عبدالملك القاسم

بسم الله الرحمن الرحيم
مضى عهد النوم يا خديجة.. ومضى عهد النوم أيتها الفتاة السعوديه.. استنهاض جميل لعزائم الفتيات وهمم النساء من مربية فاضلة، وداعية موفقة في مقالة ضافية، تشع أنفاس حروفها بالمحبة لهذا الدين، كتبتها الدكتورة رقية بنت محمد المحارب. وهي من هي التي طوقت أعناق الكثير من الداعيات اليوم بفضلها وحسن دعوتها مع ما تحمله من ميراث النبوة المؤصل بالكتاب والسنة وقد خط قلمي وهو يساير قلمها وجميل عبارتها:

يا خديجة.. أقبل الفجر وولى زمن النوم، لك سنوات تقارب العشرين وأنت تنهلين من معين صاف رقراق ثم إذا بك لا تعملين بما علمت طوال السنوات الماضية.

يا خديجة.. دنا الحصاد وقارب الزرع أن يحصد.. لكن الدعوة تحتاج إلى جهاد وأمل وصبر.

يا خديجة رائحة الجنة هب هبوبها، ولا أراك إلا مسارعة لها مبتغية رضا الله عز وجل.

يا خديجة.. الحجاب يئن من ضربات متتالية وترينه بدأ يسقط عن وجوه البعض. أما آلمك وأدمى قلبك ذاك السفور والدعوة إليه!

يا خديجة.. ((ما كان الرفق في شيء إلا زانه)) والدعوة والرفق متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر وتأملي سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم ترين ذلك واضحاً جلياً..

يا خديجة.. سمعتِ بما أسموها (ماما تريزا) وصويحباتها ومن على شاكلتها يذهبن في حر الصيف وسوء الأحوال الجوية وحيث قطاع الطرق والفقر.. تحثهن الخطى للدعوة إلى النصرانية الباطلة.

يا خديجة.. جعل الله أعظم هم تحملينه في قلبك هم الدين ورفعته. وأزال من قلبك هموم الغافلات اللاهيات.

يا خديجة.. أري الله منك خيراً وابذلي لهذا الدين مثلما تبذلين للدنيا بل الثلث.. والثلث كثير.

يا خديجة.. سترك الله بستر العفاف وجعل الإيمان شعارك ودثارك وأحياك حياة طيبة، وجعلك هادية مهدية وأقر بك أعين الإسلام والمسلمين. ومثلك تنجب الرجال وتربي الأبطال وتخرج العلماء والدعاة.

يا خديجة: حفظكِ الله من كيد الأعداء وأنار بصيرتك بالعلم النافع ورزقك العمل والإخلاص.

نداء من رقية.. مضى عهد النوم يا خديجة!!


العدد 1735 - 24 ذي الحجة 1420 هـ. مجلة الدعوة.