الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية ام حفصه

    ام حفصه تقول:

    افتراضي رسالة أم أحمد لابنتها----




    أيا مهجة القلب إليكِ رسالتي :
    بنيتي : هاأنتِ تودعين طفولتك الجميلة والتي ملأتِ قلبي بها فرحاً وسعادة وبهجة وسرور
    كنت أبكي لبكائك وأفرح لفرحك
    كنت أرقبكِ تكبرين أمام ناظري يوماً بعد يوم
    كنتِ ذكية ، وسريعة البديهة ، وكنت أفخر عندما أجدكِ تحفظين معي سور من القرآن الكريم
    وترددين كلمات باللغة الانجليزية مع معانيها وأنت مازلتِ في الرابعة من عمركِ
    وعند دخولكِ المدرسة كنت معك خطوة بخطوة
    تعرفنا على مرافقها وأركانها وزواياها ومعلماتها سوياً
    وكنتِ شجاعة وجريئة ومحبوبة من الجميع
    ولكن عندما أصبحتِ تذهبين لوحدكِ عانينا معاً
    ولكني كنت أقسو عليك من أجل مصلحتك وكان لابد أن نفترق لبضع ساعات في اليوم
    وفي داخلي فراغ كبير لغيابك وكأنكِ تغيبين عني شهوراً وليس ساعات
    كنتِ لا تنسي كلمة أقولها لكِ ، وكنتِ تتعلمين بسرعة فائقة
    فكنتِ من المتفوقات وأنا بكِ فخورة وسعيدة
    بل كنتِ دوماً من المثاليات والمتميزات بمدرستك

    ولا أنسى ذلك اليوم الذي كانت وجنتاكِ متوردتين من الخجل وأنتِ تخبريني بأنكِ أصبحتِ بالغة
    فاحتضنتك بحب ممزوجاً بالخوف ، فأنا لا أُريدكِ أن تتألمي أو تتعبي
    وكان فضل الله عليكِ كبيراً ، فقد كانت تلك الفترات سهلة وميسرة
    ومازلت أتذكر جلستي المطولة معك :
    قلت لكِ : بنيتي منذ هذه اللحظة أنتِ مكلفة ومحاسبة على كل صغيرة وكبيرة
    فهذا هو سن التكليف والالتزام بأوامر الشَّرع ونواهيه
    وليس عمر الطيش والتهور واللا مبالاة
    أنتِ الآن كالوردة المتفتحة والتي تحتاج للكثير لتنشر عبيرها
    وكلما كانت سنين عمرك في طاعة الله
    ازددتِ جمالاً وبهاء
    وزرع الله محبتكِ في قلوب من حولك

    بنيتي الحبيبة :
    هناك أساسيات في دينك لابد من القيام بها على أكمل وجه لتنالي رضا الله وغفرانه
    الصلاة بنيتي هي عمود الدِّين ، فلا تُضيعيها فتضيع حياتك
    فهي عبادة وصلة بينك وبين ربك ، وهي راحة وسكينة وطمأنينة لكِ
    وبها تنتظم أوقاتك ، وتسعد أيامك
    وكتاب الله ليكن رفيقكِ ، ولكِ في كل يوم منه ورداً
    أمَّا الصِّيام فلا يُقبل منكِ فطر يومٍ إلا بعذر شرعي
    منذ اليوم ياحبيبتي أصبحتِ امرأة راشدة
    فعليكِ بحجابك الشَّرعي فهو لكِ ستر وعفاف
    كوني كالجوهرة المكنونة والتي تحتجب داخل محارتها
    لتجد من يقدرها ويرفع مكانتها
    وليكن الحياء سمتك ، والفضيلة هدفك
    وغضي بصركِ غاليتي عن الرِّجال وعن كل ماحرَّم الله
    فمنذ هذه اللحظة صغيرتي سيبدأ الملكان في تسجيل حسناتك وسيئاتك
    فلا تعملي إلا مايرضي ربك ، لتجديه في صحيفة عملك يوم تلقيه
    إيَّاكِ ورفيقات السُّوء فإنَّ تأثيرهنَّ كبير وخطرهنَّ جسيم
    فأنا من اليوم صديقتك الصَّدوق
    صارحيني بكل مايجول بخاطرك وسأكون رفيقتك الوفيِّة
    ولن تجدي من يقف بجانبكِ مثلي
    افتحي لي قلبك وسأكون لكِ النَّاصح الأمين
    تذكري بنيتي مابذلناه أنا ووالدكِ في سبيل تربيتك
    كوني كالمصباح الذي يضيء حياتنا
    دعينا كلما نظرنا لعينيك الجميلتين نشكر الله أن وهبنا إياك
    وأكرمنا ببركِ وصلاحك ..
    احذري بنيتي من آفات اللسان فهي تجر صاحبها للهلاك
    تعلمي متى تتكلمي ومتى تصمتي
    لا تكثري من الكلام حتى لا تكثر زلاتك
    وحاسبي على كلمتكِ كثيراً قبل أن تنطلق منك ولتملكيها قبل أن تملكك
    ليكن صوتك منخفضاً ، وأسلوبك سهلاً وليناً
    وبعد طاعتكِ لربك ثمَّ لوالديك عليكِ بصلة أرحامك
    اعرفي حقوق أقاربك وتوددي لهم بالكلمة الطيبة والسُّلوك الحسن
    لا تضيقي ذرعاً ببعض تصرفات والديك
    وثقي أنَّ بها مصلحتك وعلو شأنك
    قد يكون خروجنا من منزلنا قليلاً وهذا فيه الخير الوفير لنا
    فالله جلَّ وعلا قد أمر النِّساء بالقرار بالبيوت ، وعدم الخروج إلا لحاجة
    وكرَّه لنا نبينا صلَّى الله عليه وسلَّم كثرة ارتياد الأسواق


    حافظي على لباسك بنيتي حتى وأنتِ في بيتك
    وليكن لباسك ساتراً ومحتشماً
    ولا تقلدي الغربيات في ملابسهن العارية والقصيرة والمخالفة لشرع الله
    فأنتِ حفيدة عائشة وخديجة وحفصة وفاطمة الزَّهراء
    والتي اختارت أن تُدفن ليلاً حتى لا يراها الرِّجال وهي ميتة
    بل أنها ارادت أن يكون على أطراف نعشها آعمدة حتى يرتفع الغطاء فلا يبين منها شيء

    بنيتي :
    اليوم أراكِ قد وعيتِ كل كلمة قلتها لكِ
    ولا تأخذكِ بالحق لومة لائم
    بل أنتِ من ينصحني أحياناً بكل رفق ولين
    وأراكِ ترددين متعجبة من حديث قريناتك : نحن مراهقات !!
    فتقولي : في الإسلام لا مراهقة بل مسؤولية والتزام


    بنيتي الحبيبة : اهتمي بإخوتك وامنحيهم حبك ومودتك
    ولا تبخلي عليهم يوماً بالنُّصح والتوجيه
    فقلبكِ الصغير بهِ حناناً يسع الكون بأكمله
    فأنتِ أمي التي تغمرني بحبها
    فكوني لإخوتكِ أمًّا وصديقة وأختاً


    بوركتِ يافلذة كبدي ، وياأروع هدية منحني الرحمن إياها
    سيري في طريقكِ فأنتِ على الحق
    ولا تغرنكِ الحياة الدنيا وزخرفها
    أراكِ الآن داعية صغيرة ناضجة ترغب بأن تلتحق بقسم إسلامي
    لتدعو لسبيل ربها بالحكمة والموعظة الحسنة
    ولسان حالك يقول : لا أُريد قسماً سهل التوظيف
    ولكني أُريد قسماً يوصلني للجنَّة
    حفظكِ ربي ورعاك
    وأُشهد الله وجميع خلقه أنِّي راضية عنكِ تمام الرضا
    فاستمري كما عهدتكِ ، ولا تجعلي الأيام تزيدك إلا قوة وإيماناً
    إن كنت أحسنت في تربيتك فهذا من فضل ربي فأغدقيني بالدعوات حيَّة وميتة
    وإن كنت قد قصرت فسامحيني ، فهدفي كان الإحسان مااستطعت إلى ذلك سبيلاً

    والدتك المحبة وصديقتك المخلصة وأختك الوفية : أم أحمد


    بقلم : أم أحمد
    30/ربيع الآخر / 1434 هجرية






    الدمعه- طيف- رضى رزقتم الجنه بلا حساب ----والجميع----
     
  2. الصورة الرمزية رونق الامل

    رونق الامل تقول:

    افتراضي رد: رسالة أم أحمد لابنتها----

    ربي آسالك ثلاثه 1 : جْنِھٌ آلفردوس 2 : ۈحُسْنَ آلخآتمِہٌ 3 : ۈرضآ آلوالدين آمَين يارب .. وإياكم