة 10:04 AM
    f




     
  2. الصورة الرمزية المنذر

    المنذر تقول:

    افتراضي رد: شريعة الجهاد في الإسلام لا تنسخها المواثيق الدولية

    وفي أثناء كتابة هذا المقال بلغني كلام للدكتور سلمان بن فهد العودة هداه الله في إحدى القنوات الفضائية، حول الجهاد في الإسلام، ومن المعاني الباطلة التي تضمنها كلامه:
    1.ما سماه مصطلح جهاد الدفع والطلب، وأنه مصطلح حادث،وهو يقرر جهاد الدفع، ولكنه لا يقرر جهاد الطلب، الذي هو جهاد الكفار ابتداء، ولا يخفى مناقضة ذلكل مثل قوله تعالى: [فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد]، وقوله
    : «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله» الحديث، وقوله تعالى: [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخرولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون]. فهل يستطيع الدكتور أن يدعي أن هذه النصوص في جهاد الدفع؟! ومعلوم أن هذا النوع من الجهاد هو الذي اتخذ منه أعداء الإسلام من المستشرقين وغيرهم مطعنا على الإسلام، فصار بعض الجهال أو المصانعين للكفار من المدافعين عن الإسلام يحصرون غاية الجهاد في الإسلام في الدفاع، لأن دفع المعتدي لا ينكره أحد.
    2.زعمه أن القتال والحروب في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كانت حين لم تكن هناك اتفاقيات دولية، حيث قال: "الجهاد في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من المعلوم أنه لم يكن هناك أي اتفاقيات قائمة بين الدول، كانت القصة قائمة على أن القوي يغلب الضعيف ويستولي عليه". ومعنى هذا أنه لا مجال للحروب في هذا العصر مع الاتفاقيات والعهود الدولية، وعبَّر عن ذلك بقوله: "لكن إذا وجد وضع، يعني فيه استقرار، وفيه أمن، وفيه عهود، وفيه مواثيق صحيحة ويحترمها الناس، الإسلام سيكون مؤيدا ومباركا لهذا"، وحقيقةهذا الكلام أن الاتفاقيات الدولية التي وضعها الكفارضمن قانون هيئة الأمم، وهو يحرم العدوان،زعموا،والجهاد في معيارهم من العدوان، وهذا القائل يزعم أن الإسلام يرحب بمات قضيبه هذه الاتفاقيات والمعاهدات، وهذا من الافتراء على الإسلام، فإن هذا الزعم يقتضي تعطيل الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله، نزولا على حكم قانون هيئة الأمم، أوَليس هذا هو معنى النسخ؟ فإن الإسلام يفرض الجهاد، والاتفاقياتالدولية تحرم الجهادعلى المسلمين! سبحانك هذا بهتانعظيم.
    3.ومثل هذا قوله في الاسترقاق، وهو من فروع الجهاد في سبيل الله، وهو من حق المجاهدين كالغنائم، وللرقيق أحكام في أكثرأبواب الفقه الإسلامي، وحكم الاسترقاق من الأحكام القطعية، فمن يحرمه فقد خالف الكتاب والسنة والإجماع، وقانون هيئة الأمم يحرمه، وهذا الداعية يزعم في اعتقاده أن الإسلام يرحب -أي يوافق- على ما يقضي به قانون هيئة الأمم من تحريم الاسترقاق، وهذا اعتقاد خاطئ على الإسلام كسابقه، قال: "إذا وجد حالة مثل ما حصل الآن حالة تحريرالأرقاء وإلغاء هذا المعنى (الاسترقاق) فأنا اعتقد أن الإسلام يرحب بهذا المبد أويستجيب له، لأنه يتناسب الروح والقيمةالإيمانية".
    فليتق الله من يقول هذاالقول، وليراجع كتاب الله وسنة رسوله
    ، ومامضى عليه الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وعليه أن يتوب إلى الله من هذا الأقوال الباطلة التي يفرح بها أعداءالإسلام، ويكبرون قائلها.
    وليعلم كل أحد مسلما كان أو كافرا أن الجهاد ماض إلى يوم القيامة لايبطله جور جائر، ولا تنسخه الاتفاقيات الدولية، قال تعالى: [إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد].
    ويشبهكلام الدكتور سلمان العودة هداه الله ما فاه به بعض المبهورينالمنهزمين نفسياوفكريا في جريدة الجزيرة في عددها 13900 الصادر في 11/11/1431هـ ، وهو أن الجهاد الذي شرعه الله للمسلين، وجعله ذروة سنام الإسلام محرم على المسلمين دوليا،ومعنى ذلك أن المواثيق والاتفاقيات الدولية تنسخ أحكام الشريعة الخالدة، ويزعم هذاالمهزوم أنه ينبغي للتربويين أن يرسخوا هذا المعنى في نفوس الطلاب إذا كان لا بد من تدريسهم عن الجهاد في الإسلام، وعبارته تشعر بأنه لا داعي لتدريسهم ذلك أصلا، وإليك نص ما قال: "والسؤال الذي بودي أن يجيب عليه التربويون: لماذا لا نشرح لطلابنا في المرحلةالمتوسطة والثانوية إذا كان لا بد من أن نحدثهم عن الجهاد أن واقع السلاح،والقوة والضعف، والمواثيق والاتفاقيات الدولية،جعل الأمر يختلف عن ذي قبل؛ فالغزو - مثلاً - أصبح (محرماً) دولياً حسب اتفاقيات الأمم المتحدة"انتهى.
    ومنالمقرراتفي الإسلام أن الجهاد باق إلى يوم القيامة، لايبطله جور جائر ولا عدل عادل.
    وهذا الجاهل هداه الله غفل أو تغافل عن أن الذين حرموا الغزو هم أول من نقض المواثيق والاتفاقيات لكن من منطلق لغة القوة.
    وبهذه المناسبة ينبغي أن يعلم أن العهود في الإسلام مع الكفار من حيث التوقيت ثلاثةأنواع:
    1.عهد مؤقت بمدة،فيجب على المسلمين الوفاء به بإتمامه إلى مدته، قال تعالى: [إلا الذين عاهدتم من المشركين ثم لم ينقصوكم شيئا ولم يظاهروا عليكم أحدا فأتموا إليه معهدهم إلى مدتهم إن الله يحب المتقين]، ومن نوع العهد المؤقت ما يعطى للمستأمِن، كالذي قال الله فيه: [وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمه كلام الله ثم أبلغهمأمنه]. ويدخل في ذلك الرسل منالكفار، ومن يؤذن له من التجار
    2.عهد مطلق لم يقيد بمدة،فهو غير مؤقتولا مؤبد، فهذا لا يجوز للمسلمين نقضه إلا بعد نبذ العهد إليهم، قال تعالى: [وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لايحب الخائنين]،وعن عمرو بن عبسة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه سولم: «من كانبينه وبين قوم عهد فلا يحلن عقدة ولايشدها حتى ينقضي أمدها, أو ينبذ إليهم على سواء» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وصححه ابن حبان، وقال الترمذي: حسن صحيح.
    3. عهد مؤبد لايجوز للمسلمين نقضه، وهو ما يعطى للكفار في مقابل بذلهم الجزية، قال تعالى: [قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخرولايحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون]، وكان النبي
    يقول لأمير الجيش أوالسرية: (إذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى ثلاث خصال؛ ادعهم إلى الإسلام،فإنهم أجابوك فاقبل منهم، وكف عنهم، فإن أبوا فاسألهم الجزية، فإن أجابوك فاقبل منهم،فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم)، وأصحاب هذا العهد هم الذين يقال لهم عند المسلمين: أهل الذمة، والواحد ذمي، فهذا العهد لا ينتقض إلا إذا أخلَّالكفاربشروطه.
    وبهذا يعلم أن العهود بين الدول الإسلامية والكفار في هذا العصر قد وضع شروطها واضع قانون هيئة الأمم، وهي عندهم مؤبدة، فلا تكون جارية على العهود التي جاء بها الإسلام. نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يجمع كلمتهم على الحق،وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.







    أملاه
    عبد الرحمن بن ناصرالبراك
    الأستاذ (سابقا) في جامعة الإمام محمد بن سعودالإسلامية
    في 21 ذي الحجة 1431هـ
    التعديل الأخير تم بواسطة المنذر ; 16 Mar 2013 الساعة 10:14 AM
    f




     
  3. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: شريعة الجهاد في الإسلام لا تنسخها المواثيق الدولية

    النص من حلقة الشريعة والحياة على قناة الجزيرة لنتأمله

    هل أنكر الشيخ سلمان العودة الجهاد كما زعم البعض حتى ممن نقلوا الصورة عبر المنتديات؟ او حتى عند نقلهم لعالم؟

    بالطبع ستكون الإجابة بالنفي ولكن للاسف كثير ممن ينقلون وأنا لا أسميهم طلبة علم وإنما طلبة فتنة ، فهم يفتقدون للمصداقية في النقل كأنه هذه سمة تخصهم.

    فلا عنوان الموضوع ولا العنوان الذي اختاره الشيخ البراك يحمل المعنى المراد من الحديث فإطلاق كلمة الجهاد دون تقييدها بجهاد الطلب فيه ظلم كبير وتجني وعدم إنصاف.

    ومن يقرأ الكلام يظن أن الشيخ سلمان ينكر الجهاد كلية ،فالكلام هنا عن جهاد الطلب كما جاء في توضيح الشيخ البراك حفظه الله.

    وواضح ان الشيخ البراك كان يكتب مقالا عاما ولم يكتب هذا المقال للرد على الشيخ سلمان كما اراد البعض ان يسميه ، وإنما جاء الحديث عن الشيخ سلمان في الثلث الأخير من المقال.

    والشيخ سلمان قال -حسب ما فهمت- لا يوجد ما يسمى جهاد دفع وجهاد طلب في نصوص القرآن والسنة وإنما هذا التقسيم طارئ او ناشئ وإن الحديث عن الجهاد في القرآن هو حديث عام عن مشروع الجهاد العام في الأمة أما هذه التقسيمات فقد وضعها الفقهاء ومع ذلك، كما قال الشيخ سلمان لا خلاف ابدا على جهاد المعتدي ومقاومته ووجوب الجهاد في هذه الحالة،
    ولننظر كم عدد الذين دخلوا في الإسلام في العالم كله بدون قتال. الذي امتن الله على المؤمنين في قرآنه بأنه كفاهم إياه.

    وإذا كان الإجماع على أن جهاد الدفع حسب تقسيم بعض الفقهاء أعظم في الأجر والأمة أحوج منه في هذا الزمن وقد تيسرت سبل الدعوة ومئات الملايين من البشر لم يعرفوا عن الإسلام ، وهناك من السبل الكثير مما لم يطرقها المسلمون لتبليغ هذا الدين للناس، ثم يأتي من يفكر في تبليغ الدين بغزو هذه البلاد، طيب حرر بلادك المحتلة أولا وهذا مطلب شرعي أكبر .


    الرؤية القرآنية لمفاهيم القتال والجهاد والقوة وإقامة الحد

    عثمان عثمان: فضيلة الدكتور يعني هناك شبهات ربما تساق عندما يكون الحديث على أن القرآن كتاب حياة، من هذه الشبهات زعم أن القرآن حرض أو دفع أو حبذ موضوع القتال والعنف، ما الرؤية القرآنية لمفهوم القتال؟

    سلمان العودة: هذه يعني رؤية عظيمة جدا وهذه من الأشياء التي يعني عندما يقرأها الإنسان يجد أنه بالضرورة ينساق إلى فهم في تقديري أنه شديد الوضوح، يعني مثلا الله سبحانه وتعالى قال {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ}[البقرة:190] الآيات التي فيها الدعوة إلى القتل والقتال {فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ..}[محمد:4] يعني هنا أين لقيتموه؟ في الشارع ولا في البيت ولا في المنزل؟ قطعا لا، يعرف كل من يقرأ القرآن أن هذه السياقات كلها تتحدث عن يوم اللقاء الذي هو يوم الحرب، والحرب هذه شريعة ربانية وأيضا هي فطرة إنسانية، قل أي حضارة من الأمم الآن نحن الحرب العالمية الأول والثانية حرب العراق حرب غزة حرب أفغانستان يعني الحروب هي جزء من الحياة البشرية، لكن هل الإسلام يتشوف إلى الحرب وإقامة الحرب وسفك الدماء؟ أنا أقول لا، الإسلام يعتبر الحرب هي حالة ضرورة، وكلما أمكن تداركها وتجنبها كان الإسلام يتشوف إلى هذا المعنى بشكل كبير والتطبيق النبوي نفسه، يعني أولا يعني الله سبحانه وتعالى قال {..حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا..}[محمد:4] ما يدل على أن هناك تطلعا أن تضع الحرب أوزارها وتنتهي هذه المعاناة الإنسانية التي يذهب فيها الأبرياء والأطفال والنساء وتدمر الحياة الإنسانية وتسيء إلى ما أشاده الإنسان، لكن شوف تطبيقات الرسول عليه الصلاة والسلام، يعني النبي عليه السلام مكث 13 سنة في مكة يضرب هو وأصحابه ويرمى عليه السلى وتصادر أموالهم وتحارب الدعوة ومع ذلك قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة، هذه نبي نحسبها، هذه 13 سنة، هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة أول حرب واجهها النبي عليه السلام ما هي؟ معركة بدر هل كانوا متطلعين ومتحمسين أن هؤلاء الناس الذين طردونا وأخرجونا من ديارنا آن الأوان أن ننتقم منهم؟ هذا شيء يتعجب منه الإنسان، يعرض نفسه على القرآن..

    عثمان عثمان: {..وَلَوْ تَوَاعَدتَّمْ لاَخْتَلَفْتُمْ فِي الْمِيعَادِ..}[الأنفال:42]

    سلمان العودة: نعم، وفي نفس الآية والسياق يقول {وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتِيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ..}[الأنفال:7] فيسجل الله أن الصحابة الذين هم أوفى الناس لهذا الدين ما كانوا يتمنون الحرب، حرب بدر، وإنما كانوا يتمنون الشيء الآخر وهو أن يحصلوا على الأموال والغنيمة التي يأخذونها مقابل ما خسروا من أموالهم في مكة. هذه أول معركة، ثم بعد ذلك يعني بأربع سنوات أيضا صلح الحديبية الذي وقع النبي صلى الله عليه وسلم فيه مع المشركين على عقد يعني معروف أن من جاء من المشركين إلى النبي عليه السلام فإنه يرده ومن جاء من النبي عليه السلام إلى المشركين فإنهم يقبلونه وتضع الحرب أوزارها عشر سنين ويعودون دون أن يعتمروا في تلك السنة ليعتمروا من العام القادم إلى آخر ما هو معروف، ومع ذلك النبي عليه السلام قبل كل هذه الشروط التي آذت رجالا مثل عمر بن الخطاب يا رسول الله ألسنا بالمسلمين، أليسوا بالمشركين، ألست رسول الله، علام نعطي الدرية في ديننا؟! الطائف حاصرها ثلاثة أيام ثم انصرف منها النبي عليه الصلاة والسلام وأعجب ذلك الصحابة بسبب جراح بسيطة أصابتهم، أنا أقول أخي عثمان هذه قضية فعلا خطيرة ومهمة لا يوجد في الإسلام حروب مفتوحة.

    عثمان عثمان: وماذا عما يسمى يعني جهاد الدفع أو جهاد الطلب بالذات؟
    سلمان العودة: طبعا يعني جهاد الدفع هو شيء متفق عليه بجميع شرائع السماء وقوانين الأرض {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ}[الحج:39] وهنا الدفاع عن النفس والدفاع عن الأرض والدفاع عن العرض..

    عثمان عثمان: هذا شيء طبيعي مفروض.

    سلمان العودة: هذا شيء طبيعي ومفروض ونحن نجد، يعني فييتنام لم تكن إسلامية وإنما كانوا شيوعيين ومع ذلك قاتلوا حتى حرروا بلادهم، فأنا أعتقد أنه هنا في ظل وجود العدوان، نتمنى أن تكون الحياة البشرية من أحسن ما يكون لكن الواقع يؤكد أنه ليس الناس كذلك وهناك مصالح سياسية ومطامع وطموحات وتطلعات وتوسع لكثير من الدول.

    عثمان عثمان: يعني ما المقصود بجهاد الطلب إذاً؟

    سلمان العودة: هو طبعا فكرة الدفع والطلب هذه فكرة ناشئة يعني ليس في القرآن الكريم ولا في السنة ولا في كلام الأئمة المتقدمين فكرة دفع وطلب، وإنما كان في الحديث عن الجهاد وتقدير الجهاد هنا يعود إلى الإمام المسلم وأيضا طبعا الجهاد هنا مثلا في عهد النبي عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين من المعلوم أنه لم يكن هناك أي اتفاقيات قائمة بين الدول كانت القصة قائمة على أن القوي يغلب الضعيف ويستولي عليه، العرب كانوا يعني بعضهم مع الفرس وبعضهم مع الروم، يعني الصحابة كانوا يتحدثون أن بعض الدول المجاورة كانت تستعد للهجوم عليهم ولذلك العالم لم يكن عالما وإلى وقت قريب، ولكن إذ وجد وضع فيه استقرار وفيه أمن وفيه عهود ومواثيق صحيحة ويحترمها الناس الإسلام سيكون مؤيدا ومباركا لهذا. أنا أضرب مثالا ربما ليس بعيدا عن موضوع القتال، موضوع الاسترقاق، الاسترقاق كان نظاما بشريا اقرأه في أوروبا وفي الصين وفي الهند وفي كل مكان ولذلك المسلمون كانوا جزءا من ذلك، الإسلام وضع نظاما للرقيق ولكن هذا النظام من الواضح جدا أنه يتشوف إلى تحريرهم بكافة الوسائل مما معروف الفقه الإسلامي من تحرير الرقيق في عدد من حالات الأخطاء التي يرتكبها الإنسان، ومع ذلك فرض التعامل الإنساني أن يطعمهم مما يأكل ويلبسهم مما يلبس ولا يشق عليهم ولا يؤذيهم وإذا وجد حالة مثلما حصل الآن حالة تحرير الأرقاء وإلغاء هذا المعنى أنا أعتقد أن الإسلام يرحب بهذا المبدأ ويستجيب له لأنه يتناسب مع الروح والقيمة الإيمانية.

    عثمان عثمان: يعني في سياق موضوع الشبهات أيضا هناك دعوة في القرآن الكريم إلى إقامة الحد وقد يكون الحد هو القتل {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[البقرة:179] يعني كيف يكون هناك قتل وتكون في نفس الوقت حياة؟

    سلمان العودة: هو حياة، لاحظ السياق القرآني يعني العرب كانوا يقولون في جاهليتهم مثلما الرافعي في كتابه "وحي القلم" قارن بين الآية الكريمة وبين قول العرب "القتل أنفى للقتل" فجعل أن العرب يعني القصة عندهم قتل وقتل، بينما في القرآن عبر بهذا التعبير الجميل اللطيف {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} يعني أنا مرة لقيت واحدا من الاتحاد الأوروبي تلفزيون الاتحاد الأوروبي وسألني في قضية الحدود فيما يتعلق بالزنا، فأجبته عددا من الإجابات وكان من ضمن ما قلت له إنه يعني أن يكون هناك حد رادع ولا يطبق إلا في أضيق الحدود وفي ظل وجود أدلة قاطعة ووجود استخفاف أيضا بقيمة الإنسان وقيمة المجتمع في الإظهار والإعلان للفاحشة، هنا أنت تحافظ، يعني قد يموت واحد ولكنك ستحافظ على مئات الآلاف من الأرواح ونجد اليوم ما يتعلق بمرض الإيدز مثلا وما يؤثره في كثير من الناس الذين يموتون بالملايين كل عام.

    عثمان عثمان: نعم. فضيلة الدكتور أيضا من القضايا المشكلة في هذا الموضوع الدعوة في القرآن الكريم إلى القوة {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ..}[الأنفال:60] غالبا ما يتصور الناس عندما يقرؤون هذه الآية أن القوة هي القوة العسكرية فقط، يعني هل فعلا هي القوة العسكرية أم أن هناك أشكالا أخرى من القوة يجب أن ينتبه لها الناس؟

    سلمان العودة: ما في شك، يعني أقول القوة هنا مفهوم عام {..مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ..} فيشمل كل أنماط وألوان القوة، طبعا من ذلك قوة السلاح ولهذا قال {..وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ..}[الأنفال:60] وهذا ينطبق تماما على ما يسمى بقوة الردع، السلاح الذي قد لا يستخدم أحيانا ولكنه قد يستخدم للردع ويعني إحداث نوع من توازن القوى، ولكن أيضا قوة المعرفة، هذه من أعظم المعاني المهمة وهنا في القرآن الكريم الله تعالى قال {..وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا..}[الحجرات:13] تعارفوا يعني تتبادلوا المعرفة فيما بينكم، ليس معناه فقط أنه أعرفك وتعرفني وإنما تتعارفوا أنه أجد أن عندك أشياء كثيرة أتعرف عليها أستفيدها وأيضا التعارف بمعنى المعروف بمعنى أن أقدم لك المعروف وأنت تقدم لي المعروف هذا للفرد وللجماعة وللمجتمعات، إذاً الإسلام ممكن أن يقيم نظاما متوازنا مع الآخرين في أن يقدم لهم ويستفيد مما عندهم، فالقوة هنا يعني لو لاحظنا تاريخيا -فعلا كلامك صحيح- يعني الكثير من شبابنا مسكونون بهاجس القوة العسكرية، أنا مرة سميت هذا المفهوم عسكرة الحياة، كأن الحياة تحولت عندنا إلى ثكنة عسكرية، فإذا تحدثنا عن تاريخنا تجد أنه يستحضر خالد بن الوليد صلاح الدين الأيوبي وكذلك القاعدة العسكريين، لكن أن يكون أمنيتي أن يكون ولدي مثل أبو بكر الصديق لم يكن قائدا عسكريا، حتى ما كان قويا في جسمه، كان ضعيف الجسم، أو أن يكون مثل ابن عباس في علمه أو الشافعي أو أحمد أو مالك أو يكون يعني مثل ابن الهيثم أو ابن النفيس أو المبدعين أو المخترعين أو المكتشفين، هذه المعاني العظيمة وكذلك حينما نتكلم عن أعدائنا، أنا أقول الآن أمام القوة الصهيونية يعني القوة الصهيونية عندهم أسلحة نووية ولكن ما استخدموها، نعم هي قوة ردع الصهاينة استخدموا القوة في لبنان واستخدموا القوة في غزة واستخدموا القوة أكثر من مرة، والغالب أن القوة يعني لا تؤتي أكلها والضعيف ربما يجد سبيله إلى امتلاك قدر من القوة يدافع به عن نفسه، فلذلك أيضا الآخرون الدول الأوروبية الولايات المتحدة الأميركية هل التفوق علينا هنا فقط بامتلاك السلاح النووي أو بامتلاك الدبابة أو أننا نجد أن هناك التفوق الحضاري؟ النظام السياسي عندهم متفوق يحفظ حقوق الفرد ويسمح للفرد بالمشاركة ويعطي الفرد أهمية انتمائه إلى هذا المجتمع وحفاظه عليه، النظام الإداري الشفاف البعيد عن الفساد والبعيد عن المحسوبيات، القوة المعرفية الآن، ما يسمى بقوة المعرفة اقتصاد المعرفة الآن أكثر من 50% من اقتصاد العالم المتقدم يقوم على أساس المعرفة وثروات الدول لا تقاس بما تملكه من النفط أو المعادن الثمينة وإنما تقاس بما تمتلكه من المعرفة، فأين هذه القوة المعرفية التي نسعى إليها؟ تأثير العالم علينا الآن أنا أقول لو فكرت قليلا أن تأثير السيارة، تأثير الجوال، تأثير التلفاز، تأثير الإذاعة، تأثير وسائل كثيرة جدا علينا، اللاب توب تأثيرها يفوق تأثير آلاف القنابل النووية وآلاف الأسلحة ما يسمى اليوم بالقوة الناعمة الإعلام، تخيل أن آلافا مؤلفة بل ملايين من شبابنا وبناتنا ومراهقينا بل وكبارنا هم في بيوتهم الآن لا يكثرون من الخروج ولا هناك علاقات مع الجيران، هم متسمرون أمام الشاشة يشاهدون أفلاما شرقية وأفلاما غريبة ويتابعونها بدقة وهذه يعني تعيد تشكيلهم من جديد، تشكيل عقولهم وأفكارهم وسلوكهم بل حتى ملابسهم وحتى حركاتهم وحتى لغتهم وطريقتهم في التعاطي مع الأشياء، فأعتقد أنه هنا يعني هذا التأثير الهائل وهذه التغيرات توجب فعلا أن نعود إلى القرآن الكريم ونستلهم القرآن الكريم في أن علينا أن ننافس في مجالات الحياة وأن ندرك أن الحياة ليست معركة عسكرية.