الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
  1. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي عالم الملائكة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين

    عالم الملائكة هم عالم من عوالم الكون العظيمة، وجُند من جنود الله العجيبة، صادق الإيمان يحبهم وينزلهم قدرهم ومكانهم، ناصَروا الدين وحموه، وقاموا بالحق وبذلوه،

    يصرف الله بهم حادثات البشر، ويسوق سبحانه بأفعالهم الحوادث والعبر، من سمع عنهم بصدق لهج لسانه بالتسبيح والتعظيم ليس لهم، بل للذي خلقهم، وبإبداع محكم سوّاهم،

    إنهم عالم الملائكة، فأعظم به من عالم!


    مادة خلقهم ووقته


    إنّ المادة التي خلقوا منها هي النور ؛ ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها وعن أبيها : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خلقت الملائكة من نور ، وخلق الجان من مارج من نار ، وخلق آدم مما وصف لكم )


    ولم يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أي نور هذا الذي خلقوا منه ، ولذلك فإننا لا نستطيع أن نخوض في هذا الأمر لمزيد من التحديد ؛ لأنه غيب لم يرد فيه ما يوضحه أكثر من هذا الحديث .

    وما روي عن عكرمة أنه قال : ( خلقت الملائكة من نور العزة ، وخلق إبليس من نار العزة ) ، وما روي عن عبد الله بن عمرو أنه قال : ( خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر ) ، لا يجوز الأخذ به ، وعلى فرض صحته عن هؤلاء العلماء الأفاضل فهم غير معصومين ، ولعلهم قد استقوه من الإسرائيليات

    وأما ما ذكره ولي الله الدهلوي من : " أن الملأ الأعلى ثلاثة أقسام :

    قسم علم الحقُّ أن نظام الخير يتوقف عليهم ، فخلق أجساماً نورية بمنزلة نار موسى ، فنفخ فيها نفوساً كريمة .

    وقسم اتفق حدوث مزاج في البخارات اللطيفة من العناصر استوجب فيضان نفوس شاهقة شديدة الرفض ؛ ( أي الترك ) للألواث البهيمية .


    وقسم هم نفوس إنسانية قريبة المأخذ من الملأ الأعلى ، ما زالت تعمل أعمالاً منجية تفيد اللحوق بهم ، حتى طرحت عنها جلايب أبدانها ، فانسلكت في سلكهم ، وعدّت منهم " .

    فلا يوجد دليل صحيح يدل على صحة هذا التقسيم بهذا التفصيل والتحديد .

    ولا ندري متى خُلقوا ، فالله – سبحانه – لم يخبرنا بذلك ، ولكننا نعلم أنّ خلقهم سابق على خلق آدم أبي البشر ، فقد أخبرنا الله أنه أعلم ملائكته أنه جاعل في الأرض خليقة : ( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعلٌ في الأرض خليفة ) [ البقرة : 30 ] ، والمراد بالخليفة آدم عليه السلام ، وأمرهم بالسجود له حين خلقه : ( فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) [ الحجر : 29 ] .



     
  2. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: عالم الملائكة

    رؤية الملائكة


    ولما كانت الملائكة أجساماً نورانية لطيفة ، فإن العباد لا يستطيعون رؤيتهم ، خاصة أن الله لم يعط أبصارنا القدرة على هذه الرؤية .

    ولم ير الملائكة في صورهم الحقيقية من هذه الأمة إلا الرسول صلى الله عليه وسلم ،فإنه رأى جبريل مرتين في صورته التي خلقه الله عليها ، وقد دلت النصوص على أن البشر يستطيعون رؤية الملائكة ، إذا تمثل الملائكة في صورة بشر .




    عِظَم خلقهم




    قال الله تعالى في ملائكة النار : ( يا أيها الذين آمنواقوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يأمرون ) [ التحريم : 6 ] .


    وسأكتفي بسوق الأحاديث التي تتحدث عن ملكين كريمين فحسب .


    1-عِظم خلق جبريل عليه السلام


    رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على صورته الملائكية التي خلقه الله عليها مرتين ، هما المذكورتان في قوله تعالى : (ولقد رآه بالأفق المبين ) [ التكوير : 23 ] ، وفي قوله : ( ولقد رآه نزلةً أخرى –عند سدرة المنتهى – عندها جنة المأوى ) [ النجم : 13-15 ] ، عندما عرج به إلى السموات العلا .


    وقد ورد في صحيح مسلم : أن عائشة رضي الله عنها سألت الرسول صلى الله عليه وسلم عن هاتين الآيتين فقال صلى الله عليه وسلم : ( إنما هو جبريل ، لم أره على صورته التي خُلق عليها غير هاتين المرتين .


    رأيته منهبطاً من السماء ، سادّاً عِظَمُ خَلْقه ما بين السماء إلى الأرض ) .



    وسئلت عائشة رضي الله عنها عن قوله تعالى : ( ثم دنا فتدلَّى ) [ النجم : 8 ] ،فقالت : " إنما ذلك جبريل عليه السلام ، كان يأتيه في صورة الرجال ، وإنه أتاه في هذه المرة في صورته ، التي هي صورته ، فسدّ أفق السماء .




    وورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود أنه قال : " رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح .




    وقال ابن مسعود أيضاً في قوله تعالى : ( لقد رأى من آيات ربه الكبرى ) [ النجم :18 ] أي رفرفاً أخضر قد سدّ الأفق .



    وهذا الرفرف الذي سدّ الأفق هو ما كان عليه جبريل ، فقد ذكرابن حجر أن النسائي والحاكم رويا من طريقهما عن ابن مسعود قال : " أبصر نبي الله صلى الله عليه وسلم جبريل عليه السلام على رفرف قد ملأ ما بين السماء والأرض.



    وذكر ابن حجر أن ابن مسعود قال في رواية النسائي : "
    رأى محمد صلى الله عليه وسلم جبريل له ستمائة جناح قد سدّ الأفق .




    وفي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم جبريل في صورته ، وله ستمائة جناح ، كل جناح منها قد سدّ الأفق .


    يسقط من جناحه التهاويل من الدرر واليواقيت .



    قال ابن كثير في هذا الحديث : " إسناده جيد .




    وقال في وصف جبريل : ( إنه لقول رسولٍ كريمٍ – ذي قوةٍ عند ذي العرش مكينٍ –مُّطاعٍ ثم أمينٍ ) [ التكوير : 19-21 ] ، والمراد بالرسول الكريم هنا : جبريل ،وذي العرش : رب العزة سبحانه .


    2-عِظم خلقه حَمَلة العرش


    روى أبو داود عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (أُذن لي أن أُحدِّث عن ملك من ملائكة الله ، من حملة العرش ، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام ).




    ورواه ابن أبي حاتم وقال : ( تخفق الطير ) . قال محقق مشكاة المصابيح : "إسناده صحيح .



    وروى الطبراني في معجمه الأوسط بإسناد صحيح عن أنس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أذن لي أن أحدث عن ملك من حملة العرش ، رجلاه في الأرض السفلى ،وعلى قرنه العرش ، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام ، يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت ).


    ان شاء الله لنا العوده لنكمل الموضوع

     
  3. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: عالم الملائكة




    أهمالصفات الخَلقية


    أولاً : أجنحة الملائكة


    للملائكة أجنحة كما أخبرنا الله تعالى ، فمنهم من له جناحان ، ومنهم من له ثلاثة ، أو أربعة ،ومنهم من له أكثر من ذلك : ( الحمد لله فاطر السَّماوات والأرض جاعل الملائكة رسلاً أولي أجنحةٍ مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إنَّ الله على كل شيءٍ قدير ٌ ) [ فاطر : 1 ].


    والمعنى أن الله جعلهم أصحاب أجنحة ، بعضهم له جناحان ، وبعضهم له ثلاثة أو أربعة، أو أكثر من ذلك .
    وقد سبق ذكر الأحاديث التي يخبر فيه الرسول صلى الله عليه وسلم أن لجبريل ستمائة جناح .

    ثانياً : جمال الملائكة


    خلقهم الله على صور جميلة كريمة قال تعالى في جبريل : ( علَّمه شديد القوى – ذومرةٍ فاستوى ) [ النجم : 5-6 ] .

    قال ابن عباس : (ذو مرة ) : ذو منظر حسن ، وقال قتادة : ذو خَلْقٍ طويل حسن . وقيل : ذو مرة : ذوقوة . ولا منافاة بين القولين ، فهو قوي وحسن المنظر .


    وقد تقرر عند الناس وصف الملائكة بالجمال ، كما تقرر عندهم وصف الشياطين بالقبح ،ولذلك تراهم يشبهون الجميل من البشر بالملك ، انظر إلى ما قالته النسوة في يوسف الصديق عندما رأينه : ( فلما رأينه أكبرنه وَقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ وقلن حاش للهما هذا بشراً إن هذا إلا ملكٌ كريمٌ ) [ يوسف : 31 ] .



    ثالثاً : هل بين الملائكة والبشر شبه في الشكل والصورة


    روى مسلم في صحيحه ، والترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه : أن رسول الله صلىالله عليه وسلم قال : ( عُرض عليَّ الأنبياء ، فإذا موسى ضرب من الرجال، كأنه منرجال شنوءة ، ورأيت عيسى ابن مريم ، فإذا أقرب من رأيت به شبهاً عروة بن مسعود ،ورأيت إبراهيم صلوات الله عليه ، فإذا أقرب من رأيت به شبهاً صاحبُكم ، ( يعنينفسه ) .

    فهل هذا الشبه كائن بين صورة جبريل الحقيقية وصورة دحية الكلبي ، أم هو بين الصورة التي يكون بها جبريل عندما يتمثل في صورة بشر ؟ !

    الأرجح هذا الأخير ؛ لما سيأتي أن جبريل كان يتمثل في صورة دحية كثيراً .

    رابعاً : تفاوتهم في الخلق والمقدار


    الملائكة ليسوا على درجة واحدة في الخلق والمقدار ، فبعض الملائكة له جناحان ،وبعضهم له ثلاثة ، وجبريل له ستمائة جناح ، ولهم عند ربهم مقامات متفاوتة معلومة
    (وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ ) [ الصافات : 164 ] .

    وقال في جبريل : ( إنَّه لقول رسولٍ كريمٍ – ذي قوةٍ عند ذي العرش مكينٍ ) [التكوير : 19-20 ] ؛ أي له مكانة ومنزلة عالية رفيعة عند الله .


    وأفضل الملائكة هم الذين شهدوا معركة بدر ، ففي صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع :أن جبريل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال : ( ما تعدّون أهل بدر فيكم ؟ قال :من أفضل المسلمين ، أو كلمة نحوها ، قال : وكذلك من شهد بدراً من الملائكة ) .

    خامساً : لا يوصفون بالذكورة والأنوثة


    من أسباب ضلال بني آدم في حديثهم عن عوالم الغيب أن بعضهم يحاول إخضاع هذه العوالم لمقاييسه البشرية الدنيوية ، فنرى أحداً من هؤلاء يعجب في مقال له من أن جبريل كان يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم بعد ثوان من توجيه سؤال إلى الرسول صلى الله عليه وسلم يحتاج إلى جواب من الله ، فكيف يأتي بهذه السرعة الخارقة ، والضوء يحتاج إلىملايين السنوات الضوئية ؛ ليصل إلى بعض الكواكب القريبة من السماء .


    وما درى هذا المسكين أن مثله كمثل بعوضة ، تحاول أن تقيس سرعة الطائرة بمقياسها الخاص ، لو تفكر في الأمر ، لعلم أن عالم الملائكة له مقاييس تختلف تماماً عن مقاييسنا نحن البشر .


    ولقد ضلّ في هذا المجال مشركو العرب الذين كانوا يزعمون أن الملائكة إناث ،واختلطت هذه المقولة المجافية للحقيقة عندهم بخرافة أعظم وأكبر ؛ إذ زعموا أن هؤلاء الإناث بنات الله .


    سادساً : لا يأكلون ولا يشربون



    أشرنا من قبل أنهم لا يوصفون بالذكورة والأنوثة ، وكذلك هم لا يحتاجون إلى طعام البشر وشرابهم ، فقد أخبرنا الله أن الملائكة جاؤوا إبراهيم في صورة بشر ، فقدّم لهم الطعام ، فلم تمتد أيديهم إليه ، فأوجس منهم خيفة ، فكشفوا له عن حقيقتهم ،فزال خوفه واستغرابه : ( هل أَتَاكَ حديث ضيف إبراهيم المكرمين – إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلامٌ قومٌ منكرون – فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمينٍ – فقرَّبه إليهم قال ألا تأكلون – فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشَّروه بغلامٍ عليم ٍ ) [الذاريات : 24-28 ] .

    وفي آية أخرى قال : ( فلمَّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهموأوجس منهم خِيفَةً قالوا لا تخف إنَّا أرسلنا على قوم لوطٍ ) [ هود : 70 ] .


    ونقل السيوطي عن الفخر الرازي : أن العلماء اتفقوا على أن الملائكة لا يأكلون ولايشربون ولا يتناكحون.

    سابعاً : لا يملّون ولا يتعبون


    والملائكة يقومون بعبادة الله وطاعته وتنفيذ أوامره ، بلا كلل ولا ملل ، ولايدركهم ما يدرك البشر من ذلك ، قال تعالى في وصف الملائكة : ( يسبحون الليلوالنهار لا يفترون ) [ الأنبياء : 20 ] .


    ومعنى لا يفترون : لا يضعفون . وفي الآية الأخرى : ( فالَّذين عند ربك يسبحون له بالَّليل والنَّهار وهم لا يسأمون ) [ فصلت : 38 ]

    تقول العرب : سئم الشيء ، أي :ملّه .


    وقد استدل السيوطي بقوله : ( لا يفترون ) على أن الملائكة لا ينامون ، ونقله عن الفخر الرازي.

    ثامناً : منازل الملائكة


    منازل الملائكة ومساكنها السماء ، كما قال تعالى : ( تكاد السَّماوات يتفطَّرن من فوقهنَّ والملائكة يسبحون بحمد ربهم ) [ الشورى : 5 ] .


    وقد وصفهم الله تعالى بأنهم عنده : ( فإن استبكروا فالَّذين عن ربك يسبحون له بالَّليل والنَّهار وهم لا يسأمون ) [ فصلت : 38 ] .


    وينزلون إلى الأرض بأمر الله لتنفيذ مهمات نيطت بهم ، ووكلت إليهم : ( وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك ) [ مريم : 64 ] . ويكثر نزولهم في مناسبات خاصة كليلة القدر : (ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ – تنزَّلُ الملائكة والرُّوح فيها بإذن ربهم من كلأمر ) [ القدر : 3-4 ] .

    تاسعاً : أعداد الملائكة


    الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم : ( وما يعلم جنود ربك إلاَّ هو )[ المدثر : 31 ] .

    وإذا أردت أنتعلم كثرتهم ، فاسمع ما قاله جبريل عن البيت المعمور ، عندما سأله الرسول صلى الله عليه وسلم عنه عندما بلغه في الإسراء : ( هذا البيت المعمور يصلي فيه في كل يومسبعون ألف ملك لا يعودون إليه آخر ما عليهم ) (7) .


    وفي صحيح مسلم عن عبد الله أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام ، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها ) .

    فعلى ذلك فإنالذين يأتون بجهنم يوم القيامة أربعة مليارات وتسعمائة مليون ملك .


    وإذا تأملت النصوص الواردة في الملائكة التي تقوم على الإنسان علمت مدى كثرتهم ،فهناك ملك موكل بالنطفة ، وملكان لكتابة أعمال كل إنسان ، وملائكة لحفظه ، وقرين ملكي لهدايته وإرشاده .

    عاشراً : أسماء الملائكة


    للملائكة أسماء ، ونحن لا نعرف من أسماء الملائكة إلا القليل ، وإليك الآيات التي ورد فيها أسماء بعض الملائكة :


    1 ، 2- جبريلوميكائيل


    قال تعالى : ( قل من كان عدوّاً لجبريل فإنَّه نزله على قلبك بإذن الله مصدّقاً لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين – من كان عدوّاً لله وملائكته ورسله وجبريل ووَمِيكَالَ فإنَّ الله عدوٌّ للكافرين ) [ البقرة : 97-98 ] .


    وجبريل هو الروح الأمين المذكور في قوله تعالى : ( نزل به الرُّوح الأمينُ – على قلبك لتكون من المنذرين ) [ الشعراء : 193-194 ] .


    وهو الروح المعني في قوله : ( تنزَّل الملائكة والرُّوح فيها بإذن ربهم )[القدر:4] .


    وهو الروح الذي أرسله إلى مريم : ( فأرسلنا إليها روحنا ) [ مريم : 17 ] .

    3- إسرافيل


    ومن الملائكة إسرافيل الذي ينفخ في الصور .

    وجبريل وميكائيل وإسرافيل هم الذين كان يذكرهم الرسول صلىالله عليه وسلم ، في دعائه عندما يستفتح صلاته من الليل : ( اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض ، عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ) (9) .

    4- مالك


    ومنهم مالك خازن النار : ( ونادوا يا مالك ليقض علينا ربُّك قال إنَّكم مَّاكثون )[الزخرف : 77] .


    5- رضوان



    قال ابن كثير : " وخازن الجنّة ملك يقال له رضوان ، جاء مصرحاً به في بعضالأحاديث " (10) .

    6 ، 7- منكر ونكير



    ومن الملائكة الذين سماهم الرسول صلى الله عليه وسلم منكر ونكير ، وقد استفاض في الأحاديث ذكرهما في سؤال القبر .

    8 ، 9- هاروت وماروت


    ومنهم ملكان سماهما الله باسم ( هاروت وماروت ) قال تعالى : ( وما كفر سليمان ولكنَّ الشَّياطين كفروا يعلمون النَّاس السحر وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت وما يعلمان من أحدٍ حتَّى يقولا إنَّما نحن فتنةٌ فلا تكفر ) [ البقرة :102 ] .


    ويبدو من سياق الآية أن الله بعثهما فتنة للناس في فترة من الفترات ، وقد نُسجت حولهما في كتب التفسير وكتب التاريخ أساطير كثيرة ، لم يثبت شيء منها في الكتاب والسنة ، فيكتفى في معرفة أمرهما بما دلت عليه الآية الكريمة .

    عزرائيل



    وقد جاء في بعض الآثار تسمية ملك الموت باسم عزرائيل ، ولا وجود لهذا الاسم في القرآن ، ولا في الأحاديث الصحيحة (11) .

    رقيب وعتيد



    يذكر بعض العلماء أن من الملائكة من اسمه رقيب وعتيد ، استدلالاً بقوله تعالى : (إذ يتلقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عن اليمين وعن الشمال قعيدٌ – مَّا يلفظ من قولٍ إلاَّ لديه رقيب عتيدٌ ) [ ق : 17-18 ] .

    وما ذكروه غير صحيح ، فالرقيب والعتيد هنا وصفان للملكين اللذين يسجلان أعمال العباد ، ومعنى رقيب وعتيد ؛ أي : ملكان حاضران شاهدان ، لايغيبان عن العبد ، وليس المراد أنهما اسمان للملكين .

    الحادي عشر : موت الملائكة



    الملائكة يموتون كما يموت الإنس والجن ، وقد جاء ذلك صريحاً في قوله تعالى : (ونفخ في الصُّور فصعق من في السَّماوات ومن في الأرض إلاَّ من شاء الله ثم نفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون ) [ الزمر : 68 ] .


    فالملائكة تشملهم الآية ؛ لأنهم في السماء ، يقول ابن كثير عند تفسيره هذه الآية : هذه هي النفخة الثانية ، وهي نفخة الصعق ،وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السماوات والأرض إلا من شاء الله كما جاء مصرحاً به مفسراً في حديث الصور المشهور ، ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت ، وينفرد الحي القيوم ، الذي كان أولاً ، وهو الباقي آخراً بالديمومة والبقاء ، ويقول : لمن الملك اليوم ؟ ثلاث مرات ، ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول : (لله الواحد القهَّار ) [ غافر : 16 ] .


    ومما يدّل على أنهم يموتون قوله تعالى : ( كلُّ شيءٍ هالك إلاَّ وجهه ) [ القصص :88 ] .
    وهل يموت أحد منهم قبل نفخة الصور ؟ هذا ما لا نعلمه ، ولا نستطيع الخوض فيه ؛لعدم وجود النصوص المثبتة له أو النافية .

    ان شاء الله العوده لنكمل الموضوع
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الكعبي ; 14 Mar 2013 الساعة 02:00 PM

     
  4. الصورة الرمزية رونق الامل

    رونق الامل تقول:

    افتراضي رد: عالم الملائكة

    جزاكم الله خيرا
    ربي آسالك ثلاثه 1 : جْنِھٌ آلفردوس 2 : ۈحُسْنَ آلخآتمِہٌ 3 : ۈرضآ آلوالدين آمَين يارب .. وإياكم
     
  5. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: عالم الملائكة

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رونق الامل مشاهدة المشاركة
    جزاكم الله خيرا

    وانتي كذالك

     
  6. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: عالم الملائكة

    الصفات الخُلُقيةالملائكة كرام بررة


    وصف الله الملائكة بأنهم كرام بررة : ( بأيدي سفرةٍ – كرامبررةٍ ) [ عبس : 15-16 ] ؛ أي القرآن بأيدي سفرة ، أي : الملائكة ؛ لأنهم سفراءالله إلى رسله وأنبيائه ، قال البخاري : سفرة : الملائكة واحدهم سافر ، سفرتُ :أصلحت بينهم ، وجعلت الملائكة – إذا نزلت بوحي الله تعالى وتأديته – كالسفير الذي يصلح بين القوم .

    وقد وصف الله تعالى هؤلاء الملائكة بأنهم ( كرام بررةٍ ) ؛ أي : خلقهم كريم حسن شريف ، وأخلاقهم وأفعالهم بارة ظاهرة كاملة ، ومن هنا ينبغي لحامل القرآن أن يكون في أفعاله وأقواله على السداد والرشاد .


    روى البخاري عن عائشة – رضي الله عنها – قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( مثل الذي يقرأ القرآن وهو حافظ له مع السفرة الكرام ، ومثل الذي يقرأ القرآن وهو يتعاهده ، وهو عليه شديد ، فله أجران ).



    استحياء الملائكة


    من أخلاق الملائكة التي أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلمبها : الحياء ؛ ففي الحديث الذي يرويه مسلم في صحيحه عن عائشة : أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان مضطجعاً في بيتها ، كاشفاً عن فخذيه أو ساقيه ، فاستأذن أبوبكر ، فأذن له وهو على تلك الحال ، فتحدث ، ثمّ استأذن عمر ، فأذن له وهو كذلك ،فتحدث ، ثم استأذن عثمان ، فجلس الرسول صلى الله عليه وسلم وسوّى ثيابه ، فدخل ،فتحدث ، فلما خرج قالت عائشة : دخل أبو بكر ، فلم تهتش له ، ولم تُبَالهِ ، ثم دخل عمر ، فلم تهتش له ولم تباله ، ثم دخل عثمان ، فجلست ، وسويت ثيابك ، فقال : ( ألااستحيي من رجل تستحيي منه الملائكة ).


    وقولها : لم تهتش له : الهشاشة والبشاشة : طلاقة الوجه ، وحسن اللقاء .


    وقولها : لم تباله : لم تحتفل به .



    قدراتهم


    1- قدرتهم على التشكل


    أعطى الله الملائكة القدرة على أن يتشكلوا بغير أشكالهم ، فقد أرسل الله جبريل إلى مريم في صورة بشر : ( واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت من أهلها مكاناً مشرفاً –فاتخذت من دونهم حجاباً فأرسلنا إليها روحنا فتمثَّل لها بشراً سوياً – قالت إني أعوذ بالرَّحمن منك إن كنت تقيّاً – قال إنَّما أنا رسول ربك لأهب لك غلاماً زكيّاً ) [ مريم : 16-19] .


    وإبراهيم – عليه السلام – جاءَته الملائكة في صورة بشر ،ولم يعرف أنهم ملائكة حتى كشفوا له عن حقيقة أمرهم ، ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاماً قال سلامٌ فما لبث أن جاء بعجلٍ حنيذٍ – فلمَّا رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفةً قالوا لا تخف إنَّا أرسلنا إلى قوم لوطٍ ) [هود : 69-70] .


    وجاؤوا إلى لوط في صورة شباب حسان الوجوه ، وضاق لوط بهم ،وخشي عليهم قومه ، فقد كانوا قوم سوء يفعلون السيئات ، ويأتون الذكران من العالمين: ( ولمَّا جاءت رُسُلُنَا لوطاً سِيءَ بهم وضاق بهم ذرعاً وقال هذا يوم عصيب ٌ )[ هود : 77 ] .



    يقول ابن كثير : " تبدى لهم الملائكة في صورة شباب حسان امتحاناً واختباراًحتى قامت على قوم لوط الحجة ، وأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر .


    وقد كان جبريل يأتي الرسول صلى الله عليه وسلم في صفات متعددة ، فتارة يأتي فيصورة دحية بن خليفة الكلبي ( صحابي كان جميل الصورة ) ، وتارة في صورة أعرابي .


    وقد شاهده كثير من الصحابة عندما كان يأتي كذلك .


    في الصحيحين عن عمر بن الخطاب قال : بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم ، إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب ، شديد سواد الشعر ، لا يرى عليه أثرالسفر ، ولا يعرفه منا أحد ، حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ، ووضع كفيه على فخذيه ، وقال : يا محمد ، أخبرني عن الإسلام " . وفي الحديث أنه سأله عن الإيمان والإحسان والساعة وأماراتها.


    وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم فيما بعد أن السائلجبريل ، جاء يعلم الصحابة دينهم .


    ورأت عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم واضعاً يده على معرفة فرس دحية الكلبي يكلمه، فلما سألته عن ذلك ، قال صلى الله عليه وسلم : ( ذلك جبريل ، وهو يقرئك السلام ).

    وقد حدثنا الرسول صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفساً ، وأنه لما هاجر تائباً جاءه الموت في منتصف الطريق إلى الأرض التي هاجر إليها ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فحكّموا فيه ملكاً جاءَهم في صورة آدمي ، يقول عليه السلام : ( فأتاهم ملك في صورة آدمي ،فجعلوه بينهم ، فقال : قيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيتهما كان أدنى فهو له ) ،ولا بدّ أنهم حكموه بأمر الله ، فأرسل الله لهم هذا الملك في صورة آدمي ، والقصة في صحيح مسلم ، في باب التوبة.


    وسيأتي في قصة الثلاثة الذين ابتلاهم الله من بني إسرائيل الأبرص والأقرع والأعمى ، وأن الملك تشكل لهم بصورة بشر.


    وقد خاض بعض أهل العلم في كيفية تشكل الملائكة بنظرة عقلية مجردة ، فجاؤوا بكلام غث ، وما كان أغناهم عن الخوض في هذا المبحث الغيبي ، فالله أعلمنا بتشكلهم ، ولم يعلمنا بكيفية ذلك ، وكان يسع هؤلاء ما وسع رسول الله وأصحابه من بعده ، فيقفوا حيث وقفوا ، وإن شئت أن ترى شيئاً من كلام من تكلم في هذا الموضوع ، فارجع إلى كتاب السيوطي : ( الحبائك في أخبار الملائك ) .


    2-عظم سرعتهم


    أعظم سرعة يعرفها البشر هي سرعة الضوء ، فهو ينطلق بسرعة (186) ألف ميل في الثانية الواحدة .

    أمّا سرعة الملائكة فهي فوق ذلك ، وهي سرعة لا تقاس بمقاييس البشر ، كان السائل يأتي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فلا يكاد يفرغ من سؤاله حتى يأتيه جبريل بالجواب من ربّ العزة سبحانه وتعالى ، واليوم لو وُجدت المراكب التي تسير بسرعة الضوء ، فإنها تحتاج إلى ( مليار ) سنة ضوئية حتى تبلغ بعض الكواكب الموجودة في آفاق هذا الكون الواسع الشاسع .



    3- علمهم


    والملائكة عندهم علم وفير علّمهم الله إيّاه ، ولكن ليس عندهم القدرة التي أعطيت للإنسان في التعرف على الأشياء : ( وعلَّم آدم الأسماءكلها ثُمَّ عرضهم على الملائكة فقال أَنبِئُونِي بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين – قالوا سبحانك لا علم لنا إلاَّ ما علَّمتنا إنَّك أنت العليم الحكيم ) [ البقرة :31-32 ] .



    فالإنسان يتميز بالقدرة على التعرف على الأشياء ، واكتشاف سنن الكون ، والملائكة يعلمون ذلك بالتلقي المباشر عن الله سبحانه وتعالى .



    ولكنّ الذي علمهم الله إياه أكثر مما يعرفه الإنسان ، ومن العلم الذي أعطوه علم الكتابة : ( وإنَّ عليكم لحافظين – كراماً كاتبين – يعلمون ما تفعلون ) [ الانفطار: 10-12 ] .


    وسيأتي إيضاح هذا في مبحث ( الملائكة والإنسان ) .
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الكعبي ; 14 Mar 2013 الساعة 07:46 PM

     
  7. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: عالم الملائكة



    اختصام الملأ الأعلى


    والملائكة تتحاور فيما بينها فيما خفي عليها من وحي ربها ، ففي سنن الترمذي ،ومسند أحمد عن ابن عباس : أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( أتاني الليلة ربي– تبارك وتعالى – في أحسن صورة – قال : أحسبه قال : في المنام – فقال : يا محمد ،هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قال : قلت : لا . قال : فوضع يده بين كتفيّ ،حتى وجدت بردها بين ثدييّ ، فعلمت ما في السماوات ، وما في الأرض .


    فقال : يا محمد ! هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى ؟ قلت :نعم ، في الكفارات والدرجات ، والكفارات : المكث في المساجد بعد الصلاة ، والمشيعلى الأقدام إلى الجماعات ، وإسباغ الوضوء في المكاره ، والدرجات : إفشاء السلام ،وإطعام الطعام ، والصلاة بالليل والناس نيام .



    قال : صدقت ، ومن فعل ذلك عاش بخير ، ومات بخير ، وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه .


    وقال : يا محمد ، إذا صليت فقل : اللهم إني أسألك فعل الخيرات ، وترك المنكرات ،وحبّ المساكين ، وأن تغفر لي ، وترحمني ، وتتوب عليّ ، وإذا أردت بعبادك فتنة ،فاقبضني إليك غير مفتون ).


    قال ابن كثير في هذا الحديث بعد ذكره له : " هذا حديثالمنام المشهور ، ومن جعله يقظة فقد غلط ، وهو في السنن من طرق ، وهذا الحديث رواهالترمذي من حديث جهضم بن عبد الله اليمامي به .


    وقال الحسن : صحيح ، وليس هذا الاختصام هو الاختصام المذكور في القرآن في قوله : (ما كان لي علم بالملإ الْأَعْلَى إذ يختصمون – إن يُوحَى إليَّ إلاَّ أنَّما أنانذيرٌ مُّبين) [ ص : 69-70 ] .



    فإن الاختصام المذكور في الحديث ، قد فسره الرسول صلى الله عليه وسلم .


    والاختصام المذكور في القرآن فسرته الآيات بعده : ( إذ قال ربُّك للملائكة إني خالق بشراً من طينٍ – فإذا سوَّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين – فسجد الملائكة كلُّهم أجمعون – إلاَّ إبليس استكبر وكان من الكافرين ) [ ص : 71-74 ] .



    فالاختصام المذكور في القرآن كان في شأن آدم – عليه السلام – وامتناع إبليس من السجودله ، ومحاجته ربّه في تفضيله عليه .


    4- منظمون في كل شؤونهم



    الملائكة منظمون في عبادتهم ، وقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على الاقتداء بهم في ذلك فقال : ( ألا تصفّون ما تصفّ الملائكة عند ربها ) ؟ قالوا : يا رسولالله ، وكيف تصف الملائكة عند ربها ؟ قال : ( يتمون الصفوف ، ويتراصون في الصف ) .



    وفي يوم القيامة يأتون صفوفاً منتظمة : ( وجاء ربُّك والملك صفّاً صفّاً ) [ الفجر: 22 ] ، ويقفون صفوفاً بين يدي الله تعالى : ( يوم يقوم الرُّوح والملائكة صفّاً لا يتكلَّمون إلاَّ من أذن له الرَّحمن وقال صواباً ) [ النبأ : 38 ] ، والروح :جبريل .



    وانظر إلى دقة تنفيذهم للأوامر ، ففي صحيح مسلم ، ومسند أحمد عن أنس رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( آتي باب الجنة فأستفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ فأقول : محمد ، فيقول : بك أمرت لا أفتح لأحد قبلك ).

    ويمكن أن نلاحظ دقة تنفيذهم للأوامر من استعراض حديث الإسراء ؛ إذ كان جبريل يستأذن في كل سماء ، ولا يُفْتَحُ له إلا بعد الاستفسار .


     
  8. الصورة الرمزية عبدالله الكعبي

    عبدالله الكعبي تقول:

    افتراضي رد: عالم الملائكة



    عصمة الملائكة


    نقل السيوطي عن القاضي عياض : أن المسلمين أجمعوا على أن الملائكة مؤمنون فضلاء ،واتفق أئمة المسلمين أن حكم المرسلين منهم حكم النبيين سواء في العصمة مما ذكرنا عصمتهم منه ، وأنهم في حقوق الأنبياء والتبليغ إليهم كالأنبياء مع الأمم .




    واختلفوا في غير المرسلين منهم ، فذهب طائفة إلى عصمتهم جميعاً عن المعاصي ،واحتجوا بقوله تعالى : ( يا أيها الَّذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها النَّاس والحجارة عليها ملائكة غلاظٌ شدادٌ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) [التحريم : 6] ، وبقوله : ( وما منَّا إلاَّ له مقامٌ معلومٌ – وإنَّا لنحن الصَّادقون – وإنَّا لنحن المسبحون ) [ الصافات : 164-166 ] ، وبقوله : ( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون ) الآية [ الأنبياء : 19 ] ، وقوله : ( كرام بررةٍ ) [عبس : 16]، وقوله : ( لاَّ يمسُّه إلاَّ المطهَّرون ) [ الواقعة : 79 ] ونحوه من السمعيات .




    وذهبت طائفة إلى أن هذا خصوص للمرسلين منهم والمقربين ، واحتجوا بقصة هاروت وماروت وقصة إبليس ، والصواب عصمتهم جميعاً وتنزيه جنابهم الرفيع عن جميع ما يحط من رتبهم وينزلهم عن جليل مقدارهم .


    قال : والجواب عن قصة هاروت وماروت أنها لم يرو فيها شيء لا سقيم ولا صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعن قصة إبليس أن الأكثر ينفون أنه من الملائكة ويقولون: إنه أبو الجن ،كما أن آدم أبو البشر ، انتهى.



    وتعرض لهذه المسألة الصفوي الأرموي فما نقله عنه السيوطي فقال : " الملائكة معصومون ، والدليل عليه من وجوه :


    أحدهما : قوله تعالى في وصفهم : ( ويفعلون ما يؤمرون ) [ التحريم : 6 ] وقوله تعالى : ( وهم بأمره يعملون ) [ الأنبياء : 27 ] وهما يتناولان فعل المأمورات وترك المنهيات ؛ لأن النهي أمر بالترك ، ولأنه سيق فيم عرض التمدح ، وهو إنما يحصل بمجموعها .


    وثانيها : قوله تعالى : ( يسبحون اللَّيل والنَّهار لا يفترون ) [ الأنبياء : 20 ]، وهو يفيد المبالغة التامة في الاشتغال بالعبادة ، وهو يفيد المطلوب .



    وثالثهما : الملائكة رسل الله لقوله تعالى : ( جاعل الملائكة رسلاً ) [فاطر :1] والرسل معصومون ؛ لأنه قال في تعظيمهم : ( الله أعلم حيث يجعل رسالته ) [الأنعام :124] ، وهو يفيد المبالغة التامة في التعظيم .

    ومن تمام عبودية الملائكة أنهم لا يتقدمون بين يدي ربهم مقترحين ، ولا يعترضون على ما أمر من أوامره ، بل هم عاملون بأمره ، مسارعون مجيبون ( لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ) [ الأنبياء : 27 ] ، وهم لا يفعلون إلا ما يؤمرون به ، فالأمريحركهم ، والأمر يوقفهم ، ففي صحيح البخاري عن ابن عباس قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم لجبريل : ( ألا تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ ) قال : فنزلت : (وما نتنزَّل إلاَّ بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك وما كان ربُّك نسيّاً ) [ مريم : 64 ] .


    نماذج من عبادتهم :

    الملائكة عباد الله ، مكلفون بطاعته ، وهم يقومون بالعبادة والتكاليف بيسر وسهولة. وسنورد – هنا – بعض العبادات التي حدثنا الله ، أو رسوله صلى الله عليه وسلم أنهم يقومون بها .


    1- التسبيح : الملائكة يذكرون الله تعالى ، وأعظم ذكره التسبيح ، يسبحه تعالى حملةعرشه : ( الَّذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ) [ غافر : 7 ] ، كما يسبحه عموم ملائكته : ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ) [ الشورى : 5 ] .


    وتسبيحهم لله دائم لا ينقطع ، لا في الليل ، ولا في النهار : ( يسبحون اللَّيل والنَّهار لا يفترون ) [ الأنبياء : 20 ] .


    ولكثرة تسبيحهم فإنهم هم المسبحون في الحقيقة ، وحق لهم أن يفخروا بذلك : ( وإنَّا لنحن الصَّافون – وإنَّا لنحن المسبحون ) [ الصافات : 165-166 ] .


    وما كثرة تسبيحهم إلا لأن التسبيح أفضل الذكر ، روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر ، قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذكر أفضل ؟ قال : ( ما اصطفى الله لملائكته أو لعباده : سبحان الله وبحمده ).


    وهذاالذي ذكره ابن كثير من أن البيت المعمور بحيال الكعبة مروي عن علي بن أبي طالب ،أخرج ابن جرير من طريق خالد بن عرعرة : أن رجلاً قال لعلي – رضي الله عنه - : ماالبيت المعمور ؟ قال : " بيت في السماء بحيال البيت ، حرمة هذا في السماءكحرمة هذا في الأرض ، يدخله كل يوم سبعون ألف ملك ، ولا يعودون إليه ".


    قال فيه الشيخ ناصر الدين الألباني : ورجاله ثقات غير خالد بن عرعرة وهو مستور... ثم ذكر أن له شاهداً مرسلاً صحيحاً من رواية قتادة ، قال : ذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوماً لأصحابه : ( هل تدرون ما البيت المعمور ؟ قالوا :الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه مسجد في السماء ، تحته الكعبة ، لو خرّ لخر عليها... ) .


    ثم قال المحقق ( الألباني ) : " وجملة القول أن هذه الزيادة ( حيال الكعبة )ثابتة بمجموع طرقها " .


    4- خوفهم من الله وخشيتهم له : ولما كانت معرفة الملائكة بربهم كبيرة ، كان تعظيمهم له ، وخشيتهم له ، عظيمة ، قال الله فيهم : ( وهم من خشيته مشفقون )[الأنبياء : 28] .


    ويبين شدة خوفهم من ربهم ما رواه البخاري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله كالسلسلة على صفوان ) .


    قال علي ، وقال غيره : " صفوان ينفذهم ذلك . فإذا فزع عن قلوبهم قالوا : ماذاقال ربكم ؟ قالوا للذي قال : الحق ، وهو العلي الكبير ".


    وفي معجم الطبراني الأوسط بإسناد حسن عن جابر رضي الله عنه : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( مررت ليلة أُسري بي بالملأ الأعلى ، وجبريل كالحلس البال يمن خشية الله تعالى ).

    " والحلس : كساء يبسط في أرض البيت " .


    ان شاء الله العوده لنكمل الموضوع
    التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله الكعبي ; 14 Mar 2013 الساعة 08:20 PM